في ذميح الإعلام السوري 2 ـ3)

أديب حسن محمد

الحوار المتمدن-العدد: 1262 - 2005 / 7 / 21 - 12:24
المحور: الصحافة والاعلام
    

مشاهد درامية

المشهد الأول:
يميل مسؤول القسم الثقافي برقبته فينهره المصور ويعيده إلى وضعية صور دفتر العسكرية وصور دفتر العائلة،لكن وفي لحظة إضاءة الفلاش يعود الكاتب الكبير إلى إمالة رأسه فتخرج الصورة الفريدة على موديل:ميل يا غزيل،ومن شدة إعجاب المسؤول الثقافي بصورته الفريدة تلك صار يتحف القراء بها في أكثر من مكان:مرة في افتتاحية تتحدث عن الشأن الذي يشغل الثقافة هذه الأيام وهو سؤال الدجاجة والبيضة،ومرة في قصيدة عصماء تتذيل صورته المائلة والتي نقتطف منها مقطعاً قصيراً حرصاً على سلامة القارئ:
حبيبتي
مرت الغيوم من حاكورتنا
وكنت أجفف ورق التبغ
وأشرب المتة
محدقاً في التركتور الذي يمخر بصوته هدأة الجبل
فيما أصوات الحمير
تختلط بحمرة الشفق

المشهد الثاني:

يدخل كاتب عجوز على المحاسب المكتنز الذي يبادره بنظرة مخابراتية فاحصة،ويسأله عن إسمه وسنه وعنوانه وتاريخ ولادته بالساعة والدقيقة وعن هواياته وحالته العائلية وانتمائه الحزبي،وعندما يعرف أنه جاء ليقبض ثمن استكتاباته في الجريدة يخرج من درج طاولته مصنفا يزن حوالي 5 كغ ويباشر التدقيق فيه،وما يلبث أن يغلقه كالعادة قائلاً:
استكتاباتك تحولت للأرشيف..؟؟
ويتحول الكاتب العجوز إلى الأرشيف فيحيلونه إلى أمين التحرير،ويقذفه أمين التحرير إلى رئيس الشؤون المالية،وهكذا ينتهي العجوز عند الباب الرئيسي حيث تصيبه ذبحة أدبية،وتصعد روحه إلى بارئها فيما المحاسب يذرف دموع الحسرة من وراء نظارته السوداء.

المشهد الثالث:

نهاري مغلق
يدخل رئيس القسم الثقافي مكتبه،فيجد في انتظاره شويعرة مليحة وقد بان فخذاها وبدت عليهما آثار الثقافة،يقرأ المسؤول الثقافي الرسالة الفخذية بوضوح،ويهلل عندما تسلمه المستفذخة بعض روائعها فيبادر إلى نشرها على حلقات مزينة بصورتها من فوق الزنار،وبعد مرور ستة أشهر ينال المسؤول الثقافي شهادة الدكتوراة في موضوع أدبي هام هو:كيف تقرأ الأفخاذ،وستفد النسخ التي طبعها والتي ذهب ريعها لشراءدابة تعينه على بلواه

المشهد الرابع:

يتقدم صحفي جريء بمقال من خمسة عشر صفحة ينتقد فيها البيروقراطية والجمود في الوسط الإعلامي والأدبي،فيستقبله رئيس تحرير الجريدة ويهنئه على جرأته واندفاعه،ويعده بنشر المقال بعد موافقة الجهات المعنية،وبعد أسبوع ..سيتم العثور على الصحفي الجريء في مشفى ابن سينا،وهو يتأبط مقاله المنشور والمؤلف من عشر كلمات هي.....والبقية تأتي

#أديب_حسن_محمد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات