سامي الحجاج
الحوار المتمدن-العدد: 4446 - 2014 / 5 / 7 - 16:39
المحور:
المجتمع المدني
في نظرية "التحدي والإستجابة" لمؤسس علم النفس التحليلي كارل غوستاف يونغ يقول فيها:
إنَّ الفَرد الذي يتعرَّضُ لصدمةٍ قد يفقدُ توازُنَه لفترةٍ ما، ثمَّ قد يستجيبُ لها بنوعَين من الاستجابة: الأُولى النكوص إلى الماضي لاستعادته والتمسُّك به تعويضًا عن واقعه المُرّ، فيُصبح انطوائيًّا؛ والثانية، تقبُّل هذه الصدمة والاعتراف بها ثمَّ مُحاولة التغلُّب عليها، فيكون في هذه الحالة انبساطيًّا. فالحالة الأولى تُعتَبرُ استجابةً سلبيَّة، والثانية إيجابيَّة بالنسبة لعلم النفس. لاحظْ أنَّ ذلك ينطبقُ على حالتنا في العراق، فقد تعرَّض مجتمعنا للفشل الروحي والأخلاقي والمعرفي أدى الى تسلط أراذل الناس وشراذمة البشر على السلطة ومقاليد الأمور في المجتمع واستحكام حلقاتهم على رقاب الأخيار متمثلة في عصابة دموية لم يعرف لها التأريخ مثيلًا ألا في العصور الغابرة وحين حدثت الصدمة في أنتزاع البلاد والعباد من مخالب وأنياب عصابة البعث الدكتاتورية الدموية ، لجؤوا عامة الناس والساسة في العراق الى الأستجابةً السلبيَّة وإلى النكوص إلى الماضي دفاعًا عن مكتسباته وموروثاته الأمر الذي زج بهم في صراع عنيف ليس بين الدكتاتورية والديمقراطية بل بين حقوق تأريخية مُستلبة من جهة وبين العزة بالأثم من جهة أخرى ,بتعبير أخر (صراع بين موروثات الماضي ) فحدثت أزمة حادة أدت الى فوضى عارمة تحمل في جنباتها كل مؤشِّراتِ ودلائل التَدَهْور والسقوط وتنذر بكارثة وبإمكانيَّة انقراض وتفتت البلاد والعباد ما لم يُسارع عُقلاء البلاد وزُعماؤه ونُخبه الخيرة لإنقاذه قبل فوات الأوان !!وما يُعانيه الشعبُ العراقي، بسبب تلك الأزمة، من نكبات حاليا ً، وما ينتظره من ويلات مستقبلا ًأذا أستمر الوضع على ماهو عليه الآن.!!وعلى الرغم من كل ذلك فأن الأيام حبلى ولا أحد يعلم على وجه اليقين ما سوف تلده الأنتخابات؟ وعلى الرغم ما يشعر به البعض من انهم وقعوا تحت سحابة اليأس مرة أخرى!،لكنني أجد نفسي متفائلًا بقدر معين من ان الواقع المرير فرز نوع من الساسة رغم قلتهم ولكن لهم برامج متطورة ومرموقة وكذلك لديهم أصرار على التغيير بالفعل وليس بالقول !!وعلى سبيل المثال وليس الحصر د.محمد الطائي،اتمنى له التوفيق والنجاح ووفقة الله لكل خير.
#سامي_الحجاج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟