|
أهمية الإتضاع والتواضع
شريف عشري
الحوار المتمدن-العدد: 4441 - 2014 / 5 / 2 - 16:44
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
+++ أهمية الإتضاع و التواضع +++ يشكل التواضع أو الإتضاع أهمية قصوى فى حياة المؤمن الصادق فى علاقته مع الله ومع الناس من حوله ...فالتواضع يعد بمثابة القوة الدافعة لمواصلة جهاد النفس فى الحياة .. فالتواضع لله أمر هام جدا للمؤمن لكسر شوكة الغرور الذى قد ينتابه ..والتواضع صفة من صفات رب المجد أولى بنا كمؤمنين ان نتحلى بها .. فهو- له المجد - كان رقيق وديع القلب متواضع دائما .. والإتضاع حتما يقود الى التقوى كما أنه يؤصل العلاقة الحقيقية مع الله وعندما تتأصل علاقة المؤمن مع الله يصدق مع نفسه ويصدق مع من حوله فيكون من الصديقين الأبرار ! .. التواضع بمفهومه العريض يعنى أن كل عمل يعمله بنى الإنسان يكون لوجه الرب الإله ..فلا إنتظار لأجرة من أحد ولا حتى كلمة شكر ..إنما كل الأعمال الصالحة ينبغى أن تستهدف وجه الرب - له المجد .إذن المتواضع لله فى سلوكه هو عكس المرائى تماما فالأول ياخذ صفة من الله ويحاول تطبيقها على نفسه ومن ثم يصدق فى علاقته مع الله وهذا يقود الى صدقه مع نفسه واخيرا صدقه مع من حوله ....أما المرائى فهم يأخذ صفة من إبليس ..فهو يعمل العمل لكى ينظر الآخرون اليه ويقولون أنظروا الى فلان إنه يعمل كذا وكذا ..إنه بار و إنه من الصالحين ..أو إنه من الكرماء ...وهكذا فالمرائى يوفى أجره من الناس بعكس المتواضع الذى يوفى أجره ويحصل على البركة من الله ! المتواضع عندما يتعامل مع الله ويعمل الخير فى الخفاء يكون عنده دائما القوة الدافعة لعمل الخير لأنه دائما يسعى الى التقرب من الله ويفتح المجال لروحه القدوس ان تسكن بداخله وعندئذ يمكن له ان يتمتع بمواهبها : من شفاء مرضى.. أو إخراج شياطين من الأجساد ..او التحلى بحجة ومنطق قويين .. أو التنبؤ بالمستقبل ..الخ من مواهب الروح القدس ...
ومن مظاهر التواضع عند المؤمن- على سبيل المثال لا الحصر - مايلى : 1- عدم إظهار الصيام عليه بأن يكون بشوش ذو وجه مبتسم ..حسن الكلام ..هادىء الطبع ...ذو رائحة طيبة ! حتى يظن من يقابله انه غير صائم .. وهذا طبعا بعكس المرائى الذى اذا صام حاول بكل جهده اظهار ذلك بان يظهر على الناس بوجه عبوس او رائحة نتنة او طباع عصبية ! 2- معاملة الناس بحب وحنان وخدمتهم .. ومد يد العون دائما للمسكين وعدم رد السائل .وهذا بعكس المرائى الذى يتعامل دائما مع الناس بانه أفضل منهم واعلى مكانة ! 3 - البعد عن الشهرة والأضواء وأخذ الصفوف الخلفية فى مجالس الصلاة و الوعظ . وهذا عكس المرائى الذى يتسابق ويتقدم الصفوف الأولى ويجعل نفسه دائما تحت الأضواء ويحاول جذب ولفت نظر الناس اليه ! 4- المتواضع يؤثر تفضيل وتقديم الغير عليه . عكس المرائى الذى يفضل نفسه عن غيره فيصل بذلك لمرحلة الأنانية ! 5- المتواضع إذا ما أراد الصلاة نجده يذهب بعيدا عن الناس ويغلق باب مخدعه عليه ويصلى لربه . وهذا عكس المرائى الذى يفضل الصلاة مع الجماعة ووسط الناس بل ويتقدمهم فى الصفوف ! 6- المتواضع هو الذى يقبل الرأى الآخر بل يقبل التعايش مع الآخر ..وهذه نقطة مهمة جدا . وهذا بعكس المرائى الذى لايقبل الآخر بل يسخر منه ويتمسك برأيه حتى ل غإكتشف انه خطأ فلا يتعلم بل يظل عند جهله الذى بالقطع سوف يقود لهلاكه . ......الخ من مظاهر الاتضاع والتواضع .
والحقيقة ان المتواضع يكون ((سيد القوم )) بدون أن يدرى .. فالقاعدة عن المسيحى المؤمن أن خادم الناس سيدهم ! فمن يظن انه يمكن أن يكون سيد للناس وله سلطان عليهم .. عليه بان يتحكم فى الناس ويملى عليهم رغبته وإرادته أكيد هو واهم لأنه فى الحقيقة عبد للسلطة والجاه وعليه ان يتضع ويكون خادم للناس عندئذ سوف يكون له سلطان عليهم أو يكون سيدهم ! واخيرا نقول ان التواضع يقود الى : 1- التقوى ومخافة الله . 2- حب الناس . 3- التعايش مع الاخر وقبوله بدون ضجر ولا حزازيات . 4- قبول الراى الآخر - بعد الاقتناع به - وزيادة دائرة المعارف نتيجة لذلك . 5- البركة وما تحمل البركة من الخير للانسان فى حياته وعائلته وعمله ورزقه وعند إنتقاله للعالم الآخر .
اما المرائى فقد يصل الى : 1- الغرور وهو صفة من صفات إبليس قد تؤدى به للهلاك الابدى . 2- نفور الناس من حوله بعد اكتشاف حقيقته انه نصاب ومزور فى عواطفه وسلوكياته . 3- عدم التعايش مع الآخر والعنصرية المقيتة ..والاعتداد بالرأى وعدم قبول الرأى الآخر . 4- النقمة واللعنة ومايصاحبها من آثار سلبية ترتد على الرزق والعمل والعائلة وفى النهاية تمهيد الطريق للجحيم الأبدى .
وعموما فالشاعر يقول : خفف الوطء ما أظن أديم*** الأرض إلا من هذه الأجساد
وما أجمل ان نختم مقالنا باقتباس من الكتاب المقدس اقتباس: " 7 وقال للمدعوين مثلا ، وهو يلاحظ كيف اختاروا المتكآت الأولى قائلا لهم 8 متى دعيت من أحد إلى عرس فلا تتكئ في المتكإ الأول ، لعل أكرم منك يكون قد دعي منه 9 فيأتي الذي دعاك وإياه ويقول لك : أعط مكانا لهذا . فحينئذ تبتدئ بخجل تأخذ الموضع الأخير 10 بل متى دعيت فاذهب واتكئ في الموضع الأخير ، حتى إذا جاء الذي دعاك يقول لك : يا صديق ، ارتفع إلى فوق . حينئذ يكون لك مجد أمام المتكئين معك (((11 لأن كل من يرفع نفسه يتضع ومن يضع نفسه يرتفع ))) " لوقا - 14 - (7-11)
#شريف_عشري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سكريبت ولينك الحلقة الأولى من برنامجنا -الإقتصاد للجميع
-
المجتمعات الساكنة فى مواجهة المجتمعات الديناميكية
-
تعالوا نتعلم من القطة درس
-
لا مغفرة بدون سفك دم
-
أستاذ العرائس
-
ضربات ولعنات وصلوات
-
الحرية كما أفهمها
-
تحديات الإقتصاد المصري ما بعد 30 يونيو
-
جوهر الإنسان وجوهر الله
-
السعادة والرضا بين الإسلام والمسيحية
-
إنتحار قطر
-
فوبيا العسكريين
-
الفعل ورد الفعل
-
لماذا أنا متفائل ؟
-
حتمية التقشف
-
مقومات التخلف
المزيد.....
-
السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
-
الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
-
معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
-
طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
-
أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا
...
-
في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
-
طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس
...
-
السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا
...
-
قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
-
لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا
...
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|