كريم اعا
الحوار المتمدن-العدد: 4451 - 2014 / 5 / 12 - 14:31
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
"النساء أولى ضحايا صعود الحركات الظلامية الرجعية للسلطة السياسية".
بإعلان زعيم بوكو حرام عن نيته بيع الفتيات التي تم اختطافهن بنيجيريا أقام الإعلام الامبريالي وأذنابه بين ظهرانينا الدنيا، وانخرط في حملة تضليلية ظاهرها مناصرة لهؤلاء المختطفات وباطنها الهروب من مسؤولية الامبريالية وحلفائها الرجعيين في ما وقع.
فالامبريالية غير مهتمة البتة بفتيات الطبقات المستغلة لأنها بكل بساطة لاعب رئيسي في استغلالهن وامتهان كرامتهن.
غير مهتمة لأن عمليات الخطف والسبي ليست وليدة اليوم، ولن تتوقف بحملات ميشيل الإعلامية.
لقد تعرضت نساء الجزائر للسبي من قبل ظلاميي جبهة الإنقاذ ومشتقاتها، وتعرضت وتتعرض السوريات لذات المصير على مرأى ومسمع من هذا العالم الرأسمالي المنافق.
الباكستانيات، الأفغانيات، الخليجيات، الليبيات يعانين الأمرين في أنظمة سياسية رجعية لا تملك جرأة قادة بوكو حرام.
إن هذه الحركة ذات المرجعية الدينية استطاعت أن تخرج من دائرة التقية التي يمارسها الظلاميون في بلدان أخرى.
استطاعت أت تشهر موقفها الواضح من قضايا حساسة في مقدمتها المرأة والتعامل مع الأفراد الذين لا يشاركون الحركة مسلماتها.
استطاعت أن تبرز كيف تكون عودتها للسلف الصالح.
استطاعت أن تعيد للواجهة تاريخ السبي، وملك اليمين وقتل الكافر.
زعماء بوكو حرام قالوها صراحة: إعادة إنتاج التاريخ.
خلاصة: التاريخ لا يعيد نفسه، وإلا فهي مأساة أو ملهاة.
إن استغلال النساء يتخذ عدة أشكال، ويتم تبريره بمختلف الذرائع. فإذا كانت بوكو حرام تعتبر النساء وعاء جنسيا بالأساس ولا تعير لكينونتها شيئا، فإن الرأسمالية تعتبرها بضاعة تباع وتشترى لكن تحت مسميات أخرى كالحرية الفردية.
كلا التصورين ظالم للمرأة ومهين لها، لأنهما لا يتجاوزنا النظرة الجنسية لكائن أثبت التاريخ ألا تقدم للبشرية إلا يإسهامه في الحياة السياسية والاقتصادية والفكرية لبني البشر.
وحده نضال النساء ضد الاستغلال الطبقي والجنسي هو القادر على وضعهن على سكة التحرر الحقيقي المناهض للعري والظلامية.
شكرا بوكو حرام على فتح أعين البعض منا على ما يمكن للظلامية أن تبلغه في احتقارها للإنسان وللآخر.
شكرا لأنك جعلت كل متطلع لغد أفضل لبني جنسه يكتشف ضرورة واستعجالية عدم مهادنة قوى الرجعية والنكوص.
#كريم_اعا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟