|
التاريخ اليهودي وطأة 3000 عام – إسرائيل شاحاك
عبدالله أبو شرخ
(Abdallah M Abusharekh)
الحوار المتمدن-العدد: 4449 - 2014 / 5 / 10 - 15:11
المحور:
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
يهمنا إلى حد بعيد نحن الفلسطينيون، أن نعثر على إسرائيليين ليسوا صهاينة، وبمعنى أدق، يعرفون حقيقة ما حدث أثناء نكبة 1948، ويعترفون بالمجازر والمذابح التي ارتكبتها العصابات الصهيونية. إسرائيل شاحاك، أستاذ الكيمياء المتقاعد، هو أحد الإسرائيليين الذين يمتلكون ضميراً إنسانياً حياً، وعقلاً ناقداً يميز مواضع الخطأ واللامعقول في سلوكيات الإسرائيليين، وبالذات " المتدينين ". إسرائيل دولة عنصرية ثيوقراطية، وهو ما أكده الباحث الشجاع شاحاك في كتابه " التاريخ اليهودي – وطأة 3000 عام. -----------------------------------
مقدمة الكتاب
غور فيدال
أواخر الخمسينات، أخبرني جون ف. كندي، المؤرخ ورجل الأسرار، كيف أصبح هاري ترومان معزولاً يتجنبه الجميع، تقريباً، عندما قرر خوض معركة الرئاسة عام 1948، وكيف أحضر له صهيوني أمريكي مبلغ مليوني دولار نقداً في حقيبة وهو على متن أحد قطارات حملته الانتخابية، ولهذا السبب كان اعترافنا بإسرائيل سريعاً جداً. ولما كنا، جون وأنا، لسنا من اللاساميين ( خلافاً لما كان عليه والده وجدي )، فقد اعتبرنا الأمر مجرد قصة مضحكة عن ترومان والفساد المستشري في الأوساط السياسية الأمريكية.
لسوء الحظ، أدى الاعتراف المتسرع بإسرائيل، إلى خمس وأربعين سنة من الاضطراب القاتل وتدمير ما ظن الزملاء الصهاينة، دولة تعددية وموطناً لسكانها الأصليين من مسلمين ويهود ومسيحيين، وموطناً مستقبلياً للمهاجرين اليهود المسالمين من أوروبا وأمريكا، وحتى أولئك الذين يميلون إلى الاعتقاد بأن السمسار العقاري العظيم المقيم في السماء، قد أعطاهم، وإلى الأبد، أرض يهودا والسامرة، وبالنظر لأن العديد من المهاجرين كانوا اشتراكيين طيبين في أوروبا، افترضنا بأنهم لن يسمحوا بأن تصبح الدولة الجديدة ثيوقراطية، وأن أهالي فلسطين يستطيعون العيش معهم على قدم المساواة. ولكن هذا لم يكن مقصوداً.
لن أعيد ذكر مآسي وأهوال حروب تلك المنطقة التعيسة، ولكني أقول أن التسرع في اختراع إسرائيل قد سمم الحياة الثقافية والسياسية في الولايات المتحدة الأمريكية، حامي إسرائيل البغيض. بغيض لأن ما من أقلية أمريكية، وعلى مدى التاريخ الأمريكي، اختطفت كل هذا القدر من أموال دافع الضرائب الأمريكي لاستثمارها في " وطن قومي ". وكأن دافع الضرائب الأمريكي كان ملزماً بدعم البابا لاسترداد الأقاليم التي كانت خاضعة لسلطته، لمجرد أن ثلث شعبنا من الروم الكاثوليك. ولو حاول أحد هذا لثارت ضجة عظيمة، ولقال الكونغرس: لا ، ولكن أقلية دينية يقل تعدادها عن اثنين في المائة، اشترت أو أخافت سبعين شيخاً، ( نسبة الثلثين ضرورية لتجنب أي نقض رئاسي غير مرغوب فيه )، وظلت تحظى بتأييد وسائل الإعلام.
بمعنى ما، أنا معجب بالطريقة التي أدى بها اللوبي الإسرائيلي مهمته، وجعل مليارات الدولارات، تذهب عاماً بعد عام، إلى إسرائيل، " قلعتنا ضد الشيوعية ". في الحقيقة لم يكن الاتحاد السوفييتي ولا الشيوعية مؤثراً في المنطقة. ما فعلته أمريكا هو تحويل العرب الذين كانوا يوماً أصدقاءنا إلى أعداء. وفي هذه الأثناء، أخذ التضليل الإعلامي في شأن ما يجري في الشرق الأوسط يتعاظم، والضحية الرئيسية لهذه الأكاذيب المنمقة – عدا دافع الضرائب الأمريكي – هم يهود أمريكا، الذين كان يبتزهم وباستمرار، إرهابيون محترفون مثل بيغن وشامير. والأسوأ هو أن المثقفين الأمريكيين – باستثناء قلة شريفة – تخلوا عن الليبرالية للدخول في سلسلة من التحالفات الحمقاء مع اليمين المسيحي ( اللاسامي ) وتجمع البنتاغون الصناعي. عام 1985، كتب أحدهم وبكل حماقة، أنه عندما وصل اليهود إلى المسرح الأمريكي، وجدوا تفكيراً ليبرالياً وسياسيين ليبراليين متعاطفين معهم في مواقفهم وأكثر اهتماماً بمصالح اليهود، أما الآن فمصلحة اليهود تقضي بالتحالف مع الأصوليين البروتستانت، لأنه لم يعد هناك نفع من تمسك اليهود اللاهوتي المرائي بأفكار الماضي. حول هذه النقطة، انقسم الأمريكيون، واللذين انتقدوا اليهود، الذين كانوا حلفاء لنا يوماً، بسبب انتهازيتهم الضالة، كوفئوا فوراً باللقب الطقسي ( لا سامي ) أو ( يهودي كاره لذاته ).
لحسن الحظ، ما زال فعل العقل حياً وقوياً في إسرائيل من بين كل الأماكن، ومن القدس، لم يكف إسرائيل شاحاك لا عن تحليل سياسات إسرائيل الكئيبة فحسب، بل والتلمود نفسه، وأثر التقاليد الحاخامية ( الكهنوتية ) على الدولة الصغيرة التي يريد اليمين الديني تحويلها إلى ثيوقراطية لليهود فقط. أقرأ لإسرائيل شاحاك منذ سنوات، فهو ذو عين ناقدة للمغالطات التي قد توجد في أي ديانة تحاول عقلنة اللامعقول، كما يتمتع بنظرة ثاقبة في نقد تناقضات النصوص. وكم هي ممتعة قراءة ما كتبه عن الطبيب ابن ميمون، الكاره الكبير لغير اليهود.
لا حاجة للقول أن سلطات إسرائيل تستنكر كتابات شاحاك، ولكنها لا تستطيع فعل الكثير مع أستاذ كيمياء متقاعد، ولد في وارسو عام 1933، وقضى طفولته في معتقل بيلسين ( Belsen)، وعام 1945، أتى إلى إسرائيل، وخدم في الجيش. لم يصبح ماركسياً في الفترة التي كانت فيها الماركسية موضة العصر. كان، ولا يزال، إنساناً يكره الإمبريالية سواء كانت باسم رب إبراهيم أو جورج بوش، وهو كذلك، يعارض، بعلم وذكاء، العنصر الشمولي ( Totalitarian) في اليهودية. وكالعالم الكبير توماس بين ( Tomas Paine )، يوضح شاحاك التاريخ الطويل الذي خلفنا وراءنا، والمستقبل الذي ينتظرنا، ويواصل التحليل عاماً بعد عام، والذين يستمعون إليه سيكونون أكثر حكمة، وهل أجرؤ على قول: أفضل ؟! هو النبي الأخير، إن لم يكن آخر الأنبياء العظام.
لتحميل الكتاب كاملاً: http://www.4shared.com/file/31711247/18577486/___3000__.html?-dir-PwdVerified=da17f0f5
دمتم بخير
#عبدالله_أبو_شرخ (هاشتاغ)
Abdallah_M_Abusharekh#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لكي لا ننسى: جرائم الإرهاب الصهيوني قبل وبعد النكبة !
-
ضد الصهيونية !!
-
فلسطين لشعبها من قبل الديانات !
-
هل تعترف إسرائيل بالنكبة وآثارها ؟؟!
-
لماذا ندفع ثمن المحرقة ؟!
-
في ذكرى النكبة: ماذا عن لاجئي الضفة وغزة ؟؟!
-
في ظل الانهيار العربي .. هل من تواضع ؟؟!
-
ماذا ينتظر اليسار الفلسطيني ؟؟!
-
إسرائيل دولة أبارتهايد !
-
الدولة الواحدة في شعر محمود درويش !
-
إله الكنعانيين وإله اليهود !
-
خيار الدولة الديمقراطية الواحدة مرة أخرى !
-
هل تذهب غزة للقرون الوسطى ؟؟! بمناسبة عقوبة الجلد !
-
لماذا يجب دعم أبو مازن ؟!
-
حقيقة ما يجري: أبارتهايد عنصري بتوصيف دولة !
-
بكائية على أطلال المشروع القومي
-
تطبيقات طبية لحل المعادلات الخطية !
-
ورقة للنقاش: نحو ميثاق فلسطيني جديد !
-
ورقة للنقاش: هل ما زال الكفاح المسلح ملائماً ؟!
-
سلطتان ومعاهد وجامعات .. رسالة من قلب الحصار !
المزيد.....
-
العثور على جثث 4 أطفال في الجزائر عليها آثار حروق
-
-إعصار القنبلة- يعصف بالساحل الشرقي لأمريكا مع فيضانات ورياح
...
-
في خطوة رائدة.. المغرب ينتج أول اختبار لفيروس جدري القردة في
...
-
أذربيجان تتهم الخارجية الأمريكية بالتدخل في شؤونها
-
ماكرون يسابق الزمن لتعيين رئيس للوزراء
-
نائب روسي ينتقد رفض زيلينسكي وقف إطلاق النار خلال أعياد المي
...
-
ماكرون يزور بولندا لبحث الأزمة الأوكرانية مع توسك
-
الحكومة الانتقالية في سوريا تعلن استئناف عمل المدارس والجامع
...
-
رئيس القيادة المركزية الأمريكية يزور لبنان للتفاوض على تنفيذ
...
-
جيم كاري في جزء ثالث من -سونيك القنفذ-.. هل عاد من أجل المال
...
المزيد.....
-
-فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2
/ نايف سلوم
-
فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا
...
/ زهير الخويلدي
-
الكونية والعدالة وسياسة الهوية
/ زهير الخويلدي
-
فصل من كتاب حرية التعبير...
/ عبدالرزاق دحنون
-
الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية
...
/ محمود الصباغ
-
تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد
/ غازي الصوراني
-
قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل
/ كاظم حبيب
-
قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن
/ محمد الأزرقي
-
آليات توجيه الرأي العام
/ زهير الخويلدي
-
قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج
...
/ محمد الأزرقي
المزيد.....
|