صحفي برتبة ناشط إنساني

جمال الدين بوزيان

الحوار المتمدن-العدد: 4442 - 2014 / 5 / 3 - 21:53
المحور: الصحافة والاعلام
    

في اليوم العالمي لحرية الصحافة، كلام أوجهه لنبلاء الصحافة، ليس عن حريتهم و إن كنت أتمناها لهم و لي و لكل الناس. بل عن نبل مواقفهم معي و مع المرضى أتحدث.
صحفيون بالمكاتب، إعلاميون بالقنوات الفضائية، مراسلون لصحف محلية، و أخرى كبيرة، كلهم يشتركون في قاسم واحد، و هو الإنسانية، على اختلاف جنسياتهم و تنوع الاتجاهات الافتتاحية لمؤسساتهم الإعلامية، و تناقض مصادر تمويلها، اشتركوا في القيام بمبادرة مساعدة المريض، و نصرة المظلوم، و تفريج كربة المهموم، كل نبيل بطريقته الخاصة.
لم يكن عددهم كبيرا، و أكيد هم ليسوا النبلاء الوحيدون في ميدان مهنة المتاعب، لكن ربما دائرة معارفي في هذا الميدان صغيرة، كما أني أحيانا لا ألجأ إليهم و اختار جهات و مجالات أخرى تتناسب مع طبيعة الحالة المحتاجة للمساعدة.
لا أستطيع ذكر أسماء أغلبيتهم، فمساعدات بعضهم كانت من نوع الحديث الشريف "لا تعلم شماله ما أنفقت يمينة"، كانت مساعدات مادية لمرضى لا يسمع بهم أحد، لناس يعيشون على هامش الحياة، اختاروا تقديم المساعدات المادية المباشرة لهم كبديل عن عرض قصتهم على الإعلام و انتظار تجاوب الناس معها.
دائما عرض قضايا المرضى على الإعلام و نشرها للناس كان و سيبقى في مفهومي الشخصي البسيط هو آخر حل يلجأ إليه الناشط الاجتماعي أو أهل المريض كوسيلة للمساعدة، لا يوجد مريض في الدنيا يرضى بتفرج الناس على مرضه و فقره إلا إذا كان مضطرا جدا.
و حتى في الحالات التي اضطررنا فيها لعرض القضية على الناس في الإعلام، وجدت من بعض الصحفيين و الإعلاميين تجاوبا و تعاطفا كبيرا، ساعدوني في نقل بعض قضايا المرضى المظلومين من الظل إلى العلن، كقضايا الأخطاء الطبية و قضية الطفلة شيماء ريحان أحسن نموذج، كانت مساعدتهم سندا فعالا لحد بعيد في وجه العدالة حتى تكون عادلة، أو على الأقل حتى تفكر طويلا قبل النطق بحكم ظالم.
إلى كل هؤلاء النبلاء التي تعاملوا معي و مع المرضى بإنسانية قبل أن يتعاملوا بمهنية وموضوعية، أقول لهم: ليت الشكر يكفي في حقكم. كانت عواطفكم سابقة لكل شيء، كرمكم المادي و المعنوي و جهدكم و سعيكم لتحقيق العدل للمريض، سيبقى نموذجا لكل النشطاء و الناس و ليس الصحفيين فقط.

#جمال_الدين_بوزيان (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات