أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصناعة والزراعة - فاطمة ناعوت - حركة النصف ساعة














المزيد.....


حركة النصف ساعة


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4444 - 2014 / 5 / 5 - 23:31
المحور: الصناعة والزراعة
    


بعد ازدهار الثورة الصناعية في بلدان الغرب مع بدايات القرن التاسع عشر، بدأت طبقة العمال الكادحين، بما فيهم أطفال، يتعرضون لأشد أنواع العسف في العمل في ظروف بيئية شديدة الخطورة دون أي حماية أو تأمين على الحياة، يعانون استغلال أصحاب الأملاك الإقطاعيين، حتى وصلت ساعات عملهم إلى 16 ساعة يوميًّا، دون رعاية صحية ولا ضمانات مادية من قِبل المؤسسات الصناعية وأصحاب رؤوس الأموال الذين يستأجرونهم ويثرون على أكتافهم. أشعلت تلك الحالُ البائسة العديدَ من مسيرات الاحتجاجات العمالية المتفرقة غير المنظمة، التي لم تسفر عن شيء، إلا تخفيض الرواتب والفصل عن العمل. من هنا تبرعمت فكرة النقابات والاتحادات لتوحيد الصوت، والمطالبة الجماعية بحقوق العمال المُهدَرة. ونشأت حركة "الثمان ساعات" في تورنتو عام 1886 التي نادت بتحديد ساعات العمل اليومي بما يليق بالآدمية وحقوق الإنسان. بعدها بسنوات بدأ من شيكاغو الاحتفال بعيد العمال في أول مايو، تخليدًا لليوم الذي فتح فيه الجيش الأمريكي والشرطة النار على العمال المحتجين في إضراب بولمان فسقط عشرات القتلى، ثم انتشر في معظم بلدان العالم، ليصبح يوم عطلة يُكرَّم فيه العمالُ، عمادُ نهضة المجتمعات.
فإذا عرفنا أن إنتاجية العامل المصري أقل من "نصف الساعة" يوميًّا، حسب تقارير جهاز التعبئة العامة والإحصاء، وأنه الأعلى تكلفة في العالم مقارنة بما ينتجه بسبب تدنى مستويات الكفاءة والأداء وغياب الروح التنافسية والهمّة الإبداعية الخلاقة، وإذا علمنا أن العامل المصري في دول الخليج يتم "فكّه" بعاملين أو ثلاثة من االآسيويين كالهنود والفلبينيين والصينيين، لأنهم أقلُّ رواتب وتبّرمًا وتكشيرًا، وأكثر كفاءة وبشاشةً وحبًّا للعمل واحترامًا للقيم، فيحقّ لنا أن نسأل: بأي "وجه" نحتفل سنويًّا بعيد العمال؟! وهل نحتاج إلى حركة مضادة للثمان ساعات تطالب "بتطويل" ساعات إنتاج العامل المصري من 27 دقيقة إلى ثمان ساعات أسوةً بعمال الدول المتحضرة التي تقدّس العمل وتسعى للبناء.
الإهمال في العمل، والبخل بالجهد لا يبرره ضعفُ رواتب العامل المصري وحرمانه من عقود عمل قانونية وتأمينات ورعاية طبية. فالأصل في الأشياء أن "أعمل" بجد، ثم أطالب بحقوقي المهدرة، فتصحُّ المعادلة.
قرأتُ مؤخرًا أن الموظف الياباني إن وصل إلى مقر عمله مبكرا عن موعد العمل، يركن سيارته في مكان بعيد، ليترك المكان القريب لمن يأتي متأخرًا! يعذّب نفسه بالسير مسافة طويلة ليقلّص الوقتَ المهدر من ساعات العمل. تخيلوا! إنهم اليابانيون الذي يحتجون إن منحتهم الحكومةُ إجازات "مدفوعة الأجر"، لأنهم يحبون العمل ويقدسونه حقًّا، ويحبون بلادهم حقًّا، "مش بالأغاني"، ويؤمنون أن الخامل والعاطل والكسول لا يستحق الحياة لأنه "عالة" على المجتمع، وزائدٌ عن حاجة الإنسانية. كل سنة ونحن نقدس العمل.



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف نقيس أعمارنا؟
- شكرًا لكم أيها الزائفون
- المرأةُ العفريت
- مدحت صالح ربيعُ الأوبرا
- عيد ميلاد زهرة تمرد
- المسيحيون سرقوا مصر
- ليت للبرّاق عينا فترى ياسر برهامي
- دستور برهامي
- برهامي هادم الدساتير
- كوني صماء وترشحي يا نصف الدنيا
- حُلم المصالحة الطوباوي
- رسالة إلى أرباب الفتن: مصر في الكاتدرائية
- رجلان يعرفان الله
- لقائي الأخير بالعصفور سلطان
- طريق الفرح
- هدفٌ في مرمى الحضارة
- الرئيس وأسئلة ديكارت
- عروسة لطفلة السماء
- لن أعزّيك يا صديقي ..
- شهيدتا الحق والحب


المزيد.....




- مصطفى شعبان بمسلسل -حكيم باشا- في رمضان
- شاهد: أصدقاء وأقارب الأسيرة الإسرائيلية آغام بيرغر يحتفلون ب ...
- حركة حماس تعترف بمقتل قائد جناحها العسكري محمد الضيف
- القاهرة: لا لتهجير الفلسطينيين من أرضهم
- عمّان.. رفض قاطع لتهجير الفلسطينيين
- حماس تنعى عددا من كبار قادتها العسكريين وفي مقدمتهم القائد ا ...
- سـوريـا: مـا هـي طـبـيـعـة الـمـرحـلـة الـجـديـدة؟
- الدولي المغربي حكيم زياش ينضم إلى نادي الدحيل متصدر الدوري ا ...
- العراق ومصر يجددان رفضهما لتهجير الفلسطينيين
- الجيش الفرنسي يسلّم آخر قاعدة له في تشاد


المزيد.....

- كيف استفادت روسيا من العقوبات الاقتصادية الأمريكية لصالح تطو ... / سناء عبد القادر مصطفى
- مشروع الجزيرة والرأسمالية الطفيلية الإسلامية الرثة (رطاس) / صديق عبد الهادي
- الديمغرافية التاريخية: دراسة حالة المغرب الوطاسي. / فخرالدين القاسمي
- التغذية والغذاء خلال الفترة الوطاسية: مباحث في المجتمع والفل ... / فخرالدين القاسمي
- الاقتصاد الزراعي المصري: دراسات في التطور الاقتصادي- الجزء ا ... / محمد مدحت مصطفى
- الاقتصاد الزراعي المصري: دراسات في التطور الاقتصادي-الجزء ال ... / محمد مدحت مصطفى
- مراجعة في بحوث نحل العسل ومنتجاته في العراق / منتصر الحسناوي
- حتمية التصنيع في مصر / إلهامي الميرغني
- تبادل حرّ أم تبادل لا متكافئ : -إتّفاق التّبادل الحرّ الشّام ... / عبدالله بنسعد
- تطوير المشاريع الصغيرة والمتوسطة، الطريقة الرشيدة للتنمية ا ... / احمد موكرياني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصناعة والزراعة - فاطمة ناعوت - حركة النصف ساعة