أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فهد المضحكي - التحالفات السياسية!














المزيد.....

التحالفات السياسية!


فهد المضحكي

الحوار المتمدن-العدد: 4457 - 2014 / 5 / 18 - 00:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التحالفات السياسية!

فهد المضحكي

من أجل حل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية وتحقيق برامج التنمية المستدامة محورها الانسان لا بد من إنجازات ديمقراطية مضمونها يتوافق مع تطلعات الشعوب ومصالح الانظمة الوطنية واستقرار الوطن.

وهذا يعني ان عملية التغيير الحقيقي للخروج من دائرة القهر والفقر والتسلط ليست سهلة لان التحول في ظل حكومات قمعية ومصالح طبقية واجتماعية متداخلة تتشبث بمواقعها، وفي سبيل هذه الغاية تستخدم أجهزتها البوليسية والاموال والاعلام يحتاج الى معارضة خطابها السياسي واقعي، لا يكفي ان يطرح قائمة بالمطالب والاهداف الوطنية والحقوقية والدستورية، بل كيف ان يرتقي هذا الخطاب في ممارساته السياسية والفكرية بمسؤولية دون تطرف ومغالاة وتبعية تجاه البناء الديمقراطي والتنمية والعدالة الاجتماعية واحترام حقوق الانسان.

اذاً فالمشكلة هنا ليست في قائمة المطالب بل في الخطاب السياسي وفي قراءة الواقع في ظل ميزان القوى الاجتماعية والسياسية على الصعيد المحلي والاقليمي والدولي، كثيرة هي الاسئلة التي طرحت وما زالت تطرح عن خطاب التيار الوطني الديمقراطي وعن مسؤوليته التي لا تكمن فقط في ارتباطه بهموم الوطن ومصالح الجماهير بل مدى حفاظه على هويته خشية فقدانها وضياعها، خاصة اذا ما كان هذا التيار مفتوناً بالاسلام السياسي ومرجعياته التي اصبحت وبقدرة قادر توزع الصكوك الوطنية وتمنح الأوسمة وهي في أشد عدائها للحداثة والعلمانية ومساواة المرأة بالرجل!! وهذا النموذج نراه في تيارنا الديمقراطي الذي وبتبعيته للقوى المتأسلمة خسر الشارع السني ومضى في اصطفافات تكاد تكون طائفية استهوته لعبة التابع والمتبوع، وفي ظل هذه اللعبة انقاد وراء مرجعيات دينية احكامها المطلقة قسمت المجتمع والوطن على أساس طائفي!! في حين ان كل الآمال ان تكون في مقدمة أولولياته الحفاظ علي وحدته وجوهر مطالبه ونشاطه السياسي الذي لم يلجأ عبر نضالاته الطويلة الى الانجرار وراء الشعارات السياسية المتطرفة التي قادت المجتمع الى فوضى سياسية وعنف وعنف مضاد وتراجعات والى تقسيمات مذهبية ــ الاغلبية والاقلية.. سنة وشيعة ــ والى آخره من هذه التقسيمات المقيتة التي لم يكن شعب البحرين المتسامح يعرفها من قبل وهو ما ألحق الضرر بالوحدة الوطنية وبالتعايش المشترك، وهو ايضاً خدم اعداء الديمقراطية الذين دأبوا على اشاعة التفرقة بين الشعب الواحد خدمة لمصالحهم، فانتهزوا الفوضى السياسية للتراجع عن المكتسبات ودأبوا ايضاً على التشكيك في الآخر وتخوينه وتكفيره!

ومن هنا يأتي اهمية الخطاب السياسي العقلاني لا الفوضى المتوترة. واذا كانت التحالفات السياسية غاية في الأهمية وذلك لانجاز مهام البناء الديمقراطي فانه من الأهمية ايضاً ان يدرك هذا الخطاب ان مهما كانت شعارات الإسلام السياسي تتباكى على الديمقراطية، فان جوهر هذا التيار يدفع في اتجاه الاسلمة الشاملة لكل مجالات الحياة! يعني بالعربي الفصيح ينبغي معرفة اية قوة سياسية يتم التحالف معها؟

واذا ما نظرنا الى تعثر التحالفات مع القوى الاصولية الدينية فان التجربة الايرانية كما قلنا مراراً لاتزال حاضرة في الاذهان وكذلك التجربة التونسية والمصرية.

وعن التجربتين العربيتين يقول د. نادر فرجاني خبير تقارير التنمية البشرية العربية في مقاله السياسي التحليلي «دور مؤسسات الفكر في المراحل الانتقالية» في تونس رفع النجاح الاولى في الاطاحة بالطاغية، وحسن الترتيبات السياسية الائتلافية بعده، الآمال في ان تعطى المثل على التحول في الحكم الديمقراطي السليم. لكن يدل تعثر التجربة حالياً على تأزم التحالف السياسي واشتداد الازمة مع القوى الشعبية التي لم تشعر تقدماً تجاه غايات الثورة. كما احدث المحيط السلفي المتشدد للفصيل القائد (النهضة) توتراً مجتمعياً شديداً وسلك سبيل العنف على محاور حرية التعبير وحقوق المرأة وكانت ذرورة الازمة اغتيال المعارضين شكري بلعيد ومحمد البراهمي، ويبدو ان قاتليهما قد أفلتا من العدالة ولازال آخرون مهددين باعتبارهم اعداء للثورة والدين!

وفي مصر اشتد التعثر حتى وصل حكم الاسلام السياسي بقيادة الاخوان الذين تلاعبوا بالانتخابات حتى تمكنوا من مفاصل الدولة والمجتمع بالخداع والنفاق، والنتيجة كانت مصر على شفير احتراب اهلي لولا اندلاع الموجة الثانية الكبيرة من الثورة الشعبية في يونيو 2013 وتمكنها من اسقاط حكم اليمين المتأسلم بمدد كريم من القوات المسلحة لشعب مصر الباسلة.

متى يتحرر تيارنا الوطني الديمقراطي من تبعيته للاسلام السياسي الذي اصبح وبرؤيته العدمية رافضاً لكل شيء؟ سؤال لايزال مطروحاً في المشهد السياسي المحلي ولاتزال الآمال معقودة على هذا التيار كي يأخذ دوره السياسي والتاريخي في قيادة الجماهير نحو تغيير يضع البلاد على الطريق الصحيح للتحول الديمقراطي وفق ما جاء في وثيقة ميثاق العمل الوطني ومبادئ الحداثة والتحديث.



#فهد_المضحكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إيران.. أسلمة المجتمع أم النظام؟!
- أمن الخليج!
- امرأة في ضيافة القلب
- واخيراً سقط الاستجواب.. «برافو»!!
- الأصولية الدينية وأزمة الاختلاف والتعدد!
- أوباما والشرق الأوسط نهاية العصر الأمريكي؟
- حديث حول الديمقراطية
- الإرهاب!!
- عيد المرأة العالمي
- المنظمة العربية لمكافحة الفساد
- الحوار طريق المصالحة الوطنية
- ندوة التقارب الأمريكي الإيراني الخلفية والآفاق
- هيئة الإنصاف والمصالحة.. المغرب مثالاً
- عقبات تواجه الاتفاق النووي الإيراني
- رحل في صمت
- عبدالجليل بحبوح
- حول الحوار الوطني
- (( العرب وجهة نظر يابانية ))
- المراجعة النقدية
- هكذا كان شاعر الفقراء


المزيد.....




- ترامب يعلن نيته الإبقاء على -أوباما كير- إذا أصبح رئيسا.. وي ...
- العقيد ماتفيتشوك يتحدث عن المعارك في منطقة كورسك
- حماس ترفض المشاركة في مفاوضات مع إسرائيل
- قتيلان جراء اصطدام طائرتين عسكريتين فرنسيتين
- مصر.. إيقاف لاعب قطري معروف بأمر -الإنتربول-
- خطوات أساسية في تناول الطعام لحرق السعرات الحرارية
- إسبانيا.. ظهور أول خروف معدل وراثيا!
- فوائد الجبن ومخاطر الإكثار منه
- إسرائيل متخوفة من فتح جبهة الأردن
- سلالة -إلهة الشمس-.. قصة صعود وسقوط -الإمبراطور الإله- في ال ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فهد المضحكي - التحالفات السياسية!