أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد الكناني - امثال مقدسة : الجمل وثقب الابرة














المزيد.....


امثال مقدسة : الجمل وثقب الابرة


احمد الكناني

الحوار المتمدن-العدد: 4449 - 2014 / 5 / 10 - 09:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



قيل ان الامثال تضرب ولا تقاس ، لان المقصود من ورائها الحكمة وجوهرالقصة وهو المصحح لتعدية المثل من واقعة الى واقعة اخرى ’ فلا تقاس احداهما بالاخرى .
لكن هل ينبغي التزام الحرفي بالمثل كما ورد في الاصل من دون ادخال تعديل عليه فيما لو اريد الاستشهاد به ؟
بالتأكيد نعم ، لابد من التقيَد به حرفيا .
والسؤال الاهم : ماذا لو نقل المثل من لغة الى لغة اخرى ؟


هنا يلاحظ جوهر القصة من دون النظر الى الالفاظ اذ لكل لغة خصوصياتها ، ونقل الالفاظ من لغة الى اخرى من دون ملاحظة تلك الخصوصيات خطأ كبير.
ولتوضيح الفكرة يمكن الاستفادة من المثل القائل : " كناقل التمر الى هجر " الذي استشهد به الامام علي في احدى رسائله الى معاوية حيث جاء فيها :" فلقد خبأ لنا الدهر منك عجبا اذ طفقت تخبرنا ببلاء الله تعالى عندنا ونعمته علينا في نبينا ، فكنت كناقل التمر الى هجر "
ونقرأ ايضا في قصيدة الغضب الخلاَق لشاعر العرب محمد مهدي الجواهري :
وناقل التمرعن جهل الى هجر كناقل الشعر موشيا الى اليمن

وروي ايضا النقل الى خيبر لا الى هجر كما في البيت المنقول عن النابغة الجعدي :
وإنَّ امرأ أهْدَى إلَيْكَ قَصَيْدةً كَمُسْتَبْضِع تَمْرَاً إلَى أرضِ خَيْبَرَا.

وكذلك حسان بن ثابت :
فأنا ومن يهدي القصائد نحونا كمستبضع تمرا الى اهل خيبرا

والخارجة بن ضرار المري :
فأنك واستبضاعك الشعر نحونا كمستبضع تمرا الى اهل خيبرا

وسواء كان المكان هجر اوخيبر اوالبصرة فالمهم هو نقل التمر الى الاماكن التي تشتهر بكثرة انتاجها للتمر ، وفي العامية يقال كبائع الماء في حارة السقائين ، والملاحظ من الاستشهادات المتقدمة ان المثل يضرب لمن يضع الشي في غير موضعه و يقوم بعمل عبثي لا فائدة منه ،كأن يصدر بضاعته الى المكان الذي تشتهر به، وهذا هو معنى ومؤدى المثل، اما الالفاظ الواردة في المثل كالتمر وهجر اوخيبر فهي ليست دخيلة في المثل بقدر ما تقتضية الصياغات اللفظية للغة التي جاء بها المثل.
ولو نقل هذا المثل الى الانكليزية لقيل: " كناقل الفحم الحجري الى نيكاسل"، ولو نقل الى الفارسية لقيل: " كناقل الفرش الى كاشان " وهكذا.
ولعل المثل الوارد في الاية 40 من سورة الاعراف " حتى يلج الجمل في سم الخياط " من هذا القبيل ايضا ، لانه ورد بذات الالفاظ وبنفس مضمون القصة بلغة الانجيل وهي غير عربية ، لكن لفظ الجمل في العربية يطلق على البعير ، ويطلق على الحبل الغليظ ،وهو الاكثر انسجاما مع ثقب الابرة من البعير ، ويؤيده القراءة المروية عن ابن عباس حيث نقل عنه : ان الله احسن تشبيها من ان يشبه بالجمل ،يعني ان الحبل مناسب للخيط الذي يسلك في سم الابرة و البعير لا يناسبه . وهذا النوع من التفسير يستحسنه المهتمين بالبلاغة من المفسرين وفي مقدمتهم جار الله الزمخشري ، اذ لا توجد مناسبة او سنخية بين البعير وثقب الابرة سوى انصراف لفظ الجمل الى الحيوان المقرب جدا عند العرب ، اما الحبل وثقب الابرة فأكثر وقعا في النفس من البعير .والمهم في هذا المثل بيان امر يستحيل وقوعه عادة لتقريب فكرة ان المستكبرين والاغنياء لا يدخلون ملكوت السماوات {إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ}
و ورد في انجيل متَي :19 ان شابا غنيا سأل اليسوع عن الاعمال الصالحة فأجابه " ان اردت ان تكون كاملا فأذهب وبع كل ما تملك ووزع على الفقراء ..." هنا قال اليسوع لتلامذته " الحق اقول لكم انه من الصعب على الغني ان يدخل ملكوت السماوات ، وايضا اقول : انه لأسهل ان يدخل الجمل من ثقب ابرة من ان يدخل الغني ملكوت الله .." .
وعليه فبعض الامثال في لغته له خصوصية الافهام قد يفقدها اثناء انتقاله الى لغة اخرى ، والشواهد على ذلك كثيرة قد تدخل في باب اللطائف المضحكة لاناس استعملوا المثل في لغة اخرى من دون الالتفات الى خصائص تلك اللغة .
ارجوا ان تكون الفكرة قد وصلت .



#احمد_الكناني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرجعية الدينية والموقف المزدوج من الانتخابات
- منهج الجابري في فهم النص ..عرض و تقييم (3)
- منهج الجابري في فهم النص .. عرض و تقييم( 2)
- منهج الجابري في فهم النص .. عرض و تقييم (1)
- زواج الصغيرة بين الشريعة و القانون
- جدلية الدين و المجتمع ... استراليا مثالا
- الاعجاز العلمي في اية الاشهاد
- صور من دجل الرواة
- ضرب الاوتار و فض الابكار
- التاريخ العبري : سرقة و اعادة صياغة و تسويق ... قراءة في ملح ...
- ماديبا .. الحب المطلق
- الدستور المصري .. انتكاسة جديدة للدين
- هرمنيوتيك القران و السنة
- حديث المحرم و محرمات الحديث
- العام الهجري الجديد .. و تطبيقات الايفون
- عيد الغدير و حكاية الايام الثلاث
- رحلة ذي القرنين الفضائية
- التداخل النصي بين الكتب السماوية و الاساطير /2
- التداخل النصي بين الكتب السماوية و الاساطير/1
- محمد اركون و المشروع البديل


المزيد.....




- وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور ...
- بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
- ” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس ...
- قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل ...
- نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب ...
- اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو ...
- الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
- صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
- بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021 ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد الكناني - امثال مقدسة : الجمل وثقب الابرة