أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبدالامير الركابي - اللعب على حافة الهاوية : دفاعا عن العراق ام عن الدكتاتوريه...؟















المزيد.....

اللعب على حافة الهاوية : دفاعا عن العراق ام عن الدكتاتوريه...؟


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 323 - 2002 / 11 / 30 - 03:10
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

    يعطي البعض لموضوعة الدفاع عن الوطن في حالة العراق اليوم تعريفا يناقض كليا التطبيق المناسب للحاله فهم يقولون بان الحفاظ على النظام الحالي ودعمه والتحالف معه ضمن اطار من "التعددية المزوره" مبرر لابل ضروري لكي تنتصر الارادة الوطنيه على العدوان ، كنا نخالف هذا المفهوم منذ وقت بعيد واعتبرنا دائما ان  تطبيق مبدا الدفاع عن الوطن غير ممكن من دون زوال الدكتاتوريه وانتهاج صيغة تحول وطني نحو الديمقراطيه واعتماد خطة مواجهة شامله ، ولقد كررنا القول بان الدكتاتورية هي اسوا واكبر العقبات أمام تحقق الصيغة الفضلى للدفاع عن الوطن وهذا يبدا اصلا بالتعريض بهذه العقبة الكاداء وكشف مناحي تناقضها مع امكانات المقاومة وهذا ما حرصنا على الالتزام به في كل مناسبة فلقد عارضنا بشدة سياسة المواجهة بالنفط والريع بدل قوة المجتمع ،  وشجبنا كل وجوه القمع الداخلي وادناها ، ورفضنا مبدا تجميد المجتمع وابعاده عن المواجهه بتوزيع الحصص الغذائيه تهربا من التعبئة الانتاجيه والسياسيه ، ولم نتوقف عن متابعة عودة آليات المقاومه وتصاعدها في الداخل كما كنا نرفض بلا حدود مظاهر البذخ الاستعراضي ودلالاته المحبطة وقلنا اخيرا بان كل هذا الذي يحدث من سياسات اعادة انتاج الدكتاتورية في ظروف الحصار والمواجهة سينتهي الى طريق مسدود وانه بلا افق وليس له من نهايه سوى تعريض العراق لمزيد من الكوارث .

  اليوم لابد من القول بصراحة بان على الدكتاتوريه ان ترحل كليا وتماما ، وان لاطريق أمام النظام غيرهذا الخيار،فسقوطه بالقوة امرسيحدث بلا ادنى ريب ولكن احتمالات تغييره يمكن ان تكون اقل كلفة على العراق وشعبه ومستقبله لابل وعلى المنطقة والعالم اجمع ، والموقف الوطني المناسب والصحيح هو ذلك الذي ينطلق الآن باعتماد وجهة "التغييرمن دون حرب او عدوان" وهو مقترح عملي لن يكون قابلا للتنفيذ اذا لم تتحل السلطة بقدر كبيروعال للغاية من روح الشعور بالمسؤوليه ازاء نفسها قبل ان تفعل ذلك ازاء العراق وشعبه وتحاول ولو لمرة وبعد كل ماارتكبته خاصة في العقد الماضي من اخطاء قاتله ومن هدر لزمن ثمين ان تغادرطريق الاصرار غيرالمفهوم والذي يستحيل تبريره على مواصلة نهجها في الحكم ، فكل يوم يمريقرب البلاد من التدمير ومن احتمالات التعرض لحرب عدوانية مروعه ستكون انتصارا صافيا للولايات المتحده ولحلفائها في المنطقه لانها ستهز العراق وتتركة عرضة لشتى الرياح العاتيه والاحتمالات المقلقه ومعه ستدخل المنطقه برمتها عهدا من الفوضى والضعف العام ولاسبيل بيد السلطة طبعا تدرأ به الخطراو تقاوم العدوان او تمنع البلاد من الانفجارعلى وقع اولى وجبات الصواريخ المنطلقة من البوارج والطائرات العملاقه والقواعد الارضيه المنتشرة في كل مكان  .

   خلال العقد الماضي كان الموقف الوطني يقدم مقرونا بتكرار القول بان خطة تحول وطني نحو التعدديه والديمقراطيه من شانها ان توفر افضل الشروط للمواجهه الشاملة فذلك مايهئ الاسس اللازمه لاستنفار القوى الحية واعادة هيكلة واقع العراق اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا وفي كل مجالات الحياة ، غير ان النظام كان يرفض مثل هذا الخيار واعتقد انه يستطيع الخروج من المازق بمفرده ، بينما هو يعود اليوم لكي يجرب اقامة شبح تعدديه "مزوره" لانعرف ماالداعي المنطقي للتلويح بها اذاكانت تكرس اليوم وفي هذه اللحظة استمرار الدكتاتوريه وتشترط اعتراف الملتحقين بها بصواب وعصمة الجهة الحاكمه وتقام اصلا على اساس قوانين و"دستور" يصدره الحكم ليوافق عليه الآخرون وينضوون تحت لوائه مشكلين اشباح احزاب رديفه للحزب الحاكم وكل هذا من الممارسات الدكتاتورية الصرفة بما فيها السماح او عدم السماح لهؤلاء بالكلام او الصمت وباية حدود واي اتجاه ، يوحي باننا أمام لحظة يراد لها ان تصبح بمثابة "تكريس للدكتاتورية بادعاء تعددية باهته ومزوره " على طريقة اقل مغزى بكثير وادنى قيمه بمالايقاس من تلك التي عرفها العراق في السبعينات ايام "الجبهة الوطنية والقومية التقدميه " فتلك تحققت بعد حوار طويل ولم تعلن الا بعد اقرار"ميثاق عمل وطني مشترك " ليس من الخطا اعتباره بمثابة قانون اساسي للبلاد مدعم بسعة وعمق سلطة ونفوذ الحزبين المؤتلفين في حين ان الذي يجري اليوم هونوع من التزوير الفاضح لمطلب ملح يتعلق مباشرة بمصير العراق وشعبه والمنطقة برمتها .

  والتبرير الذي يمكن ان يساق من قبل اناس متدني الوعي ومتنطحين لمهمات معقده تفوق قدراتهم هو انه لايمكن المطالبة بالكثير على حافة الهاوية فالبلاد تواجه ظروفا خطيرة ، بينما كان الطبيعي ان يقال العكس تماما : لن نقبل ابدا بما هو دون خطة تغييرجذري شامل وسريع  تنهي الدكتاتوريه لان البلاد من دون ذلك سوف تتعرض للعدوان وتغرق في الكارثة ولان الدكتاتورية الحاليه سوف تسقط بالقوة مع مايرافق ذلك من دمار عام لقد استمعنا كما استمع الاخوة الاكراد في عامي 1991 ـ 1992 الى ماقيل من نوايا اصدار قوانين حرية الصحافة وتشكيل الاحزاب وحل مجلس قيادة الثورة واقامة "مجلس شوى من خمسين شخص نصفهم معين والنصف الآخر منتخب " مع اقامة حكومة غير بعثيه  وحتى ذلك تاخر عن التنفيد لعشر سنوات كانت الاثمن في تاريخ النظام والعراق ولانظن اليوم ان هنالك مايتعدى هذه الوعود او يختلف عنها في الجوهر مما لايمكن قياسا على وباعتبار طبيعة اللحظة الراهنه .

 فقضية الديمقراطيه بالنسبة لتيار التغيير السلمي الشامل اما ان تكون مرتبطة بالمصلحة الوطنيه وبتوفير مستلزمات درء الحرب والعدوان وهو مايتطلب اليوم رفض اية محاولة لتكريس مبدا اعتبار الدكتاتورية اهم من العراق وارفع قيمة واجدى في المواجهة من نظام ديمقراطي دستوري يحقق التمثيل الفعلي للقوى الاساسيه وينهي الدكتاتوريه في اطار مقترح بديل اساسه "التغييرمن دون حرب" اي انهاء الدكتاتورية فورا واقامة نظام تشارك فية قوى المجتمع الاساسيه ( الاسلاميه والكرديه واليسارية الديمقراطيه والقوميه والقوى العشيريه الحرة وممثلي القوميات والمجموعات والعقائد الاخرى ) على ان  يسبق ذلك بخطوة آنيه تجسد تماما هذا التمثيل من خلال حكومة "وحدة وطنيه" انتقاليه تكون مقدمة ووسيلة لتحقيق انتقال سريع نحونظام دستورى تعددي يتمتع فيه الجميع بحق المشاركة والتعبيرالحر.

   ومن هذا المنطلق يمكن للتيار الوطني ان يمارس اليوم دورا عمليا فيساهم في عملية الانتقال التاريخي نحو الديمقراطية وفي درء العدوان وهي امكانية واقعيه ينطوي عليها  مقترح "التغيير من دون حرب " على ان يهيا له  دعم آلية دولية وعربيه واقليميه من بين الدول التي تتعارض مصلحتها مع العدوان والحرب فاذا اجتمعت روسيا وفرنسا والصين وغالبية اوربا مع العالم العربي والاسلامي واعتمد مشروع "التغيير من دون حرب" داخليا وتم رفعه بوجه العدوانية الأمريكيه ونزعتها الى التدميرفان قدرا من الاحتمالية العمليه المناهضة لمنطق الحرب العدوانيه يمكن ان يلوح في الافق ويستطيع كل المناهضين للحرب والعدوان وقتها ان ياملوا يتضيق المساحة بوجه الامريكيين ولاتعود السبل ممهدة أمام هؤلاء حتى ينفذوا عدوانهم على العراق والمنطقه .

    يقول بعضهم بان مثل هذا المقترح غير عملي لان النظام لن يقبله ، والسؤال الذي يطرح وقتها هو : ولكن هل ثمة من مقترح آخر بديل يجعل التيار الوطني منسجما مع نفسه ومتطابقا مع مهماته التي قام بالاصل لكي يجسدها واقعيا ، وماالفائدة من قبول مايراه النظام ولأي غرض يتم اتباع مايريده من تكريس للدكتاتوريه على حافة الهاويه وقبل هذا وذاك هل من فائدة تجنى من الرضوخ لمفهوم السلطه ومخططاتها الحاليه اي هل ان ذهاب بعض الاشخاص لتدعيم الدكتاتورية بعد تزويقها سيحمي العراق او يوفر امكانية ما على هذا الصعيد ام ان مثل هذا السلوك سيكون بمثابة تشجيع للسلطة على اتباع اساليب لن تؤدي الا الى الدمارالعام وتعريض البلاد حتما للعدوان ؟ هكذا يكون مبدا الدفاع عن الوطن قد تحول الى مبدا تدمير الوطن باسم مجاراة الدكتاتوريه ومراعاتها على حساب مصالح البلاد والشعب والعالم العربي ،بينما تقتضي المسؤوليه ان يكون لدى الوطنيين ودعاة الحوار الوطني والتغيير السلمي الشامل العزم على مواجهة النظام بكل قوة وبما يملكون من قدرات مهما ضعفت وينبغي ان يبادر هؤلاء الى فضح نزعة النظام المستهترة وغير المكترثه بمصالح العراق كما كانوا يفضحونها اصلا في الماضي عندما كانت السلطة خلال العقد المنصرم تصر على تعنتها ورفضها اتباع طريق التحول الوطني والسلمي نحو الديمقراطيه .

   لامعنى اطلاقا للمهادنه على حافة الهاويه غيرالمساهمة المجانيه في مجاراة سلطة لاتريد اعتماد سبيل يقدم المصالح الوطنية العليا على مصلحته الخاصه مما يضخم الى ابعد حد قبول اي دخول في الآلية التي اقترحها النظام واعتمدها لاخراج ما يريد ان يفرضه من طريق مزور يشيع وهما لاينطلي على أحد واساسا لايمثل سوى محاولة للتهرب من استحقاق وطني تاريخي سيكون للتهرب منه نتائج ومترتبات كارثية على الجميع .

   لم يبق لنا سوى ان نجرب استنفارمانعتبره من قبيل الآلية الكامنة دوليا وعربيا لنطالب كافة الجهات والدول والقوى المعادية للحرب والعدوان بان تمارس كما فعلت في موضوع عودة المفتشين ضغطا على النظام العراقي لاجباره على ترك مايقوم به من اجراءات لامعنى لها ولافائدة ترجى منها ويختار طريق التحول السلمي الفعلي المدعوم عربيا ودوليا ، ان مثل هذا النداء سيظل ضعيفا لان الكتلة العربيه والدوليه المعنية به لاتملك زخما يؤهلها لممارسة ضغط فعال كذلك الذي مارسته الولايات المتحدة في قضية المفتشين والمحرك الفعلي في هذا الموضوع اما ان يصدر عن العراق نفسه اذا ادرك حاجته الملحة له او عن التهديد غير المباشرلقوة العدوان ومع ذلك فان المطالبة والتنبيه خارج الدائرة الأمريكيه التي يصر النظام على عدم الاستجابة الا تحت تهديدها ، لن يكونا من دون جدوى وقد يسهمان في تحضير الاجواء للحظة قادمة لانعرف ملامحها الآن ويصعب تماما توقعها وسط هذا الحشد من المعطيات المتشابكة وقوى الدفع الشديدة التناقض والتصادم .

 

 



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق و-حكومة الوحدة الوطنيه - تزاحم المصالح والتناقضات واح ...
- لمناسبة قرب صدورمجلة تعكس موقف التيار الوطني الديمقراطي
- النساء العراقيات لأيغنين للدكتاتوريه: ثلاثون سنة من الصمت
- 100 بالمائه -تقيه -صالحه
- حول حق ابناء الشريف حسين في حكم العراق
- المعارضة الوطنيه والتدخل التاريخي للمرجع الكبيرمحمد حسين فضل ...
- الموقف العربي من منظار عراقي معارض
- عراق أميركا... وعراق العرب الحقيقي
- دور للمعارضة "غير الأميركية" في العراق ؟
- كل شيء تغيّر.. لا شيء تغيّر
- في ((حسنات)) الغزو والعدوان
- صدام حسين والسلطة؟
- المعارضة العراقية والمدخل العربي لإنقاذ العراق
- عراق صدام حسين في حقبته الروائيه
- العراق: قضية ملتهبة فوق صفيح بارد


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبدالامير الركابي - اللعب على حافة الهاوية : دفاعا عن العراق ام عن الدكتاتوريه...؟