|
أزمة المثقف العربي ... والاستعمار الوطني
هيثم هاشم
الحوار المتمدن-العدد: 4444 - 2014 / 5 / 5 - 15:32
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أزمة المثقف العربي ... والاستعمار الوطني
المتعلم غير المثقف ، فالمتعلم من مر في المراحل الدراسية وتعلم من الكتب موادها العلمية لكي يختار دراسته التي تصبح له منها مهنته (( الوظيفة )) .
اما المثقف فبالإضافة الى التعليم ، قرأ ويقرأ في مختلف الكتب وتأمل ، وفكر طويلا ، وقاوم الفكر السائد ويبحث عن البدائل ، فهو مجاهد من خلال القلم والعقل ، ومنفتح على الآخرين اجتماعيا ودينيا ، ويعرف لغة اخرى وبمستويات مختلة اكثر من الإلمام ، ويحب السفر ، والاختلاط ، ولديه رؤيا ، وهؤلاء هم هدف أساسي لعدو اي أمة ...
اليوم نناقش أزمة المثقف العربي ...؟.
هو محبوس بدون زنزانة والحمد لله ، فالأنظمة مدعومة من قبل أصدقائنا كلهم ، ويصدرون لنا لاصق لتكميم أفواهنا ، وتلك هي المشكلة المرعبة للمثقف العربي ، فهو يريد فتح فمه ، ولكن هنالك من يريد ان يعد له عدد أسنانه ...؟.
الدين و الطائفة ، المثقف ، يحاول كسر حاجز الدين ولكنه يقع في فخ (( الخوف )) ان الابتعاد عن أخلاقيات الدين هي الخطورة ...!.
اما المراسيم العامة فهذا مايجب ان يكسره المثقف ، لكنه يخاف من انه يرتكب جناية يعاقب علها لاحقا ...!.
الهجرة الداخلية ، والخارجية ، يهجر المثقف في الوطن العربي في داخل غرفته ، ويتقوقع ، وخصوصا عندما ينشر أفكاره ، ويتهكم عليه من حوله ، وينقضون عليه ، اما يقاتل ويتعب ...!. وأما ان يتراجع ويتقوقع ...!. ولكنه لا يستسلم ، وهذا المارد في نفسه لايموت ...!.
فالمثقف لا يستسلم ...!. وهذا هو سر التغيير في حياة الشعوب .
اما الهجرة الخارجية فهي مطلبه ، وعندما تتحقق اما ينغلق وينتهي ، او يزداد إصرارا ، فلقد سافر من مأزق ، والى الحياة الموعودة التي يكتشف انها ليست سوى كذبة اخرى خارج الحدود ...!.
ولكن هنا تبدأ رحلة جديدة للعودة ...؟.
الانكسار والإحباط .... في نهاية المطاف يصاب بالإنكسار والإحباط من المحولة والمحاولات ، ولكنه لايتعلم بانه سر التغيير يكون في وجود مجموعة او مجماميع مثله ، ويجب الانتماء لها فهو لا يستطيع التغيير بشكل واسع ، لهذا عليه الانخراط في تيار يتناسب مع تفكيره ، وهنا تكمن الخطورة من ان يقع في فخ الاختيار الخاطئ ...
عدم الاستقرار ، والمال ، والجنس ، والنصوص الثابتة...
أكبر معاناة هي نقص المال والنصوص الثابتة التي يجب ان يتبعها المثقف فهو يريد ان يمزق كتب القانون البالية ، والنصوص الجامدة في التفسير الديني ، ولكنه يقع تحت طائلة القانون الروحي ، والخوف الرباني ...!.
فهو لا يستطيع ان يتنفس ويبحث عن شريكة العمر ، او الحياة ، والنقص في المال او قدرته المالية التي لا يستطيع ...؟.
فهو محصور مرة اخرى في صندوق قاصة المرابي الكبير ، وهو غير عابث و لديه قيم ، وهكذا هو لا يستطيع الاستقرار ، ولايستطيع ان يكون فاسدا ...!.
فهو النموذج وهو الذي يريد ان يغير ، وهكذا فهو يعاني من دوامة حتى يخرج منها او تنهيه ...؟.
وهو يعيش الأزمة ، أزمة العالم والمجتمع (( حمال آسيه )) قلبه كبير ، يبحث عن الحل لنفسه وللآخرين ، فهو غير أناني ، وهنا هي الطامة الكبرى يضحي من غير مردود ، وهذا يزيد من حالة الإحباط لديه ، والغريب ان يعيش حالة الانفجار ... ويوما ما ينفجر ...!.
اما شماعة الحكومة فهي المشكلة الحقيقية ، فهل هي الحكومة السبب ...؟. أم المجتمع ...؟. وهذا الصراع باقي الى أن يجد الحقيقة .
انها الحكومة فعلا ، وليس الشعب ، فالاستعمار الوطني هو بسبب الحكومة ، وتخلف الشعوب جزءا من مهمة وأهداف اي استعمار وطني ...!.
*النموذج هو الخليج ، لماذا ظهرا ...؟.
* لبنان سقوط الهيبة المالية اللبنانية وظهور البديل بنوك الخليج (( بنك وبار )) وشعوب ارتدت لباس عفا عنه الزمن ، فلقد اختار صاحب الزمان شعوب تتصف بالبدائية ، وينقلها الى دولة إسمنتية ، بها أنظمة حاسوبية ، وبنكية متطورة ، ومطارات ، وسفر, شعوب محدودة العدد ، بها جيش من الآسيويين لخدمتهم ، وخلق مجتمع الصدفة التي تكبر ، واصبح في ليلة وضحاها متميز مقابل فشل الأنظمة الثورية والاشتراكية ، وهذه هي علة تلك الأنظمة ، والآفة التي قتلتها ، فللمحافظة على النظام ، احاطوا انفسهم بالبوليس السياسي ، وهكذا تدحرجت كرة الثلج وقتلت الحاكم .
* وظهور دولة (( ايران ))بعد احتلالها للأراضي العربية 1918 /. 5 / 2 .
*لعبت الأفكار الثورية المبطنة والزائفة دورا في تغيير كتير المثقف العربي عندما خدع في تلك الشعارات للأسف ، ، الوقوع في ثقافة (( زرق ورق )) ، وحتى سقوط العراق ، وسوريا ، وليبيا ، والفوضى الشاملة التي تحصل في مصر ، والسودان ، واليمن ، وتونس ، والحبل على الجرار ... استفاق المخدوع من حكم ثورة البصل والزعفران ، واصبح حاقدا عليه ,,الا الدولاريون فهم عبيد الورق .
* الأفكار الشيوعية والاشتراكية و قتصاد السوق ...!.
*الثورة الفرنسية التي ثارت في ثورة دموية باستيلية كما قال (( روس بيرور : الثورة تأكل أبنائها )) ، وتحولت من امبراطورية جميلة منظمة ، دمرها رعاع باريس وتحولت الى دولة إمبريالية بدلا من اشتراكية كما خططت لها الارناكية الأولى ، والثانية ، والثالثة ...!.
*اما الطامة الكبرى التي يعاني منها المثقف العربي اليوم هو صندوق الانتخابات ، ففي كل دول العالم هنالك صندوق لوضع الورق كل اربع سنوات ، ويعتقدون بانها هي الحل والحلول السحرية للاقتصاد ، حتى فهم المثقف العربي هذا الملعوب الورقي .
*ان الديمقراطية هي ليست اقتراع ، وإنما هي المشاركة في سلة الخبز ، والقرارات المصيرية ، والذي دوما يأتي لكرسي البرلمان تاجر لسان ...!.
انا ومنذ الصغر تغربت ، ولكن كان العراقي ، والعراق ديني ، ودجلة الخير والفرات طائفتي ، وقانون حمورابي مذهبي ، والعراقيين أهلي واحبتي ، علما انه منذ الصغر لم اذهب لصندوق الاقتراع قطعا لأنني فاهم اللعبة منذ نعومة أظافري وهذه هي رؤيتي .
اليوم سقطت كل الأقنعة ، وفهم الجميع اللعبة ، وأصبحنا في وجه المدفع ، وأمام لعبة القتل الجماعي ، والتهجير العنصري ، والقلق ، وهذا كله مبرمج ، فهل سوف ينجح المثقف العربي في إعادة ترتيب نفسه ...؟. نعم ...
***اني لم أرى حركة فنية ، وكتابية ، وأدبية ، وقصصية ، ووعي ثقافي ، وإصرارا على تغيير الوضع مثل تلك النماذج التي نرى أشكالها في كمية الكتب المطبوعة ، والصحافة ، والأقلام ، الثائرة والنظرة الثاقبة ، وفكرة العودة للوطن ، وخصوصا لصدمة الثقافة والاغتراب والمعايشة المختلطة ، ورفض المجتمع الجديد على مستوى البسطاء الذين لا يملكون سبل ووسائل التغيير ، والمثقف الذي كشف إلغطاء عن قصة الأخوة ، الأصدقاء ، الأعداء ... (( تفائلوا بالخير تجدوه )) ..
**لكل أمة مرحلة اعتكاف ، ولكنها تنتظر الصباح ، اما مثقفيها فهم يعرفون وقت الصباح. ، فالقوي تاهت بوصلته ، وهذه علامة التغيير ...!.
هيثم هاشم
#هيثم_هاشم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قوتهم في عقولهم وبطريقة تفكيرهم
-
ظهور دين جديد
-
(( التشكيك ))
-
هل المجتمع ذكوري .... نعم وبأمتياز
-
حديقة بدون سياج
-
(( البند الخائف ))
-
دارون والحلقة المفقودة
-
(( قرقوز ))
-
سوالف العم حمدان .. (( الملك ))
-
لماذا نصدق الإشاعة
-
سوالف العم حمدان . ( الرزق)
-
(( شمشون الجبار طلع حمار ))
-
في حياة أي شاب امرأة يلتقي معها في الزمن
-
ملوك سادت ثم بادت
-
تشويش
-
قصة من السبعينيات
-
ماهو الفرق بين العلمانية والمجتمع المدني
-
في سبعينيات القرن 20.. في مطلع القرن21.
-
مصطفى
-
.مسلم من العصر الجاهلي في.(بلاد مابين الشرفين )
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|