أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - قاسم حسن محاجنة - -ألتسطيح- أفيون الجماهير ..














المزيد.....

-ألتسطيح- أفيون الجماهير ..


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 4447 - 2014 / 5 / 8 - 11:49
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


هناك من ينفي عن ماركس المقولة الأشهر في التاريخ الحديث ، الدين أفيون الشعوب ، بينما البعض الأخر يُحاول أن يضعها في سياقها الزمكاني ، مُبررا لماركس هذه المقولة ، على أنها أتت لتصوير واقع سادت فيه الكنيسة ، وتحكمت في حياة الافراد على الصعيدين الفكري والمعيشي
سواء ، صدرت هذه الجملة عن ماركس أم لم تصدر ، فقد تم إستغلالها من تيارات دينية مُختلفة لتشويه صورة الفكر السياسي ، الاجتماعي والإقتصادي عند ماركس . وما زالت هذه المقولة ، المقولة المُفضلة عن قوى الإسلام السياسي ، والتي ترى فيها "كنزا " كبيرا ، في خدمة أجنداتها السياسية ، وتستعملها وسيلة "لتجنيد " الجماهير لصالح طُروحاتها الفكرية ، وفي الهجوم على اليسار ، الاشتراكية ، الديموقراطية والعلمانية .
لا يهمنا من القائل ، لكن هذه المقولة ، ببساطة رسالتها ، سهولة فهمها ، شموليتها ، تعميميتها وشعبويتها شكُلت نوعا من نموذج بدئي (أولي ) ، لما تلاها من صناعة مقولات تقول كل شيء ، ولا تقول شيئا !!
ومع ذلك ، وبما أنني واثق بأن الفلاسفة والمُفكرين لا يُطلقون شعارات تعميمية فارغة هكذا ، فقد قررت الرجوع إلى النص الذي كتبه ماركس ، وأنا أُترجمه من العبرية :" إن الأساس لنقد الدين هو ، الإنسان يُنتج الدين ، والدين تبعا لذلك هو ، الوعي الذاتي والإستيعاب الذاتي لإنسان لم ينتصر لنفسه حتى الأن ، أو أنه قد خسر نفسه ثانية . لكن الإنسان ليس كيانا مجردا "يقرفص" في الفضاء ، الانسان هو عالم الانسان – دولة ومجتمع . الدولة والمجتمع تُنتجان الدين والذي هو حالة وعي مُعاكسة للعالم ، والدين هو النظرية العامة لهذا العالم (العالم المُعاكس ) ...........إنه التحقيق الوهمي لجوهر الإنسانية ، لأن الجوهر الإنساني لم يمتلك أي واقع حقيقي ....المعاناة الدينية هي في نفس الوقت تعبير عن المعاناة الحقيقية إضافة إلى إحتجاج ضد المُعاناة الحقيقية . لذا فالنضال ضد الدين هو وبشكل غير مباشر ، نضال ضد ذلك العالم الذي فحواه الروحي هو الدين ........... الدين هو أهةُ كائن مقموع ، هو قلب عالم بلا قلب ، كما هو روح ظروف بلا روح ، إنه أفيون الجماهير ...... إلغاء الدين كونه وَهمُ السعادة للشعب هو مطلب من أجل سعادتهم الحقيقية "، وهكذا بإمكاننا القول بأن هذه الكلمات المُختصرة هي كلمات فيلسوف وعالم ، سواء إتفقنا معه أو أختلفنا مع إستنتاجه ، فالمعركة هي ضد ما يُمثله الدين من قمع ووهم للمسحوقين ، ونضال من أجل سعادة حقيقية وناجزة لهم ..!!
كارل ماركس, Einleitung zur Zur Kritik der Hegelschen Rechtsphilosophie,صحيفة Deutsch-Franzö-;-sische Jahrbücher, ص 71, 1844.
ولنتخيل بأن إنسانا بسيطا قرأ هذه الكلمات ، هل كان سيفهمها ؟؟ فالأفضل إعطاؤه وجبة جاهزة على شاكلة "الدين أفيون الشعوب " ، وكفى الله المؤمنين القتال !!
لقد اكتشف اليمين السياسي والديني مفعول الشعارات البسيط والساذجة كي يصل الى أوسع الشرائح الاجتماعية ويجندها بواسطة "رسالة "قصيرة ،سهلة "الهضم" ، خالية من" الدسم" ليستظل بظلها ويستريح من مشاكل الحياة المركبة .
فالإنسان وبشكل عام ، كائن "كسول " فكريا ، يبحث عن الحلول السهلة وبأقل مجهود . يحبذ الغوغائية والشعبوية على رؤية الصورة المعقدة والمركبة والتي هي حياته ذاتها !!
فمشاكل العالم الإسلامي محلولة وبشكل سحري :"الإسلام هو الحل !!"
مشاكل الأُمة العربية تجد حلها في الشعار الشعبوي : "أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة "!!
والأزمة الإقتصادية في اوروبا سبّبها المهاجرون !
وغيرها الكثير من الأزمات والمشاكل ، تجد حلها السحري في شعار شعبوي ، يجمع تحت جناحيه ، ال " نحن " وال "هُم " !!! بدءا من طهارة العرق ، في مقابل "القرود " التي هبطت مؤخرا عن الاشجار !!
لكن هل يستطيع اليسار من إيصال رسالته المُعقدة والمركبة بشكل سلس سهل ، رغم تعقيدات الحياة والمجتمع ؟؟
وهل يستطيع تجنيد الجماهير لما فيه مصلحتها !!
نعم إذا تنازل عن نُخبويته الشعاراتية ، والتحم بالجماهير ، وشاركها همومها .
الإلتحام في مواجهة التسطيح الشعبوي !!
وهذا شعار أخر أيضا .........



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إستقلالهم نكبتُنا ؟!ماذا عن التزمت والأوهام ، أيضا !؟
- دكتور جايكل ومستر هايد !!
- إنهم -يخترقون - جُدران ألخزّان . مُهداة إلى روح غسان كنفاني
- أهلا بكم في دولة الشريعة اليهودية .
- ألإلحاد ألسلفي (ألإسلامي) ..!!
- البيدوفيليا الدينية
- دافيد -النحلاوي - يُثير بلبلة في صفوف الجيش الإسرائيلي .
- -مع- ياسر برهامي ..و-ضد- فاطمة ناعوت!!
- حماس : -قميص عُثمان - أليمين الإسرائيلي ..!!
- الأول من أيار : يوم للوحدة أم يوم ذكرى إحتفالية ؟!
- الهولوكوست والفلسطينيون ..
- ألربيع ألعربي – الفُرصة الضائعة للطبقة العاملة .
- فَرّق تَسُد ، رمز ألنجاح..!!
- أنماط البيدوفيليين
- اليسار الفلسطيني ، وشُباك جو –هاري !!
- الدين شأن شخصي ..؟!
- البدائل -الفلسطينية - .. خيالية أم واقعية ؟
- السلطة الفلسطينية توفرعلى إسرائيل المليارات ..!!
- المرأة العاملة ..!!؟؟
- عرب إسرائيل :وحدة وصراع الأضداد ، بين الأسرلة والإنتماء القو ...


المزيد.....




- العراق.. تبرئة ضابط أدين بقتل متظاهرين في -مجزرة جسر الزيتون ...
- لا سبيل لمواجهة السياسات اللاشعبية سوى بالمزيد من تنظيم وتقو ...
- الجبهة الشعبية: تتوجه بالتحية إلى المقاومة والشعب اللبناني ...
- الدفاع التركية: تحييد عنصرين من حزب العمال الكردستاني شمال س ...
- أكاديمي أميركي: وصف ترامب لهاريس بأنها شيوعية يظهر قلقه الوا ...
- تجديد حبس للصحفي ياسر أبو العلا 15 يوم.. وممدوح والخطيب أمام ...
- أحزاب يسارية تدشّن الجبهة الشعبية للعدالة الاجتماعية تحت شعا ...
- حبس 15 يوم لمعتقلي “بانر فلسطين”
- افتتاحية: للجفاف أسباب اجتماعية وطبقية
- الغارديان: المحافظون صنعوا مستنقعا معاديا للإسلام لكن حزب ال ...


المزيد.....

- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي
- تحديث. كراسات شيوعية (الهيمنة الإمبريالية وإحتكار صناعة الأس ... / عبدالرؤوف بطيخ
- لماذا يجب أن تكون شيوعيا / روب سيويل
- كراسات شيوعية (الانفجار الاجتماعي مايو-يونيو 1968) دائرة ليو ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مقدّمات نظريّة بصدد الصراع الطبقيّ في ظلّ الإشتراكيّة الفصل ... / شادي الشماوي
- ليون تروتسكى فى المسألة اليهودية والوطن القومى / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - قاسم حسن محاجنة - -ألتسطيح- أفيون الجماهير ..