أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - على أي أساس تطالب المنظمات الحقوقية الحوار مع شيوخ السلفية الجهادية ؟














المزيد.....

على أي أساس تطالب المنظمات الحقوقية الحوار مع شيوخ السلفية الجهادية ؟


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 1261 - 2005 / 7 / 20 - 13:00
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كل حوار لا بد وأن يتأسس على قواعد واضحة . إلى الآن لم تتضح القواعد التي حكمت الحوار بين السلطات المغربية وشيوخ السلفية الجهادية . فمرة يتم الحديث عن وجود حوار يجريه علماء مع هؤلاء الشيوخ ، وتارة يتم الحديث عن حوار بين عناصر من الديستي والشيوخ . إن هذا الغموض هو الذي يشجع الشيوخ على خوض الإضراب والتحريض عليه . كان على السلطات المغربية أن تعلن صراحة عن الأسماء التي توكل إليها مهمة الحوار ، كما سبق وأعلن وزير الأوقاف عن كون باب الحوار مفتوحا وأن الفقهاء أحرار في إجرائه مع الشيوخ . ليس هكذا تتم الأمور . إذ لا بد من معرفة علنية للأسماء المتحاورة ومراحل الحوار ومضامينه ونتائجه ، حتى يعلم الرأي العام الوطني مجريات الحوار وخواتمه فيتحرص من كل بيان أو مزاعم يصدرها الشيوخ المعتقلون . هذا من جهة ، ومن أخرى هل الشيوخ على استعداد تام للحوار ؟ الوقائع تشهد خلاف ذلك . فهم لا يزالون مصرين على مواقفهم الأصلية من كون المخابرات المغربية هي التي دبرت الأحداث الإرهابية . يقول أبو حفص في استجواب معه لجريدة ABC الإسبانية ( رأيي في أحداث 16 ماي تروجه وسائل الإعلام ، ذلك أني أعتقد اعتقادا جازما جهات استخباراتية هي من وراء هذه الحادثة . إن أول سؤال يطرحه المحققون عند البحث عن المجرم هو : من هو المستفيد من الجريمة ؟ أو من هو أعظم المستفيدين ؟ وإذا رجعنا إلى أحداث 16 ماي ، فإن أعظم مستفيد هو الدولة ، فقد بررت بهذه الأحداث اعتقالها لكل الأصوات التي كانت تزعجها وتفسد عليها سياساتها ومشاريعها . وبهذه الأحداث استطاعت تمرير قانون الإرهاب .. بررت انخراطها في الحملة الأمريكية ضد الإرهاب .. أسست ما يسمى بإعادة هيكلة الحقل الديني من أجل تكميم أفواه العلماء .. تمرير قانون الأسرة رغم مخالفته لكثير من مبادئ الإسلام ..) . كما أن هؤلاء الشيوخ لا زالوا على زعمهم أنهم لا يقولون إلا " الحق" ولا يقومون إلا بـ" الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" . فضلا عن تأييدهم للأعمال الإرهابية التي يقوم بها تنظيم القاعدة . بل لم يدينوا العمليات الإرهابية التي ضربت إسبانيا يوم 11 مارس 2004 ، إذ تنقل لنا أسبوعية " الأيام" عدد 138 الوقائع التالية ( وكان محمد الفزازي بعد أحداث 11 مارس بمدريد قد اقترح على باقي المشايخ إصدار بيان تنديدي يؤكدون من خلاله موقفهم من 16 ماي ، إلا أن أحد الموقعين على البيان الموجه لعائلات الضحايا رفض المبادرة شكلا وضمونا ، في حين رفض رمز آخر التوقيع من الناحية الشكلية .. لكن وقبل أن ينتهي التفاوض فيما بينهم بخصوص الصيغة النهائية أشاع الفزازي الخبر وتحدث إلى عامة المعتقلين بشأن البيان . فكان رد الفعل صادرا هذه المرة من أحد المعتقلين في ملف "الجماعة المغربية المقاتلة".. لم يعلن رفضه للمبادرة فقط ، بل هدد الموافقين على إصدار البيان قائلا : " من أراد أن ييتم أطفاله ، فليصدر البيان" . وبالفعل تراجع " المشايخ" عن فكرة البيان التنديدي بأحداث مدريد ، وبدأ يفكر أحدهم في حل وسط يتحدد في أن تقوم العائلات بالتنديد باسمهم لكن سرعان ما تم التراجع عن هذه الصيغة كذلك خوفا من أذى المهددين . وحتى عندما أصدروا البيان الموجه إلى أسر ضحايا انفجارات 16 ماي فإنهم تحاشوا التنديد بأحداث مدريد ) . إذن كيف يتم الحوار مع الذين يصرون على مواقفهم التي اعتقلوا بسببها وكانت سببا في قتل الأبرياء وترويع الآمنين ؟ إذن الحوار يتم على ماذا ؟ هل على إطلاق سراحهم كما يطالبون ؟ أم على الاعتذار لهم وتعويضهم على الأضرار التي يزعمون أنها لحقت بهم ؟ إن كان الأمر يتعلق بمناقشتهم في قناعاتهم الفكرية وعقائدهم السلفية التكفيرية فمسألة لا تحملهم على خوض الإضراب بقدر ما ينبغي أن تحملهم على وضع قناعاتهم موضع النقد والتمحيص ، دون ذلك يكون حوار الطرشان . ونورد هنا ما قاله رضوان بنشقرون رئيس المجلس العلمي لجهة الدار البيضاء لأسبوعية " المستقل" 14 ـ 20 يوليوز 2004 ( هذه " السلفية الجهادية" التي تحدث عنها السؤال تندرج ضمن التصورات والوقائع والهيئات الشاذة ، مع أن توجهها وفكرها ومبادئها معروفة بينة الشذوذ واضحة البعد عن روح الدين الإسلامي التي تسمو بالمسلم ـ فردا وجماعة وإدارة ودولة وأمة ـ عن أن ينهج نهج الحكم السابق أو العنف القاتل أو الخروج عن الجماعة . فعمن يسكت هؤلاء العلماء ؟ أو مع من يتحاورون ؟ إن مهمة العلماء أن يبلغوا الحق والخير والأمان للناس ، ومهمتهم أيضا أن يحاوروا العقلاء أو الجاهلين الذين تغيب عنهم الحقيقة ويطلبونها بصدق . أما المارقون الذين يدعون معرفة الحقيقة وامتلاك المصداقية فهم مثل ( الأخسرين أعمالا الذين ظل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ) . وحوارهم يقتضي شروطا ) . أما إن كانت المسألة تتعلق بإعادة محاكمتهم من جديد بحجة أن المحاكمة الأولى شابتها خروقات ، فقبل المطالبة بهذا لا بد لهم من استئناف الحكم أولا . وإذا ما لجؤوا لمرحلة الاستئناف فإنهم يضعون مخارج لأنفسهم من حيث كونهم يتراجعون عن إضراب سياسي ميئوس من نتائجه ، وأيضا مخارج للدولة من حيث أنهم يعطون فرصة للقضاء لتدارك ما يكون قد ارتكبه من أخطاء . دون ذلك لا أرى في استجابة الدولة لضغوط المعتقلين وذويهم ومناصريهم غير وضع هيبتها وسمعة القضاء في كف عفريت . وهذا ما جاء يؤكده بلاغ وزارة العدل من كون مطالبة معتقلي السلفية الجهادية برفع الاعتقال عنهم ، مطالبة لا تجد لها أساسا في القانون . كما اعتبر البلاغ أن القضاء وحده هو الجهة المختصة بالنظر في هذه المطالبة ، وطبقا لمساطر محددة وطرق للطعن معينة ، هي الوسيلة الوحيدة أمام المحكوم عليهم . إذن كل دعم لمطالب هؤلاء الشيوخ بإطلاق سراحهم فورا ، هو خرق للقانون ومحاولة لإضعاف الدولة وتشجيع لهم على نشر عقائد التكفير والتحريض على قتل الأبرياء وترويع الآمنين . فالحقوق لا تنفصل عن الواجبات التي أوكدُها ضمان أمن المواطنين وسلامتهم .



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في كتاب- ما هو سبيل الله ؟- لسمير إبراهيم حسن :
- لندن ضحية احتضانها لشيوخ التطرف وأمراء الدم
- نادية ياسين : الشجاعة المأمرَكة لن تكون إلا وقاحة
- الحركات الإسلامية والدولة الديمقراطية
- أية مصلحة للأمريكيين في تحالفهم مع الإسلاميين ؟
- فتاوى التكفير أشد خطرا وفتكا بالمجتمع من عبوات التفجير
- الإنسان العربي أبعد ما يكون عن الحوار والتسامح والتحالف
- هل سيتحول المغرب إلى مطرح للنفايات الوهابية ؟
- نادية ياسين لم تفعل غير الجهر بما خطه الوالد المرشد
- المسلمون وإشكاليات الإصلاح ، التجديد ، الحداثة 2
- المسلمون وإشكاليات الإصلاح ، التجديد ، الحداثة 1
- خلفيات إضراب معتقلي السلفية الجهادية عن الطعام
- معتقلو السلفية الجهادية من تكفير منظمات حقوق الإنسان إلى الا ...
- المجتمعات العربية وظاهرة الاغتيال الثقافي
- الأزمة السياسية في إيران تؤكد أن الديمقراطية لا تكون إلا كون ...
- عبد الكبير العلوي المدغري والشرخ الغائر بين الروائي المتحرر ...
- الإرهاب يتقوى وخطره يزداد
- منتدى المستقبل- أو الغريب الذي تحالف ضده أبناء العم
- العنف لدى الجماعات الإسلامية بين الشرعنة والإدانة 2
- العنف لدى الجماعات الإسلامية بين الشرعنة والإدانة -1


المزيد.....




- 144 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة ...
- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...
- بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - على أي أساس تطالب المنظمات الحقوقية الحوار مع شيوخ السلفية الجهادية ؟