أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - جواد البشيتي - روسيا والصين تُعْلِنان الحرب على الدولار!














المزيد.....


روسيا والصين تُعْلِنان الحرب على الدولار!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4456 - 2014 / 5 / 18 - 15:14
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


جواد البشيتي
من "القرم"؛ ثمَّ من شرق وجنوب أُوكرانيا، بدأ، ويبدأ، التأسيس لنظام دولي جديد، به، وفيه، نرى "العولمة"، أو "القرية العالمية"، وقد شَرَع يخالطها، ويَمْتَزِج بها، كثير مِمَّا خِلْناه ذَهَب وانقضى؛ فإنَّ "أسواقاً إقليميةً"، تشبه "الاقتصاد السياسي" أكثر مِمَّا تشبه "الاقتصاد (الصَّرْف)"، هي الآن قَيْد النشوء والتَّكَوُّن في قَلْب "السوق العالمية"، وبما يجعل "العولمة" تجنح لاستبدال "الاعتدال" بـ "التَّطَرُّف"، في اتِّجاهاتها الاقتصادية.
روسيا والصين قرَّرتا التأسيس لسوق جديدة في القَلْب من آسيا، وإحياء "طريق الحرير (البرِّي عَبْر آسيا)"؛ وقد تنضم إليهما، عمَّا قريب، بقية دول "بريكس" Brics، أيْ البرازيل والهند وجنوب إفريقيا؛ ومستقبلاً، يمكن أنْ نرى انضمام دول أخرى تَشْعُر أنَّها متضرِّرة اقتصادياً وسياسياً من نظام دولي سياسي واقتصادي تُهَيْمِن عليه، وتتحكَّم فيه، الولايات المتحدة.
وهذا القرار وُصِف بأنَّه "قنبلة"، فجَّرَتْها روسيا والصين، ولسوف تصيب مقتلاً من الدولار بصفة كونه العملة الدولية الأولى، والعملة التي بها وحدها يُسعَّر النَّفْط وغيره من السِّلَع الاستراتيجية؛ فالعملات القومية (وفي مقدَّمها العملتين الروسية والصينية) ستَحِلُّ محل "الورقة الخضراء" في التجارة بين دول هذه "السوق الإقليمية (أو شبه الدولية)"؛ و"الضربة الكبرى" ستُصيب نظام "البترودولار"؛ فتجارة النفط والغاز بين هذه الدول لن تكون بالدولار؛ أمَّا الرئيس الصيني فاقترح، في الوقت نفسه، أنْ تتعاون ألمانيا (قاطرة الاقتصاد الأوروبي، ورابع أكبر اقتصاد في العالم) والصين في إعادة فتح (وفي تطوير) طريق الحرير الذي يربط تجارياً بين ألمانيا (ومعها أوروبا) وبين روسيا والصين.
القرار الروسي ــ الصيني قد يُفْهَم ويُفسَّر على أنَّه قرارٌ فيه من "السياسة" أكثر بكثير مِمَّا فيه من "الاقتصاد"؛ لكن ما أنْ نُمْعِن النَّظر فيه حتى نَجِد أنَّ له حيثيات اقتصادية (عالمية) موضوعية؛ فثمَّة بَوْن شاسع بين ما يَزِنَه اقتصاد الولايات المتحدة (وصادراتها الصناعية على وجه الخصوص) بالميزان الاقتصادي العالمي وبين بقاء الدولار متربِّعاً على عرش العملات الدولية، واستبداده بالنّظام الاقتصادي والنقدي العالمي.
مِنْ قَبْل، وبعد أنْ وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها على وجه الخصوص، كانت الغالبية العظمى من دول العالَم يمكنها شراء كل ما تحتاج إليه (تقريباً) من الولايات المتحدة، التي كانت ملتزمة، في الوقت نفسه، أنْ تُبدِّل بالذهب عملتها الورقية؛ فكل دولة كان يُمْكِنها أنْ تَحْصَل من الولايات المتحدة على الذَّهب عند إعادتها "الورقة الخضراء" إليها. ومع تراجع الحصَّة العالمية للولايات المتحدة من الصادرات الصناعية، وإعلانها التوقُّف عن تبديل الدولار بالذهب، انتفت (أو تضاءلت كثيراً) الحاجة لدى دول العالَم إلى الدولار، في التجارة الدولية، وفي الدَّفْع والاختزان؛ فتفتَّق ذهن القوَّة العظمى في العالَم عن حيلة "البترودولار"؛ فالنفط هو سلعة عالمية استراتيجية، كل دول العالَم في حاجة إلى هذه السلعة؛ والسعودية، سنة 1973، كانت أكبر دولة مُصَدِّرة للنفط في العالَم، فاتَّفَقَت معها الولايات المتحدة على أنْ تُسَعِّر نفطها بالدولار فحسب؛ فتولَّدت لدى كثير من دول العالَم حاجة جديدة إلى اقتناء الدولار؛ ولقد كان بيع النفط، عالمياً، بالدولار امتيازاً للولايات المتحدة، التي كانت دولة مستوردة للنفط (وتطبع الدولار في حرية تامة).
الآن، توشِك الولايات المتحدة أنْ تتحوَّل إلى دولة مُصدِّرة للنفط والغاز؛ والاقتصاد العالمي يميل إلى الغاز أكثر من ميله إلى النفط؛ وأهم مصادِر الغاز في العالم تَقَع في روسيا وإيران وقطر وبحر قزوين؛ وحصَّة السعودية من النفط المُنْتَج والمُصَدَّر، عالمياً، تضاءلت كثيراً؛ وهكذا تهيَّأت الأسباب الاقتصادية الموضوعية لهذا القرار الروسي ــ الصيني.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ومضات 2
- وَمَضات!
- مُفارَقَة كوزمولوجية!
- إلى أين يتمدَّد الكون؟
- العيش في الحرب على -الآخر-!
- في فكرة أنَّ الكون -ثقب أسود-!
- -نهاية التاريخ-.. عربياً!
- هل تتغيَّر قواعد اللعبة بين الفلسطينيين وإسرائيل؟
- -المرئي- من كَوْننا يتضاءل و-اللامرئي- يَتَّسِع!
- ماركس و-طبقته- في -يوم العُمَّال-!
- المادة -مُرَكَّبَة- ولو كانت -بسيطة-
- مفهوم جديد ل -الوطن- قَيْد التأسيس!
- كيف يحتال الدِّين على الفيزياء
- النجم إذا انهار على نفسه!
- قراءة في -فنجان- الصراع السوري!
- إذا الشعب تخلَّى عن -الحرية- في سبيل -الأمن-!
- القانون الكوزمولوجي الذي يَحْكُم تطوُّر الكون
- حتى نُحْسِن فَهْم سياسة الولايات المتحدة!
- -العدم-.. تلك الفكرة الغبيَّة!
- في -الخَطِّ العُقَدي- الهيجلي


المزيد.....




- عاجل | وسائل إعلام أميركية: القبض على مسلح خطط لقتل وزيري ال ...
- سوق العقارات في كردستان يتهاوى.. خسائر كبيرة وأسباب عديدة
- تكنولوجيا روسية متقدمة.. بوتين يزور مركز إنتاج الطائرات المس ...
- بوتين يتفقد مركز أبحاث وإنتاج الطائرات بدون طيار
- النفط يتعافى من أدنى مستوى في أسابيع وسط تعطل إمدادات ليبيا ...
- مدبولي: مصر سيكون لديها فائض في الميزان التجاري بحلول 2030
- الذهب يصعد وسط ضبابية بشأن السياسات التجارية الأميركية
- تمويل بقيمة 6 مليارات دولار لتعزيز الكهرباء في إفريقيا
- البرلمان المصري يوافق على قرض جديد من البنك الدولي
- سلطة النقد: نجحنا في تحقيق الاستقرار المالي رغم الأزمات الما ...


المزيد.....

- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - جواد البشيتي - روسيا والصين تُعْلِنان الحرب على الدولار!