بوجمع خرج
الحوار المتمدن-العدد: 4446 - 2014 / 5 / 7 - 12:55
المحور:
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
الخيمة ليست صورا تحنط في كتب مزخرفة:
للوصول إلى قمة المعرفة وحث العقول الأكثر تطور عبر تداخل التساؤلات ومواجهة الأفكار وتنافس الكلمات في تراكيب تمتد من التعبير الإعلامي إلى الكلام الموزون مرورا من الضبط العلمي والتحليل الفلسفي كانت ترتفع خيمة البيضان معتزة بتاريخها الذي يمتد في كينونة المفكر الحساني الصحراوي البيضاني...
وإذا هي اليوم محاصرة فإن اسمها يسقط من قيمة لوزارة الثقافة بالمملكة في عقليتها الفلكورية ولوزارة التربية في ما تتخبط فيه ويلقي في نفايات الصحراء الطيبة علمية مجلسها الاقتصادي والاجتماعي وفي نفايات التاريخ يرمي كوركاس دبلوماسيتها.
إنها المدرسة والمؤسسة إنها الصالون الفكري الذي يهزم فيه أيا كان حملته رياح التعالي والغرور أمام بساطة المفكر الحساني البيضاني الذي غالبا ما يخفي معارفه حياء من قوة إيمانه وشدة احترامه لصيغ مقدسة لم يتمكن هو ذاته من مقارعتها وقد تجاوز فنه اللغوي حدود الممكن في وزن الكلام تغناه طربا "هولا" تجاوز به المعلقات بما صدحت به حناجر كانت بيولوجيا وجينيا في القدر لذلك منها سيداتي والشويخ وسدوم وديمي...
بل يحرج به ما سمي دستورا جديدا قال أن الحسانية ثقافة زخرفية حسب مهندسيه الذين أضاعوا المملكة الشريفة فرصة عناق تحريرها وطبعا معهم في ذلك من جعلوا الجهات عبارة عن محميات لا يمكن إطلاقا أن تقبل بها تلك الجامعة البسيطة ...خيمة المفكر الحساني البيضاني.
الخيمة قصر لملوك الحرية:
فالخيمة هي الروض وهي الجامعة المحتجزة من طرف فاقدي كرامة الهوية وعزة الانتماء لكن تجلياتها تمتد منذ حضارة العهد الحجري الجديد حينها كان الصحراوي ينظم كيان الرجل الحديث مرورا عبر الأهرام إلى الإغريق التي لا يمكنها أن تتنكر أن مهندسيها اخذوا عنه من منطقة الفيوم بمصر ما جعلهم يمتدون به عبر روما إلى العالم...
اليوم هذا المثقف الذي كما تغناه الغيوان: " بوجمع ما يموت ..." يوزع أكواب الشاي تحت خيمة روحية يجيب عن أكبر سؤال يمكن أن يطرح: ما هي النظريات والمفاهيم التي صارت متجاوزة والتي تسيء إلى الكينونة الصحراوية وتهين المملكة المغربية علما أن الأجوبة عنها تحتاج إلى ألوان الفرشة العلمية والملونة الحسانية البيضانية التي ليست لغير وارث رمزية "الراحلة" بإبلها...وللإبل كلام شريف يؤلم قلوب من يخزيه تشريف العروبة خاصة وأن الخيمة تدغدغ وجدانه بما تنشره من ظلال رحمة بالمفكر البيضاني الحساني ابتداء من واد نون ومن يعرفه مرابطا.
هي الخيمة إذن وقد انتصبت صومعة كتبية, أخذت مدينتها اسم جهة شمال إفريقيا الغربية وحركت حقد كم قوم غدروا بصاحبها الذي وحدهم وقد رفض الخنوع للملكة إليزابيت التي بكته لما وقفت على حقيقة غرناطة...هو اليوم يجلس على سطح سفينته كالمجنون -حسب مرض قلوبهم- يعرف طريق نجاته وشعوره أن الوصل ممكن...
ولكم يا شعب البيضان ومن يقدره باقة طيب الكلام من نزار قباني على نغمات وطرب سدوم:
ما أطيب اللقاء بلا ميعاد... صارت معي صحرائي والرمل يلهت خلفاها كيتيمة تركت لطول انتظاري... يتبع...
#بوجمع_خرج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟