طوني سماحة
الحوار المتمدن-العدد: 4456 - 2014 / 5 / 18 - 01:11
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
ترى متى يرتوي السيف؟ متى يشبع حبل المشنقة؟ متى تقول الزنزانات كفى؟
هل أصاب الجنون أمّتي أم تراني ما عدت أفهم ما يحصل؟
سيف داعش لا يرتوي من شرب الدماء و قطع الرؤوس و بوكو حرام تضرب يمينا و يسارا و الاخوان المسلمون أتقنوا فن هدم الكنائس في مصر و ترويع المسيحيين و القاعدة تعمل على زعزعة الانظمة. كفى دماء و قتلا و تيتيما و تشريدا و تجويعا. كفى! كفى!
حكمت محكمة في الخرطوم، اليوم الخميس، بالإعدام على سودانية اسمها مريم تبلغ من العمر 27 عاماً بعد إدانتها بالردة واعتناقها الديانة المسيحية، على الرغم من دعوات السفارات الغربية إلى احترام الحرية الدينية (العربية الخميس 15 مايو/ أيار2014و السبت 17 مايو / أيار).
لا أريد أن أتكلم هنا بصفتي مسيحيا، إنما بصفتي إنسانا. متى يحترم هذا الشرق الإنسان؟ متى أنظر إلى أخي بصفته إنسانا قبل أن يكون مسلما أو مسيحيا أو يهوديا أو ملحدا أو هندوسيا؟ متى نتعلم أن نوّقر البشر حتى و لو لم ينتموا إلى قبيلتنا و ديانتنا و سلالتنا؟ متى نتحرر من قيود الظلم التي تفرضها علينا ثقافة تحث على العنف و الكراهية واحتقارالآخر؟ متى نتوقف عن التمتع بمنظر السيف يقطر دما؟ متى نرفع الصوت عاليا في وجه العنصرية الدينية و الثقافية و القبلية؟ متى نصبح جادين في شجب التصرفات الهمجية؟ متى نتوقف عن تكفير الآخر؟
متى يعطيني الشرق الحق في أن أكون إنسانا قبل أن أكون تابعا لبلد أو ديانة ما؟ متى يعطيني الشرق الحق في أن أكون مختلفا و مواطنا من الدرجة الاولى؟ لماذا يُحكم على الطبيبة السودانية مريم بالشنق إن هي اعتنقت المسيحية؟ و ما شأني إن كانت مريم تريد أن تكون مسيحية أو مسلمة أو ملحدة؟ و من أعطاني حق التصرف بحياة الناس؟ كيف لي أن ألطخ يدي بدماء مريم دون أن ألطخ ضميري و وجداني؟ و إن أنا مسحت دم مريم عن يدي، كيف لي أن أمسحه عن ضميري؟ إن أنا قتلت مريم، من يمنع أحلامي من أن تستحضرها لتذكرني بفعلتي الشنعاء؟
لماذا تهتم حكومات كندا و أمريكا و إيطاليا برفع حق الاعدام عن مريم فيما نحن جميعا ساكتون؟ سامحينا يا مريم. كيف لنا أن نحترم حقك بالحياة و نحن فاقدون لثقافة الحياة. سامحينا يا مريم لأننا لا نعرف ماذا نفعل.
#طوني_سماحة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟