أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - مصطفى فؤاد عبيد - نظريات الإدارة الأمنية الإستراتيجية (1) النظرية النسبية -الأمنية-














المزيد.....


نظريات الإدارة الأمنية الإستراتيجية (1) النظرية النسبية -الأمنية-


مصطفى فؤاد عبيد

الحوار المتمدن-العدد: 4447 - 2014 / 5 / 8 - 18:20
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


نظريات الإدارة الأمنية الإستراتيجية (1)
النظرية النسبية "الأمنية"

بقلم : مصطفى فؤاد عبيد

يحدث أحياناً في محطة للقطارات أن يصادف وقوف قطارين في نفس المحطة ولكن باتجاهين متعاكسين، وإذا كنا نستقل أحدهما وبدأ الآخر بالسير سنظن للوهلة الأولى أن القطار الذي نستقله نحن هو الذي بدأ بالسير، وسرعان ما نكتشف أننا مخطئون بعد مرور آخر عربة من عربات القطار الآخر بجانبنا، وبنفس الطريقة يمكن أن يحدث العكس في حال بدأ القطار الذي نستقله فعلاً بالسير بحيث أننا سنظن أن القطار المعاكس هو الذي يتحرك، والغريب أنه في الحالتين سيحدث نفس الأمر لركاب القطار الآخر، وهذا ما اصطلح على تسميته "النسبية" في رؤية الأمور بحيث تُنسب الرؤية لكل شخص من منظوره ومقاييسه الخاصة أو طبيعة المكان الذي يقف فيه.

وبعيداً عن ما أسست له هذه النظرية في مجال العلوم الطبيعية من سلسلة اكتشافات تصل إلى حد العجائب، فإنه يمكن استخدام هذا المدخل الهادف للتبسيط كوسيلة لحل العديد من المشكلات المتعلقة بمسألة الإدارة الأمنية وعلاقتها المباشرة بالشق الإنساني الاجتماعي، بحيث نستطيع استنباط ما يمكن أن نطلق عليه "النظرية النسبية الأمنية" من خلال ربط مفهوم الأمن بالمجتمع الذي يتم العمل على إيجاد حالة الأمن المنشودة فيه، بخاصة عند وجود تمايز بين الأفراد وما ينتج عنه من اختلاف في رؤيتهم لحالة الأمن تلك من منظور كل منهم وبما يتناسب مع احتياجاتهم وتطلعاتهم.

ففي الوقت الذي قد يتطلع فيه المجتمع الذي يتسم معظم أفراده بالتحرر والانفتاح إلى "حالة" من الأمن تتناسب مع تلك السمات بحيث تضمن كل من حرياتهم الشخصية وتوفر لهم الحماية والأمن في نفس الوقت، إلاّ أن هذا الأمر سيبدو معكوساً في المجتمعات المحافظة وبدرجات متفاوتة قد تصل إلى أقصى معايير التعصب والمتمثلة في تفضيل حالة الأمن التي "تفرض" قيوداً أكثر من المألوف في مسألة التحرر مثلاً، من منطلق الحفاظ على العادات والتقاليد وحفظ الأبناء من الانجراف في طريق التحرر المبالغ فيه وغير المرغوب به من قبلهم.

والصراعات التي تحدث في كثير من المجتمعات قد تكون منابعها العميقة، وفي كثير من المواضع، ناتجة عن اختلافات الفكر والرؤى التي تتسبب في نشوء "النسبية الأمنية" وفقاً لتعدد واختلاف فئات المجتمع ودرجات التحرر التي تتبناها وتعتقد بها كل فئة، الأمر الذي يؤدي إلى حالة قد تصل إلى حد التضاد بين فئتين في أقصى جهتي سلم التحرر والتي قد تدفع الأولى نحو التشدد والتعصب، أو حتى تأييدهما، كوسيلة للحصول على الأمن المنشود بحسب رؤيتها وقد تدفع الثانية بالاتجاه المعاكس نحو أي شيء آخر كوسيلة للحصول على الأمن أيضاً!

وحتى يُكتب النجاح لأي إدارة أمنية في مثل هذه المجتمعات فإنه ينبغي لها أن تتمتع بالقدر الكافي، والضروري، من الوسطية والحكمة والمرونة، وبما يتناسب مع كل من مقدار التنوع الفكري والثقافي والاجتماعي فيها من جهة واختلافات درجات تحرر أفرادها من جهة أخرى، بحيث تستطيع أن توجد حالة "الأمن" التي يتطلع لها الجميع بلا استثناء وبما يتناسب مع منظور كل منهم، مهما اختلفت سماتهم، وتتجنب كل من "الإفراط في التحرر" الذي يُثير المحافظين و"المبالغة في التشدد" الذي يُقلق المتحررين كلما أمكن ذلك.

إن تأسيس حالة الأمن المتوازنة المحايدة وفق النظرية النسبية الأمنية في أي مجتمع وبالطريقة التي تقترب أكثر لما يمكن أن نطلق عليه "الوسط الحسابي" للسمات الأساسية لأفراده، بخاصة المجتمعات المتنوعة ثقافياً وفكرياً، سوف يساهم بشكل لا يقبل الشك في إيجاد حالة السلم والأمن الاجتماعي الشامل فيها، بل أنه سوف يتخطى هذا الأمر ليكون وسيلة لتعزيز ثقافة الاحترام المتبادل بين كل الفئات والشرائح وبينها وبين المؤسسة الأمنية مما يساهم في تحقيق حالة الأمن العام المنشودة بشكلها الأمثل والذي يضمن حرية وأمن الجميع بدون مبالغة أو تقصير تجاه قيم وثقافة المجتمع السائدة إحصائياً.

يبقى أن نؤكد على أن إيجاد حالة الأمن المتوازنة والإستراتيجية المستدامة يتطلب الكثير من المرونة والحكمة والتوازن والنزعة الوسطية اللازم توفرها ليس فقط في القوانين والتشريعات واللوائح والإجراءات الأمنية بل، وبشكل أكثر أهمية، في سمات وفلسفة الفكر الأمني للقادة الأمنيين أنفسهم والعاملين في المجال الأمني بشكل عام بحيث تساهم تلك السمات، إضافة لمبادئ وأخلاقيات العمل الأمني، في منحهم القدرة على الرؤية الصحيحة لاحتياجات الإدارة الأمنية الشاملة التي تهدف، وتعمل على، تحقيق الأمن بالشكل الأمثل لكل فئات وشرائح المجتمع وتؤسس لاستدامته بشكل استراتيجي بعيد المدى وفي كل الظروف.

https://www.facebook.com/Creative.Magic.Solutions



#مصطفى_فؤاد_عبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو تطوير الفنون والثقافة الفنية والتذوق الفني (3) إدارة الو ...
- نظريات القيادة الاصطناعية .. الركيكة !!
- الحلول الإبداعية للأزمات الاقتصادية (1) هندسة الاستثمارات ال ...
- نحو تأسيس نظريات العقد الاجتماعي الحديثة (2) نظرية وحدة المج ...
- نحو تطوير الفنون والثقافة الفنية والتذوق الفني (2) الفنون وا ...
- الحلول السحرية للصراعات المستعصية (3) الاتفاقيات الإستراتيجي ...
- الحلول السحرية لمشكلات البحث العلمي(1) المنافسات المتسلسلة ا ...
- نحو تطوير الفنون والثقافة الفنية والتذوق الفني (1) الفنون وا ...
- نحو تأسيس نظريات العقد الاجتماعي الحديثة، نظرية الأوزان الان ...
- الحلول السحرية للصراعات المستعصية (1) إدارة التقاطعات
- الأسرار الفنية للتوفير في الإنفاق الحكومي (2) استثمار تضخم أ ...
- الحلول الإبداعية -الجذرية- لمشكلات التعليم (3) تجديد الفكر ا ...
- الحلول الإبداعية -الجذرية- لمشكلات التعليم (2) التخطيط العنق ...
- الحلول الإبداعية -الجذرية- لمشكلات التعليم (1)
- الأسرار الفنية للتوفير في الإنفاق الحكومي (1) اعتماد سلم الأ ...
- نظرية الأوزان الانتخابية الحديثة !!
- الثقافة الديناميكية العشوائية الحديثة !!
- الإستثمارات المعلوماتية.. والإحتلال المعلوماتي!!
- الإستخبارات الثقافية .. والأمن الثقافي!!
- تأملات بريئة في تجارة العلاقات الإنسانية .. الخبيثة!!


المزيد.....




- ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين في تركيا أكثر من 5%
- ترامب: سنفرض رسوما جمركية على أوروبا
- مساع حكومية لحماية العملة الوطنية في العراق وتعزيز أمنها الا ...
- هل تترجم مذكرات التفاهم العراقية المصرية إلى منافع اقتصادية؟ ...
- هل يجب إرغام الاقتصاد السويسري على احترام حدود الطبيعة؟ 
- رئيس مؤسسة النفط الليبية: نركز على تعزيز الإنتاج والشفافية
- الاقتصاد السوري بين متطلبات بناء الدولة وطموح المطالب الشعبي ...
- الهند تلغي الضرائب على واردات العديد من المكونات الإلكترونية ...
- ثلاث دول في الاتحاد الأوروبي تفشل لأول مرة في تحقيق أهداف مل ...
- ضمن حربه على التزوير.. العراق يعزز أمن عملته


المزيد.....

- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - مصطفى فؤاد عبيد - نظريات الإدارة الأمنية الإستراتيجية (1) النظرية النسبية -الأمنية-