أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رائد الحواري - جدلية التطرف














المزيد.....

جدلية التطرف


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 4451 - 2014 / 5 / 12 - 23:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تبنى المجموعات الجهادية الفكر الديني، وإعطاء نفسها صفة الدين، جعل الطرف الآخر من المواطن العادي إلى السياسي، يتجه ـ دون وعي منه ـ إلى الوقوف ضد أي حديث أو كلام عن الدين، حيث أصبح في تكوينه الداخلي أن هذا الدين الذي يمثله ذاك الجهادي هو إرهاب، ولا يمكن التلاقي معه، وأيضا أثر هذا الأمر حتى على العبادة التي يقوم بها أي إنسان مؤمن، فنجد البعض يبتعد عن المساجد كرد فعل عما يفعله الجهاديين، حيث يصبح الدين والفكر الديني متمثلا بهذا الجهادي، فلا يستطيع المواطن العادي أن يفصل بين الدين والفكر الديني وهذا المجاهد؟ وهنا يتم تشكيل فجوة كبيرة بين تجمعين في المجتمع، كل طرف ينعزل ويعادي الآخر. ليس كمجموعة وحسب، بل أيضا كفكر وكنهج.
لابد من لملمة الأمور من جديد، ولا بد من خلق طرف ثالث، يستطيع أن يقنع المواطن العادي ـ المتضررـ بعدم تمثل الدين بشخص أو جماعة معينة، وأيضا بالخطأ القاتل الذي اقترفه هؤلاء المجاهدين، وإنهم لم يفهموا الإسلام على انه دين سلام وإخاء، فالإسلام ليس وسيلة للقتل والتشريد، وأيضا يجب العمل على فتوى تحرم زج الدين في السياسة، فنحن العرب كان لنا تجربة مريرة بهذا الشأن، منذ أن استخدم الأتراك الدين للسيطرة على المنطقة العربية، مرورا برد الفعل التي اتبعها العرب في الرد على النهج التركي، من خلال إعطاء قيادة الثورة لرجل يحمل الصفة الدينية " الشريف حسين" "خادم الحرمين" واستمرار ذلك في نهج جماعة الأخوان المسلمين الذي لم يتوانوا عن العمل قولا وفعلا لضرب حركة التحرر العربية والقوى الوطنية والقومية فيه، من العمل ضد عبد الناصر مرورا بتشويه الثورة الفلسطينية التي اعتبرها الإخوان خارج الملة، بتكفيرها لعدم تبنها الفكر الإسلامي صراحة، وفي المقابل وقوفها إلى جانب إلى جانب الأنظمة الرجعية قلبا وقالبا بحجة وقوفها مع الإسلام، من هنا كان دور الإخوان الحيوي في تحريف الصراع في المنطقة، من صراع سياسي، إلى صراع ديني، فكان لبنان مع بعض القوى الوطنية والقومية يواجه اعتى قوة عسكرية، بينما الإخوان يجندون الناس إلى أفغانستان، ومن هناك تم تشكيل بؤر الجهاد التي عمل على وضع تأسيسها عبد الله عزام، ففرخ منها أسامة بن لادن وأيمن الظواهر، اللذان ساهما بشكل كبير على وجود هذا النهج المنحرف.
من هنا لا بد من التقدم إلى الإسلام الجديد، الذي يمثل مبادئ السلام والمحبة، والإسلام الذي وضع أسسه النبي (ص) الذي كان رحيما حتى مع اشد الناس عداوة له "عبد الله بن سلول" الذي أعطا رداءه ليكفن به، رغم معرفته وقناعته بحجم الضرر الذي أحدثه للإسلام وللمسلمين، ومع هذا تعامل معه بهذا التسامح، فما بالنا نحن، نكفر هذا ونجرم ذاك، وكثر فينا وعندنا "الهرج والمرج"؟
لكن في البداية لا بد من الرد على الفكر الديني إلا بفكر ديني، ولا يجوز علميا الرد على صنف الفكر إلا بعين الصنف الذي ينتمي إليه هذا الفكر، اعتقد بان فكر الامام "محمد سعيد رمضان البوطي" لعب دورا حيويا في تفنيد فكر الإخوان من خلال كتابه "باطن الإثم" ورغم تواضع حجم الكتاب إلا أن فيه العناصر الكافية لتوضيح الكيفية التي يتم من خلالها بناء الفكر المتشدد، والغارق في عبادة الفرد ـ المرشد والأمير.
من هنا يجب أن يستعان بفكر ديني للرد على الفكر الإخواني الذي حرف الإسلام من ديني سلام إلى سياسية متقلبة، تخدم أولا وأخيرا الغرب والأنظمة الرجعية، وبدون ذلك سيتنامى النهج التخريبي للدين الإسلامي من قبل هذه الجماعات، بحيث لا يعود في منطقتنا إلا صوت ديني متشدد مكفر كل ما سواه، واتجاه آخر يتناقض تماما مع هذا الفكر وكل فكر ديني، وهنا ستكون حالة سرمدية من الصراع بين الطرفين، فكريا وعمليا، ونعيش حالة من الاضطراب وعدم الاستقرار، تكون ممهدة لحرب أهلية، لا سمح الله.
رائد الحواري



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المناضل والمجاهد
- -عمدوني... فأعدوني اسما- جيروم شاهين
- مسرحية -أبو الهول الحي- رجب تشوسيا
- الجنة والنار
- -مسرحية الايام الخوالي- هارولد ينتر
- -قلب العقرب- محمد حلمي الريشة
- -عودة الموريسكي من تنهداته
- رواية -الدوائر- خليل إبراهيم حسونة
- - في ظلال المشكينو- أحمد خلف
- -الخراب الجميل- أحمد خلف
- -الرجل النازل- علي السوداني
- التفريغ
- الأشهر القمرية لغريب عسقلاني
- شرق المتوسط ل-عبد الرحمن منيف-
- نبوءة العرافة -رجب أبو سرية-
- النزيل وأمله -بابلونيرودا-
- الوحدة
- مصرع احلام مريم الوديعة -واسيني الاعرج-
- الدار الكبيرة محمد ديب
- المراوحة في المكان


المزيد.....




- أثناء إحاطة مباشرة.. مسؤولة روسية تتلقى اتصالًا يأمرها بعدم ...
- الأردن يدعو لتطبيق قرار محكمة الجنايات
- تحذير من هجمات إسرائيلية مباشرة على العراق
- بوتين: استخدام العدو لأسلحة بعيدة المدى لا يمكن أن يؤثرعلى م ...
- موسكو تدعو لإدانة أعمال إجرامية لكييف كاستهداف المنشآت النوو ...
- بوتين: الولايات المتحدة دمرت نظام الأمن الدولي وتدفع نحو صرا ...
- شاهد.. لقاء أطول فتاة في العالم بأقصر فتاة في العالم
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ باليستي قرب البحر الميت أ ...
- بوتين: واشنطن ارتكبت خطأ بتدمير معاهدة الحد من الصواريخ المت ...
- بوتين: روسيا مستعدة لأي تطورات ودائما سيكون هناك رد


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رائد الحواري - جدلية التطرف