طاهر مسلم البكاء
الحوار المتمدن-العدد: 4442 - 2014 / 5 / 3 - 18:44
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
لقد توقعنا في مقالات سبقت الأنتخابات البرلمانية العراقية ، بعنوان ( ما الذي يهدد التغيير ) و(هل يحصل التغيير الكبير) ، فشل العراقيين في تغيير القيادات السابقة التي فهمت نفسية المواطن البسيط والذي يشكل غالبية العراقيين ،واصبحت تملك احترافية في كسب الأصوات حيث ان بيديها السلطة والأموال فكيف يمكن ان ينافسها المرشح الجديد والذي لاتكفي ثقة الناس ومعرفتهم بكفائته او نزاهته اوغير ذلك من الصفات حيث انه يفقد اهم محرك للناس وهو الدعم المادي والبذل النقدي الذي يملكه المرشح الموجود كمسؤول في الدولة وقت الأنتخابات ! او على شكل هدايا منوعة بسبب ما تعلمه الناس واصبح قاعدة وكذلك بسبب سوء الأوضاع الأقتصادية وانتشار العوز والفقر وسوء الخدمات .
النتيجة :
والنتيجة كما رأينا ان العراقي الذي ردد مع المرجعية بوجوب التغيير وعدم اعادة انتخاب المسؤولين الذين صوتوا على امتيازات خاصة بهم دون الأهتمام بالشعب والذي خرج بالأمس بمظاهرات صاخبة ضدهم عاد من جديد الى انتخابهم لأنه لايرى من مصلحته سوى ما يقع امام ناظريه من بعض الهدايا البسيطة والولائم الفاخرة والأبهة ، ولاينتبه الى ان اوضاعه العامة سوف تبقى على ما هي عليه دون تغيير في المستقبل كما ان الذي يبدو الأن ان نداءات المرجعية غير واضح التجاوب معها سوى في الأمور الشكلية البسيطة كرؤية الهلال !
أهازيج وهوسات !
بالأمس كان الشعب يحاسب البرلمانيين على انهم صوتوا ووقعوا لأنفسهم امتيازات غير منطقية وغير مقبولة حيث انها تجعل من ميزانية العراق مثقلة بهذه الأمتيازات التي تتكرر كل اربع سنوات وهذا غير موجود في دول العالم ،وليس هذا فحسب بل ان البرلمان ورغم اقباله على انتخابات مصيرية ينتظر فيها حكم الشعب فانه دخل الأنتخابات دون ان يصوت لأطلاق الميزانية العامة والتي تقيد الأقتصاد العام للبلاد سواء في القطاع الخاص او العام وكان هناك مظاهرات في عموم مدن البلاد ضد مثل هذه التصرفات وبات من المتوقع ان يقول الشعب كلمته مطلقا ً التغيير الكبير وولادة قيادات جديدة للبلاد ولكن العجيب اننا رأينا هوسات واهازيج دعما ً للعملية الأنتخابية لأولئك الذين كان من المتوقع ان لديهم القدرة على الدفع واقامة الولائم لأن السلطة لاتزال بيديهم اثناء الأنتخابات .. وهكذا عاد البرلمان القديم رغم كل شئ !
#طاهر_مسلم_البكاء (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟