أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس ساجت الغزي - العلاقات الاجتماعية.. التكنيك بداية الانهيار














المزيد.....

العلاقات الاجتماعية.. التكنيك بداية الانهيار


عباس ساجت الغزي

الحوار المتمدن-العدد: 4451 - 2014 / 5 / 12 - 00:34
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ان الظواهر الاجتماعية تختلف في شدة تأثيرها بين ابناء المجتمع الواحد , وهي تتحكم بصورة واخرى بقوة ترابط العلاقات الاجتماعية في مجتمع ما, والظروف الاجتماعية لها دوراً كبيراً في تفشي الكثير من الظواهر الاجتماعية, اذا ما التفتنا الى ان الفرد صنيعة الظروف التي يعيشها المجتمع اذا لم يكن الضحية لتلك الظروف.
ومن الجدير بالملاحظة ان الظروف القاسية التي مر بها المجتمع العراقي من تضيق الخناق في فترة حكم الانظمة الدكتاتورية السابقة, اورثت المجتمع الويلات نتيجة التركة الثقيلة من الكبت والظلم والاضطهاد والفقر والتسلط والاذلال, لتنذر بولادة جيل كان بأمس الحاجة لإعادة هيكلته الاجتماعية في ظل التغير الجديد, الذي لم يكن يراعي تلك المسألة المهمة في ضمان سلامة المجتمع من اجل صناعة مستقبل مشرق وحضارة.
الانفتاح الكبير بأفاقه الرحبة على العالم, والتطور الهائل في التكنولوجيا ووسائل الاتصال التي غزت الساحة العراقية, القى بضلاله على التركيبة الاجتماعية ليتم تأشير الكثير من الظواهر السلبية في المجتمع والتي قد تكون فاقت ما خسرناه من بنية اجتماعية في فترة الحكم الدكتاتوري المقبور, لتنذر بفقدان الكثير من القيم والمبادئ وتطمس معها العادات والتقاليد الاجتماعية الجميلة الموروثة من تاريخنا الاصيل والتي نعتبرها قواعد السلوك في مجتمعنا الشرقي.
(التكنيك) تلك المفردة التي اخترقت حصوننا الاجتماعية بحيلة التواصل, كثيراً ما تذكرني بحصان طروادة, فقد دخلت بأراداتنا ولهفتنا لتسرق منا الكثير من الاحبة الذين يجلسون معنا لكنهم يعيشون في عالم اخر عابر للقارات, رغم اننا بأمس الحاجة لمسامرتهم والحديث معهم والشعور بقربهم, بل ان اباءهم وامهاتهم وازواجهم وابنائهم تستأنس نفوسهم لطعم تلك اللحظات وعذوبة تلك الجلسات واللمسات العاطفية والعائلية.
وفي مشهد اخر يذكرني مدمنو الانترنيت ( التكنيك) بتقارير القنوات الاعلامية عن صعوبة معالجة الادمان في كل المجالات, وما يثير حفيظتي استفحال تلك الظاهرة الغير الصحية لتطال اصحاب العمل فتلهيهم عن اداء اعمالهم بالصورة الصحيحة, والكثير منا يتبادر الى ذهنه العديد من المواقف التي مرت به نتيجة ( التكنيك) الذي يقوم به البعض من الموظفين داخل الدوائر الحكومية والطلبة داخل حرم الجامعات والمعاهد والمدارس والزائرين دون الالتفات الى قدسية دور العبادة وطال الامر حتى مراقد الائمة التي يكون فيها استثمار تلك الاوقات من الضرورات في العبادة واقامة الصلوات واكمال مناسك الزيارة.
وما يثير الاستغراب ان ترى البعض من المدمنين على التكنيك في مجالس الاعزاء التي يفقدون فيها اقاربهم واحبتهم وهم مشغولون بهواتفهم النقالة ويتصفحون بابتسامات وانشغال تام دونما مراعاة لأصحاب العزاء والمعزين, الذين بدأوا يتذمرون من تفشي تلك الظواهر السلبية في المجتمع, واخشى ان نتباعد اكثر رغم تقاربنا, وان نفقد الشعور بالمسؤولية في تداول المشورة والحديث مع بعضنا البعض, وان يصبح تواصلنا بدون ذوق ولا طعم لنخسر فرحة لحظات اللقاءات الودية, ونخسر معها مشاعر الالفة والمحبة والتماسك والتواصل الاجتماعي.
عباس ساجت الغزي



#عباس_ساجت_الغزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طقوس حزن على ضفاف الفرات
- المثلث.. وأبعاد الولاية الثالثة
- من اجل دولة القانون
- البصمة الانتخابية .. انتهاك للحرية
- الانتخابات.. التكليف واختيار المواطن
- الانتخابات..ورحلة الصيف الشاقة
- احذروا فتنة وقودها الناس والحجارة
- سلمان فرهود سلمان .. الشخصية المتكاملة وحب العمل سَّر حسن ال ...
- أوهام تشوه الجدران
- بغداد وصناعة هوليوود
- عذراً ايها النقيب ..
- الميول الوقتي
- الموضوعية والنزاهة
- العقود الوهمية
- ولاية الغريب
- الصفحة التفاعلية
- المحسوبية والمهنية
- الوطن المخطوف
- المسؤول وغياب روح المسؤولية
- شجرة بغداد


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس ساجت الغزي - العلاقات الاجتماعية.. التكنيك بداية الانهيار