|
انجاد مرشح الفقراء ........ حصر الاصوات .....
سليم النجار
الحوار المتمدن-العدد: 1260 - 2005 / 7 / 19 - 10:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ولغة الحوار مع الاطياف السياسية الايرانية محك تجربة نحاح اتحاد . بعيداً عن القول بانه قاد الى موت البراغمانية الذي سيبدو هذه المرة موتا طويل الاجل فان نجاح د/ محمود احمد انجاد في الانتخابات الرئاسة الايرانية وسقوط رفسنجاني رمز البراغمانية السياسية الايرانية قد حرر هذا النجاح الايديولوجية ان هذا السقوط قضي الى حين على الدغمائيات والديكيتاتوريات البراغمانية التي كانت تتطلى باسم الديمراطية وتمنع بالتالي التحديثات المطلوبة بسبب ازمات عصرنا .
نجاح انجاد وضع السؤال في يوم لم يوجد فيه الا سيستام واحد اي الراسمالية وايديولوجيا واحد اي الليبرالية وكلاهما معولمان من الان فصاعد اصبح هنك منافس لهذا اليوم انه يوم الفقراء .
الا ان ذلك كله لا يجرى من دون ان تترتب عليه نتائج ليست جميعها جليه بعد وتترجم اولى هذه النتائج ببداية المواجهات المختلفة بين الولايات المتحدة الامريكية التي جن جنونها بفوز انجاد واوروبا الحائرة التي تبدو هي الاخرى تفاجأت بنتائج الانتخابات الايرانية .
ان ظاهرة فوز انجاد بمقدورها ان تمنح مكانا لقراءات مختلفة وهذا ما نعرفه وذلك لمناقشة النظام العالمي الجديد الذي يقوم عبر خطاب الحق "دولة الحق-حقوق الإنسان الحق العالمي" وإخفاء إنقسام مجتمعات الشمال والجنوب بين رابحين وخاسرين وأن الإنقياد الأعمى من قبل العديد من المثقفين وراء هذا الخطاب وترويج مقولات "نهاية الأيديولوجيات نهاية التاريخ وعصر الفراغ" وهي جميعها مقولات الأقل صلافة تهدف إلى تزويق نهب ومص دم الإنسان الذي تحول في نظر هذا الخطاب إلى سلعة رابحة يتم المتاجرة به إما عبر الحروب العسكرية أو الإستهلاك لتشغيل المصانع وفي كلا الحالتين الرابح الوحيد طبقة الرأسمالية .
إذاً لقد شاهدنا بسرعة تقدم مستوى الوعي لدى الناخب الإيراني خاصة إذا ما عرفنا أن المسموح له بالتصويت فئات عمرية شبابية (15) مما يعطي إنطباعاً قوياً ان انجاد يمثل طموح الشباب الباحثين عن فرص أفضل للحياة بعيداً البراغمانية البراقة التي لن تعطيهم إلا السراب ...
انجاد الذي ترأس بلدية طهران وقدم أفضل مثال للمسؤولالخدماتي الأمر الذي ولد انطباعاً أن الجماهير تبحث عن من يخدمها ويسمى الأشياء بأسمائها الحقيقة. في القدر نفسه تلمس النتائج بعيداً عن الوعود الخادعة!
وفي قراءة فوز انجاد من زاوية الفكر الاجتماعي هذا الفكر الذي يبقى على الدوام غير مكتمل وبحاجة لتطوير عبر القوانين الجدلية بين العلاقات الاجتماعية داخل المجتمع الواحد ان هذا الفكر يستطيع ان يدفع تيارات سياسية تنافس البراغماتية النائمة على الغاء الفكر الاجتماعي واحلال محله الفكر الاقتصادي الذي يندرج تحته الفكر الاجتماعي .
هذه المعادلة سقطت ولم تعد صالحة من لعبة الراسمالية التي تحاول تصدير ديمقراطيتها من خلال الفكر الاقتصادي واصبح هنالك فكر اجتماعي مقاوم يحاول ان بني اقتصاده من خلال معادلة سهلة وقابلة للتحقيق اي لقمة الخبز + تكنولوجيا تخدم لقمة الخبز .
هذه المعادلة في كل اطيافها السياسية لا تخدم الرسمالية الامريكية التي حاولت منذ الساعات الاولى لفوز انجاد ان تحارب هذا النجاح بتوصيفات بلهاء كالقول ان المحافظين هم الذين دعموا انجاد وبالتالي لم تفوز اليمقراطية التي يجب تكون نتائجها حسب المواصفات الامريكية .
ان الجواب الضمني على مسألة الاستقطاب الامريكي لبعض التيارات السياسية الايرانية هو فوز انجاد وان النزعة الاقتصادية الخاصة بالرسمالية سقطت في ايران وانه منذ اليوم الذي فاز به انجاد سيكون هنالك نزعات اقتصادية لها علاقة مباشرة بالفكر الاجتماعي الايراني القائم على حاجات المجتمع الايراني الذي يجب ان يدرك هذا الفكر ضرورة الانفتاح على كل الاطياف السياسية الايرانية وان يشرع باب المصالحة الايرانية .
لانة ليس من صالح هذا المشروع ان يتوقع في نتائج صناديق الاقتراع لان هذه الصناديق يستطيع انجاح مرشح تكن لا تحسم نجاح فكرة داخل المجتمع فالفرق هنا شاسع جدا فالصندوق يدفع لتحقيق شروط نجاح الفكرة اذا ما توفرت الظروف الموضوعية لانجاح هذه الفكرة بتصبير واضح ان صندوق الاقتراع يحسم لفترة زمنية محددة فوز مرشح تكن اذا كان المرشح صاحب مشروع عليه ان يتجاوز فرحة صندوق الاقتراع وان ينفتح على الجميع .
هذا الانفتاح الذي سيغلق كل الابواب الرخوه امام الراسمالية الامريكية التي ستجد عشرات الابواب لفتحها على هذه التجربة الصاعدة ومحاربتها وقتلها في المهد . ان ثقافة الحوار اصبحت ملحة اكثر من أي وقت مضى وعلى المرشح الجديد ان يبتعد قدر الامكان عن ثقافة الاولوية التي عانت منها النخبه السياسية الايرانية وهي بالمناسبة سمة النخب السياسية في العالم الثالث وتحديدا في الثورات التي قامت في العالم الثالث فكلنا ما زال يذكر ثورة الضباط الاحرار في مصر وكانت اولوياتهم النباء الاقتصادي على حساب الانفتاح على مختلف التيارات السياسية داخل المجتمع المصري واين وصلت الامور ؟! وكيف كانت خاتمة هذه الثورة ؟ كذلك ثورة الجزائر التي فضلت التنمية الاقتصادية على حساب الحوار مع مختلف التيارات السياسية الجزائرية كيف الت الامور ؟ مذابح ومجازر بين افراد الشعب الواحد اما الفرق فنخبر مثال واضح وجلي على عضم اغفال الحوار والانفتاح على مختلف التيارات السياسية العراقية الم تسقط بغداد ؟
اذاً هذه السمة هي العص السحرية في يد الولايات المتحدة الامريكية التي استطاعات ومن خلال هذه العصا الغاء لتلك الثورات ومن ثم اسقاطها واستبدالها بمشاريع سياسية استهلاكية وظفت في خدمة الراسمالية الامريكية لا بل اكثر من ذلك استطاعت من خلال هذه الاستبدلات ان تشكل مشروعية ثقافية تستند عليها لترويج مقولاتها ( نهاية الايديولوجيا ) نهاية التاريخ والفراغ وسوف ترى اذا بقيت الابواب مغلقة امام الحوار بين مختلف الاطياف السياسية الايرانية .
ان الحركة الاجتماعية ستبقى اسيرة حدود طبقة تحول دون قيامها بتفقد جذري للتجربة وبكل السمات الاساسية للثورة الاسلامية الايرانية الني اصبحت في امس الحاجة لقيام منظومة نقدية فكرية لتعرف اين اصابت ؟ واين اخطات ؟ لان الاستمرار اللامحدود للانتشار لسمات الثورة الايرانية داخل المجتمع الايراني امر مستحيل والنمو المطرد لبعض التيارات المتخلقة داخل صفوف النخب الفقهية الدينية الايرانية يعبر عن خطورة هذا الانتشار خاصة اذا ما توهم هذا التيار ان فوز انجاد هو مساحة معطاه لهم وان تترجم هذا الفوز بالمزيد من الانفلات .
ان الخيط الرفيع بين حاجات المجتمع الايراني وتلك النخب دقيق جدا في ظل موازين القوى التي لت تقبل ان تفوز الديمقراطية رغيف الخبز والشاب والشابه - الطامحين بكرامة . هذه الديمقراطية خطر على ديمقراطية الدولار وبالتالي سنرى عشرات الالعب تمارس ديمقراطية الدولار منها تشجيع التيار المتخلق بمزيد من الانفلاق عبر خلق صراعات وهمية من الدولة الايرانية ومن خلال ماكنتها الاعلامية الضخمة تصور الحدث وكأنه خلال ساعات تتكون بايران في مهب الريح مما يدفع هذا التيار بردة فعل بمزيد من الانفلاق .
ان خطر فشل فتح الحوارات مع الاطياف السياسية الايرانية يضع فكرة نجاح انجاد من الصوت الشاب على المحك وبالتالي يضعنا في طوباوية السؤال هل الفقراء يحق لهم الفوز والنجاح ؟! لنخضع لسؤال اخر مني على السؤال هل الفقراء محكومين بالتدمير الذاتي بسبب نجاحات الراسمالية في اختراق ابوابهم الرخوة .
لا معنى لنجاح الفقراء بدون جرح تقافة مغايرة لتلك التي اوجدتها الايديولوجيات المغلقة أي تجاوز التناقضات الوهمية التي حولت تاريخ المجتمعات الى اثنيات متصارعة استفادت منها الراسمالية واي استفادة ؟ !
الحوار تحدى انجاد والديمقراطية في الحوار شكل من اشكال الديمقراطية ودون تحقيق لذات الشرطان تكون تجربة انجاد في خطر !
#سليم_النجار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لمــاذا اليســـار الان ؟ قتـــل جـورج حـاوي خطوة علـى الطريـ
...
-
الحلقة الثانية في قراءة المشهد الثقافي الفلسطيني
-
قراءة في المشهد الثقافي الفلسطيني
-
الثقافة الفلسطينية -أنا- منغلقة على ذاتها، وفضاءا مفتوحا على
...
-
الماركسية في فلسطين فراغ سياسي، وطور زمني يحذر من التجدد
-
الجزء الثاني من القراءة للدولة الفلسطينية
-
الدولة الفلسطينية فلسفة يومية.. ضد الراهن المنهار.. ومقاومة
...
-
-الحركة العمالية العربية- بين طاعون الفقر وكوليرا القوانين ا
...
-
معضلة الأمن في الفكر السياسي الفلسطيني
-
عرضية أيدولوجية أزمة العقل العربي السياسي
-
سوريا في مفترق طرق استراتيجي ـ لبنانيا
-
الحركات الاسلامية الفلسطينية بين تقديس النص واختراق الآخر له
...
-
ابو مازن سكة الوعي المتأخر
-
جندرما فتح.. اليمين الفلسطيني سلطنة على زعامة فلسطين
-
السياسة الفلسطينية في عالم متغير فشل اليسار الفلسطيني في انت
...
المزيد.....
-
هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب
...
-
حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو
...
-
بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
-
الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
-
مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو
...
-
مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق
...
-
أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية
...
-
حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
-
تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|