|
فقه الأولويات يارجال الدين قبل فقه العشوائيات يا رجال الفكر
خالد الصلعي
الحوار المتمدن-العدد: 4446 - 2014 / 5 / 7 - 08:11
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
فقه الأولويات يارجال الدين قبل فقه العشوائيات يارجال الفكر ********************************************** يبدو أن أن العرب ، وخاصة منهم المسلمين السنة قدرهم أن يتورطوا في براثين رجال دين يتاجرون بالدين أكثر مما يفشونه بين الناس ، وبين كفي مخالب مفكرين او مثقفين مداحين أكثر منهم باحثين . لازلت أذكر صيحة العالم الجليل محمد الغزالي وهو يصيح فينا بأن هناك من علماء الدين من ينفرون الناس عن دينهم وحمّلهم وزر تفشي الالحاد بين الناس باعتمادهم على قراءات غبية لنصوص القرآن والسنة مكررة ومسكوكة ، وبمناهج تعليمية خطابية تعتمد الصياح والتهييج والشحن أولا وأخيرا ، عوض تفتيح الذهون وتبصير العقول وعقلنة النصوص . حيث أنك تسمع وتقرأ لهم نفس ما قاله مثلا شيخ الاسلام ابن تيمية منذ أكثر من ستة قرون أو غيره من السابقين واللاحقين . هل نحن حقا في صراع بين العقيدة الشيعية والعقيدة السنية ؟ وعلى أي مستوى بالضبط ؟ على مستوى المفاهيم أم على مستوى الرؤيا الوجودية ؟ ام على جوانب عقدية ومذهبية ؟ . هو صراع كما يبدو من خلال التيمات والموضوعات ينتمي الى البنية العليا الأكاديمية البحثة ، لكنه يجرنا ؛ وكما هي عادة بحوث وكتابات المثقيفن في كل زمان ومكان الى سبيل ، لاتبتعد عن سكة السياسة . خاصة ونحن هنا أمام معسكرين شِيئ لهما أن لا يلتقيا بتاتا سواء على الجانب الاقتصادي او السياسي او الفكري . وبما أن المعركة على الأرض اليوم تميل ، وبالضبط بسوريا ، نحو الطرف الشيعي كما خطط لذلك استراتيجيو الجيل الرابع من الحروب ، ومهندسو اغراق العالم العربي في بحر من الفوضى العدمية الى أمد غير معلوم ؛ فضلا عن رفع جميع الغطاءات عن عرابي الحرب الكونية بسوريا من مشايخ الدين المحسوبين على طرف عربي بعينه ؛ فان اشعال فتيل معركة جانبية من قبل بعض المثقفين المحسوبين على نفس الطرف ، قد حان وقته كما يبدو في مقال الأكاديمي اللبناني رضوان السيد . باحثا عن أسباب لاعلمية وغير ذات سياق عن فتيل محروق لجر كثير ممن بهرتهم فورة الجماهير العربية نحو معركة هزموا فيها شر انهزام ، بعدما تخلوا عن طموحات الشعوب العربية للتحرر من ربقة أنظمة تقليدية وشمولية . في الحقيقة قرأت على عجل ثلاث ردود على مقال الأكاديمي رضوان السيد ، الأول لجورج طرابيشي ، ولم أجد فيه الا نفيا للتهمة الموجهة اليه ، والثاني كان ردا عصبيا من قبل عزيز العظمة والثالث لباحث مغربي هو الأستاذ سعيد بنسعيد العلوي الذي حاول من خلال مقاله نهج قاعدة "أنصر أخاك ظالما أومظلوما ، دون أن يتقيد بحكمة آخر الحديث النبوي الشريف . هل نحن اليوم بحاجة الى مزيد من شق الصفوف ؟ أم الى رأب تصدعاتها وتشققاتها ؟ . وهل نحن اليوم نتعرض لحملة شيعية أم لحملة غربية واضحة ؟ ومن الأولى برد الهجوم عليه ؟ العدو المشترك أم العدو الشريك ؟ . لابد اذن من تفصيل وتدقيق أولوياتنا قبل أن نقدم على فتح اي حرب ، كيفما كانت . ولا يعقل في زمن الانفتاح الكوني أن نعود القهقرى الى زمن القبائلية والطائفية ، رغم المحاولات الدؤوبة للعودة الى هذه الروح ما قبل الحضارية . انا خلقناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ، ان أكرمكم عند الله أتقاكم " ، ف" عند "ظرف يفيد الصاحب هنا ، فلا هي ظرف مكان ولا هي ظرف زمان ، وصاحب التزكية بالتقوى هو الله وحده . ما الذي استفاده السنة من صراعهم الطويل ضد الشيعة ؟ ، لاشيئ تقريبا . على العكس من ذلك يلاحظ الجميع أن الشيعة استطاعوا ان يحققوا مكاسب جوهرية في صراعهم الوجودي ضد جميع أعدائهم ، سواء على الصعيد المعرفي ، أو على الصعيد الاقتصادي أو السياسي او الجيوستراتيجي ، رغم انهم يشكلون نسبة 10 في المائة من عموم المسلمين كما أورد رضوان السيد نفسه . أما العرب السنة فهم كعادتهم يهرولون بجنون نحو الدرك الأسفل من التخلف رغم ثرواتهم وأعدادهم وعقول أبنائهم . فما هي أسباب تعلق علماء دينهم بالتخلف ومفكريهم بالتبعية والانبطاح للحاكم وللاستعمار ؟ . ان شيمة الضعفاء أن يجادلوا نقائضهم بما لايخدم القضايا الجوهرية لواقعهم . فعوض البحث عن الأسس العقلانية في الفكر الانساني عامة ، راح السيد رضوان السيد يبحث عن معاول الهدم في كتابات بعض المفكرين العرب . وان كان المفكر طرابيشي قد تحداه بتقديم ما يورطه في مساندة النظام السوري ، بل أكثر من ذلك احاله على مقال له كتبه في عنفوان الثورة السورية قبل تحريفها عن طريقها يطلب من النظام السوري التخلي "بالغاء نفسه بنفسه " حسب تعبيره . هذا المقال لم يأت انتصارا لهذا الطرف ضد آخر بقدر ما جاء لتصحيح وجهة اهدافنا جميعا ، ففقه الأولويات اليوم عليه ان يهتم بتصحيح ما حرفه كثير من دعاتنا ، والتوجه نحو الرقي بأفهام الناس على جميع الصعد والمستويات ، وتنقية الدين من الخرافات والانفعالات والحماسة المفرطة ، كما دأب فقهاء السلطان على نهجه منذ نعومة وعينا . نحن في امس الحاجة الى فقهاء دين والفقه كما يشرح الفيلسوف المغربي المعاصر طه عبد الرحمان أسمى وأعلى من العلم . علينا اذن باعادة قراءة النصوص الأمهات في جوهرها وليس في هوامشها . كما ان المفكرين العرب وزرهم اثقل من رجال الدين ، فهم من يحملون مشعل العقلانية حسب ادبياتهم ، وهم فرسان التنوير كما يظهر من شعاراتهم ، فكيف ينزلقون منزلقات الفكر القبلي وتهافت الغزالي الذي تراجع عنه كما تقتضي شهامة وأخلاق العلم ؟.
#خالد_الصلعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مجتمع آخر ، أو مجتمع الجناكا -رواية-4-
-
محمد الصبار بين المناضل الحقوقي والموظف العمومي
-
جرائد ليست للقراءة -3-
-
قراءة فنية لقصيدة - مري بذاكرتي -
-
برلمان او بر أمان
-
مدونة تبحث عن -أنا -
-
مجتمع آخر ، أو مجتمع الجناكا -رواية-3-
-
لا بلاد لي
-
جرائد ليست للقراءة -2-
-
فيدرالية اليسار الديمقراطي ومأزق الفكر اليساري -2-
-
نشيد الحروف
-
لوحة مكعبة
-
هل هي بداية التطبيع بين جماعة العدل والاحسان والنظام المغربي
...
-
فيدرالية اليسار الديمقراطي ومأزق الفكر اليساري -1-
-
ما قبل الحداثة
-
تجدر الاشارة
-
مجتمع آخر ، أو مجتمع الجناكا -رواية-2-
-
بعيدا عن ايباك قريبا من ايران
-
مجتمع آخر ، أو مجتمع الجناكا *
-
جرائد ليست للقراءة -1-
المزيد.....
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|