البحث عن الحقيقة في علم اللاهوت بمدينة الهند

إسحاق قاسم غلام

الحوار المتمدن-العدد: 4448 - 2014 / 5 / 9 - 16:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

البحث عن الحقيقة في علم اللاهوت بمدينة الهند
تقرير/اسحاق قاسم غلام
الهند بلد ديمقراطي بامتياز لها حرية اعتقاد الديانات
لم يوصم أحداً لإفرازاته وفضلات جسمه بريحة كريها
من شاء منكم ان يصنع ديناً فليذهب الى الهند
الهند أو كما يطلق عليها رسميا جمهورية الهند، بلد تقع في جنوب آسيا، سابع أكبر بلد من حيث المساحة الجغرافية، والثانية من حيث عدد السكان، وهي البلد الديموقراطية الأكثر ازدحاما بالسكان في العالم ، لا بل تعتبر أكبر دولة من حيث تعدد واختلاف وحرية اعتقاد الديانات،،في زيارة شاملة لمدينة الهند للبحث عن الحقيقة في علم الأديان واليكم التفاصيل:
الديانة الهندوسية:
إن الهندوسية واحدة من أقدم الديانات المعروفة ترجع الكتابات المقدسة لدى الهندوس إلى حوالي عام 1400 – عام 1600 ق. م. وهي أيضاً واحدة من أكثر الديانات تعقيداً وتنوعاً إذ يؤمن الهندوس بملايين الآلهة، يوجد لدى الهندوس تشكيلة واسعة من المعتقدات الأساسية ولهم طوائف مختلفة، ورغم أن الهندوسية تعتبر ثالث الديانات الكبرى في العالم، إلا أنها توجد أساساً في الهند ونيبال.
في اول زيارة لي للمعبد الهندوسي وكذا ممارستي لطقوساتهم، شد انتباهي أحد الأطباء الكبار المختصين لجراحة القلب بالهند وبذلك تبادلنا أطراف الحديث سألني مندهشاً ما الذي جعلك ان تدخل المعبد الهندوسي؟
كانت إجابتي كالتالي: للبحث عن الحقيقة لكل رسالة او فلسفة له سلبياته وإيجابياتة ومزايا وعيوب! ياترى ما هي عيوب هذه الديانة ولماذا البعض يقولون انكم تصنعون الاصنام بأيديكم وتعبدونها؟ ويقولون عنكم انكم تقدسون بول البقر؟
أفادني قائلاً : بأن لا توجد هنالك اي عيوب ولكن عكس هناك الكثير من الإيجابيات التي ربما لم تكن تعرفها.
الهتنا يا سيدي الفاضل نرها بأم عيننا ولكن انتم أين ألهكم التي تعبدونها وتقدسونها؟ وبالمقابل انتم كذلك تقدسون بول الجمال وتستخدموها كعلاج للسرطان وغيره.
الديانة اليهودية:
إحدى أوائل الديانات الأجنبية وصولًا في الهند فاليهود الهنود هم أقلية دينية ، فأنهم عاشوا دون حالات معاداه من المجتمع المحلي الهندي.
رحلتي كانت مستمرة الى ان وصلت الى المعبد اليهودي عقب بحثي بها وعثرت على يهود هنود ووجهت لهم سؤالي يقولون عنكم بأنكم تقتلون العرب المسلمون برغم ان كافة الديانات والمعتقدات ترفض القتل؟ وكما يقال عنكم انكم نهبتُ وسرقتُ أرض فلسطين وخيراتها ولن تمنحوهم أي شيء من حقوق؟ وعندما نأتي الى الدين اليهودي نجد بأنها محصورة لليهود فقط في نطاق اصل جنسيتهم.
أدلى اليهودي بدلوه: اليهود الذين قتلوا الفلسطينيين من المسلمين العرب اقل بكثير من الجرائم والقتل التي يرتكبها الحكام العرب تجاه شعوبهم من المسلمين العرب، وبالنسبة للسؤال التالي أقول هنا ان إسرائيل تشكلت وتطورت وتقدمت بسرعة البرق في 48 واعلنت عن قيام دولة إسرائيل وبناء جيش وطني قوي وترسانة عسكرية قوية ولن يختلف الشعب الإسرائيلي مع حكامهم وهذا هو ناتج عن قوة الديانة اليهودية وكذلك أجبرنا العالم ان يعترف بناء وفقاً للقانون الدولي العام ولكن ماذا عملت الدول العربية وحتى لم استطاعت ان تكتسب احترام دول العالم ولم استطاعت 22دولة عربية ان تواجه دولة اسرائيل واضاف بذلك لا يوجد لدينا أي تمييز عنصري او ديني ضد أي انسان كون هناك فلسطينيين مسلمين يعملون في إسرائيل بالتالي يكتسبون نفس الحقوق الذي يحصل عليها اليهودي في ظل القانون الإسرائيلي ولن نمارس العنف والقتل الا لمن يمارسها ضد دولة إسرائيل .

الديانة المسيحية:
ثالث أكبر ديانة بالهند بعد الهندوسية والإسلام وجاءت المسيحية في وقت مبكر قبل قرون من وصلها
يوجد في الهند أكثر من 24 مليون هندي مسيحي يعتبر المسيحيين في الهند أكثر المجتمعات الدينية تقدمًا المتأثرة من التقاليد الأوروبية تعتبر ميزة ايجابية في بيئة الأعمال والتجارة في الهند الحضرية؛ يعطى هذا كتفسير للعدد الكبير من المهنيين المسيحيين في قطاع الشركات في الهند، وتملك الكنائس الهندية العديد من المؤسسات التي تقدم خدمات للمجتمع الهندي وتشمل مدارس، مستشفيات، جامعات، كليّات، دور أيتام ومشرّدين، فسألت أب الكنيسة قائلاً: (الكنيسة الكاثوليكية) تؤمن (بماريا) أم أبن الله وتعلق صورها وتمثالها في الكنائس الكاثوليكية بينما ترفضها الكنيسة البروتستانتية لا تؤمن بماريا التي ولدت أبن الله الذي يعرف (بيسوع المسيح) ؟
رد لي بكل شفافية ووضوح: انتم المسلمين منقسمين الى طوائف شيعة لا يؤمنوا بالصحابة وبعضهم برغم انهم من العشر المبشرين بالجنة وانما تؤمن بأل البيت ، ولكن السنه واهل الجماعة يؤمنوا بكافة الصحابة حتى ولو كانوا عرابدة قبل الإسلام!!
الديانة البوذية:
البوذية هي ثاني أقدم ديانات الهند بعد الهندوسية وهي حركة دينية هندية إصلاحية ظهرت في القرن السادس قبل الميلاد، أصبحت البوذية هي ديانة الهند الأساسية، البوذيون الذين يقوم مذهبهم على عدم الاعتراف بالآلهة، ويصل عدد معتنقي المذهب البوذي في الهند حاليا حوالي 10.3 ملايين بما يمثل 1% من مجموع الشعب الهندي، ويعيش معظمهم في أعداد صغيرة بحبال الهيمالايا ، شدينا الرحال الى شمال الهند للبحث عن أماكن ممارسة الطقوسات البوذية حصلنا أحد المثقفين البوذيين ، نحن جئنا للبحث عن الحقيقة نريد ان نستفسر وسألناه ما هي العيوب والسلبيات للديانة البوذية؟ وكما يقال" ان الديانة البوذية ليست من الديانات السماوية الثلاثة وان فكرة الديانة البوذية في عقيدتها لا ينتمي الى الديانات السماوية؟
قال مصرحاً : (لا توجد سلبيات ولا عيوب) وأضاف ايضاً: ان البوذية هو أحد الديانات العالم الكبرى من ناحية عدد أتباعها وتوزيعهم الجغرافي وتأثيرهم الثقافي والاجتماعي وانها ديانة عالمية متميزة ، اتريد ان تشبهني بعبدة التلمود اليهودي وبعبدة الصليب وكذه بعبدة النصوص.
عبدة الشيطان:
يعبر عن مجموعة من المعتقدات المترابطة والظواهر الاجتماعية التي تتضمن التمجيد أو الإعجاب بالشيطان والجماعات الشيطانية المعاصرة لها نطاق واسع و متنوع, لكن يوجد اتجاهين رئيسيين هما الشيطانية الايمانية والالحادية تبجل الشيطان كإله خارق للطبيعة هذا الشيطانية الإيمانية بينما الالحادية: لا يؤمنون بالشيطان المادي بل يؤمنون بالشيطان الرمزي الذي يرمز إلى بعض الخصال البشرية،
رحلتنا مستمرة الى ان وصلنا الى أماكن عبدة الشياطين ، وسألنا أحد عبدة الشيطان من الشباب ما هي ايجابيات وسلبيات او المزايا و العيوب؟" يقال" ان العلم لا يؤمن بالشياطين ؟
قال لي: لا توجد اي عيوب ولا سلبيات ، ولكن من المعروف ان اغلب الديانات يعتقدون ويعترفون بالجن و بالشياطين.

الديانة البهائية:
هو أحد الديانات التوحيدية أسسها حسين علي النوري المعروف باسم (بهاء الله) ومن مبادئ البهائية التأكيد على الوحدة الروحية بين البشر. واليوم يوجد حوالي خمسة إلى سبعة ملايين معتنق للبهائية، يتوزعون في معظم دول العالم بنسب متفاوتة ويؤمن البهائيون بوحدة المنبع الالهي لأغلب الديانات الكبرى الموجودة في العالم، ويعترفون بمقامات مؤسسيها وبأنهم رسل من الله، ومنها الإسلام اليهودية والمسيحية ويعتقدون بأن جميع هذه الديانات جاءت لهداية البشر أينما كانوا عبر العصور، وبأنها نشأت في مجتمعات كانت تدين بديانات سابقة وبنت الواحدة على الأساس الذي وضعته الأخرى. وهذا أحد أهم المعتقدات البهائية التي تقوم على أساسها علاقتها بالأديان الأخرى واتباع هذه الأديان.
كما نجد أن البهائية مشتق من الديانة الإسلامية، غير ان هذا لا يعني بأن الدين البهائي فرقة من الإسلام أو فرع من الديانات السابقة، بل يؤمن اتباعه بأن دينهم هو دين مستقل منذ بداياته وله كتبه وشرائعه المستقلة.
توجهنا بحثاً للديانة البهائية وسألت أحد التجار الذي يعتنق الدين البهائي يعرف اللغة الهندية والإيرانية والعربية وجهت له نفس السؤال الذي سألت معتنقي الديانات السابقة سلفاً ، ما هو السلبيات والايجابيات او المزايا و العيوب لهذا الدين الجديد كما تدعون؟ وكما يتضح عند مناقشتك ان فكرة الدين البهائي مأخوذة من الاسلام؟؟
ولكن أذكّرك بأن لا دين بعد الإسلام اي بمعنى أخر الاسلام هو أخر الأديان السماوية
أجابني مصرحاً : يا عزيزي ان الدين البهائي أتى بعد الدين الإسلامي وان الدين الإسلامي دين قديم له 1400 سنه فأتى بهاء الله لتطوير هذا الدين وتجديده كون عند تغيير الزمن تغيرت عادات وتقاليد الناس ، وفي العصر الاسلامي كانت الحياة بدائية لا توجد مصانع ولا معامل كبيرة وثقافة الأنسان كانت محدودة وكان يعتمد على الراي والزراعة والتجارة البدائية مثل المقايضات، وكذلك أختصر الدين البهائي الصلاة والصيام وجعل الصيام في فصل الربيع وهو أفضل فصول السنه وفرض الصلاة بعد انتهاء عملك بأمانه وإخلاص وبأكمل وجه ومن ثم تصلي وانت خاشع وبدون اي تفكير وغير ذلك..
العلمانية
عثرنا على أحد العلمانيين في ملتقى للعلمانيين بالهند وتبادلنا أطراف الحديث طارحاً سؤالي ما هي الإيجابيات والسلبيات والمزايا و العيوب لفكرة العلمانية؟ وهل هو بدين جديد؟ ويقال عنكم انكم تحبون الحياة الدنيا وتخشون الموت؟
أفادني بانه ليس هو دين جديد، وان بأي دين أثق لكي أعتنقه وكل منهم يتعارضون مع بعضهم البعض والعلمانيين مندهشين بايهما على حق وأي اله يستحق العبادة والتقديس في أطار هذه الديانات! وهل تريدني ان أكرة واضحي بحياتي بلبس الحزام الناسف لكي افجرها في قتل الأبرياء.
{(وفي الأخير كلمة المحرر او الباحث: كل واحد من هؤلاء الأديان ومعتنقيها والطوائف كالهندوسي او البوذي او المسيحي او البهائي وغيره يعتقدون بأن دينهم على حق وبانهم على حق اي مهما كان الطعام والأكل مكلفاً للثمن ولكن نجد الفضلات تخرج بريحة كريها ( محد يقول لخراء رمة)}!!

#إسحاق_قاسم_غلام (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات