أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - قاسم حسين صالح - حقائق جديدة عن الشخصية العراقية 2:التعصب للهوية والوصولية والتخلي عن الالتزام بالقيم الدينية















المزيد.....

حقائق جديدة عن الشخصية العراقية 2:التعصب للهوية والوصولية والتخلي عن الالتزام بالقيم الدينية


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 4446 - 2014 / 5 / 7 - 21:50
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



حقائق جديدة عن الشخصية العراقية
2 : التعصب للهوية والوصولية والتخلي عن القيم الدينية
أ.د.قاسم حسين صالح


كشفت سنوات ما بعد التغيير (2003) صفات جديدة عن الشخصية العراقية بعضها ما كان موجودا فيها بنفس الحّدة ،وبعضها كان يعد عيبا اجتماعيا وصار ظاهرة شائعة جسدتها سلوكيات او مواقف العراقيين في اهم حدث ميداني قدمت لنا نتائجه تشخيصا لخصائص الشخصية العراقية لا تقدمها بحوث ميدانية،لأن الحدث يتعلق بأهم أربع قضايا في الوجود الانساني: الانسان وحياته كفرد،ومسؤولياته : الأسرية،والاجتماعية، والوطنية.
في هذه الحلقة سنتناول ثلاث صفات نبدأها على النحو الآتي:
1.التعصب للهوية
التعصب بمفاهيم علم النفس الاجتماعي والسياسي هو (اتجاه سلبي غير مبرر نحو فرد قائم على اساس انتمائه الى جماعة لها دين او طائفة او عرق مختلف ،او النظرة المتدنية لجماعة او خفض لقيمتها او قدراتها او سلوكها او صفاتها ،او اصدار حكم غير موضوعي قائم على تعميمات غير دقيقة بشأن جماعة معينة)..انتهى التعريف العلمي له.
في المجتمع العراقي قبل التغيير ،أخذ التعصب ثلاثة أنواع:
أ.التعصب الاجتماعي.ويحصل في محدودية التزاوج القائم على اساس العرق او الدين او المذهب،وهذا هو الغالب على صعيد الزواج بشكل خاص،لدرجة ان عوائل تحصر الزواج بمن ينتمي لنسبها ولن تعطي امرأة منها (لغريب) حتى لو تبور.
الثانية : التعصب المؤسسي. ويقصد به احتكار مواقع اتخاذ القرار في السلطة والمراكز الحساسة والمؤثرة في مؤسسات الدولة العراقية لطائفة معينة.
والثالثة :التعصب السلطوي. وفيه يأخذ شكل الحروب التي تصل أحيانا إلى حدَّ الإبادة البشرية، كالتعصب العرقي ضد الكرد، الذي مورس من قبل السلطات العربية التي توالت الحكم على العراق، والتعصب الطائفي بإبادة آلاف الشيعة التيكشفتها المقابرالجماعية.
ونعيد القول في وصفنا للمتعصب بانه مصاب بالحول الادراكي،ونعني به انه يعزو الصفات الإيجابية إلى شخصه وجماعته التي ينتمي إليها، ويعزو الصفات السلبية إلى الجماعة الأخرى التي يختلف عنها في القومية أو الطائفة أو الدين.والمؤذي فيه انه في حالة حصول خلاف أو نـزاع بين الجماعتين فإنه يحّمل الجماعة الأخرى مسؤولية ما حدث من أذى أو أضرار، ويبرئ جماعته منها، حتى لو كانت شريكاً بنصيب اكبر في أسباب ما حدث.
هذا يعني ان التعصب موجود في مجتمعنا قبل التغيير لكن اعراضه ما كانت حادة الى عام 2005 حيث انفجر بعنوان جديد هو صراع الهويات..الأمر الذي يحتاج الى تحديد مفهوم (الهوية). فالشائع اعلاميا تداول السياسيين والمثقفين مفردة (الهوية)كما لو انهم يحملون عنها مفهوما مشتركا محددا فيما يشير واقعهم الى انهم يختلفون في دلالاتها ومعانيها.ونرى نحن(السيكولوجيون)ان الهوية انواع اهمها:
الهوية الشخصية.وتعني ماهية الافكار والقيم الثابتة نسبيا التي يحملها الفرد بخصوص نفسه ودوره وفئته الاجتماعية والاحساس بكينونته وصفاته الفردية .والهوية الاجتماعية الفئوية وتعني الشعور بانتماء الفرد لجماعة معينة لها تقاليد ومشاعر خاصة،،وهي في المجتمع العراقي على نوعين:المذهبية(الطائفية)وتتمثل بطائفتي السنّة والشيعة ،والهوية العشائرية،وتتمثل بالعشائر الكبيرة. والهوية القومية وتعني احساس الفرد بانتمائه لجماعة كبيرة او شعب يشتركون في تاريخ واحد وقيم وعادات(العرب،الكورد،التركمان..).والهوية الوطنية وتعني احساس الفرد الفرد بانتمائه الى وطن واحد تعيش فيه مكونات اجتماعية متعددة الهويات وشعور مشترك بالاعتزاز بوطن عاشوا على ارضه تاريخا طويلا واكتسب اسم دولة لها علم واحد يميزها بين الدول..فضلا عن هويات اخرى من قبيل الهوية الثقافية،الدينية ،والجندر.
والمسألة المهمة هنا هي ان للهوية الدور الاكبر في تحديد اهداف الفرد وتوجيه سلوكه ونوع العلاقة التي تربطه بجماعة اجتماعية معينة او جماعات لاسيما في اوقات الازمات..وهذا ما حصل بين عامي 2006 و2008 في العراق في احتراب راح ضحيته عشران الالاف من العراقيين وصل الى مائة قتيل في اليوم في تموز 2007.
وتقدم لنا مؤشرات الانتخابات التشريعية لعام 2014 ان الذي حسم الموقف فيها هو الهويات الفرعية،على حساب الهوية الوطنية.وبلغة الارقام فان ما يقرب من (11)مليون عراقي منحوا اصواتهم لهوياتهم الفرعية وان ما يقرب من مليون منحوها لهويتهم الوطنية،اي ان 85-90% من العراقيين يغلّبون انتماءاتهم الطائفية،القومية،الدينية،العشائرية..على الشعور بالانتماء للوطن..وهذا يعني استنتاجين:
الأول:ان التغيير الايجابي الذي حصل في المجتمع العراقي عبر عشر سنوات كان بطيئا لا تتعدى نسبته 15% لكنه سيشكل بداية لتغيير اكبر حجما في انتخابات 2018.
والثاني:ان صراع الهويات في السنوات الاربع المقبلات يبقى مهددا خطيرا ما لم يحصل انسجام بين البرلمان وحكومة شراكة فاعلة او اغلبية سياسية قوية تقابلها معارضة سياسية موحدة تقوم بالدور الذي تمارسه المعارضة في البلدان الديمقراطية.
2. الوصولية:تعني الوصولية هنا ان الفرد يسعى للوصول الى هدف او غاية باستخدام اساليب غير لائقة او غير اخلاقية..جسدتها تصرفات عدد كبير من المرشحين في استمالة الناخبين للتصويت لهم.والمؤذي هنا ،اخلاقيا،ما احدثته هذه التصرفات في الناس..وأوجعها بيع الضمير الوطني بثمن بخس،واحداث تخلخل في المنظومة القيمية للفرد والمجتمع،بخفض مرتبة قيمة المبدأية ورفع قيمة الوصولية في الهرم القيمي للشخصية العراقية..وهذا يعني ان الشخصية العراقية ستصبح (ميكافيلية) تعتمد مبدأ الغاية تبرر الوسيلة..وهذا من اسوأ وأخطر ما حصل للقيم في المجتمع العراقي ويتحمل السياسيون في السلطة مسوؤلية تاريخية عن تهرؤ اخلاق ستحتاج زمنا طويلا لأصلاح ما افسده وصوليون احتلوا المراكز التي يفترض فيهم ان يكونوا القدوة.

3.التخلي عن القيم الدينية:معروف عن الشخصية العراقية انها تلتزم بالعبادات(صلاة،صوم..)لكنها لا تلتزم بالقيم الدينية من قبيل الصدق والاستقامة مثلا.غير ان عدم الالتزام هذا كان يمارس على استحياء،فيما صار يمارس علنا بعد التغيير.ولهذا سببان رئيسان:
الأول:ان الحكومة والبرلمان اشاعا فسادا فاحشا وصيروه من فعل كان يعد حراما في القيم الدينية الى شطارة وانتهاز فرصة.
والثاني:ان اصحاب عمائم وملتحين في البرلمان والسلطة كانوا يتبادلون تهما تدينها القيم الدينية وترتب عليها عقوبات دنيوية وتعد مرتكبيها بحساب عسير.ولأن عامة الناس وجدوا (أن اولي الأمر) وشخصيات دينية لها حضور سياسي واجتماعي ترتكب ما يناقض القيم الدينية فانها احلت لنفسها عدم اللالتزام بها.عراقية
من جانب آخر هنالك ما يشير الى ان الشخصية العراقية بدأت تتعافى،ويبدو ان البصرة عودت العراقيين على حمل بشائر التغيير..وهذا ما سنتناوله في الحلقة المقبلة.
الاربعاء 7 ايار 2014



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطائفية والعشائرية والاأبالية هي الفائزة!. 1:خصائص جديدة عن ...
- من سيفوز في الانتخابات العراقية..؟تحليل سيسكوبولتك
- قاسم حسين صالح - كاتب وباحث، ورئيس الجمعية النفسية العراقية ...
- لو كنت برلمانيا..ما هي أولوياتك؟
- الدعايات الانتخابية -تحليل سيكولوجي للمرشح والناخب (1-2)
- ثقافة نفسية (116): ثقافة الاعتذار
- الاعلام..يتصدره الفاسدون
- التغيير ممكن..والمطلوب هو...؟
- الأفكار اللاعقلانية..وسيكولوجيا الغالب والمغلوب
- لأن العراق اصبح أشبه ب(المنهوبة)!
- ثقافة نفسية(115):السمنة عند الأطفال
- ثقافة التسامح
- خطاب (ماكو غيرهم)..وهم وتضليل
- حوار مع الدكتور قاسم حسين صالح- حاوره: قاسم موزان
- حذار من اليأس
- برلمان أمعط..وشعب محبط
- قوادون وبغايا..يرشحّون للبرلمان العراقي!
- العراقيون والصراع واللاوعي الجمعي..تحليل سيكوبولتك
- ثقافة نفسية(112):نوبة الذعر
- الهروب الى أل(آي فون)!


المزيد.....




- مصر.. تهريب أموال بسندويتشات شاورما!
- لافروف يوضح سبب تحرك الناتو إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ
- لماذا تقلق أوروبا من اختيار ترامب لـ -جي دي فانس- نائباً؟
- في عيد ميلادها الـ70.. الألمان يحنون إلى عهد المستشارة ميركل ...
- تسمم جماعي بسبب وجبات المطاعم السريعة شرق الجزائر
- قبل غيابه لمدة 80 ألف عام.. دراسة تتنبأ بـ-مصير- مذنب يزورنا ...
- ميدفيدتشوك يرجح تورط زيلينسكي في محاولة اغتيال ترامب
- نعيم قاسم: الإدارة الأمريكية كاذبة ومنافقة وتسير مع إسرائيل ...
- لافروف: سماح ألمانيا بنشر الصواريخ الأمريكية على أراضيها بمث ...
- موقع: الجيش الإسرائيلي سيقوم هذا الأسبوع بتجنيد آلاف الرجال ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - قاسم حسين صالح - حقائق جديدة عن الشخصية العراقية 2:التعصب للهوية والوصولية والتخلي عن الالتزام بالقيم الدينية