أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راضي كريني - للإرهاب في إسرائيل أب وأمّ شرعيّان!














المزيد.....

للإرهاب في إسرائيل أب وأمّ شرعيّان!


راضي كريني

الحوار المتمدن-العدد: 4452 - 2014 / 5 / 13 - 09:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


علاوة على احتلال الأرض والعمل والسوق والإنتاج، وعلاوة على فرض سياسة الإفقار وقمع الرأسمال العربيّ وتقييده بزيادة الأرباح الرأسماليّة الصهيونيّة، وعلاوة على ممارسة سياسة التجهيل والتجاهل والإنكار والعزل والإبعاد عن دوائر التخطيط والقرار، وعلاوة على نشر روح العدميّة القوميّة والسيطرة على المقدّرات والخيرات والاستثمارات والطرد والتهجير والقتل و... علاوة على كلّ هذا، سنّت الكنيست/السلطة التشريعيّة (البرلمان الإسرائيليّ) العديد من القوانين العنصريّة ضدّ الأقليّة العربيّة الفلسطينيّة، منذ قيام الدولة حتّى اليوم: مِن قانون العودة والمواطنة حتّى قانون الإعفاء من دفع ضريبة المبيعات/المضافة على شراء المنزل، واقتراح قانون يهوديّة الدولة.
لذلك من الطبيعيّ أن تنشأ وتنمو في أوساط الغالبيّة اليهوديّة في إسرائيل عصابات إرهابيّة، كمنظّمة "تدفيع الثمن"، التي تمارس الإرهاب ضدّ العرب، تحت أعين وبصر أجهزة النظام الرسميّة، العامّة والخاصّة، وبتشجيع وتأييد من قيادات سياسيّة تمثيليّة، وبسكوت وبتجاهل من الأغلبيّة اليهوديّة!
ينقسم مؤيّدو الإرهاب من الأحزاب اليمينيّة في إسرائيل (وهم غالبيّة المصوّتين) إلى قسمين:
الأوّل، ينكر (عن وعي أو بدونه) أو يتجاهل هذه الأعمال الإرهابيّة، وفي أحسن الأحوال يستخفّ بها وبتأثيرها.
والثاني، يبرّرها ويصادق عليها، ويحمّل المسؤوليّة للضحيّة/للعرب، وفي أحسن الأحوال يفلسف الأمور ويعزوها للوضع الأمنيّ!
مِن الطبيعيّ أن تطوّر الأغلبيّة اليهوديّة مثل هذه الأجهزة الدفاعيّة "المنطقيّة" لتحصّن وعيها وإدراكها الحسّيّ، ولتحمي فلسفة حياتها، ولتكبت مشاعرها الإنسانيّة، ولتمنع ضميرها العامّ من الصحوة، ومن الانتقال إلى المطالبة بتغيير سياسة التمييز العنصريّ الرسميّة والشعبيّة الممارسة ضدّ العرب، والآخذة بالتوسّع والتثبّت أفقيّا وعموديّا، والمهدّدة للمجتمع الإسرائيليّ ككلّ!
تعمل قيادات أحزاب المركز واليمين والدين السياسيّ الإسرائيليّة، وهي الأكثريّة في البرلمان، وتتصرّف وفق مبدأ العصابات؛ فنراها تفضّل اليهودي الإرهابيّ، ابن عصابتي، على العربيّ "الجيّد"، وتمجّد النظام ولا تلومه على تشريعاته وممارساته إذا كانت ضدّ العرب، ويجنّ جنونها إذا ما حاول القضاء الإسرائيليّ النيل أو الاقتراب من أفراد عصابتها من المستوطنين وغيرهم؛ فمثل هذه القيادات ليست أعشابًا ضارة؛ فهي تشغل غالبيّة الوظائف السلطويّة؛ وهي ليست غريبة عن مصوّتيها المسكونين بالآراء السلبيّة المسبقة تجاه العرب، وبنزعة التفوّق العرقيّ!
أعتقد أنّ آفة منظّمة "تدفيع الثمن" ودعاة الاستيطان والاحتلال و... الفاشيّة ليست حالة استثنائيّة وفوق طبيعيّة؛ إنّما هي نتيجة/مشكلة بنيويّة ومؤسّساتيّة، ولدت من رحم المؤسّسة الحاكمة، وترعرعت في شوارع وأزقّة الدولة المبنيّة على تخليد نظام التفرقة العنصريّة والاضطهاد وتبريرهما وتطبيعهما!
أمام هذا الخطر الداهم، لا يشكّل اعتراف اليسار الصهيونيّ بوجود الظاهرة/المشكلة ولا تحليله الأكّاديميّ لها حلاّ كافيا وإعفاءً له، كما لا يشكّل الادّعاء بأنّ الأجهزة الأمنيّة قادرة على ضبتها وإنهائها ولكنّها لا تريد (كما صرّح كرمي جيلون، رئيس الشاباك السابق) تصدّيا "ثوريّا" لها؛ يخطئ اليسار الصهيونيّ التصرّف والتقدير، كما ارتكب الخطيئة في الماضي، عندما أيّد وشجّع حروب إسرائيل العدوانيّة، وبنى المستوطنات، داخل وخارج الخطّ الأخضر، و... واستمتع ويستمتع بحصّته الناتجة عن تقاسم "أرباح" التمييز العنصريّ؛ وعمل ويعمل على منع العربيّ من السكن على أرضه في الكيبوتسات.
لذا، إن أراد اليسار الصهيونيّ أن يسهم في التخلّص من الظاهرة، عليه أن يكفّ عن منافسة اليمين في ملعبه، وعن لوم الضحيّة، وأن لا يختزل "نضاله" على الحجج والأبحاث الأكّاديميّة؛ نطالبه ونتمنّى عليه أن ينزل إلى الشارع ويتصدّى ... وأن يضع يده بيد اليسار الديمقراطيّ لتشكيل قوّة يهوديّة عربيّة ديمقراطيّة قادرة على تغيير بنية الدولة وسلطاتها ووجهتها!



#راضي_كريني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليست المفاوضات من أجل التفاهمات
- مَن يعيش المأساة لا يحيي ذكراها
- سهرة مع أحمد سعد
- نحن بحاجة لشحذ الفأس
- ليبرمان ملك إسرائيل
- لِنحذر الغرق في التغيير!
- نحن نريد دولة ونحلم بها
- ماذا بعد رفع نسبة الحسم؟
- سياسة المأزق
- لأنّني لن أكون إلاّ أنا
- تحالف قوى الرجعيّة مع المحافِظة
- الفكر الكامن وراء يهوديّة الدولة
- علاقة المنفعة المتبادلة بين الأيباك والإدارة الأمريكيّة وعلا ...
- شولاميت ألوني
- أنسنة يعلون
- مرحلة القيادة الفوضويّة قصيرة
- ملك الغابة حمار
- نَبكي الإنجليزيّة، أم تبكي علينا حالنا؟
- قيّدوا إيران، لنفكّ أسر فلسطين!
- بيبي نتنياهو حفّار قبور


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راضي كريني - للإرهاب في إسرائيل أب وأمّ شرعيّان!