أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - الماركسية وافق البديل الاشتراكي - نعيم عبد مهلهل - ماركس ليس فلسفة فقط ..أنه رغيف مقسوم بالتساوي














المزيد.....

ماركس ليس فلسفة فقط ..أنه رغيف مقسوم بالتساوي


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 1262 - 2005 / 7 / 21 - 12:22
المحور: ملف - الماركسية وافق البديل الاشتراكي
    


عاش كارل ماركس ومات ورأسه الكبير الذي وصفه مايكوفسكي بغيمة الورد الكبيرة.
ممتلئ برؤى تحسين الوضع البشري وجعل أرباب العمل يمنحون المزيد من المال والعطف والحرية لعمالهم بل ذهبت فلسفته إلى ترسيخ شيئا كبيرا من عاطفة الحرية الحالمة التي أضطرت في أخر الأمر إلى الثورة لأن الحلم لم يعد سوى النوم على وسائد الكتب والتنظير فكانت ثورة أكتوبر 1917 تلك التي قال عنها صاحب ( عشرة أيام هزت العالم ) ، الكاتب الأمريكي جون ريد :أنها طفرة حضارية ينبغي أن يستغلها الفقراء جيدا ً .
غير أن الثورة في تطبيقاتها اختلفت في تطبيقات الرؤية الماركسية وأن ظلت تمثل لها منهجا للتنظير الأيدلوجي وخيارات للتأريخ القادم والسبب أن المتغير التاريخي كان أكبر من حلم التنظير والخطابات مع النمو الهائل لرؤى الاستعمار والرأسمالية والنازية فدخلت التجربة في خضم صراع التعبئة والتسليح والدفاع عن الكرامة الوطنية كما في تجربة الحرب الكونية الثانية وبعدها الحرب الباردة وبعدها المتغير الحضاري الذي لم يكن كارل ماركس يضع له التصور النبؤي وهو عصر العولمة الذي كان سبب مباشرا أو غير مباشر بانهيار دولة الحلم الماركسي ( الأتحاد السوفيتي ) وليقاد العالم من جديد إلى التغيرات بالخيارات :
التغيير بالخيار الديمقراطي الغربي ، أو بالخيار الاقتصادي ، أو الخيار العسكري .
وكان خرتشوف يقول : خيارات الغرب نحن نتحكم بها .
الآن من يتحكم بالخيارات . قطب واحد ، دب واحد ، حاجب واحد . يتحرك تتحرك الأساطيل .؟
مرات تلتهب ذاكرتي بشجن قراءاتنا الأولى وكان للفلسفة الماركسية حصة الأسد . أنها كمن يطوف بك بقارب نجاة . كان الرجل يضع للمجتمعات خيارات وجود تتساوى فيها أحلام الحرية مع أحلام موت الجوع وكان يفسر حركة التأريخ وفق منطق العلم ويضع الأمور أمام أحقية المتغير التاريخي ( الديالكتيك ) . وكنا نستلهم وقائع ذاكرة الكتاب ونرميها في واقعنا الصعب فتحدث المصادمات والنقاشات والتأليف وبعضهم يحصل على متعة الاعتقال ويرمى في السجن . كنا أطفالا حين نصاحب أمهاتنا لنزور معارفنا والجيران ممن أخذتهم تلك المطالعات وتطبيقاته إلى قاوويش سجون الخيالة أو نقرة السلمان أو سجن الحلة وكنا نشاهد سعادتهم مثل سعادة الرغيف المقسوم بالحق على جمع من الجياع الفقراء فأتذكر جملة شاعر من محلتنا في عنوان إحدى قصائده ( أنت لست فلسفة فقط . أنك رغيف مقسوم بالتساوي ) وحين سأله ضابط التحقيق من تقصد ب ( أنت ) قال : جدي شعيوط .
غضب الضابط وقال : هل تستهرزأ . وهل كان جدك مشعول الصفحة فيلسوفا .
قال : نعم . كان فيلسوف العشيرة وفلسفته هي محنة العشيرة كلها . لقد كان صانع حلم كبير .
ـ تعني كان فريضة ؟
ـ وأكثر من ذلك .
وهكذا تخلص جارنا من إحراج عنوان القصيدة وظل الضابط في كل جلسة تحقيق ينادية : أبن الفريضة .
ظل الحالم الألماني الكبير يمثل روحا تضئ ملكات الجياع والحالمين بغد جديد وحين لعب غورباتشيف لعبته كانت النظرية تعيش لحظة حزن ولم تعش لحظة موت .
ففي هكذا مصائر تاريخية ، النظريات الجميلة لا تموت بل تظل مضيئة وفعالة حتى لو بقيت منضودة على رفوف الكتب .

أور السومرية في 20 يوليو 2005



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يكفي أن تقول لأمراة أنت رائعة ..ثم تذهب بعيداً؟
- حوار مع الكاتبة السعودية وجيهه الحويدر ..أمراة دأبت على أشعا ...
- قصائد للعلم الأحمر والرغيف الأحمر والخد الأحمر .. قلبي قوس ق ...
- من أجل صديقي عبد الله الريامي ..رسالة الى السلطان ..ليكن مرس ...
- المثقف وأيام الآن العراقي
- يوتيبيا خضراء ..وجفن أمراة ترتدي قمراً بلون المقصلة
- حكم مأخوذة من متن كتاب الحياة
- دمعة لندن ومنديل مفتي الديار الأسلامية
- سيناريوهات لرعاة المطر ورعاة البقر ورعاة الأفيال السومرية
- قضاءالجبايش العراقي وبطة شنغهاي
- أنت تشبه دالي ..وأنا أشبه صدر الدين حمه
- يازمان الوصل في الأندلس ..نحيب عبد الله الصغير بين مدريد وكا ...
- رؤى في تأسيس الديمقراطيات القادمة ..مقالة النائب البرلماني ع ...
- الذاكرة الصينية والقمر الياباني
- الملائكة المندائية وتوأمت الروح بالمهد والضوء والتعميد
- أوغاريت تقطر ورداً..وكلاديس تقطر شهداً..وأمي تقطر خبزاً وفرا ...
- حوار مع الروائية والكاتبة العراقية لطفية الدليمي
- كيف تحولت خديجة الى أولتيكا برودسكي..؟
- رسالة من القاص العراقي محسن الخفاجي الى الرئيس الأمريكي جورج ...
- عشق وحرب وطفولة


المزيد.....




- إيطاليا: اجتماع لمجموعة السبع يخيم عليه الصراع بالشرق الأوسط ...
- إيران ترد على ادعاءات ضلوعها بمقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ ...
- بغداد.. إحباط بيع طفلة من قبل والدتها مقابل 80 ألف دولار
- حريق ضخم يلتهم مجمعاً سكنياً في مانيلا ويشرد أكثر من 2000 عا ...
- جروح حواف الورق أكثر ألمًا من السكين.. والسبب؟
- الجيش الإسرائيلي: -حزب الله- أطلق 250 صاروخا على إسرائيل يوم ...
- اللحظات الأولى بعد تحطم طائرة شحن تابعة لشركة DHL قرب مطار ا ...
- الشرطة الجورجية تغلق الشوارع المؤدية إلى البرلمان في تبليسي ...
- مسؤول طبي شمال غزة: مستشفى -كمال عدوان- محاصر منذ 40 يوم ونن ...
- إسرائيل تستولي على 52 ألف دونم بالضفة منذ بدء حرب غزة


المزيد.....

- الدين/الماركسية نحو منظور جديد للعلاقة من اجل مجتمع بلا إرها ... / محمد الحنفي
- اليسار بين الأنقاض والإنقاذ - قراءة نقدية من أجل تجديد اليسا ... / محمد علي مقلد
- الدين/الماركسية من اجل منظور جديد للعلاقة نحو أفق بلا إرهاب / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف - الماركسية وافق البديل الاشتراكي - نعيم عبد مهلهل - ماركس ليس فلسفة فقط ..أنه رغيف مقسوم بالتساوي