أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رائد الحواري - المناضل والمجاهد














المزيد.....

المناضل والمجاهد


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 4448 - 2014 / 5 / 9 - 12:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المناضل والمجاهد
في القران الماضي وفي فترة ما قبل العقد الأخير منه، وقبل انهيار الاتحاد السوفيتي واحتلال العراق، كان اليسار العربي له دور بارز في بث الفكر التقدمي والتحرري في العديد من الأقطار العربية، ورغم الهجمة الشرسة التي تعرضوا لها من هذا الطرف أو ذاك، إلا أن حركة التحرر العربية لم تجرؤ ـ بمعنى لم تنظر أو تعمل ـ على إحداث أية أضرار مادية أو بشرية في أماكن تواجدها، فكانت مقولة "إن هذه أملاك للوطن وللمواطن ولا يجوز التعرض لها بالتخريب أو الأضرار" تلعب الدور الحيوي في الحفاظ على الثروة الوطنية ـ ممتلكات عامة أم المواطن ـ فعمليا كانت حركة التحرر العربية تحرص على الممتلكات العامة، وعلى حياة المواطن ـ أي مواطن ـ حتى أزلام النظام الرسمي ـ كانوا يصفون بأنهم ضحايا النظام الذي يخرب عقولهم ويجعلهم أداة في يده، فهم مواطنين في هذا الوطن ويجب احتلامهم.
ضمن هذا المسار كانت حركة التحرر العربية تدفع ثمنا باهظا من خلال تعرضها ورجالها إلى اشد حملة بطش، ومع هذا تبدي مستوى رائع من الانتماء للوطن والمواطن، فهي وجدت لخدمة الوطن والمواطن، كما أن فكرة المثل والقدوة كانت من الروافد المتعددة التي تمنح هؤلاء المناضلين الطاقة على التحمل و الاستمرار درب الآلام، درب النضال.
أما بعد أن انهار العراق تحديدا، تحت الحراب الأميركية والمتحالفة مع الرجعية العربية في بداية القرن الحالي، وانتشار الجماعات (الجهادية) التي ربتها الأنظمة القمعية العربية في أفغانستان وباكستان، نجد بان "الهرج والمرج" أمسى حالة عامة في العديد من الدول العربية، حيث أن دم الإنسان ـ إن كان مسلما أم غير ذلك ـ ما هو إلا نعجة أو بعير، ليس له أي قيمة، ويمكن أن يذبح، دون أي تأنيب للضمير أو لوجود الوازع الديني، الذي يحمله ويتغنى به هؤلاء (المجاهدون).
ونجد أيضا الدمار والخراب والإزالة الجغرافية والتاريخية لهذا المكان أو ذلك، ولا ندري ما هو الدافع وراء مثل هذا العمل، فلا يوجد هناك أي (سند فقهي) يحلل هذا الأمر، مع هذا نجد الخراب والتدمير لاماكن من المفترض أن يحافظ عليها بالدماء والروح معا، فما حدث في مكتبة بغداد والمتحف الوطني العراقي من حرق ونهب وتخريب، تكرر في حلب التي أحرقت مكتبتها الوطنية ولتي تعد من الكنوز المعرفية والعلمية في المنطقة، وتم نهب العديد من القطع الأثرية من متاحف سورية المنتشرة في المدن السورية. وتم إعادة هذا السلوك البربري في الإسكندرية والقاهرة من خلال تخريب المتاحف والمكتبات التاريخية فيهما.
ما يثير حفيظتنا هو أن (حركة التحرر العربية) لا تمتلك ذلك الإرث الأخلاقي والديني ـ سيرة الرسول والخلفاء الراشدين ـ كما هو حال المجاهدين، كما أن هناك فكرة "العنف الثوري وأهميته في تحقيق النصر للطبقة العاملة" التي طرحها أنجلس ولينين، وفكرة البعث حول "الانقلاب وضرورة القيام به"، وفكر سعادة حول "الدماء التي تجري في عروقنا وديعة الأمة فينا" كل هذا لم يكن ليبرر سقوط نقطة دم واحدة من أي إنسان في هذا الوطن، أو لتدمير لبنة (طوبة) واحدة في الوطن.
فكيف وجد هذا الاختلاف والتناقض ـ ألمسلكي والفكري ـ بين المناضل والمجاهد؟
اعتقد بان فكرة الجنة التي وعد الله بها المجاهد تلعب دورا حيويا في هذه الجرأة للإقدام على القتل والتخريب أولاً.
فكرة الأمير والطاعة العمياء له دون أن يكون هناك أي استخدام للعقل، لها أثراً واضحاً على هذا السلوك للمجاهد ثانياً.
الفتوى الدينية التي يصدرها (شيخ الإسلام) أو المفتي الكبير، تجعل المجاهد (يخلي ذمته الدينية) في أي عمل يقوم به ثالثاً.
التشابه وتقليد هذه المجاهد أو ذاك الأمير تجعل عملية القتل والتدمير بهذه السهولة رابعاً.
العناصر المدسوسة في العديد من المجاعات الجهادية والتي تعمل على بث الأفكار الهدامة والسلوك التخريبي لمقدرات الوطن، تكون دافعا إضافيا للعمل على القتل والتخريب خامساً.
الدعم المالي الكبير الذي يقدم لجماعات وللأفراد الذين يقومون بعمل تخريبي أو بعمليات القتل، يكون هو الدافع من وراء هذا الحجم الكبير من القتل والتخريب سادساً.
من هنا نجد بان "نار" المناضل في حركة التحرر العربية، ومهما كان توجهه الفكري أو السياسي ارحم ألف مرة من "جنة" المجاهد الذي يعيث فسادا في الأرض ـ جغرافيا وسكانيا ـ .
رائد الحواري



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -عمدوني... فأعدوني اسما- جيروم شاهين
- مسرحية -أبو الهول الحي- رجب تشوسيا
- الجنة والنار
- -مسرحية الايام الخوالي- هارولد ينتر
- -قلب العقرب- محمد حلمي الريشة
- -عودة الموريسكي من تنهداته
- رواية -الدوائر- خليل إبراهيم حسونة
- - في ظلال المشكينو- أحمد خلف
- -الخراب الجميل- أحمد خلف
- -الرجل النازل- علي السوداني
- التفريغ
- الأشهر القمرية لغريب عسقلاني
- شرق المتوسط ل-عبد الرحمن منيف-
- نبوءة العرافة -رجب أبو سرية-
- النزيل وأمله -بابلونيرودا-
- الوحدة
- مصرع احلام مريم الوديعة -واسيني الاعرج-
- الدار الكبيرة محمد ديب
- المراوحة في المكان
- مع كابي وفرقته -ريمي-


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رائد الحواري - المناضل والمجاهد