أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - خالد الصلعي - ثقافة الانهزام -1-














المزيد.....

ثقافة الانهزام -1-


خالد الصلعي

الحوار المتمدن-العدد: 4447 - 2014 / 5 / 8 - 19:04
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يعتبر الانسان عامة ، سيد قدره ، وقائد مساره ومنتج أفكاره ، يبدأ بتحمل مسؤولية أعماله بعد نضجه ورشده . هذه المسارات والتحولات قد يتعلمها في احدى أطوار تعلمه تبعا لمستويات وأهداف التعليم عند كل أمة ، وترجمة لجوهر الثقافة العامة التي ينمو داخلها .
لكننا في عالمنا العربي ومنذ مدة غير قصيرة لم نتعلم شيئا من فنون بناء الذات والاعتماد عليها في ترسيخ القيم الفردية دون اهدار القيم الجماعية . مجمل فلسفتنا الاجتماعية والفردية بنيت على أسس واهية ، وأهم تلك الأسس هي ثقافةالانهزام التي نلاحظها جميعنا في جميع نواحي ومناحي الحياة . الى درجة أن المواطن المغربي من أقصى جنوبه الى أقصى شماله يعجز عن النطق باسم الحرية ولا يعرف لمبدأ الاستقلالية أي معنى .
الجميع يرفع رايات الاستسلام ، والكل يتحاشى الخوض في أموره الشخصية وأمور العامة ، كالدولة والوطن والمجتمع والممتلكات العامة .
وبما أن المسببات تربط دائما بأسبابها ، والنتائج ترتبط ضرورة بأولياتها . فان ثقافة الانهزام هاته لم تكن جبلة جبل عليها المواطن المغربي ، ولا قدرا سطره الخالق ، ولا فرضا أو شرطا انسانيا لأداء واجب الوجود* هنا على هذه الأرض . فالحرية مبدأ كوني والمبادرة الفردية أو الجماعية كما يتم فهمها ليبراليا تظل من حق الجميع ، والخطأ يمكن اصلاحه ، كما أن التطور الانساني حتمية انسانية . فلماذا استحال علينا التطور ؟ ولماذا استعصى علينا التمكين لوجودنا ، ليس كفاعلين ينتمون لجنس البشر ، بل كوعي مشروط بوجوب الوجود ، ضمن بنية محكومة بالتفاعل سلبا أو ايجابا .
لاتنتعش ثقافة الانهزام الا ضمن مناخ ، في عمومه منهزم ، وأي انتصار أو فوز يكون ضمن حلقات فارغة ، بحيث لا يمكنك الاستناد اليه كمرتكز للانطلاق أو كنموذج للاقتداء . خاصة اذا تم تغييب وحجب المفهوم الجوهري للانتصار كما يحدث مثلا لدينا في عالم الرياضة عامة ، أو في عالم البحوث العلمية الراقية ونتائجها ، اذ أن تمثل انتصار النموذج الأول يتطلب عمقا تحليليا علميا وفنيا غاية في الدقة ، يستلهم جميع المقاربات العلمية والتطبيقية . بينما يتطلب الثاني جهدا مضاعفا وامكانات متوسطة على الأقل ، وتضحيات ضخام ، اذا ما حدد المرء طريقه بوضوح ووعي كافيين .
لكن هذه التحديدات تظل في ثقافتنا عامة ، غائبة أو بالأحرى مغيبة . ولا يتم الا اشاعة الصعوبات الضخمة والعوائق المتنوعة والاستحالات الكائنة . مما يجعل ذهنية المجتمع ذهنية سلبية الى أقصى الدرجات ، ونشاطه في عمومه فاتر ومنطفئ .
ففي ظل دولة لا تنتهج الا سياسة التقشف ،واشاعة الفوضى والظلم ، وفي ظل مجتمع خانع لشروط تاريخية واجتماعية وثقافية ، لا يمكن أن تنشأ ثقافة أخرى غير ثقافة الانهزام . وما يعيشه المغرب اليوم يعتبر في نظري مفترق طريق خطير ، بين ثقافة تريد أن تنتعش وتتمرد على سلطة القهر وقانون القوة ، وبين ثقافة مترسخة في وجدان الشعب يزيد من ترسيخها نظام حافظ على منظوماته التقليدية وطور منها كثيرا في تمكين استمراريته وان على شرف وسمعة ومستقبل أبناء الوطن .
ان استبعاد مفهوم ثقافة الانهزام رغم تجذره في كينونة أمتنا أو مجتمعنا ، من نطاق البحث والتفكير والسؤال يعتبر في حد ذاته عائقا ابستيميا خطيرا . خاصة اذا استحضرنا علاقة المعرفة بالكشف وتدليل المساحات الغامضة والمغبرة في حياتنا ووجودنا .
وتفرض استمرارية ثقافة الانهزام مجموعة من الشروط والمبادئ التي يرعاها القائمون على تأبيدها . فأي ظاهرة مستقرة هي نمط سلوك متعارف عليه يتعايشه أفراد اي مجتمع بتلقائية وعفوية لاتثير تحفظاتهم وتساؤلاتهم .



#خالد_الصلعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فقه الأولويات يارجال الدين قبل فقه العشوائيات يا رجال الفكر
- مجتمع آخر ، أو مجتمع الجناكا -رواية-4-
- محمد الصبار بين المناضل الحقوقي والموظف العمومي
- جرائد ليست للقراءة -3-
- قراءة فنية لقصيدة - مري بذاكرتي -
- برلمان او بر أمان
- مدونة تبحث عن -أنا -
- مجتمع آخر ، أو مجتمع الجناكا -رواية-3-
- لا بلاد لي
- جرائد ليست للقراءة -2-
- فيدرالية اليسار الديمقراطي ومأزق الفكر اليساري -2-
- نشيد الحروف
- لوحة مكعبة
- هل هي بداية التطبيع بين جماعة العدل والاحسان والنظام المغربي ...
- فيدرالية اليسار الديمقراطي ومأزق الفكر اليساري -1-
- ما قبل الحداثة
- تجدر الاشارة
- مجتمع آخر ، أو مجتمع الجناكا -رواية-2-
- بعيدا عن ايباك قريبا من ايران
- مجتمع آخر ، أو مجتمع الجناكا *


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - خالد الصلعي - ثقافة الانهزام -1-