عقيل عباس الريكان
الحوار المتمدن-العدد: 4442 - 2014 / 5 / 3 - 20:11
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
أنَّ الالتزام باسم القرآن الكريم والسُّنَّة النَّبويَّة الشَّريفة في بعض الأحايين ، يؤدي إلى تعطيل طاقات الإنسان المكنونة فيه ، فضلاً عن أنَّ عجز بعض المُتصدِّين للفكر الإسلامي في إمكانيَّة الموازنة بين ثوابت الدِّين ومُتغيِّرات العصر ، يُحدث هُوَّةً بين الشَّارع المُقدَّس والمُكلَّف ، لذا صار لِزاماً على المُشتغلين في البحث القرآني أن يجدوا منهجاً خاصَّاً يمكِّنهم من التَّكيِّيف مع الواقع المُتحرِّك ، من دون أن يؤدِّي هذا المنهج إلى التَّمرُّد على معايير المنظومة الإسلاميِّة ، فمن الإجحاف أن نُلقي باللائمة على العَلَمانيين فيما وصلت إليه الأمَّة الإسلاميَّة في الوقت الحاضر من واقعٍ مريرٍ ، فهم كانوا نُشطاء منذ أمدٍ ليس بقريب ، على عكس الباحث الإسلامي فقد قام البعض منهم بهجر القرآن الكريم ، وخصوصاً فيما يتعلّق بتفسيره ، فقد ضُيِّقت مساحته ، مقارنةً مع الجهود الحديثيّة ، حتَّى أنّ الكثير من المختصِّين في الفكر الإسلامي ربما يصل إلى درجةٍ علميِّةٍ متقدِّمةٍ من دون أن يفتحَ صفحةً واحدةً من القرآن الكريم !!!
وأودُّ أن أُشير في نهاية المطاف إلى إنَّ غياب الجُرَّأة عن عرض النُّصوص الحديثيَّة على آي القرآن الحكيم ، والجمود على النَّص الحديثي ، وعدم اعتبار القرآن هو الفيصل فيما أُختلف فيه ؛ سيؤدِّي إلى تشظِّي الثَّوابت واشتداد الخصومة بين فرقاء الأمَّة الإسلاميَّة ؛ لأنَّ القرآن الكريم هو الوحيد من يملك مفتاح التَّوافق بين الأطراف كافَّة ، فعلو كعب النَّص الحديثي على حساب النَّص القرآني ، تسبَّب في إضعاف الثَّوابت الإسلاميِّة ، لذا يجب إعادة إرساء قواعد ومعايير ومناهج خاصَّة في التَّعامل مع القرآن الكريم والسُّنَّة النَّبويَّة وفقاً لمتغيَّرات العصر ؛ كي يتمُّ الوصول إلى بديلٍ توافقي قادرٌ على المواءمة بين العقل ، والنَّقل ، والعلم .
#عقيل_عباس_الريكان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟