عبدالله خليفة
الحوار المتمدن-العدد: 4452 - 2014 / 5 / 13 - 07:02
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لا تستطيع القوى الجديدة الشعبية أن تؤسس حضورها التاريخي بدون تراكم عقلاني طويل. وهي إذ تبدأ بالفوضوية والمغامرة تخسر الكثير، ويظل خصومها مسيطرين وأوضاع جماعاتها متردية.
القادة المسؤولون بعيدو النظر يكتبون لها تطورات مختلفة، وأي أخطاء في فهمها للواقع وقيامها بمغامرات تعود بها للوراء وللخسائر الجسيمة، ويستفيد الانتهازيون من أخطائها ويصورون أنفسهم بشكل عقلاني فيما هم يجمعون المكاسب!
ولهذا نجد المنظمات الفكرية والسياسية والأدبية تخسر كثيراً بانشقاقات وعزوف أصحاب التجربة عن العمل، وكانت هذه المنظمات كأسرة الأدباء والنقابات قد راكمت الكثير من التجربة والمطبوعات والمواقف النقدية الشجاعة سابقاً، فأدت الانشقاقات لسيطرة الانتهازيين وكسر هذه التجارب وتسليمها للجهلة والفاسدين.
هذا أثر حتى على مسائل الانتاج والإبداع والمواقف المستقلة الشجاعة التي تدهورت وعلى منابر ووريقات الجمعيات التي اختفت ولم يعد هناك من يطور الوعي الشعبي النقدي المستقل، وكثرت زفات الانتهازيين لم يعودوا يخجلوا كما العهد الوطني السابق.
الأجيال الجديدة من الأدباء والنقابيين والسياسيين لا يجدون أطراً يعملون بها، ويطورون تجاربهم، وتقوم الانشقاقات بعزلهم وإضعاف تجربتهم حتى تتردى الثقافة الوطنية ويتمكن الانتهازيون من تخريب الثقافة الوطنية وعدم ظهور أجيال جديدة متطورة من المبدعين، بعد أن فشل هؤلاء الانتهازيون في حياتهم السياسية والثقافية والفكرية وعجزوا عن خلق شخصيات ثقافية هامة وصاروا يبحثون عن الشهرة والمكانة والمال بأي شكل.
القادة الفكريون والسياسيون الجدد لا بد لهم من الحكمة وبُعد النظر وتجميع مختلف الطاقات والقدرة على توحيد كافة الاتجاهات الفكرية الخلاقة، الأمر الذي يحتاج لتراكم زمني.
تغدو المنجزات ظاهرة بعد سنوات طويلة من العمل والتضحية، وتغدو المنظمات كالنقابات ذات جذور وحولها أعضاء ومؤسسات كرياض الاطفال ومؤسسات النشر.
إن الحفاظ على أدوات التقدم كمؤسسة نشر أو مطبوعة عملية مهمة حيث لا يجد الجمهور من ينشر الحقائق له، ولهذا فإن المرونة وبُعد النظر وجذب مختلف الآراء والعقلانية في الطرح وعرض أوضاع الجمهور الحقيقية بصبر وحكمة، هذه كلها تكون قواعد نضالية مستقبلية جيدة.
#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟