أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نوفل كريم جهاد - أمة الشتات ...اللجوء الألهي و انشودة الرحيل ..!!















المزيد.....

أمة الشتات ...اللجوء الألهي و انشودة الرحيل ..!!


نوفل كريم جهاد

الحوار المتمدن-العدد: 4443 - 2014 / 5 / 4 - 15:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يذكر لنا التأريخ الأسلامي هجرة النواة الاولى لمسلمي مكة حين كانوا قلة مستضعفة هربا من الأضطهاد والبطش في ربوع مكة .حيث هاجرت تلك المجموعة المؤمنة بأمر ألهي عبر الوحي المقدس لرسول الرحمة بحثا عن الرحمة في ربوع بلاد أخرى غير عربية . وهكذا توجه هذا الرعيل الأول من المسلمين الى ملك رحيم لا يُظلَم عنده أحد . ملك يؤمن بالمسيح ويحمل الصليب في قلبه .. لتبدأ هذه الأمة العربية بكتابة تأريخ مستمر من الهجرات المقدسة منذ ذاك اليوم الى يومنا هذا حيث لايزال أبناء خير أمة أخرجت للناس تنشد رغيد العيش والأمان في بلدان غير أسلامية رغم القناعه الثابته لدينا بأننا ولله الحمد أفضل خلق الله من البشر و أكثرهم أيماناَ وألتصاقآ بالسماء .. ولا تموتن الا و أنتم مسلمون ..!
ونجد هنا أن الهجرة والرحيل ليست جديدة على الأمة العربية أو الأسلامية بل لها جذور وجذورمقدسة طبعآ...
و لنستذكر الأن أشهر تلك الهجرات في التأريخ الأسلامي من بعد هجرة الحبشة الاولى حيث تتبعها هجرة الرسول الكريم محمد (صلعم ) الشهيرة الى يثرب ..وكذلك هجرة الأمام علي (ع) الى الكوفة و أستقراره هناك ..وأيضا هجرة الامام الحسين (ع) الى كربلاء ...
والغريب حقا حين تجد أن التقويم الأسلامي هو تقويم هجري لمكانة الهجرة في نفوس أبناء هذه الامة الأسلاميه و أن أجيال و أجيال لاتزال تعزف أنشودة الرحيل هذه و لحد هذا اليوم !! فهل هو حظ عاثر أم هي مصادفة مقدسة يا ترى ..؟!
حيث يستمر قدر الهجرة على أبناء هذه الامه البائسة وتستمر بذلك ديمومه اللجوء الألهي المحتوم ...!
ونتسأل هنا .. هل هو قدر هذه الأمة أن يترك أبنائها أوطانهم الأسلامية بحثا عن الرحمة والأمان والعيش الرغيد في بلدان كافرة وفاجرة ومجتمعات تعاني من تفكك عائلي وسطوة مادية وأنحلال اخلاقي ؟! كما يقول تجار المنابر و الدين .. ونحن خير أمه أخرجت للناس و نتبجح بمكارم الأخلاق وبطولات غيرنا من الرجال عبر التأريخ .!
فما نراه الان من هجرة للشعوب العربية و الأسلامية هو أمتداد لهجرة الحبشه الاولى .. بل هو أمتداد و أستمرار لتنقل البدو الرحل ليس للبحث عن الماء والكلاء فقط بل عن الأمان والمحcبة هذه المرة حتى و أن كانت بعيده عن الأوطان .. والسبب هو بكل بساطة لأن الظلم والقتل والأضطهاد مستمر في أمتي .. خير أمة أخرجت للناس .. نعم مستمر!!
ونتسأل هنا من جديد ..هل كُتب علينا في اللوح المحفوظ هذا المصير الحتمي منذ هجرة الحبشة الأولى وحتى اليوم ..؟
هل كُتب علينا هذا اللجوء الألهي في السماء لنردد نحن أنشودة الرحيل دوما في الصحراء ..؟ حيث لا زلنا نترك ديارنا ونطلب الرحمة من غير المسلمين بصورة نبدو فيها أذلاء بين الأمم ..!!
هل هو الوعد الألهي أذن أم ماذا ..؟هل حقا هو وعد السماء لغيرنا بأن يدخلوا الأرض التي كتب الله لهم في حين نترك نحن الأرض التي خلق الله لنا ...أي مفارقة تأريخيه مؤلمة هذه حين يعدهم الرب بدخول الأرض ويتوعدنا نحن بالخروج منها ...!!
هل هذا هو عدل السماء و مشيئة الرب فينا ..؟
كيف أصبحنا نحن عرب الشتات .. والشتات في نفوسنا وفي أنسانيتنا..! في أي تيه نسير وقد تجاوزت سنين التيه هذه الأربعين .!! لماذا فشلنا نحن حين نجحت الشعوب الأخرى ، وكيف لم نستطيع خلق مجتمعآ أفضل أنسانيا وحضاريا ونحن خير أمة أخرجت للناس .؟ وفي أيدينا أفضل رسالة سماوية .؟!
هل لأننا أبتعدنا عن الدين الحق ..أبتعدنا عن الله ..! أم لأننا فعلا لا نستحق تلك الرسالة ..؟ وهل غيرنا من الأمم الأن هم أقرب الى السماء منا نحن يا ترى .؟ وديناتهم مستحقه لهم ...!! فأين الخلل أذن يا كل رجالات السياسة والدين .. أين الخلل أذن يا كل المثقفين والمواطنيين ..؟ قد لا أحمل أنا عصى موسى السحرية ولكني أطرح هنا تسأولات بكل تجرد وموضوعية ..
لماذا نعيش في أوطان ملأها الهلع والفزع والموت..؟ و لكن عذرا.. هي أوطان أسلاميه والحمدلله ..!!
فأي فهم سخيف هذا و كأن الديانه الأسلامية هي الفضيلة الكبرى و وسام شرف على صدور المسلمين بغض النظر عن كل شيئ .!!
بل ويستمر أبناء هذه الأمة بالهجرة لتحتضنهم بلدان ترفع الصلبان لا الأذان ...ويتكرر نفس اللجوء الألهي ونستمع لذات أنشودة الرحيل حين هاجر الرعيل الأول من المسلمين الى بلد مسيحي الديانة ولا زالوا مسلمي اليوم يفعلون ..!
لذلك أرى من الافضل لنا أن نسكت ونعمل بصمت على بناء الانسان فينا ولنعلم جيدا أن بناء الأنسان هو أساس بناء الأوطان ..والأوطان لا تبنى فقط بالأديان ..!
بل علينا لملمة الشتات في دواخلنا ولندرك بكل وعي أن حالنا المتردي هذا ليس له أي علاقة بالسماء ولا يمثل سخط من الله ولا مشيئتهُ فينا كما يردد البعض وليس سبب كل تلك الهجرات والبؤس هو الله وكأن واقعنا هذا مسير حتمي خطته أرادة السماء لنا .. !
بل السبب هو نحن أولا كشعوب وعلينا أن نمتلك الشجاعة مع أنفسنا حتى نعرف السبب.. يا ترى هل هو الدين أم الحكم الأستبدادي لسنين ..؟ هل هو الكهنوت أم سطوة القديسين ..؟ هل هو هولاكو السبب أم العثمانيين ..أم هم المماليك والصفويين ..قد يكون السبب الانكليز والصهاينه والفرنسيين وكل من مرً علينا من المستعمرين ..! بل من الممكن كل هذا الخليط المشؤوم الجاثم على عقولنا وقلوبنا منذ عقود وسنين ..؟ ما السبب يا ترى ..ما السبب يا عرب ويا مسلمين ..؟ قد يكون المريخيين ..نعم هم بالتاكيد المريخيين ..! فهكذا نحن دوما نلقي اللوم و نعلق أخطائنا على شماعة الاخرين...!!
وفي النهاية أقول أن التقدم والتحضر هو شأن أنساني بحت لا دخل للسماء فيه أبدا ..بل هو نتاج عمل بشري متكامل لموروث فكري متواصل ومتجدد لخلق مجتمع أفضل و أمة متطورة وخلق بلدان عربية ومسلمة آمنة ومسالمة يرفل أبنائها بحياة رغيدة حيث ينعمون بمساحة واسعة من الأنسانية والمحبة والتسامح وأستقرار في الاوطان دون الحاجة للرحيل أبدا لأن السعادة كل السعادة تنبع من قدس أقداس النفس البشرية لنحيا في وطن حر وشعب سعيد وحينها سوف لا نحتاج للهجرة الا كتقويم نحتفي به سنويآ وليس فعلا نحتذي به يوميآ...
وحتما سوف نستبدل اللجوء الألهي هذا بالبقاء في الأوطان ونستبدل أنشودة الرحيل تلك بأنشودة جميلة للأنسان..!!!



#نوفل_كريم_جهاد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التأريخ..لا يزال مقدس ..!
- أفكار لا تنتهي ...!
- من هو المقدس ..الأنسان أم أشياء أخر ..!
- كيف أنتصر التأريخ علينا ..!
- الرحيل الى الماضي ..!
- في طريقي الى الجنة...
- الموت الروحي وسمفونية الرب...!
- - بالحق نطق قباني-
- ولتحيا القمة العربية...
- قصه قصيرة - ثمار الشعب
- بين أمي والربيع ...
- موت ذاتي
- رساله مني الى ذاتي
- قصة قصيرة - فضل المفسدين
- المرأة ..أنشودة الأزل
- قصه قصيره - هكذا التقيت الخلفاء الراشدين
- انت من في الغربه ..كلكامش هذا العصر..
- قصه قصيره - الأحلام ..تهمه
- قصه قصيره - حينما ألتقيت ذاتي
- قصه قصيره _ المتسول


المزيد.....




- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...
- بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م ...
- مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ ...
- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...
- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...
- من هم المسيحيون الذين يؤيدون ترامب -المخلص-؟
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرتا اعتقال نتنياهو وجال ...
- الأميرة المسلمة الهندية -المتمردة- التي اصطادت النمور وقادت ...
- تأسست قبل 250 عاماً.. -حباد- اليهودية من النشأة حتى مقتل حاخ ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نوفل كريم جهاد - أمة الشتات ...اللجوء الألهي و انشودة الرحيل ..!!