|
المصريون و العجل أبيس !
احمد عبدالمعبود احمد
الحوار المتمدن-العدد: 4458 - 2014 / 5 / 20 - 01:31
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
أبيس و قمبيز يا دى العجب يا رجب يا مرتب الحكايات اسمع و شوف و اندهش عسى يقلبوا الصفحات عن بنت حلوه عليها العزم و النية اسمها مصر المحروسة وليست مصر السيساوية أو الاخوانية فإن الشىء الغريب الذى يؤرقنى هو هل أصبح المصريون أسرى للإحباط و التشاؤم منذ مقتل العجل أبيس الى يومنا هذا بعد أن كانوا يعتبرونه رمزًا للخصوبة والقوة الجسمانية أى أنهم رأوا فى أبيس ضالتهم و اعتبروه هو المنقذ من أى نكبات حيث ارتبط ظهوره فى حياتهم بالخير و المجد و النصر .. فالعجل أبيس هو ( روح الإله بتاح على الأرض، إله الصناعة والفنون والابتكار ) ، وفقاً للمعتقدات الفرعونية القديمة.. فقد كان له مكانة كبيرة فى نفوس المصريين القدماء حيث ارتبط ظهوره بنمو النضج الفكرى والإبداعى لديهم والتقدم فى جميع المجالات ، بالاضافة إلى رمزيته بالخصوبة والنماء.. فعندما ظهر العجل أبيس مجدداً فى عهد الاحتلال الفارسى فرح المصريون فرحاً شديداً وأقاموا الاحتفالات، وهنا ظن قمبيز الفارسى الحاكم الديكتاتور أنهم يحتفلون شماتة فيه لفشله الذريع فى حملاته الثلاث التى كانت موجهة إلى قرطاجة ونبتة وسيوة ، فقرر أن يقتل العجل أبيس وصوب سهمه نحوه ليشق بطنه، لكن استقر السهم فى فخذه ثم مات وغضب المصريون غضباً شديداً، حيث كان أول عجل يقتل فى تاريخهم ، ومن المثير للسخرية أنه عندما كان قمبيز يمتطى جواده أصابه نصل سيفه فى فخذه ومات بنفس طريقة موت أبيس.. ومنذ مقتل أبيس أصبح المصريون أسرى للإحباط والتشاؤم لدرجة جعلتهم يستسلمون للاحتلال الفارسى، وعندما فكروا فى التخلص من الفرس قرروا الاستعانة بالإغريق بقيادة الإسكندر الأكبر، ولما أرادوا التخلص من الحكم الرومانى رحبوا بالفتح الإسلامى، وظلت حياة المصريين هكذا كلما أرادوا التخلص من احتلال استبدلو ه بآخر، حتى إنهم لما تخلصوا من الاحتلال الفرنسى كان فى إمكانهم اختيار مصرى يحكمهم ولكنهم اختاروا محمد على الألبانى، رغم أنه كان هناك وقتها من يستطيع حكم مصر من المصريين، وهذا يؤكد فقدانهم الثقة فى أنفسهم، وظلت مصر تحت حكم الغرباء، و فى الوقت الذى يبحثون فيه عن أبيس جديد يحررهم من حالة فقدان الثقة بأنفسهم فإذا بروح أبيس جديد، تطل عليهم و هى ظهور الرئيس جمال عبدالناصر كأول حاكم مصرى يستطيع أن يحكم مصر،بعد التفاف عامة الشعب حوله ، وبرغم أن لحكمه سلبيات وإيجابيات إلا أننا لا نستطيع أن ننكر أنه كان مصدر إلهام للمصريين؛فأعاد لهم جزء كبيرا من ثقتهم فى أنفسهم بعد حالة الاحباط التى عاشوها بعد موت ابيس حيث أحدث نهضة صناعية وتعليمية وتقدماً ولكن هل يعقل أن يظل المصريون هكذا يفكرون بعقلية و زمن ابيس ؟ فهل لأنهم أدمنوا تقديس الالهه ؟ ربما فهكذا كان حالنا منذ ألاف السنين لكن على من المنطق و المعقول أن نعود بنفس الفكر و نفس النظرية و نحن فى الالفية الثالثة و نقدس المشير السيسى ظنا منا أننا ننتج أبيسا جديدا لأنه حررنا من الهيمنة الاخوانية فأصبحنا نلتمس له كل الاعذار مبكرين على غرار اعطوه فرصة أو و مالو لما نصبرعليه شويه كل هذا ما هو الا مبرر لفشل زريع قادم على يد الرئيس القادم الذى كنت أجله و احترمة عسكريا من خلال منصب وزير الدفاع و ليس رئيس للجمهورية فالمرحلة القادمة لا تقبل الخطأ أو التجريب فالاقتصاد المصرى يتهاوى منذ أن اعتمد على الاعانات الاماراتية و السعودية فليس من المعقول أن شعب حضارته تتعدى 7000 سنة ينتخب رئيس أراءه و أفكاره عقيمة بعد فشله فى حل مشكلة الخبزبتخفيض رغيف من كل مواطن يوميا و انقطاع الكهرباء باللمبات الموفرة فهذه الحلول لا ترتقى لحلول تناسب نضج و رجاحة عقل فارس أو رئيس مصر القادم فعقليتة تناسب وزير فى حكومة و ليس رئيس كما أنه يخشى مواجهة شعبة بعدم عقده مؤتمرا جماهيريا واحدا ملتحما فيه مع المصريين الذى ضحى من أجلهم سابقا فما نعهده عنه هو الشجاعة وليس الجبن و حتى يناقش الحلول الجذرية لمشاكل مصر لكنه فضل الظهور بالبرامج و القنوات المنحازة له و المدافعة عنه ليل نهار لعرض الرؤى و الافكار التى يطرحها و كأنها لعبة مصالح بينه و بين رجال الاعمال أو الاعلام أو منحة أوهبه منه لشعب مصر العظيم وربما لجهله بدروب السياسة و دهاليذها و ذلك من خلال برامج هذه القنوات الخاصة ( المأجورة )التى تعلنها صراحة بأنها تدعم المشير و تحس الناخبين على اختيار المشير بدلا من حمدين فى الوقت الذى ثار فيه هذا الشعب فى وجه الطغاه مرتين فى أقل من ثلاث سنوات مناديا بالحرية و الكرامة الانسانية هذا الشهب هو نفسه الذى أغمض عينيه عن حمدين الذى قدم برنامجا لحل مشاكل مصر و اقرار زمة مالية حتى يبرأ زمته امام المصريين لكن شعبنا المغيب تحت مفعول كبسولات السيسى ا لمناهضة لحكم الاخوان التى أثلجت صدورنا فى انتقامنا من سياسة الاخوان التكفيرية أو الاستحوازية جعلته أدمن نسبة المخدر بالكبسولة - فجعلنه ينتخب رئيسه بهذا الشكل المؤسف و المهين فى حق كل المصريين دون أن يتعرف على برنامجه ويكتفى مرشحه بعرض حلوله لمشاكل مصر عبر الفضائيات و معتمدا على محبة المصريين الجارفة له دون النظر لتاريخة فهل هذا يؤهلة لقيادة مصر أم لا فقيادة مصر شىء و الاطاحة بالاخوان شىء أخر فكمسرى القطار لا يمكن أن يصبح سائقا ماهرا و لا الحاوى يصلح أن يكون قرداتى و لا كل من حمل فانوسا كان اسماعيل ياسين و أخيرا اعلموا جيدا أن الحاوى لا يمكن أن ينسى موت ابنه و لا الحية تنسى قطع ذيلها فالخاسر الوحيد هو شعب مصر المسكين و أهله الطيبين فهل آن الآوان لأن نتخلص من عقدة العجل أبيس حتى لا ندفع جميعا الثمن يا مصر
#احمد_عبدالمعبود_احمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
استقرار مصر مرهون بموافقة السيسى و إرضاء الاخوان
-
إلى المشير السيسى : كن وزيرا ناجحا ولا تكن رئيسا فاشلا !
-
نعم للدستور المصرى و لا للسيسى
-
رسالة الى وزير التعليم
-
لا لضرب سوريا
-
انتحار البرادعى رئيس جمهورية الضمير !!
-
ديننا الحنيف و ذقن الشيخ !!
-
هل شرعية مرسى مرهونة بمباركة شيوخ الفتنة !!
-
رسالة تمرد إلى تجرد قبل خريف الغضب !
-
نهضة دى و لا فنكوش !!
-
مرسى النهضة و عفاريت السيالة !!
-
حديث الطر شان في دولة الإخوان
-
نعم للشريعة و لا للدستور الاخوانى !!
-
الإخوان و الديمقراطية المسلحة في قانون الغابة !!
-
هل إعصار ساندي عقاب من رب العالمين ؟ !
-
الاسلام و المسلمين و أشياء أخرى !!
-
ملاحظات : - حول القرار 313 لمنظومة التقويم الشامل !
-
متى تكون الترقية بالكفاءة فى وزارة التعليم
-
دولة الخلافة و الخليفة و خداع المسلمين (2 - 1)
-
الخلافة والخليفة و خداع المسلمين (1) !
المزيد.....
-
-ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني
...
-
-200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب
...
-
وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا
...
-
ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط
...
-
خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد
...
-
ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها
...
-
طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا
...
-
محكمة مصرية تؤيد سجن المعارض السياسي أحمد طنطاوي لعام وحظر ت
...
-
اشتباكات مسلحة بنابلس وإصابة فلسطيني برصاص الاحتلال قرب رام
...
-
المقابر الجماعية في سوريا.. تأكيد أميركي على ضمان المساءلة
المزيد.....
-
المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية
/ ياسين الحاج صالح
-
قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي
/ رائد قاسم
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
المزيد.....
|