أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طيب تيزيني - العلمانية والسياسة والدين














المزيد.....

العلمانية والسياسة والدين


طيب تيزيني

الحوار المتمدن-العدد: 4445 - 2014 / 5 / 6 - 07:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تتصاعد وتيرة الجدل والحوار في العالم العربي الآن حول العلاقة -إذا كانت موجودة- بين العلمانية والسياسة والدين، وهل هذه العلاقة موجودة بدلالة سلبية، بحيث تبقى الواحدة من القضايا الثلاث قائمة على علاقة تضايف، أو يمكن أن تكون أو أن تصير كذلك فيما بينها؟ وثمة ملاحظة ذات بُعدين اثنين يبرزان في سياق الظاهرة الجديدة في الحياة السياسية الثقافية العربية، وهي ظاهرة «الربيع العربي»، أما ما يجعلنا قادرين على اكتشاف أهمية تلك الثلاثية في تأسيس هذا «الربيع» وترسيخه عربياً وسورياً بكيفية خاصة، فيتمثل في أن ما يربط بين الفريقين المذكورين هو الفعل الوجودي والفعل الوظيفي.

إن السيد حسين إسماعيل الصدر في الحوار الذي أجرته معه قناة «العربية» في الأول من هذا الشهر أوضح أنه في بلد كالعراق لا يمكن تناول الثلاثية إياها بأفق يخدم «الربيع العربي» المذكور إلا إذا وُضعت أطرافها الثلاثة المذكورة والمكونة لها موضع التوافق والتضايف الوظيفي. فأن تجد تلك الأطراف الثلاثة نفسها في بنية واحدة وفي مخاض واحد، إنما هو قراءة محتملة في اللحظة التاريخية التي يعيشها العالم العربي راهناً، أي في لحظة نحددها بمثابتها «حُطاماً عربياً مفتوحاً»، أما انفتاحية هذا الحطام فنكتشف مسوغاتها موزعة على الحقول الثلاثة التالية: العلمي التاريخي والشرعي والبراغماتي، فلا ضرر ولا ضرار.

إن مصالح الشعوب العربية في العصر المعيش الآن تحتمل ما يوحد الأطراف الثلاثة من القراءة المذكورة، حتى في حال كون تلك الأطراف قابلة لأن تخدم حالات أخرى، أو لنقل استراتيجيات أخرى أو حتى في حال كون الأطراف المعنية تقول ما يتوافق مع الأهداف التي يُضمرها الكاتب والقائل:

أولاً، ثمة مسألة لغوية تتصل بكلمة أو بمصطلح «علمانية»، وهذا الأخير -في نشأته الغربية- يقوم على «العالَم» وليس على «العِلم»، ومن ثم فإن مرجعية هذا المصطلح تكمن في الأول «العام» وليس في «الخاص»، وهذا يعني أن الانطلاق من العالم هو الذي يحدد الرؤية العلمانية، وليس الانطلاق من العلم: رؤية العالم بحكم كونه موضوعاً ومنهجاً وآفاقاً، ومن شأن ذلك أن يُفضي إلى التشديد على العالم بوصفه موضوع الراهن والمباشر وليس ما وراء المباشر. ها هنا، أحسن المرجعية السيد حسين إسماعيل الصدر، حين ضبط دلالة العلمانية بالعالم أو بالكون بعيداً عما «وراء» العالم والكون، مما أخرجه من دائرة المناقشة حول الدين ببعده المابعدي، وأبقاه في دائرته البشرية المباشرة، وحينذاك لم يعد الشعار الذي تحدث عنه السيد حسين وجمع فيه السياسة والدين مع العلمانية، أمراً مُحرجاً أمام خصومه من السياسيين وبعض رجال الدين السلفيين الظلاميين، وبتعبير آخر، بدأ بإحالة المصطلحات الثلاثة في الشعار السابق إلى المستوى الكوني الطبيعي، وتابع بحثه دون الوقوع في مستويات لم يقصدها.

إن هذا الذي أسس له السيد حسين كان بمثابة الدخول إلى مستوى التوحيد السياسي المجتمعي للمجتمع العراقي، فهذا الأخير، الذي عرف على مدى عقود مديدة صراعات دينية وطائفية وعرقية وقومية أنهكت بنيته العمومية، وأدخلت فيه غير قليل من النزاعات، بحيث وصلت إلى الحرب، ثم إلى المرحلة الراهنة، التي اختلطت فيها هشاشة الوضع الداخلي بعوامل التدخلات الخارجية فيه، وهذا بدوره حوّل الانتخابات البرلمانية -أي الاستحقاق العراقي الحالي- إلى مشجب يعلق عليه الجميع أو معظمهم مشكلاتهم وآمالهم لهذه المرحلة على الأقل.

إن رؤية وطنية عقلانية ومدنية لما يحدث الآن في العراق تجد عقبات كبيرة تطلقها القوى الطائفية الظلامية في هذا البلد، الذي يعاني منذ عقود أوضاعاً خطيرة من التخلف والتخليف، ومن الفساد والاستبداد، وذلك على نحو يهدد حقاً وتائر الاستقرار والتقدم والبناء. ولا يستطيع المرء أن يُهمل، في هذه الحال الرثة، أصداء «الربيع العربي» التي تكاد تختفي في الساحة العراقية المشغولة بنشاطات شطر كبير منها لا يخرج عن كونه عوامل مُعيقة لرهانات الاستقرار والوقوف في وجه الطائفية الدينية وانتشار السلاح الطائفي.

نحن هنا لا نشك في أن المواقف الوطنية والحكيمة، التي تبديها ثلة من رجال العراق في سبيل رأب الصدع والعودة إلى العمل العقلي النظري والسياسي الحكيم والجامع، يمكن أن تمارس دوراً فعالاً في مواجهة المخاطر المتأتية من المرحلة الراهنة ذات الحساسية البالغة، وفي هذه الحال، كم تحتاج القوى العراقية بكل أطيافها إلى ما يُحيّد نار الطائفية والعرقية وما يرتبط بهما من مجموعات، ضمن مساعٍ تهدف إلى مساعدة القوى الوطنية العقلانية والتنويرية.



#طيب_تيزيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعب الفلسطيني والمشروع الإسرائيلي
- أين مجلس الأمن والمحكمة الجنائية؟!
- سوريا الجديدة.. خطوات التأسيس
- تلويث الدين بالسياسة
- ثلاثة أعوام على المخاض السوري
- سوريا ويوم المرأة العالمي
- من سوريا إلى أوكرانيا
- سوريا: جدلية تاريخية ورؤية تعاقبية
- سوريا وسيناريو المحكمة الدولية
- تأسيس الاستبداد السياسي
- تأسيس الأبدية الأسدية
- سوريا وعار المنظمات الدولية
- سوريا... الحكم ببراميل الموت
- مرة أخرى... الفكر النقدي والمعارضة
- الفكر النقدي التاريخي والمعارضة
- أطفال سوريا... لن ننساكم!
- الموت الكيميائي والمصير التاريخي
- العلمانية ليست لاهوتاً
- مرحلة العدالة الانتقالية
- مشروع لإصلاح مجلس الأمن


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طيب تيزيني - العلمانية والسياسة والدين