أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - معارضة المعارضة















المزيد.....

معارضة المعارضة


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 324 - 2002 / 12 / 1 - 04:00
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

في علم التحقيق والأجرام وفي قوانين العقوبات الوضعية  ثمة نصوص قانونية تدعو الى تخفيف العقوبة عن الجاني أذا أرتكب الجريمة لأسباب منها الاضطرار والاستفزاز وحالة الهياج التي سببها المجني عليه أو عمر المتهم أو مكانته وما قدمه من خدمات جليلة للبلد وللمجتمع ، وبالمقابل توجد نصوص قانونية تدعو الى تشديد العقوبة منها بشاعة الجريمة وطرق وأساليب تنفيذها ومكان الجريمة أذا كان في المناطق التي تخلو من الناس وتبتعد عن القصبات والمدن ، وعمر المجني عليه  ، وأذا كان الجاني قد عاد الى ارتكاب الجريمة مرة أخرى .
            ومن بين كل هذا نستل نصين قانونيين ونحاول تطبيقها ضمن حقيقة من حقائق  العمل السياسي في العراق ،  أولها العود الى ارتكاب الجرائم المرتكبة  ضد الشعب العراقي ، والإصرار على الإيغال في أهانة الشعب وترويعه وإذلاله وبعثرة ثرواته الوطنية وطاقاته وكوادره الوطنية العلمية والثقافية والفنية والسياسية والاجتماعية وتدمير قيمه وتأريخه ومحاربة كل ما يركن الى جانب الخير فيه .
            ولم يكن العود الى ارتكاب الجريمة طريقة يمكن تجاوزها أو تلافيها لدى السلطة العراقية ، بل أصبح ذلك فلسفة من فلسفتها السياسية في التعامل مع القوى السياسية الأخرى ، ونهجاً في التعامل مع الناس بشكل عام وبغض النظر عن انتماءاتهم السياسية والدينية والقومية  لترويعهم وتركيعهم ، ولهذا فقد سال دم كثير ولقي الكثير من الناس حتفهم  في أقبية وزنازين الأجهزة الأمنية والمخابراتية والاستخبارية في العراق و لم يشهد التاريخ لمثل هذا  من  مثيل ، وتمت تصفية واغتيال رموز من قيادات الحركة السياسية الوطنية العراقية بأساليب خسيسة وطرق لاتدل على الخلق السياسي والاجتماعي  .
          وبقي نهج السلطة لم يتغير في أسلوب ارتكاب الجرائم التي تراكمت وتجمعت فوق بعض بحيث يصعب على المطلع والقاضي أن يجنح الى أصدار الحكم العادل بتجاوز هذه الحقيقة ، حيث لم يعد من حق أحد أن ينفرد بإصدار العفو عن الجناة  .
         والحقيقة الثانية ، كون التعامل مع السلطة مثل التعامل مع مرتكب الجناية ، فأنت تستطيع أن تحاول قدر الإمكان أذا كان تخصصك علم النفس الجنائي  أن تضع الضوابط والشروط التي يمكن معها أيقاف النزعة الشريرة لدى الجاني أو محاولة إنقاذه من طريق الجريمة والشر الى طريق تطويعه في مسار المجرى الإنساني للحياة وأصلاحه للعودة الى الحياة الطبيعية  ، ولكن بعد أن يكون قد أتم محكوميته المقررة قانوناً .
مع  هذه الحقائق بادر بعض من يقفوا على الحياد بين السلطة والشعب ليطلقوا أحكامهم من جانبهم ، بوجوب الوقوف مع صف السلطة وتجاوز الجرائم المرتكبة وشطب قوائم الشهداء الطويلة  ونسيان ماحل بشعب العراق وما أقترفته السلطة من جرائم بحق الكرد والعرب والتركمان  ووطن كان يدعى العراق وثروات العراق وتجاوز كل الحقائق مقابل أن تعلن السلطة المجرمة  إصدار عفو عن المجني عليهم وأطلاق الحرية لبعض الصحف وانتقاء شخصيات ليس لها موقف وليس لها موقع بين المعارضة العراقية وتحلم بأن يكون لها شأن  لتمثل بشكل مسرحي (  المعارضة العراقية الشريفة !! ) استكمالا لأدوار مرسومة سلفاً وبالاتفاق للضحك على الذقون لأن المسرحية لم تكن بالشكل الكوميدي المراد لها أضحاك العراقيين قبل العالم في زمن مليء بالمرارة  .
       أن أصدار البيانات الهزلية من قبل بعض من كنستهم مكنسة الزمن والتاريخ وحضور مؤتمرات خير الدين حسيب والركض خلف أبواق السلطة لأطلاق التصريحات ومن ثم الاجتماع سراً بشخوصها والذهاب الذليل الى وكر السلطة والاجتماع بقياداتها الأمنية ، وأطلاق أروع تصريح ينم عن مدى العبقرية والذكاء السياسي  التي تفكر بها هذه الجوقة ، من كونها حزينة لأنها لم تستطع الحضور قبل هذا الوقت لتشارك الشعب أفراحه في انتخاب القائد الضرورة بنسبة 100% ناسين أنهم أعداد ساقطة من النسبة المئوية ولم تفتهم الفرصة .
       هذه التصريحات والبيانات وحضور الاجتماعات لاتشبع من جوع ولا تلغي حقيقة واحدة من الحقائق ، فالوقوف في صف السلطة والدعوة الى تجاوز الجرائم ومصالحة الجاني وحثه على إطلاق العفو عن المجني عليهم ، لا يجعل منهم واقفين في أرصفة  الصف المعارض للسلطة ، وأنما يقفون في الصف المعارض للشعب بسبق إصرار  ، وهذه حقيقتهم التي لايمكن تجاوزها أو إخفائها ، ولذا فقد كانوا طيلة فترة وجودهم خارج صفوف السلطة يقفون في الصف المعارض للمعارضة فهم ( معارضين للمعارضة ) ويقدمون الخدمات الى السلطة بشكل مباشر أو غير مباشر .  .
         وأذا كان التبرير هو حرصهم على مواجهة العدوان المرتقب على الوطن والاستجابة  لمتطلبات مواجهة الوضع  ،  فقد غاب عن بالهم ما تعرض له الأنسان في العراق من جرائم بشعة لم تحدث في أكثر  بلدان العالم تخلفاً ، وكارثة طالت شعب العراق لم يسجلها التاريخ من قبل ، فهل أن شعب العراق لا يستحق مثل هذا الموقف منهم ، وهل الأنسان أقل قيمة من الوطن ؟ .
        ولم تكن تجربة السلطة حديثة في الحكم حتى نقدم لها الأعذار والتبريرات  ، أو حث القوى السياسية الأخرى لتقديم الاعتذارات للسلطة الحاكمة .
        وسيبقى شعب العراق أقوى من كل السلطات القمعية التي يؤمن بها هؤلاء ، ولن يصح الا الصحيح وأن غداً لناظره قريب .
       
        



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عفو السلطة عن الجناة مساهمة جديدة في ترويع شعب العراق
- من يعفو عن من
- مطلوب خطوات بحجم محنة العراق
- مبروك قرار العفو
- قراءة في كتاب الدكتور علي كريم سعيد ( حركة حسن سريع وقطار ...
- المرشح للزعامة العراقية
- علي الوردي عالم الاجتماع الذي شخص كوامن الشخصية العراقية
- أوراق عراقيــة
- قراءة لكتاب العقوبات الدولية وآفاق التطور الديمقراطي في العر ...
- محنة القضاء في العراق
- رسالة من مواطن عراقي الى الحجاج بن يوســـــــــــــف الثقفــ ...
- الحقيقة المرة


المزيد.....




- خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
- النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ ...
- أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي ...
- -هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م ...
- عالم سياسة نرويجي: الدعاية الغربية المعادية لروسيا قد تقود ا ...
- إعلام: الجنود الأوكرانيون مستعدون لتقديم تنازلات إقليمية لوق ...
- مصر.. حبس الداعية محمد أبو بكر وغرامة للإعلامية ميار الببلاو ...
- وسائل إعلام: هوكشتاين هدد إسرائيل بانهاء جهود الوساطة
- شهيدان بجنين والاحتلال يقتحم عدة بلدات بالضفة
- فيديو اشتعال النيران في طائرة ركاب روسية بمطار تركي


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - معارضة المعارضة