أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امال قرامي - هل تنفع الجراحة التجميليّة؟














المزيد.....

هل تنفع الجراحة التجميليّة؟


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 4452 - 2014 / 5 / 13 - 07:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل بدأ الفتور يسيطر على الناشطين، والوهن يدبّ فى نفوس المحلّلين والمراقبين، واللامبالاة تستشرى من جديد فى صفوف التونسيين؟ أسئلة نطرحها ونحن نقارن بين ما كان عليه أداء مختلف مكوّنات المجتمع المدنى سابقا وما آل إليه اليوم. ولا مفرّ، فى تقديرنا، من الاعتراف بأنّنا لم نعد نعاين نفس الحماس وشدّة المتابعة واليقظة.


إنّ مرور مائة يوم على «حكومة مهدى جمعة» لم يكن قادحا لنقاش معمّق حول أداء هذه الحكومة، ولا مناسبة لتبيّن تقييم مختلف الفاعلين للسياسات المتبعة. فهل أنّ عين المحبّين لمهدى جمعة كليلة لا ترى إلاّ الفضائل، وتغضّ الطرف عن المساوئ، وتتعمّد انتهاج سياسة العمى؟ أم أنّنا بدأنا نجنى ثمار اعتماد التوافق مبدأ أساس، وفقه المرحلة الانتقالية حتى وإن اقتضى ذلك التنازل عن بعض القيم والآليات التى تقوم عليها العمليّة الديمقراطية؟

قد يحلو للبعض تفسير خفوت لهجة الانتقاد بأنّه راجع إلى «الإجماع» الحاصل حول هذه الحكومة، والتذرّع بأنّ المرحلة تتطلّب شيئا من «التسامح» حتى نصل إلى برّ الأمان وتجرى الانتخابات فى موعدها. غير أنّنا نعتبر أنّ أهمّ مكسب تحقّق للتونسيين بعد الثورة هو تشكّل مجتمع مدنى قوى نسبيا، استطاع أن يمارس قوّة ضغط، وأن يغيّر التعريف الكلاسيكى للسلط (التنفيذية والتشريعية والقضائية) الذى قدمه «مونتسكيو» فى القرن الثامن عشر. فنحن اليوم إزاء سلط تتجاور وتتفاعل وتشترك فى صياغة السياسات بحيث ما عاد بالإمكان تجاهل دور مختلف منظمات المجتمع المدنى. ولا بدّ لهذه المكونات من أن تستمرّ فى الاضطلاع بدورها الرئيس لاسيما فى هذه المرحلة التاريخية الدقيقة، وأن تنأى بنفسها عن انتهاج سياسة الكيل بمكيالين أو الوقوع فى فخّ الانحرافات الأيديولوجية، حتى تحافظ على مصداقيتها وتعزّز ثقة المواطن/ة بها.

لقد بدا الفاعلون السياسيون والناشطون فى مختلف المجالات «خجولين» فى انتقاد سياسة أداء «حكومة جمعة» وكأنّ لسان حالهم ليس بالإمكان توقّع الأفضل من حكومة مؤقتة و«غير مسيّسة» يشرف عليها «التكنوقراط». بيد أنّ جديّة الرصد والمتابعة والجرأة فى اتّخاذ المواقف يمليان على كلّ مهتمّ/ة بالشأن السياسى الإقرار بأنّ أداء هذه الحكومة لا يعبّر إلى حدّ الآن، عن طموحات شرائح كبرى من المواطنين حتى وإن تفنّن المستشارون فى إقناع رئيس الحكومة بجدوى إجراء عمليات الجراحة التجميليّة.

قد يعنّ للوزراء، وعلى رأسهم السيّد «جمعة» العناية بصورتهم، والاهتمام بمظهرهم، وسلوكهم فى الفضاءات العمومية، والتسويق لأفكار وقيم من قبيل «تشبيب الحكومة» و«تعصير» أشكال التعامل مع الإعلام، والحداثة، وحبّ العمل، والتقشّف، ... وأسطرة صورة الوزيرة الناجحة. ولكن أنّى لسياسة الأجساد واقتصاد الصورة أن يقنعا المهمّشين والكادحين الذين يكابدون يوميا من أجل القوت؟ إن هى إلاّ سياسات تتجه إلى الخارج ولا تولى اهتماما بما يجرى فى الداخل مبرّرها فى ذلك أنّ الرهان اليوم: تنشيط قطاع السياحة وبثّ الروح فى قطاعات من الاقتصاد.


قد يعنّ للوزراء اتخاذ مختلف التدابير الحازمة من أجل التحكّم فى الميزانية وتجنّب الكارثة الاقتصادية ولكن أنّى لمن افتقر إلى المعرفة الدقيقة بواقع البلاد الفعليّ، والرؤية الشمولية، والقدرة على التفكير المركّب أن يقدّم الحلول الناجعة؟ إن هى إلاّ ضروب من المسكّنات. قد يعنّ للوزراء حفظ ماء الوجه بتجنّب الوقوع فى «مصيدة» برامج إعلامية تقتات على وقع الخصومات والفضائح ولكن أنّى لمن عاش فى حصنه العتيد، وهاب الوسيط الإعلامى والزيارات الميدانية أن يفهم الحراك الذى يمرّ به المجتمع. فهل للإحصائيات قيمة إن عجز المسئول عن الاقتراب من هموم المواطنين وكسر الحواجز والمسافات ورؤية البشاعة بملء العين؟ وهل للتصريحات أهميّة إن جهل المسئول ما يجرى على أرض الميدان وغاب التنسيق بين مختلف الأطراف؟

ومع استمرار سوء ترتيب الأولويات، و«سياسة الورقة البيضاء واليد المرتعشة»، والمهادنة والتوافقية والشعبوية والجهوية والترميم، والتوفيق والتلفيق.. لن يكون لعمليات الجراحة التجميلية أثر بليغ. هيهات إن شاخ الجسد واستبدّت به العلل.. لن ينفع معه العقار.



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شرعيّة تكتسب بالكد والعمل وحب الوطن
- الحلحلة والفككة... ومفردات أخرى
- أيّها الثوّار.. شكر الله سعيكم
- «التابع» وعقدة «الأجنبى»
- الإسلامويات قادمات ليزاحمن القيادات
- مأزق الاستقالات من حزب النهضة
- فى عيد الاستقلال.. النهضة تؤيد شرعية مرسى
- احتجاج «العاملات بالجنس»
- قادة النهضة يستعينون بأمريكا
- وزيرة سياحة «مستفزة»
- المرزوقى والرقص على الحبلين
- هل أتتك أخبار حكومة مهدى جمعة؟
- التشويش على الذكرى الأولى لاغتيال الشهيد شكرى بلعيد
- هل دقّت ساعة تقييم الأداء السياسى للترويكا؟
- لله درّه من دستور .. أطلق عنان الذوات
- فى الظروف الحافّة بالتصويت على مواد الدستور
- السياسة..واضطراب المشاعر
- تداخل الفصول
- الإحراج والعار
- الشدّ إلى الوراء.. الشدّ إلى الأمام


المزيد.....




- إطلالة مدهشة لـ -ملكة الهالوين- وتفاعل مع رسالة حنان ترك لجي ...
- 10 أسباب قد ترجح كفة ترامب أو هاريس للفوز بالرئاسة
- برشلونة تعاني من أمطار تعيق حركة المواطنين.. وفالنسيا لم تصح ...
- DW تتحقق - إيلون ماسك يستغل منصة إكس لنشر أخبار كاذبة حول ال ...
- روسيا تحتفل بعيد الوحدة الوطنية
- مصر تدين تطورا إسرائيليا -خطيرا- يستهدف تصفية القضية الفلسطي ...
- -ABC News-: مسؤولو الانتخابات الأمريكية يتعرضون للتهديدات
- ما مصير نتنياهو بعد تسريب -وثائق غزة-؟
- إعلام عبري: الغارة على دمشق استهدفت قياديا بارزا في -حزب الل ...
- الأردن.. لا تفاؤل بالرئاسيات


المزيد.....

- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امال قرامي - هل تنفع الجراحة التجميليّة؟