أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية - فتنة - الكشح السورية - : هل يمكن للديكتاتوريات والأنظمة الشمولية أن تكون إلا طائفية و عنصرية !!؟؟















المزيد.....

فتنة - الكشح السورية - : هل يمكن للديكتاتوريات والأنظمة الشمولية أن تكون إلا طائفية و عنصرية !!؟؟


المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية

الحوار المتمدن-العدد: 1259 - 2005 / 7 / 18 - 09:48
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


16.7.2005
شهدت بلدة القدموس السورية ( 35كم شمال شرق ميناء طرطوس ) يوم الثلاثاء الماضي (12 تموز / يوليو ) حدثا يعتبر الأخطر من نوعه منذ حوالي ربع قرن ، إذا وضعنا الهبة الشعبية الكردية التي حدثت ربيع العام الماضي ، والتي تقع على خلفية أخرى ، رغم أنها في المحصلة النهائية ليست خارج السياق العام لتجليات الاحتقان العام الذي تعيشه سورية منذ سنوات عديدة نتيجة لممارسات الأوليغارشية الديكتاتورية الحاكمة.
فطبقا لأكثر الروايات تحفظا ، لكن أكثرها دقة ، قام عشرات المسلحين المنحدرين من الطائفة العلوية في القرى المجاورة لبلدة القدموس ( وبشكل خاص قرى : حمام واصل ، مشيرفة ، عين حسان ، الشعرة ، الطواحين ) بشن هجوم على البلدة المذكورة أسفر عن إحراق أكثر من عشرين محلا تجاريا وأربعة منازل تعود ملكيتها لأبناء البلدة المنحدرين في معظمهم من أبناء الطائفة الاسماعيلية ( إحدى الفرق الشيعية التي تشارك الطائفة العلوية المذهب الجعفري نفسه !!) . ووفقا لما رواه المناضل فائق المير أسعد ( وهو سجين سياسي سابق على ذمة حزب الشعب الديمقرطي السوري ، ومن أبناء الطائفة الاسماعيلية بحكم الولادة لا الانتماء) ، فإن بعض سكان البلدة من الطائفة العلوية بادر إلى الدفاع عن جيرانه الاسماعيليين ، الأمر الذي أدى إلى فقدان أحدهم حياته متأثرا بالضرب الوحشي الذي تعرض له على أيدي أبناء طائفته المعتدين !
وأكدت مصادر متطابقة على أن مدير ناحية القدموس ، ورموز السلطة الآخرين ، انحازوا بشكل سافر إلى صفوف المعتدين . الأمر الذي فاقم المشكلة وجعلها تتطور لتأخذ بعدا طائفيا سافرا قذرا بعد أن كانت على خلفية يعتقد أنها ذات طابع تجاري محدود . وقدرت هذه المصادر قيمة الخسائر بأكثر من مئة مليون ليرة سورية ( أكثر 2 مليون دولار ) . وجريا على عادته الدارجة والمزمنة في نشر الأكاذيب وتضليل الرأي العام داخل البلاد وخارجها ، وفي تغطية الشمس بغربال والسموات بالقبوات ، ادعى الإعلام السلطوي أن ما حدث " مجرد مشاجرة ... و حوادث شغب لبعض الشباب الطائش (استدعت) تدخل قوى الأمن الداخلي التي أوقفت مسببي الشغب .. " . علما بأنه ، وحتى ساعة إعداد هذا البيان ، لم يتم توقيف أي معتد . بل لجأت السلطة إلى إقحام المخابرات الجوية في الموضوع وكأن ما حصل محاولة انقلاب عسكري يقوده طيارون حربيون !!
وكانت مدينة مصياف ( 25 كم شرقي القدموس ) قد شهدت حوادث مشابهة في نيسان / إبريل الماضي على خلفية لا تختلف كثيرا عن خلفية الحدث الراهن . كل ذلك بعد عام وبضعة أشهر من الهجوم الدموي الذي تولاه الحرس الجمهوري وأجهزة المخابرات ضد عشرات الألوف من المواطنين الأكراد المحتجين على الاضطهاد الشوفيني ـ العنصري الذي يتعرضون له منذ عشرات السنين ، والذي أسفر عن اعتقال أكثر من ألفي مواطن وقتل وجرح وتشويه المئات منهم بالرصاص المتفجر المحظر استخدامه دوليا !
لقد حاول البعض ربط ما حصل في القدموس بعناصر سابقة من سرايا الدفاع التي كان يقودها رفعت الأسد . وذهب البعض الآخر إلى الإيحاء بأن هذا الاعتداء الهمجي يمكن أن يكون من تدبير المذكور في سياق التحشيد الطائفي الذي يقوم به " تمهيدا لعودته " ! وبغض النظر عن حقيقة أن تاريخ المذكور ارتبط بأكثر الممارسات الطائفية وحشية ودموية في تاريخ سورية المعاصر ، وأن " شمائله " لا تختلف عن " شمائل " أولئك الهمج الذين مارسوا هذا السلوك البربري ضد مواطني البلدة المذكورة ( فمدينة حماة لم تزل في البال !) ، فإن اتهامات وإيحاءات من هذا القبيل ، فضلا عن كونها غير صحيحة ، تصب بشكل مباشر في طاحونة الدعاية الرسمية وأكاذيبها عن " الأيادي الخارجية التي تعبث بالوحدة الوطنية الراسخة " !! وهو ما يشبه إلى حد كبير ، وليس بمحض المصادفة ، ادعاءات الأوليغارشية المصرية على خلفية أحداث بلدة " الكشح " في الصعيد المصري !
إن ما حصل في القدموس ، وما حصل سابقا في مدينة مصياف ، وقبلها في كردستان سورية ( الجزيرة وعفرين وغيرهما ) ، وما يمكن ( بل ومن المؤكد ) أن يحصل في المستقبل من مواجهات طائفية وقومية جوالة فيما بين المدن والبلدات السورية ، هو نتيجة منطقية وطبيعية جدا لعشرات السنين من تسلط النظام الديكتاتوري . بل من غير الطبيعي أن لا يحصل !
لقد عملت الديكتاتورية الحاكمة ، وكأي ديكتاتورية أخرى ، على مسخ الوطن وتحويله إلى مجرد فيدرالية أو اتحاد طوائف ومذاهب ، عبر أشكال دنيئة ورخيصة من سياسة التمييز الطائفي والمذهبي والقومي السافر في شتى مناحي الحياة العامة التي لا تبدأ في التعليم ولا تنتهي في إشغال المناصب المدنية والعسكرية . وقد تفاقم هذا الأمر مع تحول هذه الديكتاتورية إلى حكم أوليغارشي مخابراتي سافر ( حكم زمرة من اللصوص والقتلة ) ، يضع أيديه على مقدرات البلاد المادية والمعنوية ويجرد المواطنين ليس من حقوقهم المادية وحسب ، بل ومن صفتهم كمواطنين أيضا . وذلك إلى الحد الذي بات معه هؤلاء ينظرون إلى أنفسهم باعتبارهم مسيحيين ومسلمين ، أو علويين واسماعيليين ودروز ، أو عربا وأكرادا ، طالما أن ما يربطهم بالطائفة أو العشيرة بات أقوى مما يربطهم بالوطن ، وطالما أنهم لا يملكون من هذا الوطن شيئا .. باستثناء الزنزانة أو القبر !
إن ما حصل في القدموس وغيرها يقرع ناقوس الخطر وينذر بوضع كارثي يسير بالبلاد إلى الهاوية . ومن المؤكد أن الديكتاتورية الحاكمة هي آخر من يعنيه إيجاد الحلول المنطقية لذلك ، بالنظر لأن استمرارها بات مرهونا أكثر من أي وقت مضى بتعميق تفسخ المجتمع و تذرير مكوناته إلى عناصره الأولى السابقة لوجود الدولة والوطن ، وتفجير الصراعات الجانبية فيما بين هذه المكونات للحيلولة دون انصرافها إلى التفكير بالصراع مع السلطة الأوليغارشية الغاشمة .
وإذا كان ما حصل يدعو للأسف والقلق البالغين ، فإن استمرار جزء كبير من قوى المعارضة على أوهامها ، لا بل ومساهمتها في نشر هذه الأوهام القائمة على الاعتقاد بأن " النظام تخلص من الحرس القديم تماما وأصبح بإمكانه استئناف برنامجه الإصلاحي " ، كما كتب أحد مثقفي ونصّابي النظام العضويين من " اليسار الديمقراطي " مؤخرا ، هو ما يشكل الأخطر الأكبر على توجهات الرأي العام ووحدته باتجاه إحداث تغيير حقيقي في البلاد .
لقد آن الأوان ، وقبل وقوع الفاس في الراس ، أن يفهم هؤلاء أن بيوض الأفاعي لا تفقس حماما ولا عصافير !!



#المجلس_الوطني_للحقيقة_والعدالة_والمصالحة_في_سورية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما وراء البلطجة الاقتصادية السورية على الحدود اللبنانية
- قتله النظام السوري مرتين ، فيما اكتفت إسرائيل بقتله مرة واحد ...
- المفوضية العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة تصدر رأيها بش ...
- محمد ناصيف في زيارة سرية إلى واشنطن لإبلاغها قرارات مؤتمر - ...
- إغلاق منتدى الأتاسي : مبروك عليكم نهاية اللعبة !!
- الدم السوري اليتيم : خمسة وعشرون عاما على مذبحة سجن تدمر ولا ...
- تعرف على جلادي الشعب السوري ـ علي مملوك : إضاءات على زوايا م ...
- البيك الاشتراكي سارق أيقونات الكنائس وزيت الأديرة !!
- رسالة مقروءة من عنوانها : مؤتمر - البعث - يعين أحد رؤوس الإج ...
- معلومات عن تورط حزب لبناني معارض في اغتيال سمير قصير
- عودة رفعت الأسد هزيمة كبيرة للمعارضة السورية ومشروع فتنة كبر ...
- المخابرات العامة تنهي - المسح التقويمي الشامل- للبعثيين المد ...
- مثلث برمودا السوري يبتلع ضحية أخرى : معلومات عن ضلوع - قوى ع ...
- حين يعبث الجهلة بقضايا حقوق الإنسان ، يجرّمون حكمت الشهابي و ...
- دليل الجمهوريه في حروب أجهزتها وأشباحها الخفيه !
- من بينهم بطرس خوند عضو قيادة حزب الكتائب : - المجلس - يحصل ع ...
- المخابرات السورية تشدد ضغوطها على مراسلة إذاعة لندن في دمشق ...
- بمناسبة استئناف محكامة أكثم نعيسة غدا : دعوة متجددة للمحامين ...
- النظام السوري يكشف عن الوجه الحقيقي للعبة - جوازات سفر - الم ...
- سورية في عيدها الوطني التاسع والخمسين : معا من أجل الاستقلال ...


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية - فتنة - الكشح السورية - : هل يمكن للديكتاتوريات والأنظمة الشمولية أن تكون إلا طائفية و عنصرية !!؟؟