مراجعة لموعظة قديمة ..

رزكار نوري شاويس
كاتب
(Rizgar Nuri Shawais)

الحوار المتمدن-العدد: 4445 - 2014 / 5 / 6 - 21:58
المحور: القضية الكردية
    

حكاية الشيخ و أولاده المتناحرين و (حزمة العصي )، قديمة قدم الايام التي تشكل عمرنا و عمر من سبقونا .. كانت وصية الشيخ الحكيم لابنائه ان يتحدوا ( حزمة واحدة ) لا تنحني و لا تنكسر امام عاتيات العواصف و تقلبات الايام و خبث و غدر الطامعين و الاعداء .
موعظة عتيقة ..! تراكم عليها الزمان لكنها أبت الا وان تبقى حية شابة بالمعان البسيطة ظاهرا و الحكمة المجربة عمقا و جوهرا .
حكاية سمعناها مرارا و تكرارا ، حكتها الجدة ايام النصائح المبكرة بدايات العمر ، و نصحنا بها معلمونا و مربونا عبر مراحل تحصيل العلم و المعرفة ، و كررها مرارا و تكرارا المصلحون و القادة المخلصون املا و رجاء و منهاجا اساسيا لتجاوز (أصل عللنا )و بؤرة دائنا و مضاعفاته ..
حكاية شاهدناها صورا متحركة و افلاما جادة و مسرحيات رصينة و قرأناها في بطون العديد من الكتب ، بل نتداولها و ننقلها بكل تفاصيلها و بهوامش و شروح اضافية للاخرين صغارا و كبارا .. حفظناها و فهمنا مغزاها و فائدة جدواها من إتخاذها عبرة تكون قاعدة للسلوك و التعامل فيما بيننا ..لكن الغريب الغريب في امرنا وبرغم الاشادة بـ ( حكمة التضامن و التعاضد )حلا يمنح الجسد الكوردي المناعة و القوة ، عانينا و لا نزال ( و كأننا نصر على ان نعاني ) من الضعف ، تشرذما و تنافرا .وفي مسافات الفرقة بيننا التي تسع بدل الاسفين العشرات منها ، يدق الاعداء و المذعورون من ( وحدة الصف الكوردي ) اسافينهم تآمرا على وحدة الصف هذه ، يدقونها موانعا امام مسيرة لم الشمل الكوردي نحو المستقبل الكوردستاني المشروع .
اعداؤنا عرفناهم و جربناهم ، و كذلك أصدقاؤنا ، و إن كان البعض ممن حسبناهم اصدقاءا قلبوا ظهر المجن أيام الحسم و فرز المكاسب المغرية .
.. ومن رأينا ، إن الصديق المخلص في هذا الزمن الشرس و المراوغ هو من يحث و يعمل حتى لو كان بتذمر على تحقيق او المساعدة على تحقيق هدف توحيد الصف الكوردي أو يمهد لهذا الهدف الانساني النبيل .
إن قيمة الكيان و البرلمان الكوردستاني في اقليم كوردستان العراق ( خاصة في الظروف المعقدة التي تمر بها المنطقة من تأريخها ) تأتي من كونها ( العامل او الالية ) التي بأمكانها خلق و تهيئة المناخ و البيئة التي تلم الشمل و يزدهر فيه (روح التضامن و التلاحم )و تمنح القدرة على مواجهة الطاريء و اللامتوقع من الاحداث و التطورات في المنطقة ، و الاكسير الذي يكتسب الوجود الكوردي به الحصانة و المناعة .
و هكذا فالتضامن الكوردي – الكوردي مسألة ( ضمير و مصير ) و عليه يجب ان تكون ( القضية – المبدأ ) و المهمة المقدسة الاولى من بين المهام الوطنية النضاليةالاخرى التي لايمكن التجاوز على قدسيتها او الاخلال بمنافعها و التلاعب بها و تحريفها .. و هذا البناء لايعلو فقط بمجرد الدعوة اليه او بتبنيه شعارا أو الاشادة بمزاياه و التغزل بحسنه و جماله .. هي مسألة جهد و بناء ، إخلاص و تضحية ، و تأكيد واقعي على الانتماء للقضية و الوطن ، هي مسألة عقيدة و إيمان ، عنصره الاساس النية الصادقة المعجونة بروح المثابرة و الصبر و نكران الذات و توفر القناعة المبدئية بها كمصلحة وطنية عليا تصان في كنفها كل المصالح المشروعة للافراد .
فلنتقدم اذن في هذا الدرب متفائلين مستبشرين ، لنتوحد وطنيا و شعبيا بهذا الاتجاه ، لنتقدم مرددين فكرة تقول :
قوي انت يا أخي بقوتي .. و قوي أنا بقوتك ..
صامد أنا بصمودك ، و صامد انت بصمودي .

#رزكار_نوري_شاويس (هاشتاغ)       Rizgar_Nuri_Shawais#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات