أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود السلمان - وهم الاعجاز القرآني















المزيد.....

وهم الاعجاز القرآني


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 4444 - 2014 / 5 / 5 - 12:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مقدمة
لازال جميع المسلمين يعتقدون بان القرآن فيه من الاعجاز ما فيه ، وقال بعضهم انه (معجزة الدهر) لأنه معجزة النبي الكبرى التي تحدى فيها العرب ، من ادباء وخطباء على ان يأتوا بمثله او بسورة مثله ، فلم يأتوا – بحسب ما يدعي هؤلاء ، وكيف يفعلون ذلك والسيف مسلط على رقابهم !؟. يقول الرصافي ( ان مسألة اعجاز القرآن من المسائل التي عني بها علماء الاسلام منذ اوائل القرن الثاني للهجرة ، حتى افردوها بالتأليف ) {الشخصية المحمدية ص 599 }. وقد اقحموا القرآن بما ليس من اختصاصه فهو كتاب دين واعتبار وهداية ، لا كتاب علم واعجاز وبلاغة وهندسة وفنون ، بقدر ما هو كتاب ارشاد واخلاق ، وحث الناس على الالتزام بحث الناس الى الاستقامة وعدم ظلم الناس ، والتمسك بقيم ومبادئ الدين . لكنهم – وبجهل منهم – ارادوا ان يجعلوا من القرآن كل شيء ، الا ان القرآن بحسب الدكتور عباس عبد النور هو (سبب تخلف العرب والمسلمين) . وهذا نابع من التعصب الاعمى الذي قاد هؤلاء ، فلو انهم قرأوا القرآن بإمعان وتروي وعدم تعصب لرأوه كتاب جدا عادي ، وفيه من الضعف والركاكة الكثير ، فضلا عن الاغلاط اللغوية والاملائية والعلمية والتاريخية وغيرها الكثير ، فالتوراة والانجيل هما اكثر بلاغة وحنكة من القرآن ، وهناك كتبا لادباء اكثر بلاغة من القرآن بكثير ، منها : (الفصول والغايات ) للمعري ( والطواسين ) للحلاج و(البيان والتبيين) للجاحظ و (الامتاع والمؤانسة ) لابي حيان التوحيدي، وغير ذلك . الذين يدعون البلاغة المزعومة لم يكونوا احرارا في تفكيرهم ولا في سجيتهم الذهنية والنفسية والاخلاقية ، بل يأتي الى عدة اسباب وعوامل وامن اشدها التعصب الاعمى كما اسلفنا ، وكانت النتيجة معكوسة ، وهي لا تفيد القرآن في شيء ، على ان العلم الحديث قد فند كثير من النظريات والفرضيات التي وردت في القرآن في العديد من الآيات القرآنية ،ومنها على سبيل المثال ذكر الجنين وكيف يتكون { يخرج من بين الصلب والترائب ) الآية - فالصلب عظام الظهر لدى الرجل ، واما الترائب فهي عظام الصدر لدى المرأة . والصحيح ان ما الرجل يتكون في غدة البروستاتا ، بحسب الدكتور الاختصاص كامل النجار ، وهي لا توجد عند المرأة .

مفهوم الاعجاز
المعجزة : أمر خارق للعادة يظهره الله على يد نبي تأييدا لنبوته وما يعجز البشر أن يأتوا بمثله . (المعجم الوسيط ).
الذين الفوا في الاعجاز قديما
يذكر مصطفى صادق الرافعي عدد من المؤلفين الذين الفوا في الاعجاز ثم يرد عليهم ويعتبر ( ان اقوال الاولين في اعجاز القرآن وادلتهم عليه مما لا يحتمل البسط والاتساع الى ما تفرد له الكتب وتوضع فيه الدواوين . وتلك آراء كانوا يتواردون في المناظرة عليها ويتجاوزون الكلام في تصويبها ...)
1 – عمرو بن بحر الجاحظ المتوفى سنة 255 هجرية وكتابه (النظم القرآني ) ويعتبر اول كتاب في هذا الفن .
2- ابو عبد الله محمد بن يزيد الواسطي المتوفى سنة 306 هجرية وكتابه (الاعجاز القرآني) وقد شرحه عبد القادر الجرجاني في كتاب اطلق عليه (المعتضد) .
3 – ابو عيسى الرماني المتوفى سنة 382 هجرية وكتابه (في الاعجاز) .
4 – ابو بكر الباقلاني المتوفى سنة 403 هجرية وكتابه ( الاعجاز القرآني) .
{ وممن في الاعجاز ايضا على وجوه مختلفة من البلاغة والكلام وما اليهما : الامام الخطابي المتوفى سنة 388 هجرية ، وفخرالدين الرازي المتوفى سنة 606 هجرية ، والاديب البليغ ابن ابي الاصبع المتوفى سنة 654 هجرية ، والزملكاني المتوفى سنة 727 هجرية وهي كتب بعضها من بعض } . (الرافعي ، اعجاز القرآن ، ص 118 ) . وهذا اعتراف واضح بقوله : وهي كتب بعضها من بعض ، اي نفس التخبط والاوهام وشطط القول ، والتوهم ، وتصنع الحيل ، واغراء السذج والمقلدين . يقول الرصافي : {اذا نظرت في كتبهم بامعان وقرأتها بتدبر رأيتهم يتكلمون عن ايمان واعتقاد لا عن تدبر وتفكير . ولا ريب ان الانسان اذا تكلم في امر ديني يؤمن به ويعتقد بصحته كان منحازا اليه في كل ما يقول عنه ، وكان ايمانه به واعتقاده بصحته حجاجا دون كل ما خالفه او ازرى به ، وقد قيل الحب يعمي ويصم ، ولا ريب ان الايمان كالحب يعمي ويصم ايضا، ...ولذا تراهم بما قالوه وادعوه مبالغين في اعظام القرآن ومفرطين فيما يدعون من اعجازه ، كما تراهم جعلوا كل ما فيه الذروة العليا من البلاغة والفصاحة ، واتخذوه المقياس الاعلى الذي تقاس به درجات البلاغة ، فلا يرون له عيبا ولا يسمعون عليه من خصومهم حجة ، ولا يقبلون منهم برهانا } . (الشخصية المحمدية ص 599 ) . وهذا الرافعي وهو غير متهم ومن المدافعين عن الاعجاز القرآني يعترض على بعضهم ويتهمه بالمراوغة والايهام وعدم الدقة فيما يطرح ويذكر وجه من وجوه الاعجاز . يقول : { ومن اعجب ما رأيناه ان لابن سراقة كتابا في الاعجاز ، من حيث الاعداد ذكر فيه من واحد الى الوف ، وهي عبارة مقتضبة رأيناها في (كشف الظنون) ولم يكشف لنا عن معناها ، فلا ندري ابلغت وجوه الاعجاز في كتابه الوفا ، ام هذه الالوف غير معجزة ، اوهي يحصي الوفا من آيات القرآن والقرآن كله معجزة ؟ على اننا رأينا في بعض الكتب نقلا عن كتاب ابن سراقة هذا ما يأتي : اختلف اهل العلم في وجه اعجاز القرآن ، فذكروا في ذلك وجوه كثيرة كلها حكمة وصواب ، وما بلغوا في وجوه اعجازه جزءا واحدا من عشر معشار . قلنا – اي الرافعي - : ولعل المؤلف بلغ في كتابه نهاية هذا الحساب العشري ، على ام كتابه لو كان مما ينفع الناس لمكث في الارض } راجع ص 199 .
كذلك فعل الفعل نفسه او مشابه له القاضي الباقلاني في (الاعجاز القرآني ) وقد تلاعب في اللغة وذكر بعض الابيات الشعرية التي اراد منها ان تستند وجهة النظر التي اعتمدها في هذا الصدد ، وكتابه {كل من طالعه بترو وقرأه بتدبر وامعان ايقن ان مؤلفه من الرعيل الاول من المرائين ، وانه بتأليفه من طلاب الدنيا لا من طلاب الحقيقة } (الشخصية المحمدية ص 600 ) .

اعتراضات افتراضية وردود الباقلاني

وسماها الباقلاني (اعتراضات على التحدي وإجابات عليها) يقول : وإن قال قائل: لعله لم يقرأ عليهم الآيات التي فيها ذكر التحدي، - اي النبي - وإنما قرأ عليهم ما سوى ذلك من القرآن، كان كذلك قولاً باطلاً، يعلم بطلانه، مثل ما يعلم به بطلان قول من زعم: أن القرآن أضعاف هذا وهو يبلغ حمل جمل وأنه كتم وسيظهره المهدي. ويعني بقوله الاخير انه كلام بعض الشيعة . اقول : والباقلاني بقوله هذا لم يرد ردا منطقيا ، فقط اكتفى بقوله (قولاً باطلاً، يعلم بطلانه) وهذا بحد ذاته توهم وايهام وتهرب من الاجابة . يقول : أو يدعي أن هذا القرآن ليس هو الذي جاء به النبي ، وإنما هو شيء وضعه عمر وعثمان حيث وضع المصحف أو يدعي فيه زيادة أو نقصاناً.
يقول : وقد ضمن الله حفظ كتابه أن يأتيه الباطل من بين يديه أو من خلفه، ووعده الحق. وحكاية قول من قال ذلك يغني عن الرد عليه، لأن العدد الذين أخذوا القرآن في الأمصار وفي البوادي وفي الأسفار والحضر، وضبطوه حفظاً من بين صغير وكبير، وعرفوه حتى صار لا يشتبه على أحد منهم حرف، لا يجوز عليهم السهو والنسيان، ولا التخليط فيه والكتمان، ولو زادوا ونقصوا أو غيروا لظهر.
وهذا الكلام لا يستحق الرد عليه لأنه كلام اقرب الى السخف ومجافاة الحقيقة ،وتتعارض مع الدقة العلمية والموضوعية ، ومثل هذا الكلام سخف كثير اعرضت عن ذكره ومتابعته ولا احبذ استعراضه والرد عليه ، لان ذلك يكون مضيعة للوقت. ويكفي من اعتراض ورد الرافعي عليه بهذا الصدد .



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خديجة تسقي اباها خمرا لتتزوج النبي
- النبي يتيما
- نبي الاسلام اكثر الانبياء زوجات
- ابن الكلبي ..وكتابه الاصنام (1)
- ام حسين الدلالة تفوز بالانتخابات
- القانون الجعفري ..اعادة سوق النحاسة
- معارضو محمد
- حتى نبي الاسلام لم ينصف المرأة
- مرشحة برلمانية ...خط ونخلة وفسفورة
- ابو لهب عم النبي ( قراءة في اوراق محظورة ) ( 6 )
- انتخبوني ...لله يا محسنين
- ابو لهب عم النبي ( قراءة في اوراق محظورة ) ( 5 )
- بطايق للبيع...بطايق
- ابو لهب عم النبي ( قراءة في اوراق محظورة ) ( 4 )
- ابو لهب عم النبي ( قراءة في اوراق محظورة ) ( 3 )
- ابو لهب عم النبي ( قراءة في اوراق محظورة ) ( 2 )
- ابو لهب عم النبي ( قراءة في اوراق محظورة ) ( 1 )
- ابو لهب عم النبي ( قراءة في اوراق محظورة ) - تعريف
- ابو لهب عم النبي ( قراءة في اوراق محظورة )
- ساجدة عبيد .. والموازنة


المزيد.....




- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي ...
- طقوس بسيطة لأسقف بسيط.. البابا فرانسيس يراجع تفاصيل جنازته ع ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود السلمان - وهم الاعجاز القرآني