أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - شوكت جميل - رأي ديكارت في الفلاسفة و السفاسطة














المزيد.....

رأي ديكارت في الفلاسفة و السفاسطة


شوكت جميل

الحوار المتمدن-العدد: 4454 - 2014 / 5 / 15 - 20:02
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تجمع سفسطائي على سفسطائيين،و قد آثرت جمعها على"سفاسطة"لتأخذ لها نفس بنية"فلاسفة"؛و قد اتخذت كلا الطائفتين ذات المظهر و إن تناقض مخبرهما كل التناقض..

و بالطبع،لا أقصد هنا إلى المعنى اللغوي لـ"سوفيست"،و التي تعني صاحب المعرفة و الحنكة،إنما أقصد إلى المعنى الاصطلاحي،سيء السمعة،لتيارٍ فلسفيٍ عظيم انتهى أمره أو انتهى أمر الفلسفة على يديه إلى لا شيءٍ سوى الغموض واللعب بالألفاظ و المغالطات..و الشغف بالمناقشة من أجل المناقشة،و أصبح همّ أصحابه تفريخ تلاميذَ على شاكلتهم،و كانت قدر السفسطائي منهم،على قدر مهارته في تبني الرأي و نقيضه،و على إيجاد الحجج التي تدعم الرأيين في آن.

المفارقة أن بداية هذا التيار الفلسفي كانت قفزة للأمام ،فلم تسلم بالموروث أو تنصاع له،أو تنسحق تحت العقائد التي سبقتها،،فشككت في وجود الغيب و قدرته على تفسير الواقع أو الطبيعة،فقال بروتاغورس أحد أساطينه:(لا أستطيع أن أعلم إن كان الآلهة موجودين أم غير موجودين،فإن أموراً كثيرة تحول بيني و بين هذا العلم أخصها غموض المسألة و قصر الحياة)،و قد دفع حياته ثمناً لذلك؛إذْ اتهم بالإلحاد و حكم عليه بالإعدام،فمات غرقاً في فراره..إلا أن أمر هذه الفلسفة انتهى إلى فلسفة "مثالية ذاتية"،فأنكرت كل الموجودات و المحسوسات،و ذهبت أن الإنسان هو مقياس وجود ما يوجد،و عدم وجود ما لا يوجد،و طالما كان الإحساس هو المصدر الوحيد للمعرفة،و طالما كانت هذه الإحساسات تتعدد و تتناقض فلا وجود لشيء إذن في ذاته_و لا تختلف هذه النظرة عن نظرة المثاليين الذاتيين اليوم_حتى وضع أحد كبار السفسطائيين"غورغياس"،في القرن الخامس قبل المسيح، كتاباً اسماه( اللاوجود)،و تتلخص نظرته في ثلاثٍ:اولاً:لا يوجد شيء،ثانياً:إذا كان ثمة شيء موجود فالإنسان قاصر عن معرفته،ثالثاً:إذا فرضنا أن أنساناً أدركه فلن يستطيع إبلاغه لغيره....و بادٍ أن مثل هذا السبيل لن يفضي بالفلسفة كأداة للمعرفة سوى إلى مساجلاتٍ و ترهاتٍ،و إغماضٍ فوق إغماض،و إظلامٍ فوق إظلام....و في الحقيقة،هناك لفظة عامية مصرية،أرى أنها الأنسب و الأوقع من "سفاسطة"أو سوفيت و هي إيجابية المعنى لا تليق بموصوفها،و اللفظة هي "هلافطة" و أرى أنها الآنسب،و حينها يصبح هذا اللون من الفلسفة_إذا صح لنا أن نسميه فلسفة_هلفطة!!

السؤال هل يمكن أن تنتهي "المادية الجدلية" ذاتها إلى هذا السبيل؟!!!...الإجابة :هذا ما أراه يحاوله البعض الذين يعكفون و يتبنون منهج الغموض في مناقشتهم و للعجب ينسبون أنفسهم إليها_أي المادية الجدلية_،و حسبك أن تسمع من أفواههم محاورة عما يسمونه"الديالكتيك المادي"،و ما هو بديالكتيك،و الله المستعان على ما يصفون!

.يبدو أننا قد نسينا أمر ديكارت"الفيلسوف الكبير الحقيقي"الذي دعوناه إلى حديثنا، فلنعد إليه إذن على وجه السرعة، و لو أنه الساعة يبدو ضيق الصدر على غير عهدنا به من هدوءٍ رهيب و عقلٍ بارد،على أننا نعذره فقد ضاق ذرعاً بأمثال هؤلاء وهو لا يجد سبيلاً عليهم و لا يستطيع أن يقنعهم أو يظفر منهم بشيء،فأفصح عن رأيه في هؤلاء "الهلافطة"فقال:


(..ييسر لهم غموض و إبهام المبادئ التي يتناولونها،بالتكلم و الجدل في كل شيءٍ بجرأةٍ لا مثيلاً لها،و كأنهم على تمام العلم و اليقين بما يتحدثون،و هم يذودون عن أقوالهم في وجه أحصف منازعوهم و أدقهم(الفلاسفة الحقيقيون)،دون أن يجد الطرف الأخير سبيلاً إلى إقناعهم،فمثلهم مثل الأعمى الذي شرع ينازع مبصراً في جوف قبرٍ داجٍ )..انتهى

و نهايةً نقول،أن الكون به الكفاية كل الكفاية من الظلام و الغموض...و أحسب أن الفلسفة أداةٌ و مصباحٌ يبث بعض الضوء على أكنافه الشاسعة المظلمة،و لا المزيد من الإظلام والإغماض...فإن أظلمت الفلسفة،فبماذا يستضاء؟!..أبالدين أم الغيبيات أم الخرافات؟...و أرى أنه ،كلما أغمضنا الفلسفة في التهويمات،كلما تركنا الساحة للخرافة لتحل محلها؛فهي التي لا تبارى غموضاً و سحراً!







#شوكت_جميل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البروليتارية العالمية و المسألة القومية(3)
- البروليتارية الأممية و المسألة القومية(2)
- البروليتارية الأممية و المسألة القومية(1)
- إغتصاب الأوطان في فقه الدهقان
- ساحرات ماكبث و وعود الطمأنة في مصر
- الأتيميا اليونانية و الانحياز الواجب
- حياة الرومان:نظام التعليم(3)
- التهنئة و التفاهة و الإنسان
- حتى لا يبات النقد الديني ديناً
- يهوذا الذي لا نعرفه
- يهوذا..من يكون؟
- حياة الرومان:الجنائز و مراسيم الدفن(2)
- مهزلة النقد اللغوي للنص الديني
- حياة الرومان:الزواج و الإنجاب(1)
- رسالة نادرة من جبران إلى الدين السياسي
- هل يحرم الحوار أبحاث اللغة؟!
- مريم و أرض تبغض الزهور
- النقد الديني و البيدوفيليا الفكرية
- الغواص الضرير(1)
- حقيقة ما يجري في أفريقيا الوسطى(1)


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - شوكت جميل - رأي ديكارت في الفلاسفة و السفاسطة