أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - الطعااااام! أفسحوا الطرررريق














المزيد.....


الطعااااام! أفسحوا الطرررريق


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4456 - 2014 / 5 / 17 - 10:22
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


“كفااااية! هذه المسلسلات كلها عُري وإباحية. الحمد لله الذي جعلنا عميانًا لكيلا نراها. احذرْ، الكلامُ عن النساء حراااام! صدقووووني، إذا انطفأ النور، تساوت كلُّ نساءِ الدنيا. ومن نِعم الله علينا؛ أنه أطفأ نورَ أعيننيا حتى لا تفتتنا النساء. يا إخواني، النسااااءُ فتنة. الأموااااالُ فتنة. الطعااااام فتنة.” هتف الشيخُ الأعمى عبد الباري، فأجابه أعمى مثقف ساخرًا: “ده إذا كان مكشوفًا.” فكرر الشيخ: "يا إخواني، الطعاااااام فتنة...." وفجأة، يدق جرسُ المؤسسة مُعلنًا موعد وجبة الغداء. فنجد الشيخ السلفي عبد الباري يصرخ: “موعد الطعااام، أفسحوا الطرررريق.” وكان الأسرعَ ركضًا، من بين رفاقه العميان، نحو قاعة الطعام.
أتذكّر دائمًا هذا المشهد الهزلي (الواقعي جدًّا) من مسرحية "وجهة نظر"، للعظيمين "لينين الرملي"، و"محمد صبحي"، كلما سمعتُ تصريحًا لأحد "رجالات" حزب النور السلفي، أو الجبهة السلفية أو الجهادية أو التكفيرية أو الإخوانية أو تيارات الإسلام السياسي كافة.
ياسر برهامي، يونس مخيون، نادر بكار، علي ونيس، البلكيمي، المرشد، عبد الرحمن البر، حازم أبو إسماعيل، أبو إسلام، وجدي غنيم، القرضاوي، وغيرهم من أشاوس التكفير وتصديع الأوطان وتسويد القلوب وتمزيق الأرواح وتلويث الصدور وتسميم العقول، ممن لوّنوا سماء مصر الناصعة بغيوم البغضاء والشتات والشهوات والدنس الأسود.
هم أكثرُ الناس تحريمًا "لكل" شيء، وأسرعُ الناس ركضًا نحو ما حرّموه وأشدُّهم تهافتًا عليه وتكالبًا على التهامه!
صدق فيهم قول الفيلسوف الفرنسي "ميشيل فوكّو”: “المجتمعاتُ المهووسة بالجنس والشهوات، هي أشدُّ المجتمعات تحريمًا لكل شيء." فما ينطبق على المجتمعات ينطبق بالضرورة على الأفراد. فالمهووس بالمرأة، لا يتوقف عن ذمّها وتحقيرها والنيل منها، لأنه بهذا يفعل شيئًا من منزع "التطهّر الأرسطي" Catharsis كما تعلمنا من فيلسوف الإغريق "أرسطو" في مسرحه التراجيدي في القرن الرابع قبل الميلاد.
فالحرامي، لا يتوقف عن انتقاد السرقة وادّعاء الشرف، لأنه يشعر من داخله أن الناس جميعًا يعرفون أنه لص، فيعالج هذا بأن يلبس ثوب الأمانة بانتقاد اللصوص. والبغيّ الساقطة تبالغ دائمًا في انتقاد البغاء وسبّ الساقطات لكي توهم الناس بشرفها غير الموجود.
أولئك الذين يوهمون الناس، وربما يتوهمون هم انفسهم، أنهم أكثر من بقية الناس تُقًى وإيمانًا، وأنهم حُرّاس السماء على الأرض، أرسلهم الله، من دون الرسل، لكي يرسموا لنا طريق الهداية بالحديد والنار، فيكفرون هذا ويهدرون دم ذاك، ويحرّمون أمرًا (ثم يفعلونه سرًّا)، فإن انكشف أمرهم سارعوا إلى مجلة "بوردا" الفتوى. يمسكون المقص ويرسمون الباترون ويفصلون فتوى جديدة (تناقض الفتوى الأولى) لكي تناسب جسدًا مترهلا أعيت تشوهاتُه المقصدارات. نذكر الأخ ياسر برهامي الذي صرخ على الشاشات طوال عامين: “تهنئة المسيحييين في عيدهم حراااااام. مواساة المسيحييين في موتاهم حراااااااام" ثم ركض "سرًّا" إلى البابا تواضروس يواسيه في وفاة السيدة والدته. ولما انكشفت سوأته أمام الناس، همس في خجل: "تجوز مواساة المسيحي من أجل إظهار سماحة الإسلام!” تلك السماحة التي لا يُظهرها إلا قُبيل انتخابات البرلمان، طمعًا في أصوات الأقباط المسيحيين، وهو عشم إبليس في الجنة، فيما أظن.
إخواننا أولئك، أمثال الشيخ عبد الباري في المسرحية، حرّموا الخروج ضد مبارك في يناير 2011، لأن "الخروج عن الحاكم حراااااام.” (زي الطعام فتنة كده). ثم كانوا الأسرع ركضًا لمائدة الطعام بمجرد أن سقطت الذبيحةُ وطاب لحمُها ونضج شحمها. ثم حرّموا الخروج على مرسي ووقفوا مسلحين ضد الشعب في موقعة "رابعة"، وبمجرد سقوطه انهالوا عليه يُعملون السكاكين والسواطير ليلتهموا لحمه بدمه، دون حتى أن يُسمّوا عليه أو يُكبروا، ونسيوا، ويظنون أننا نسينا، أنهم من هتفوا: “هييييييه بقى عندنا رئيس بدقن وبيصلللللي"، وكأن من سبقه من رؤساء، منذ محمد علي بك الكبير، وحتى مبارك، كانوا كفار قريش ويهود بني قريظة وأبا لهب وأبا جهل وأبرهة الأشرم ومسيلمة الكذاب!
حاولوا دس القنابل في الدستور المصري بما يسمح لهم بمفاخذة الرضيعة والزنا بالطفلة تحت مسمى الزواج، وإرضاع الكبار من نهود المحصنات، ولما لفظهم الشعبُ ورفض أفكارهم المقززة، وكتبنا دستورًا محترما يليق بالبشر الأسوياء الذين يفكرون بأدمغتهم لا بأعضائهم التناسلية، هللوا وكبروا وصوتوا بـ"نعم" على دستورنا، تمهيدًا للركض إلى المائدة الجديدة التي يوشك جرسُ ندائها على الطعام أن يدق.
أنصتْ عزيزي القارئ، بعد برهة قصيرة، سوف تسمع الشيخ عبد الباري مخيون برهامي بكار يصرخ راكضًا: “موعد الطعااااااام، أفسحوا الطرررررريق"!!!!!



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صناعة القبح
- المرأةُ الجبروت
- لقائي مع الطبيب عبد الفتاح السيسي
- المرشح الرئاسي كوكاكولا
- الرئيسُ لسانُ مصر
- موسوي عيسوى محمدي
- حركة النصف ساعة
- كيف نقيس أعمارنا؟
- شكرًا لكم أيها الزائفون
- المرأةُ العفريت
- مدحت صالح ربيعُ الأوبرا
- عيد ميلاد زهرة تمرد
- المسيحيون سرقوا مصر
- ليت للبرّاق عينا فترى ياسر برهامي
- دستور برهامي
- برهامي هادم الدساتير
- كوني صماء وترشحي يا نصف الدنيا
- حُلم المصالحة الطوباوي
- رسالة إلى أرباب الفتن: مصر في الكاتدرائية
- رجلان يعرفان الله


المزيد.....




- رسميًا “دار الإفتاء في المغرب تكشف عن موعد أول غرة رمضان في ...
- ساكو: الوجود المسيحي في العراق مهدد بسبب -الطائفية والمحاصصة ...
- هآرتس: إيهود باراك مؤسس الشركة التي اخترقت تطبيق واتساب
- الاحتلال يسلم عددا من الاسرى المحررين قرارات بالابعاد عن الم ...
- هآرتس: الشركة التي اخترقت تطبيق واتساب أسسها إيهود باراك
- السويد ترحل رجل دين ايراني دون تقديم توضيحات
- 10 أشخاص من الطائفة العلوية ضحايا مجزرة ارهابية وسط سوريا
- الجنة الدولية للصليب الاحمر تتسلم الاسير الاسرائيلي كيث سيغا ...
- الجنة الدولية للصليب الاحمر في خانيونس تتسلم الاسير الثاني
- الجنة الدولية للصليب الاحمر في خانيونس تتسلم الاسير الاسرائي ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - الطعااااام! أفسحوا الطرررريق