أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كمال غبريال - العظيم سيد القمني والبيان القنبلة














المزيد.....

العظيم سيد القمني والبيان القنبلة


كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي

(Kamal Ghobrial)


الحوار المتمدن-العدد: 1261 - 2005 / 7 / 20 - 13:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أزعم أنني لم أعرف إلا القليل من الرجال الذين يستحقون الانحناء احتراماً وتقديراً لإنتاجهم الفكري الرصين، وبذات القدر لإخلاصهم وشجاعتهم المفرطة والمتميزة، وعلى رأس هؤلاء كان ومايزال مفكرنا العظيم الذي نذر حياته ليصنع ثقباً في جدار الظلمة، كما ذكر في إهداء لأحد روائعه.
لا أظنني بحاجة لأدلل على عظم قامة د. سيد القمني الفكرية، والتي يجمع عليها حتى المختلفون معه فكرياً، بل واستهدافه الدائم – وليس الحديث – من قبل خفافيش الظلام، لأكبر دليل على عظمته وتأثيره البالغ في الساحة الثقافية والشعبية، أذكر هنا أن المفكر والإنسان والصديق د. فرج فودة، كان قد حكى لي طرفة، أنهم قالوا له أنك الثالث على قائمة الاغتيالات، فقال لهم دلوني على تقصيري الذي أدى لأن أكون الثالث وليس الأول!!
أما عن بيان د. سيد القمني الأخير، فليس انتقاصاً من إسهامات الرجل العلمية والتنويرية، ما ذكرته له أمس في مكالمة تليفونية، لم تكن أبداً حزينة، قلت له أني أعتبر أن بيانه هذا أقوى وأعمق ما كتب، إنه بيان قنبلة:
• قنبلة في وجه النظم الحاكمة المتخاذلة والمداهنة والمتلاعبة بمصير شعوبها.
• قنبلة في وجه الشعوب الغافلة اللاهية الجاهلة المتعصبة.
• قنبلة في وجه الكتاب والإعلاميين المتاجرين والمزايدين والمتهوسين باختلاف ألوانهم.
• قنبلة في وجه النفاق والرياء وادعاء البطولة، من قبل من لا يمتلكون واحداً بالمائة من شجاعة وثبات بل وبطولة د. سيد القمني.
سيد القمني لم يداهن يوماً، ولم يختر لقدمه وقلمه الأراضي السهلة الممهدة، بل انتقى الطرق الأكثر وعورة، ليمهدنا لنا لنفهم ونعي الماضى والحاضر لنستشرف المستقبل، هو رجل البحث الدؤوب المضني، حتى لو اختلفنا مع ما يخرج به أحياناً من نتائج، وهو رجل الشجاعة النادرة في إعلانه الجسور لما يتوصل إليه مما يعتبره حقائق.
وحين يصدر د. سيد القمني مثل هذا البيان الأخير، يكون علينا نحن أن نجيد القراءة، أن نضع أمام أعيننا : من يقول ماذا، لا أن نسارع بسذاجة إلى كيل السباب وقذف الأحجار وادعاء البطولة على حساب الرجل، الذي أنجبته أم مصرية في صعيد مصر، إنما لتبرهن على أن الأم المصرية ولادة للرجال، الآن ومنذ فجر التاريخ!!
من يجيد القراءة سيجد أن البيان يقول:
بئس الزمان وبئس الشعوب التي يحتاج فيها الإنسان ليعلن رأيه الحر لأن يضحي بحياته، ولأن يتيتم أولاده وتترمل زوجته.
يقول البيان لكل إنسان يحترم نفسه، إننا نعيش في عالم لا يحترم الفكر بل ينصب له المشانق، عالم عبثي لا يقيم وزناً للمنطق أو المعقول، والحل الأمثل لمواجهة العبث absurd هو قبوله وليس الهروب منه بالنفاق والرياء، ولقد احتضن د. سيد القمني العبث ليقهره وليس ليستسلم له.
لا يحوي بيان الرجل كلمة واحدة تشي بتراجع حقيقي، أو حتى خوف حقيقي، فالخائفون لا يعلنون على الملأ أنهم خائفون، بل يرتعدون في السر أو حتى يبولون على أنفسهم، فيما يتظاهرون بالشجاعة ورباطة الجأش، والمتراجعون لا يتبرأون دفعة واحد وفي لحظة واحدة عن كل ما أنتجوا من فكر، بل يتقهقرون في خسة خطوة بخطوة، خنوعاً وذلاً لإغراء المال أو السلطان.
هذا البيان ليس استسلاماً لخفافيش الظلام، ولكنه بصقة في وجوههم الكئيبة!
بصقة في وجه الزمن الذي أنجبهم ويرعاهم ويرضخ لهم!!
هو دعوة لنا جميعاً لأن نصحو من سباتنا وقعقعاتنا، لنواجه الواقع المزري الذي نرزح فيه!
دعوة لوقفة صدق مع الذات، لنحدد إلى أين نتجه، وما هو المصير.
هو تسونامي شرق أوسطي، سيجرف الركود والبلادة واللا مبالاة!
هو صرخة ألم عظيمة من إنسان ومفكر عظيم!!
تحية إكبار وإجلال للمفكر الحر البطل د. سيد القمني



#كمال_غبريال (هاشتاغ)       Kamal_Ghobrial#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الليبرالية الإنسانية-دعوة إلى صرخة في واد
- ألف باء ليبرالية
- د. شاكر النابلسي عفواً
- الإخوان المسلمون والإخوان الحالمون
- الليبراليون الجدد في مواجهة خلط الأوراق
- العلمانية ومفهوم الوطنية
- الخصوصية والذاتية وجذور الليبرالية
- رسالة مفتوحة إلى د. أحمد صبحي منصور
- العلمانية ومفهوم الهوية
- العلمانية وجذور الصراع مع الغرب
- شعوب الشرق وخيار شمهورش
- الغرب والقفز إلى المجهول
- هل يُلْدغ الغرب من جحر مرتين؟
- البرجماتية غائبة. . ولكن
- وطنية نعم، فاشية لا
- الليبرالية الجديدة والتناول المغلوط
- يحكى أن . . . . . .
- الليبرالية الجديدة وثنائية الشكل والمضمون
- الخطاب الإعلامي العربي بين الوصاية والتضليل والليبرالية المف ...
- د. سيار الجميل . . عفواً


المزيد.....




- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كمال غبريال - العظيم سيد القمني والبيان القنبلة