أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جواد البشيتي - العيش في الحرب على -الآخر-!














المزيد.....

العيش في الحرب على -الآخر-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4446 - 2014 / 5 / 7 - 11:26
المحور: حقوق الانسان
    


جواد البشيتي
كثيرٌ من "الخريف" خالَطَ ودَاخَل "الربيع العربي"، فتَعَرَّيْنا تَعَرِيَّ الشَّجَر من أوراقه، وبانَ لنا، ولغيرنا، كثيرٌ من عيوبنا وعوراتنا، حتى كَرِهْنا أنفسنا؛ وكيف لنا ألاَّ نَكْرَه أنفسنا وكلُّ شيءٍ أَحْبَبْناه، ورغبنا فيه، وعِشْنا من أجله، قد مات، أو شرع يموت؟!
وأسوأ ما بَان كان سَوْء العلاقة مع "الآخر"؛ وكأنَّنا فَهِمْنا "تعارفوا" في الآية "وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا"، على أنَّها "تعاركوا (وتذابحوا)"؛ و"التعارف" هو أنْ يعرف بعضنا بعضاً، لِيَعْتَرِف بعضنا ببعضٍ؛ ولطالما خَلَطْنا بين "العدو"، والذي لا بدَّ لنا من معرفته للتغلُّب عليه، وقهره، وبين "الآخر"؛ فإذا كان "الآخر" يَضُمُّ "عدوَّاً (لنا)"، فإنَّ "العدو" لا يتَّسِع لِيَشْمَل "الآخر" مِنْ أوَّله إلى آخره.
ولَكَمْ أَسَأْنا فَهْم "الآخر" إذْ فَهِمْناه (أو اسْتَصْلَحْنا فهمه) على أنَّه "النَّفي التَّام (أو العدمي)" لنا؛ مع أنَّ قليلاً من التَّفَكُّر والتَّأمُّل يُبَيِّن لنا أنَّ "الآخر" هو، بمعنى ما، "نحن"؛ فإنَّ كثيراً مِمَّا يَجْعَلنا على ما نحن عليه (من أحوال وثقافة ووعي ومشاعر وسلوك..) مُسْتَمَدٌّ من "الآخر"؛ مِنْ فِعْلنا فيه، وفِعْله فينا؛ و"الآخر" لا يَتَعَيَّن في أذهاننا وأجوبتنا إلاَّ بما يجعله شبيهاً بنا، بماهيتنا وخواصِّنا وسماتنا الجوهرية؛ فـ "الآخر" يكون، في تعيينكَ له، عشيرةً إذا كنتَ عشائرياً، وطائفةً (دينيةً) إذا كنتَ طائفياً، وأُمَّةً، أو شعباً، إذا كنت قومياً، وطبقةً إذا كنت طبقياً؛ فَقُلْ لي مَنْ تكون (في ماهيتكَ) أَقُلْ لكَ مَنْ يكون "الآخر" في تعيينكَ له.
إنَّ "الآخر" في "الوطن (المُشْتَرَك بينكَ وبينه)" له ما لكَ من "حقوق"، وعليه ما عليكَ من "واجبات"؛ فهو ليس لـ "الإلغاء (والإعدام، والقتل، والذَّبْح)"، ولا لـ "الاضطهاد (والإذلال، والعَزْل، والتهميش)"؛ فنحن لن نصبح أبناءً للقرن الحادي والعشرين (بكل ما يعنيه حضارياً وسياسياً وثقافياً..) إلاَّ إذا اسْتَجَبْنا، وعَرَفْنا كيف نستجيب، لتَحدِّيه لنا أنْ نتعلَّم العيش المشترَك مع "الآخر"، المختَلِف عنَّا، المخالِف لنا، وأنْ نَجْعَل وجوده نعمةً لنا، لا نقمةً علينا.
"الإكراه (والقهر والإرغام)" بوسائله وأساليبه المختلفة (والشرقية منها هي الأسوأ) لا يؤسِّس إلاَّ لـ "مجتمع الكراهية"؛ فالكلُّ يتبادَل الكراهية مع الكُلِّ؛ وهذا مجتمع زائفٌ (قصديريٌّ) في وحدته، وتَضامِّه، وتَراصِّه، لا يعيش إلاَّ في الحرب الأهلية، وبها، أكانت مستترة أم ظاهرة؛ أقول هذا وأنا أَعْلَم أنَّ "الإكراه المُولِّد للكراهية" هو سياسة تَسْتَصْلِحها مصالح (وامتيازات) فئوية ضيِّقة؛ فلا تبحثوا عن عِلَّة هذه السياسة (أو النهج) في عقول ونفوس أربابها وأصحابها، وإنَّما في مصالحهم (وامتيازاتهم) التي هي وحدها في مقدورها أنْ تُقْنِعهم بشروق الشمس من الغرب!
وإنَّ التَّحدِّي الحضاري والديمقراطي الأوَّل لنا هو أنْ نَدَع "الآخر" يُعَرِّفنا بنفسه، ويُعَرِّفنا (في الوقت نفسه) بأنفسنا، بصرف النَّظَر عن "الموضوعية"، و"منسوب الحقيقة (الموضوعية)"، في "الصُّورتَيْن (الذهنيتين)" معاً؛ فينبغي لنا ألاَّ نَضْرِب صفحاً عَمَّا تَسبَّب فيه الماضي (اللعين، الأسود) من خللٍ في البصر والبصيرة، ومن تشويه ومَسْخ في الصُّورَتَيْن العَيْنِيَة والذِّهْنية؛ فهل نجرؤ على استجابة هذا التَّحَدِّي؟ وهل نحن أهلٌ له؟



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في فكرة أنَّ الكون -ثقب أسود-!
- -نهاية التاريخ-.. عربياً!
- هل تتغيَّر قواعد اللعبة بين الفلسطينيين وإسرائيل؟
- -المرئي- من كَوْننا يتضاءل و-اللامرئي- يَتَّسِع!
- ماركس و-طبقته- في -يوم العُمَّال-!
- المادة -مُرَكَّبَة- ولو كانت -بسيطة-
- مفهوم جديد ل -الوطن- قَيْد التأسيس!
- كيف يحتال الدِّين على الفيزياء
- النجم إذا انهار على نفسه!
- قراءة في -فنجان- الصراع السوري!
- إذا الشعب تخلَّى عن -الحرية- في سبيل -الأمن-!
- القانون الكوزمولوجي الذي يَحْكُم تطوُّر الكون
- حتى نُحْسِن فَهْم سياسة الولايات المتحدة!
- -العدم-.. تلك الفكرة الغبيَّة!
- في -الخَطِّ العُقَدي- الهيجلي
- أخطاء يرتكبها -ماديون- في دفاعهم عن -المادية-!
- -النقود الإلكترونية-.. ثورة نقدية تقرع أبواب القرن الحادي وا ...
- هكذا تموت الأُمم.. العرب مثالاً!
- -الوسيط- كيري!
- -الحركة في المكان- و-الحركة المكانية-


المزيد.....




- ماذا يعني أمر اعتقال نتنياهو وجالانت ومن المخاطبون بالتنفيذ ...
- أول تعليق من أمريكا على إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغال ...
- الحكومة العراقية: إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتق ...
- العفو الدولية: نتنياهو بات ملاحقا رسميا بعد مذكرة المحكمة ال ...
- البيت الابيض يعلن رسميا رفضه قرار الجنائية الدولية باعتقال ن ...
- اعلام غربي: قرار اعتقال نتنياهو وغالانت زلزال عالمي!
- البيت الأبيض للحرة: نرفض بشكل قاطع أوامر اعتقال نتانياهو وغا ...
- جوزيب بوريل يعلق على قرار المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنيا ...
- عاجل| الجيش الإسرائيلي يتحدث عن مخاوف جدية من أوامر اعتقال س ...
- حماس عن مذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت: سابقة تاريخية مهمة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جواد البشيتي - العيش في الحرب على -الآخر-!