أيهم أكثر نضالية ، عمالهم أم عمالنا ؟؟

حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 4443 - 2014 / 5 / 4 - 16:53
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية

أيهم أكثر نضالية ، عمالهم أم عمالنا ؟؟
بمناسبة الأول من ماي تخرج الطبقة العاملة في كل بقاع المعمور وفاءً واعترافاً وتخليداً لنضالات الأحرار من العمال الذين سقطوا في شيكاغو عام 1886 م دفاعاً عن حقوقهم وحريّاتهم ، وحتى في هذه البقعة المتحضرة من العالم فرنسا التي تنعم فيه الطبقة العاملة بكل ما تستحق من مكاسب وحقوق وكرامة تتناسق ونضالاتهم الماضية ، خرجت جحافل العمال للمطالبة بالمزيد من المكتسبات ، وخرج معهم عموم الشعب الفرنسي بكل فئاته لمشاركتهم احتفالاتهم ، والاعتراف لهم بشكر والامتنان على ما بذلوه من جهود لتنمية وازدهار يعود على عموم المجتمع بكل شرائحه وأطيافه بالنفع والفائدة .
ولا شك أن عمال العالم العربي عامة ، والمغاربة على وجه الخصوص ، قد خرجوا كغيرهم من عمال غالبية بلدان الدنيا المتحضرة والمتخلفة وحتى تلك التي هي في طريقها للنمو ، فعلا لقد خرجوا هم أيضا عن بكرة ابيهم ، في بنفس المناسبة ، لكن ليس لنفس الغاية ، التي كانت للاحتفال بالمكاسب والحقوق التي يرفل فيها الغربيون ،... لكن وكالعادة وكما كل سنة ، ومند أمد طويل ، خرجوا للتحسر على ماضيهم التليد ، والنحيب على مستقبلهم العنيد ، والتندر على خيبات الآمال التي تعيشها طائفتهم من دون الطوائف الأخرى . خرجوا للاحتجاج على البؤس الفاحش والقهر المتوحش ، و للتنديد بكل أنواع ما يكابدونه من الاستغلال والاستبداد . خرجوا لرفض ظروف العمل السيئة المضنية والأجور الهزيلة الظالمة والخدمات الفقيرة . خرجوا وسيخرجون وسيستمرون في الخروج بالآلاف ، بل بالملايين ، بدون ملل او كلل ، صابرين على حلم الكرامة المغدور ، مستسلمين لوهم الحرية المنذور ، محتسبين الله في الهيمنة والتغريب والقسر والتعذيب.... ما جعلهم في نظري ، يستحقون ، من بين كل عمال العالم ، كل معاني الإكبار والاعتزاز والتقدير ، ودخول كتاب "جينيس" لتحطيمهم الأرقام القياسية في الاستمرار في الخروج رغم علمهم بعدمية تأثير الخروج في تحقيق تطلعات الطبقة العاملة في مفاوضات لا تتعلّق بزيادة دريهمات لا تسمن أبدانا ولا تغني جوعا ، وإنّما هي متعلقة بالأساس بمعركة إفتكاك ثروة الوطن وتعميمها ، والتي فشلت الحكومات والاحزاب والنقابات وكل الحركات النضالية العمالية التي دخلت في بوتقة الانظمة السياسية اليمينية منها واليسارية والإسلاموية ، في تطبيقها ، والتي لن تتحقق مادمام لم يع العمال شرعية مطالبهم ، ويؤمنوا بقوة امكانيتهم على تحقيقها ، وما لم يشكلوا سقفا او اتحادا ينبذ كل اشكال التفرقة والشرذمة ويوحدهم في تنظيم نقابي عمالي حر ومستقل وديمقراطي وتقدمي له بعده الجماهيري ، ويجمع كل عمال المغرب في نضالهم ضد الظلم والاستغلال ، ساعتها فقط ، سيكون للخروج معنى ، ولمشاعر الاحتفال والتهنئة معنى وفائدة ..
ساعتها يمكن أن نهنئ كل عمال العالم بعيدهم العمالي ، ونقول لهم مبارك ومسعود عليك عيدكم .
.حميد طولست [email protected]

#حميد_طولست (هاشتاغ)

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات