|
ماهو نوع شخصيتك في الفيسبوك ؟
مهند حبيب السماوي
الحوار المتمدن-العدد: 4457 - 2014 / 5 / 19 - 13:19
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
تعد الشخصية، كمفهوم ودلالة ومجال بحث، من المواضيع والحقول الدراسية المهمة التي تم تسليط الضوء عليها من قبل الباحثين في علم النفس، حيث خاض المفكرون في لجج مضمونها وسرحوا في الابعاد التي تتخذها، ووقفوا عند المساحات التي تتحرك فيها، واستعرضوا المديات المرتبطة بها سلبا وايجابا ومدى تأثيرها على حياة الانسان في مجابهة حاضره وصنع مستقبله. ويؤكد استاذ علم النفس الانكليزي جون ماير على انه قبل عام 1995 كان حقل الشخصية في علم النفس غير منظم والمعلومات التي يتضمنها غير مؤكدة، ولم يكن للشخصية، من وجهة نظر العلماء، تأثير كبير على حياة الانسان الا بعد عام 1995 حيث أصبح الرأي القائم لدى جمهور الباحثين هو ان لشخصية الانسان تأثير كبير لايستهان به على حياته وتحديد مساراته. ولأن شخصية الانسان هي " مجموع مايصدر من الانسان من سلوكيات وتصرفات وافعال مختلفة في مواقف وسياقات متنوعة" بحسب التفسير المبسط لتعريف الشخصية الذي بلغ اكثر من 50 تعريف لدى العلماء، فان انغماس الانسان المعاصر في العالم الرقمي عموما وموقع الفيسبوك خصوصا سوف يؤدي الى منح هذا الانسان" العصري" سمات معينة وذات او " نفس رقمية " كما جاء في تحليل وتشخيص الدكتورة تمارا هيك لهذا المفهوم ، وبالتالي يقود هذا الى خلق" شخصية فيسبوكية" تتسم بسمات وتصرفات معينة ترتبط باستعمال الانسان للفيسبوك. ويصنّف الباحث بيرناردو تيرادو شخصيات الانسان الذي يستخدم الفيسبوك الى اربع، اذ يؤكد الباحث في دراساته على أن لكل انسان يستخدم الفيسبوك شخصية معينة لايمكن ان تخرج من النماذج الاربع التالية (FPT) Four Facebook Personalities Types . الاولى: شخصية الــ(Voyeur ) المتلصص: هو شخص يعرف كل مايتم نشره في الفيسبوك في صفحات زملائه لكنه نادرا ماينشر اي منشور "بوست"، فهو ينظر ويراقب ويتابع ماينشره الاخرون من أصدقائه على صفحات الفيسبوك من غير ان يقوم باي نشاط على صفحته ولا حتى يقوم بالاعجاب او التعليق لما ينشره الاصدقاء. الثانية: شخصية الــ (Informer) الناشر : وهو الشخص الذي ينشر حوالي 3 بوستات في اليوم، وهو يستعمل الفيسبوك من اجل التواصل مع الاخرين بعد عودته من عمله او اثناء عمله، اذ يقوم بوضع منشورات ونشر صور مختلفة كما يعلّق على منشورات اصدقائه بالاضافة الى استعمال " شات" الفيسبوك والالعاب مع الاخرين. الثالثة: شخصية الــ (Me Mees)وهي مشتقة بحسب الباحث من (It’s ALL About Me) أي النرجسي: وهو الشخص الذي يتميز بسمة نرجسية واضحة في تعامله مع الفيسبوك تجعل كل ماينشره في الصفحة متعلق به ويدور حول ذاته من صورة او عبارات او تعليقات، ونادرا مايعلّق او يقوم بكتابة تعليقا على منشورات الاخرين الا اذا كان فيها، على نحو واضح او خفي، اشارات لتعزيز واثراء نفسه والاعلاء من شأن شخصيته. الرابعة: شخصية الــ (Evangelist) الواعظ . وهو من ينشر اكثر من اربع منشورات يوميا، وتجد لديه الكثير من الوقت الذي يمكن ان يقضيه على الفيسبوك يمارس فيه عمله " الرقمي" من خلال نشر امثال ومقولات وصورا وعبارات "وعظية" ، كما انه يضع تعليقات متنوعة على منشورات الاخرين، من اجل ان يخفي، في راي تيرادو، مايدور في حياته الواقعية. شخصيا اتفق مع تيرادو في انه هنالك شخصيات مختلفة لمن يستعمل الفيسبوك او للسلوكيات التي تصدر من قبل مستخدم الفيسبوك فيما يتعلق بالتعامل مع الاخير، اما ان تُحدد برقم محدد هو الاربعة دون غيره فهذا ما نتحفظ عليه ولانوافق على تحليل تيرادو في هذا الجانب ،فضلا عن النتيجة التي وصل اليها، فربما ينشر هذا الشخص اكثر من اربع منشورات وبعضها فيها وعظ واخرى تخلو من ذلك وليس بالضرورة ان يقتصر فلان على سلوك واحد محدد، كما ان هنالك شخصيات تستخدم الفيسبوك لاغراض تجارية هدفها الربح اولا واخيرا وبعضها يمارس ذلك على الصعيد الجنسي ايضا حينما يستخدم الموقع للايقاع جنسيا باخرين او اقامة علاقة من النوع الاخير. كما ان هنالك افراد يديرون صفحات لها الاف المتابعين في الفيسبوك مثل صفحات السياسيين والفنانيين والاحزاب والحركات السياسية والمنظمات وكثير من الشخصيات العامة ، ويقوم من يدير هذه الصفحات بعمل معين لايندرج ضمن السمات التي حددها الباحث تيرادو. ولا يقتصر الامر على هذا النحو بل هنالك شخصيات دينية تجعل الهدف من الصفحة "اخلاقي بحت" من اجل نشر رسالة معينة يؤمن بها صاحب المنشور، وليس بالضرورة ان يخفوا هؤلاء شخصية ثانية في الحياة مثلما رأى ذلك تيرادو في الصنف الاخير. كما ان هنالك نوع من الشخصية " الفيسبوكية" ممن لم يتعرض لها الباحث وهي موجودة على نحو واضح في الكثير من الصفحات، وهي الصفحات المُقنعة التي يمارس فيها اصحابها " من كل الجنسين" مايعجز او يخجل عنه في الحياة الواقعية ! ولذا تجدها صفحات مموهة وبدون صورة وتخلو من الأسماء الحقيقية لأصحابها.
مهند حبيب السماوي [email protected]
الصفحة الرسمية على الفيسبوك: الباحث مهند حبيب السماوي https://www.facebook.com/pages/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%AD%D8%AB-%D9%85%D9%87%D9%86%D8%AF-%D8%AD%D8%A8%D9%8A%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%85%D8%A7%D9%88%D9%8A/638886569492681?ref=hl
#مهند_حبيب_السماوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مهزلة جديدة ...تحالف عالمي ضد الشيعة !
-
ليس باللافتات وحدها يُنتخب المُرشح !
-
نواب الفيسبوك...واقنعة العصر الرقمي !
-
البحرين تُمجد صدام حسين...يالعاركم !
-
الطائفية الرقمية ....الجزء الرابع
-
الطائفية الرقمية/ الجزء الثالث
-
الطائفية الرقمية ....الجزء الثاني
-
الطائفية الرقمية ......قراءة في تحولات مفهوم الطائفية / الجز
...
-
العري المجتمعي في أزمة الانبار !
-
صحيفة الشرق الاوسط...لقد بلغ السيل الزبى !
-
العرب والخوف من زيارة المالكي لواشنطن !
-
نواب يغشون..فكيف يحاربون الفساد!
-
لماذا لم يستقل عراقي من قناة الجزيرة ؟
-
عار اعلامي جديد ...آنيا ليوسكا !
-
6 فوراق بين عراق 2003 وسوريا 2013
-
التصريح بالولاية الثالثة...أولوية سياسية خاطئة
-
ائتلاف دولة القانون...خسارة الربح !
-
التيار الصدري أمام الامتحان الأصعب
-
القُبلات لا تحل ازمات العراق !
-
أعظم اختبار للبرلمان العراقي !
المزيد.....
-
-سقوط مباشر واحتراق آلية-.. -حزب الله- يعرض مشاهد لاستهدافه
...
-
صنعاء.. تظاهرات ضد الحرب على غزة ولبنان
-
فصائل العراق المسلحة تستهدف إسرائيل
-
الديمقراطيون.. هزيمة وتبادل للاتهامات
-
القنيطرة.. نقاط مراقبة روسية جديدة
-
عرب شيكاغو.. آراء متباينة حول فوز ترامب
-
مسؤول أميركي: واشنطن طلبت من قطر طرد حركة حماس
-
إعلام سوري: غارات إسرائيلية على ريف حلب
-
بعد اشتباكات عنيفة بين إسرائيليين وداعمين لغزة.. هولندا تقرر
...
-
هجوم بطائرة مسيرة يوقع قتيلًا و9 مصابين في أوديسا
المزيد.....
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
-
فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال
...
/ إدريس ولد القابلة
المزيد.....
|