|
الخديعة الكبرى العرب بين الحقيقة والوهم 11
ياسين المصري
الحوار المتمدن-العدد: 4440 - 2014 / 5 / 1 - 23:06
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
مالذي حـدث بالضـبط؟
« إن من بيننا من لا ينفك يفخـر بانتسابه للعـرب الأولين، كأنما انتسابه إلى الجنس المصـري نقص وعيب. كما أنه منا من يفضِّل الـرابطة الدينية على رابطة الجنسية الوطنية. فإن لم نذهِب عنا هذا التحلل نمت أسبابه وفشت نتائجه وتعـذر علينا أن نوسع دائرة المشابهات ونضيِْق دائرة الـفـروق ». أحمد لطفي السيد
ـ الفكـرة الهـزيلة وجـيش العـملاء ـ خـلاصـة القـول ـ كلـمة أخـيرة
الفكـرة الهـزيلة وجـيش العمـلاء
إن العصابة المحمدية المتأسلمة كانت ـ ومازالت ـ على يقين بمدى هـزال الفكـرة الإسلامـوية وهشاشتها، فقد عمدت منذ اللحظة الأولى إلى إرساء أهم قواعدها وهي قيم العبيد بين البدو العربان لكسـر أنوفهم وهدم كـبرائهم وإخضاعهم التام لقـوة تقبع في السماء وتعشش في الأذهان، ولا يمكن تحديد معالمها أبدا، ومن ثم الخنوع التام لمن يمثلها إبتداء من محمد نفسه وانتهاء بورثته ممن يتمسحون بالدين ويقتاتون من ورائه. وجاءت التعليمات والطقوس الدينية الإسلاموية لتعمق هذا القواعد بالإكراه، « وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وألي الأمـر منكم »، والصلاة الإسلاموية بشكلها الحالي خير دليل على ذلك، فقد قال عـنها الدكتور جـواد عـلي إنها كلمة آرامية تعني الركوع والانحناء عندما فرضها صلعم على البدو العـربان أنفوا منها وصدوا عنها لأنهم رأوا فيها مذلة وشناعة ودناءة، خاصة السجود لما فيه من رفع " الإست " نحو الأعلى*1*.
وما أن وصل البدو الحفاة الجياع إلى البلاد الأخـرى غـزاة منتصرين بسيوفهم وحـوافـر خيولهم، وهم يحملوا معهم هذه الفكـرة الهـزيلة الهشة بطبيعتها، حتى فـرضوها على مواطنيها مع اللغة التي لا تفهم إلا بها، ومن يقبلها يدفع " الخـراج أو الزكاة "، ومن يرفضها لا بد من إرهاقه وإرهاق أهله بدفع الجـزية عن يد وهو صاغرا حقـيرا، لقد انتطلقوا من مكامنهم في الصحـراء الجـرداء من أجل ذلك، إنها الغنيمة التي استنفذت في بلادهم بأسرع من البرق، ولكن الطامة الكبرى أنهم تمكنوا من إقناعنا نحن المهزومين بأنهم جاءوا إلينا لأخراجنا من الظلمات إلى النور. فهم أهل النور ومن بلاد النور وهم الأطهار المقدسون. وكالعادة وجدوا بعض من مواطني البلاد المحتلة من يساندهم ويدعم فكرتهم ويعمقها يوما بعد يوم، ولقد ظلت هذه القاعدة سائدة، طالما لا يحتك بهم أحد ولا يتعامل معهم في عقر دارهم، خاصة وأن أحدا لم يكن لديه أي اهتمام للاحتكاك بهم والتعامل معهم، مادام طريق الحج ظـل مفتوحا للجميع .
ومع أن القرآن حسم موضوع التمـييز العنصـري في فـترة التقية المكية، بقـوله : {يا أنها الناس إنا خلقناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم» الحجرات 13. {وما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة} لقمان 28.
إلا أن قريحة العملاء الملفقين تفتقت عن أقوال لنبي البدو العربان تظهر عنصريتهم وتعصبهم للغتهم مثل : « حب أبي بكر وعمر من الإيمان، وبغضهما كفر، وحب الأنصار من الإيمان، وبغضهم كفر، وحب العرب من الإيمان، وبغضهم كفر، ومن سب أصحابي عليه لعنة الله، من حفظني فيهم فأنا أحفظه يوم القيامة » و« ألا وإن العـربية ليست لكم بأب ولا أم، إنما هي لسان، فمن تكلم بالـعربية فـهـوي عـربي ». و« أحبوا العـرب لثلاث لأني عـربي والقـرآن عـربي وكلام أهـل الجـنة عـربي »، و« من غش العـرب لم يدخل في شفاعتي ولم تنله مـودتي »، ولكن ماذا عن العـرب الذين يغشون العالم أجمع منذ ما يقـرب من 1500 عام؟!! .
ولهذا وجـدوا في تجـنيد الصعاليك والغـوغـاء وسيلة فعالة للـدفاع عـنهم وعـن منافعهم.
إن مشكلة البشر بوجه عام أنهم في حاجة دائمة إلى آلهة أو أرباب يستعملها الأقوياء لإخضاع الضعفاء والسيطرة عليهم ووابزازهم للاستفادة من ورائهم، ويلجأ إليها الضعفاء بالشكوى مما يعانونه من ظلم وقهـر الأقوياء، ومناجاتها في أحوال الفقـر والـمـرض، فراح الجميع يصنعونها ويرتاحون إليها. وكان لكل قبيلة من قبائل البدو العربان المبعثرة والمتطاحنة إلهها أو ربها الخاص، فجاء محمد ووحد الأرباب في شخصة وترك مجالا واسعا لمناصريه كي يستفيدوا من تأليهه حتي مات، وبعد موته بدأ التصارع على الربوبية حتى يومنا هذا. وقد عبرت لغة العربان عن ذلك بتعبيرات مثل: رب العمل ورب الأسرة.
وكان لهذا الإله الأوحد الجـديد أن يرسي قواعد العبودية بين رعاياه ويحيطهم بتقديس الجهل، وترك صلعم هذا الوضع لتقوم على رعايته جيوش مجيشة من العملاء في كافة بقاع الأرض، والواقع أن العملاء الأوائل مثل البخاري ومالك والطبري إلى آخره، وجميعهم من غير العربان، وبالأحرى من بلاد الفرس، وهم الذين يعتمد عليهم العملاء الجدد بـوصفهم "السلف الصالح" كانوا أكثر ذكاء وأقل نفاقا ورياءً من عملاء اليوم، فكانوا يذكرون الأخبار والأحاديث التي أتوا بها من أفـواه الناس أو فبركوها بأنفسهم، وقد يحاولون تبرير ما بها من شبهات ولا معقولية بما يثير شبهات أكثر ولا معقولية أكبر، أو بتركونها لكل لبيب بالإشارة يفهم. ربما لأستحالة انتشار الحقيقة في ذلك الوقت. أما عملاء اليوم فهم يحاولون إخفاء الحقيقة تماما أو التنصل منها، ولذلك كلما ظهـرت الحقيقة وانتشرت في بقاع العالم وتزايدت معـرفة الناس بها، كلما ازداد خوف العملاء الجدد على منافعهم المادية والمعنوية ومن ثم تزداد عصبيتهم وشـراستهم. وأصبح ما يعـرف في فقههم بـ"درء الشبهات" لا يجـدي شيئا على الإطـلاق.
فهل يكفي أولئك العملاء أن الكثيرين ممن أضلهم التأسلم جعلوا منهم أربابا مقدسة ومبجلة ؟ وهل يمكنهم الاستمرار في إخفاء الحقيقة أو التنصل منها أمام هذا الزخم الإعلامي الذي يجتاح عالم اليوم وكل يوم ؟ هل يمكن أن يبقى احتقارهم للعقل البشري، والتعامل مع البشر وكأنهم أغنام أو أبقار أو في أفضل الأحوال كالأطفال القاصرين أو الجهلة المقصرين، فيمعنون في إخضاعهم وإذلالهم والوصاية على مقدراتهم، وابتزاز أموالهم. بل ياحبذا لديهم لو تمكنوا من سبي نسائهم واغتصابهن بوصفهن ملكات اليمين، كما هو حادث في مملكة الجهل الأسلاموية المحمدية الوهابية المقدسة؟؟.
لقد اختار أستاذ الجيل أحمد لطفي السيد تعبيرا مهذبا لوصف تعلقنا بالبدو العـربان والتماهي بهم بأنه " تحلل "، فإن لم نذهِبه عنا نمت أسبابه وفشت نتائجه وتعـذر علينا أن نوسع دائرة المشابهات ونضيِْق دائرة الـفـروق، ويبدو من ذلك أنه لم يكن يعـرف العـربان على حـقيقـتهم، إذ لا يوجـد أية مشابهات بيننا وبينهم كي يمكن توسيعها، فهم يعـيشون في وادٍ ونحن نعيش في وادٍ آخـر. وأننا بسببهم وبسبب الانتماء المـزعوم إليهم وإلى ديانتهم البدوية الصحـراوية نعيش أشد أنواع الانحطاط البشري ألا وهو الخضوع الروحاني لهم، لأن الخضوع الروحاني يعمل على تدمير الروح الإنسانية لدي البشر، فالخضوع الجسدي سواء كان عـبودية أو تعـذيبا أو سجنا لا يترك نفـس الأثر الذي يسببه الخضوع الروحاني في النفس البشـرية، إن الانحطاط الروحاني يحوِّل الإنسان إلى آلة صماء في أيدي الأسياد، يضربون أو يقتولون بها المعارضين لهم. لأنه يتجـرد من العـقل والضمـير، فتخلو نفسه من أدنى إحساس بأي من المشاعر الإنسانية النبيلة أو الجميلة. ويصاب بقدر كبير من الانفصام الخلقي والانحطاط السلوكي.
لقد أصيبت هذه الأمة المزعومة بالانفصام الخلقي والإنحطاط السلوكي بخضوعها للغزو الهمجي من قبل البدو الصعاليك منذ أكثر من أربعة عشر قرن، ثم للغزو البدوي الوهابي القبيح منذ ظهور النفط في بلاد الوهابيين الأقذار. ومن ثم أدى هذا إلى ظهور قوة دينية غاشمة مكونة من جيش العملاء الذين يحتقرون ويحقرون عقول البشر ويستهينون بمصائر العباد، ويتجاهلون مشاكل الإنسان العادي، وكل همهم هو حماية مصالحهم والدفاع عن مهنتهم والتكالب على جمع المال.
إن مهمة العملاء الأساسية كانت ولا زالت تجميل الصورة الغير شريفة للمغتصبين العـربان في نظر المهزومين، وجعلهم شرفاء وأصحاب رسالة سماوية ومهمة إنسانية، ضاربين في ذلك بالحقيقة عرض الحائط.
لقد ظهرت كارثة النفط إلى جانب كارثين أخرتين ألمتا بالمنطقة في خلال النصف الأخير من القرن العشرين، الكارثة الأولى: قيام دولة إسـرائيل في عام 1948. والتعامل مـعها بغوغائية وعدم سداد بصيرة سياسية. والكارثة الثانية: إستيلاء العسكـر و الحكام الجهلة على السلطة في بلادها. وظهرت كارثة النفط كقـوة مؤثرة في بعض الدول المتخلفة حضاريا وثقافـيا واجتماعيا واقتصاديا، وفي مقدمتها مملكة آل سعود المحمدية، فأصبحت عائداته أداة هدم وتخـريب في أيدي أولئك الصعاليك، ووسيلة لتفريق الأمم وبذر التعاليم الوهابية المنحطة بين شعوبها، ورشوة الرؤساء والعملاء في منطقة الشرق الأوسط الذين يعملون تبعا لتعاليم.
يقول غريب المنسي: « صدرت إسرائيل لمصـر بعد معاهدة السلام المخدرات التخليقية التي دمرت الجهاز العصبي للمصريين وصدرت السموم في شكل سماد للمحاصيل الزراعية وساهمت بطريقة غير مباشرة في تدمير الشعب المصري صحيا. أما السعودية فصدرت لمصر الوهابية المتخلفة التي دمرت فكر الشعب المصري وسممت أفكاره وشوشت تفكيره تحت إسم الدين!! فتحول إلى شعب هزيل بين الأمم!!*2* »، وخلص المنسي إلى أن ما فشل فيه الأعداء (إسرائيل) ... نجح فيه الأصدقاء (العربان).
والواقع أن غريب المنسي يغفل عن أن الديانة الإسلاموية الهشة والمتخلفة هي التي دمرت فكر الشعوب المتأسلمة أو سممتها أو شوهتها وليس فكر الشعب المصري وحده، كما أن الوهابية ليست أول أو آخر الجماعات المتخلفة، التي يُوَلِّدها هذا الدين المفرك.
رأينا في بداية هذا الكتاب كيف أن الأديان خرجت من صلب الأساطير واعتمدت عليها في التحول بها إلى خـرافة دينية وسياسية في نفس الوقت. ومازالت هذه الخـرافة تعمل في المجتمعات البشرية، كالحية التي تحاول شل فريستها قبل أن تفترسها، فيقع الناس في أسرها بغير إبداء أية مقاومة. وبسبب العملاء أصبحت تلك الخرافة معصومة ومنيعة أمام البراهين العقلية، ولا يمكن هزيمتها بواسطة القياسات المنطقية، وكل ما يحاول المفكرون الشرفاء فعله هو تعـريفنا بأعـدائنا، كي يمكننا التخلص منهم بصورة ما*3*.
وبعد أن كانت الأساطير تساهم بصورة أساسية في تشكيل حضارة شعوب المناطق المحيطة بالبدو العربان، أصبحت الخرافة الدينية السياسية لدي أولئك البدو أداة هدم وتخريب وقتل ودمار، إذ أنها أصبحت تشخيصا للرغبة الجماعية خاصة لدي الضعفاء الذين يعانون من الاضطهاد والظلم والفقـر والجهل والمرض منذ ظهور الإسلام وحتى يومنا هذا. فتلك الخـرافة تخلق نوعا من إرادة القـوة والـرفعة التي ما أن تجد مجالا لتحقيقها، حتى تظهر في أسوأ أنواع الاستعمار والاستبداد والاضطهاد والسلب والنهب والسبي والاغتصاب. فليس من المعقول أن يتم الاعتقاد في شخص تدور حوله الشبهات ويُتَّهم بالدجل والكذب ، وينشر دجله وكذبه بحد السيف أثناء حياته، وبعد مماته ولمدة تزيد على 1400 عام، ما لم يكن دجالا وكذابا وسفاحا بالفعل. فالعربان أنفسهم يقولون في لغتهم البدوية الصحراوية: « البعرة تدل على البعير (أي ما يخرج من مؤخرة الإبل ـ ذكورا وإناثه ـ يدل عليها)، وجميعنا يعرف المثل الشعبي القائل " لا يوجد دخان بدون نار ".
فليس من المعقول أن تتكون فئة من الأشخاص أطلقوا على أنفسهم لقب " علماء " للاستماتة في الدفاع عنه وعن أساطيره المتهالكة وأفكاره الهشة وتصرفاته الحمقاء بالكلمة وبالسيف طيلة هذا الزمن ما لم تكن دجلا وكذبا بالفعل، إنهم أول من يعرف هذه الحقيقة، ولكنهم يحاولون إخفاءها أو تجاهلها عبثا، ويدافعون عنه وعنها لأنهم يقتاتون من ورائها. لقد تمكنوا بحكم مهنتهم من تذويت*4* جزء من ذات الشخص (صلعم) في ذواتهم، أي أنه أصبح جزءا أساسيا من بنية هويتهم المهنية والسلوكية.
ولأنهم أول من يعرف هذه الحقيقة، نجد البعض منهم وقد تمـرد عليهم ونزع نفسه من بين مخالبهم، وتمكن من قول الحقيقة كاملة أو جزء منها، فدفعوا إليه بكلابهم الشرسة كي تنهش لحمه، أو تنغص عليه حياته، لأن من يخالفهم في الرأي يهدد بالانهيار والزوال ذواتهم وذات العقيدة التي يتمسكون بها ويقتاتون من ورائها. إنهم جيش من العملاء المتوحشين الذين اختصوا بكافة الأسلحة التي تمكنهم من التصفية الجسدية أو المعنوية لكل من يدفعه ضميره إلى اعتراضهم والوقوف أمام نزعاتهم الدينية الاإنسانية، إنهم بلا شك يستميتون في المحافظة على هويتهم المهنية، وإبقاء الأوضاع الدنيئة والخسيسة على ما هي عليه.
عادة ما يبدأ تشكيل جيش العملاء مع ظهور الأفكار الإيديولوجية سواء كانت دينية أو سياسية، ليقوم بتسويقها أو نشرها والدفاع عنها. وكلما انتشرت الفكـرة، كلما ازداد عدد الجيش المدافع عنها، وازداد عدة وعتادا. ولابد أن يكون لهذا الجيش قائد وزعيم، هو صاحب الفكـرة ومؤسسها والمخطط الأول لتسويقها ونشرها والدفاع عنها. ونحن قد عرفنا كيف نشأت فكـرة هشة جدا ومفـبركة بين البدو العربان إسمها الإسلام وكيف تم تسويقها ونشـرها والدفاع عنها بوحشية ليس لها حدود، لا لهدف سوى الغنائم والسبايا، وقبل أن يجـبروا على ترك الفكرة في البلدان الموطوءة والـرجوع إلى مكامنهم في الصحراء، أوجدوا جيشا آخـر من العملاء في تلك البدان ليتولى نيابة عنهم تسويق الفكـرة ونشـرها والدفاع عنها وعنهم. وأطلِق على هذا الجيش العميل عدة أسماء منها "المشايخ والأئمة ورجال الدين والدعاة والوعاظ ... وغيرها". وانضم إليهم كم هائل من الرعاع والحوش وقطاع الطريق عـرَّفوا أنفسهم بإسم الدعاة (الجدد)، وراحوا جميعا يخصون أنفسهم دون غيرهم بزي وشكل مميزين، ليصبح كل منهم "فضيلة الشيخ". ولأن فضيلتة يؤم المصلين في صلواتهم خمس مرات في اليوم ويلقي عليهم خطبة الجمعة كل أسبوع، ويظهر دائما في قنوات تليفيزيونية خصصت له، فقد بدى للعوام على أنه يعـرف كل شيء عن الحياة والموت، وأن معـرفته إلهية محمدية، فسمحوا له بأن يتدخل في شؤونهم الحياتية، يتقديم الموعظة والنصيحة، لتخليصهم من عذاب الدنيا وجحيم الآخـرة، فبجلوه وعظموه وقدسوه، وحملوه على أن يصاب بلوثة الكلام في كل شيء. ولأنه يستند إلى نصوصا قرآنية غامضة ومتناقضة وسنة نبوية فضفاضة، وأمور سياسية يمكنه الاستفادة منها، راح يحلل ويبرر ويتخيل ما شاء له أن يتخيل، وكأنه يتحدث عن نفسه وعما يريده هو، فهو يريد الزواج من طفلة أو مفاخذتها ويريد زوجات الآخرين متاعا ومتعة له، ويريد من الجميلات أن يهبن أنفسهن له، ومما لاشك فيه أنه يريد سبايا وغنائم وعددا لا يحصى ولا يعد من ملكات اليمين ...، وفي الآخـرة يدخل الجنة ويتمتع بما فيها من الحور العين والغلمان المخلدين والقطوف الدانية، فاكهة مما يشتهي ... إلى آخـره، فالأسوة الحسنة هي التي تتفق فقط مع ميوله ونوازعه. ولكي يحقق ما يتفق مع ميوله ونوزاعة الدنيوية عليه أن يقوم بتفسير التفاسير وتبرير المـبرر وتأويل المتأوَّل، وسوف يجد في القرآن وفي الأحاديث المنسوبة إلى صلعم، ما يدعم هواه ويحقق مبتغاه، فيبدو لعامة الناس وكأنه هو صلعم نفسه، أو أنه على أقل تقـديـر يعرف حق المعرفة ما يـريده الله ونبيه منهم.
تعلمنا في مدارسنا أن حجة البليد مسح التختة، ولأن سدنة الدين المرتزقة من ورائة لا يكتفون بمسح التختة فحسب، بل يعمدون أيضا إلى مسح الذكـرة التاريخية بأسرها، وذلك بشل العقل وطمس الفكـر وتحويل الناس إلى دميات لا ترى ولا تسمع ولا تشم ولا تتكلم ولا تفكـر، وتساق فقط كالحيوانات. وعليهم أن ينتظـروا دائما وأبدا، حتى تختمر الفكرة في مستنقع أسيادهم الوهابيين ثم تنتقل إليهم مدعومة بأموال النفط، فيتلقفونها ويعملون كل ما في وسعهم على ترويجها ونشرها.
لـقد تحـول الـدين عـلى أيدي البدو الأقـذار وعملائهم الأبرار إلى حـرفة، عليهم أتقانها كي يقتاتوا منها، وإتقانها لا يتحقق سوى بأساليب الدجل والخداع والكذب والتبريرات السطحية التي لا يصدقها عقل، وفـرضها على الناس بالقوة والإرهاب والقتل، حتى وإن كانت مخالفة للحقوق الإنسانية والأعـراف الدولية.
على المتأسلم أن يلغي عقله ويؤمن بالشيء ونقيضة، عليه أن يقدس القاتل والمقتول، والصادق والكاذب، يقول محمد حسان المنير: « إن أحد " الصالحين " زار قبر الصحابي حجـر بن عدي الكندي فوجد عنده رجلا يبكي ويكــثر البكاء فظنه من الشيعة وسأله لماذا تبكي؟ أجاب: أبكي على سيدنا حجـر رضي الله تعالى عنه. قال: ماذا أصابه؟ أجاب: قتله سيدنا معاوية رضي الله تعالى عنه. قال: ولماذا قتله؟ أجاب: لأنه امتنع عـن لـعن سيدنا عـلي رضي الله تعالى عـنه. وتساءل المنير قائلا: « ألا يستحق المسلم المعاصـر أن نبكي عليه وهو يضع القاتل والمقتول معا تحت رضوان الله؟! » .
أليس هذا هو مرض إنفصام الشخصية " الشيزوفرينيا " بعينه، وهو المرض المزمن الذي يدخل أساسا في تكوين الشخصية المحمدية لأجلاف الصحراء، وقد أصابونا به منذ زمن بعيد، وجعلونا نحب العيش معه على الدوام؟؟!!!
ولكن دعونا من البكاء على أنفسنا والنواح على حاضرنا والتشاؤم من مستقبلنا ومستقبل الأجيال من بعدنا، ونسأل: من هو الذي تمكن من " غسل أدمغتنا " بحيث جعلنا نضع القاتل والمقتول على مستوى واحد تحت رضوان الله تعالى؟، ولماذا فعل ذلك؟ وكيف تمكن من ذلك؟، ما الذي جعلنا إذن نقع في هذا المستنقع القذر الذي صدره إلينا صعاليك العربية الصحراوية ومازالوا يغذونه كل يوم بدعم من عائدات النفط؟.
أن العملاء الذين يـروجون بضاعة فاسدة وضارة لا يمكن لهم أن يحـترموا عقولنا أو يبجلوا نفوسنا، لأننا في نظرهم "علوج" أو "عجول" بشـرية. يقول د. أحمد صبحي منصور إنه « في عصر الخليفة المأمون كان الشاعر العتابي يسير في شوارع بغداد، فدخل السوق وهو يأكل الطعام، وكان ذلك يخالف المروءة أو "الإتيكيت" لدي أرباب الطبقة العليا، ولذلك احتج عليه صديقه قائلا: « أتأكل الطعام في السوق ويـراك الناس؟ » فقال له العتابي ساخـرا: « وهل أولئك ناس؟ إنهم بقـر »، فاحتج صديق العتابي وزمجـر، فقال له العتابي: « سأريك إن كانوا ناسا أم بقـر » ثم صعد إلى الـربوة ونادى في الناس « ياقوم هلموا أحدثكم عن رسول الله (صلعم)، فتدافع إليه الناس واجتمعوا حوله، وأقبل يحدثهم يقول: روى فلان عن فلان عن فلان أن رسول الله (صلعم) قال. وظل يخـرج من حديث إلى آخـر وقد تعلقت به العقول والقلوب والعيون، وسيطر على المستمعين، إذا حرك يده يمينا تحركت رؤوسهم يمينا، وإذا أومأ برأسه يسارا التفتوا يسارا. إلى أن قال لهم ... وروى غـير واحد (أي أكثر من واحد) أنه (صلعم) قال: إذا بلغ لسان أحدكم أرنبة أنفه دخل الجنة، وسكت ... فإذا كل واحد من المستمعين يخـرج لسانه يحاول أن يصل به إلى أنفه، وأصبح منظرهم جميعا مضحكا، فالتفت العتابي إلى صديقه ساخرا وقال: ألم أقل لك إنهم بقـر؟*5* ».
إنها إذن سياسة دينية إسلاموية ممنهجة يتبعها العملاء لإلغاء عــقول الناس والتعامل معهم كأبقار لا تدري من هي وأين هي وماذا تريد!!!.
نعود مرة أخرى وأخيرة إلى فضيلة شيخ الأزهـر لنجد أنه لم تعـد له فضيلة على الإطلاق، فبإيعاذ من ولي نعمته " حسني مبارك " أحد أسوأ الحكام الذين ابتليت بهم مصر على مـر تاريخها الطويل، أن يقود مع المدعو وزير الأوقاف مظاهرة لأشبال الأزهر احتجاجا على رسوم كاريكاتورية، قالوا إنها تسيء إلى نبي البدو نشـرتها صحيفة مغمورة تصدر في الدنمارك على بعد آلاف الأميال منه، وكيلا يخـرج الـرعاع في مظاهرات عفـوية لهذا السبب، فيحرقون ويحطمون كل ما يقابلهم كما حدث في دول أخرى، وتسبب حرجا عالميا لولي نعمته. وفي نفس الوقت وعلى بعد عشرات الكيلومترات غرقت سفينة كانت تعـبر البحـر الأحمر من أحد المواني في مملكة الجهل والإرهاب المُقَدَّسيْن "السعودية" إلى ميناء سفاجة في مصر، ومات أكثر من ألف شخص كانوا على متنها، ولم يحـرك ذلك شعـرة واحدة في جسد هذا الشيخ الهزيل جدا أمام الحقوق الإنسانية والمتوحش جدا أمام حقوقه السياسية التي تجلب له المنفعة المادية والمعنوية. وهكذا يتواطأ العملاء مع الحكام العجزة سارقي السلطة على ضرب حصار حديدي حول عقول الناس وشل فاعليتها، وإطلاق العنان لعواطف الغوغاء المهووسين لحمايتهم، ولمزيد من الكسب المادي والمعنوي، إنهم يتاجرون إذن بالدين، ويساعدهم في ذلك حالات الفقر والجهل والمرض المتفشية في مجتمعات المنطقة برمتها.
ومن الملاحظ أن القرآن " الكريم جدا عند المتأسلمين " تعرض للتدنيس، كما تعرضت الكعبة " الشريفة " أو " بيت الله الحرام " للهدم والتخريب أكثر من مرة على أيدي المتأسلمين أنفسهم، وممن عاصروا صلعم وحاربوا معه، فبشرهم بجنته، ولكن ذلك لم يغضب العملاء والفقهاء الدجالين والغوغاء المخدَّرين بالقدر الذي أغضبهم ماعتبروه "إساءة إلى نبيهم الكريم" وحجتهم الواهية في ذلك أن القرآن يحفظه الله بناء على النص الإلهي، والكعبة لها رب يحميها، هكذا. ولكن الحقيقة هي أن لهم دائما وأبدا في نبيهم أسوة حسنة يكتسبون منها أرزاقهم، ويكنزون من ورائها كنـوزهم، وتمتلئ بخـيراتها بطونهم . لقد تقمصت ذواتهم جزءا كبيرا من ذاته، فأصبح الدفاع عنه دفاعا عن أنفسهم وعن مهنتهم التي يقتاتون من وارائها، ويستمدون منها نفوذهم المادي والمعنوي.
ومن ضمن الكوارث الدائمة التي حلت بمصر: إنشاء ما اصطلح عـلى تسميته بـ"الأزهر الشريف" مع أنه غير شريف بالمرة، فقد أوجده الخبثاء الذين عـرفوا بـ"الفاطميين الشيعة" أثناء حكمهم لمصر (909 ـ 1171م)، بهدف نشـر مذهبهم الديني ـ السياسي، بتخـريج الآلاف من العملاء الغير شـرفاء على الإطلاق كل اثني عشر شهرا، ليتولوا الدفاع عن بضاعتهم الفاسدة والمفسدة. وجاء رئيس كارثة حكم العسكر " عبد الناصر " ليضيف إليه مزيدا من الفساد والإفساد بإدخال الكليات العلمية الحقيقية إليه ، ليجمع خريجوه بين الدجل الديني والدجل العلمي معا في منظومة واحدة.
في حـوار أجـراه محمد بركة من جـريدة الأهرام العربي مع " أمين جـبـهة العلماء " بالأزهـر يـحـيى حـبلوش، قال فـيه الأخـير صـراحة: « نحـن أصـحـاب الـمـصلحة في صيانة الملة والغيرة على معالم الأمة »، وذهب إلى أن « إصدار الحكم بالكـفر هو سلطة العلماء »، وعندما سأله محمد بركة عن « من نصبكم أنتم حماة للدين ومتحدثين بإسم الشريعة »، رد حبلوش بقوله: « الساكت عن الحق شيطان أخـرس، ديننا يقول: إن الذين يكتمـون ما أنـزلنا من البيــنات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون. هذه مهمتنا التي فرضها الشارع علينا ولا نستطيع منها فكاكا»، وهم حقيقة لا يستطيعون منها فكاكا إلا بالقوة " الأتاتوركية " لأنها مصدر سخي وغـير مكلف لمعيشتهم. ثم يستطرد قائلا: « لا قيمة لأي معارك إذا رأينا ديننا يهان ونسكت، نحن المعــبرون عن ضـمير الأمة ولن نقبل أبدا أي مساس بثوابتها ولن نسكت إذا ما رأينا أي أفكار شاذة وآراء منحرفة، هذه مهمتنا ونحن لها مخولين ». ولما سأله الصحفي الذكي سؤالا محددا وبسيطا عما إذا كان ضميره سيكون مستريحا عندما يحكمون بتكفير وموت الآخرين، رد عليه أمين الجبهة بغضب قائلا: « مالكش دعوة بضميري »!!!
أرأيت عـزيزي القارئ كيف يفكـر أولئك العمـلاء الأوغـاد؟؟
إن مصلحتهم في صيانة المـلة والغيرة على معالم الأمة لذلك لا مانع من اللجوء إلى الكذب والتضليل والسيف، إنهم بلطجية شيمتهم الهـروب دائما من الأجابة على الأسئلة المحددة والبسيطة. إنها كارثة أبدية لا مثيل لها حلت بمصر وأهلها، ولابد من أن يكون لكل كارثة رجالها. وتتضح معالم الكارثة سافـرة وكاشفة عن أنيابها في خطاب بعث به رجال الكارثة الذين يتولون تلك الجبهة الموبوءة إلى المنعوت بلقب وزير الثقافة يأمرونه بما يلي: « لا يكفي أيها الوزيـر مع الأفاعي قطع أذنابها، بل لابد من الإطاحة برؤوسها إنقاذا للثقافة من التردي في أوحال الفساد والإفساد ». إنهم إذن قتلة ويعمدون إلى حمل أجهـزة الدولة الهـزيلة على القتل نيابة عنهم، وإذا عجزت فلديهم جيش من البلطجية الرعاع تحت إمرتهم، لقتل الجسد وكسر القلم وحرق الكتب وتجميد العـقـل وتسفـيه الفكـر.
إذنْ نحن نرى أولئك العملاء لا يخجلون من أنفسهم، ولا يريدون الاعتراف بأنهم هم الذين يزيدون من أوحال الفساد، بإفسادهم ضمائر البشـر وبنهـب أموالهم وتهديد أرزاقهم وتكميم أفواهم وتعطيل تطورهم . ومع أنه كلما تم الكشف عن عوراتهم وعورات بضاعتهم الفاسدة والمفسدة، ازدادت شراستهم وارتوت أجسادهم بدماء العقلاء، فلا يجب أن يتوقف أي إنسان عاقل عن تعـريتهم والتصدي لوحشيتهم وانحطاطهم. خاصة لو أن البضاعة التي يروِّجونها جاءت بالفعل لإخراج الناس من الظلمات إلى النور، ما تكلم احد في أي وقت من الأوقات عن التنـوير، ولما اضطـروا للدفاع عنها طول تلك الأزمنة.
كثير من الناس لا يأخذون أديانهم بجدية، حتى وإن كانوا متدينين، ولا تتضح جدية الدين في سلوكهم إلا عندما يقتاتون من ورائه، بينما يمارسون حياتهم الخاصة بعيدا عن الدين وعن أولئك الذين خُدِعوا بمواعظهم وإرشاداتهم كي يحظوا في الآخرة بجنات النعيم.
ومن ناحية أخـرى غرس البدو العربان في نفوسنا الغـرور والغطـرسة وتحقــير الآخـرين واحتقارهم، فإذا ذهبنا إلى أولئك البدو العـربان نجدهم يحقروننا ويحتقروننا لأنهم خدام الحـرمين الموصومين بالشريفين، ورعاة الشريعة وحماة الإسلام. وهم الذين أخرجونا من الظلمات إلى النور، الذي لم ولن يرونه أو نراه قط، ولا بد أنهم يشعرون بسعادة غامرة وهم يرون الآخرين وقد تحولوا إما إلى عملاء لترويج بضاعتهم الفاسدة والمفسدة، أومقاتلين يدافعون عنهم بالنيابة لأنهم « خير أمة أخرجت للناس ».
ومن الجدير بالذكـر أن ما تسمى بـ" الحضارة الإسلاموية " والتي ازدهـرت خارج شبه الجـزيرة الصحـراوية، ويتباهى بها المتأسلمون، ما هي إلا نـتـاج للتفاعـل المعنوي بين الغـزو البدوي البربري وبين بلدان ذات تقاليد حضارية قديمة وعـريقة جدا، ولم يشارك أولئك البدو فيها بأي نصيب يذكر، ولكنهم لم يكونوا برابرة بما يكفي لاستئصال تلك التقاليد، كما أنهم لم يكونوا أصلاء بحيث يمكنهم إخـتراع أو ابتكار حضارة خاصة بهم. لقد كانت لديهم القـوة فقط التي مكنتهم من قلب حضارات الدول الأخـرى أو تشويهها، ولم تكن لديهم القيم لاستبدالها.
لقد دفعنا البدو بدينهم الصحراوي إلى أن نضيع حياتنا في مناقشات عقيمة وسقيمة ولا معنى لها حول رضاعة الكبير والعلاج ببول الرسول أو البعير والتطيب ببراز نبيهم. وفقه القمل الذي كان يغزوا أجسادهم بداية من صلعم نفسه، وكيفية التغلب عليه، والفدية اللازمة في حال قتله، وفقه المراحيض وكيفية مسح المؤخـرة لإزالة البراز بعدد فـردي من الحجارة (3 أو 5 أو 7.. إلخ)، والتعامل مع المرأة، وكيفية نكاحها، ككائن نجس سقط علينا من السماء، ليقوض مضاجعنا نحن الرجال ويسلبنا العقل والفضيلة. لقد انحط المصـريون وغيرهم تدريجيا إلى ضحايا عـزَّل للصوصية البدو العـربان. وباعوا جميعهم حقائقهم التاريخية المجيدة فباعوا في نفس الوقت هويتهم، وأصبحوا جميعا عبيدا للعـربان الأقـذار وسيفهم البتار.
أما آن الأوان أن نخرج مرة واحدة وإلى الأبد من هذه المزبلة الصحراوية القذرة؟
إن المشكلة الحقيقية في التعامل مع أولئك الأقذار وعملائهم الأبرار، أدعياء العلم أنهم يعرفون دائما وأبدا ما يريده الله ونبيه من الناس، لأنهم ـ كما يزعمون ـ ورثة الأنبياء، مع أنهم يقولون إن الخليفة أبا بكر حرم فاطمة بنت محمد من ميراث والدها، بناء على قول من صلعم أدعى فيه أن الأنبياء لا توَّرث، ورغم أنهم يبررون موت أولاد صلعم جميعا كيلا يرثون النبوة منه. والآن يأتون ويقولون لنا أنهم ورثة الأنبياء. ولذلك ما أن يفتح أحدهم فمه كي يتكلم في أي شيء وفي أي وسيلة من وسائل الإعلام المنتشرة في بقاع الأرض، يؤخذ كلامه على أنه فتوى مسلم بها ولا تقبل النقاش أو الجدل، وليس على أنه من الممكن أن يكون مجرد رأيه الشخصي أو هزيان لا أكثر ولا أقل. ونظرا إلى أنه يعرف ذلك ويقتات من ورائه فأنه لا يأبه بما يقوله، ويعمد إلى أيجاد أو خلق أحاديث نبوية تدعم أقواله كي يصدقها العوام والرعاع ومسلوبي العقل والإرادة.
والسلطات الحاكمة من جهتها تجد فيما يقوم به أولئك العملاء الدجالون دعما حقيقيا في توجهاتها للسيطرة على المواطنين وإخضاعهم لسطوتها وعنفوانها، إنها نوع قذر من تتبادل المنفعة بين الطرفين، ساد في هذه المنطقة الموبوءة بالأديان والاستبداد منذ آلاف السنين.
إن العملاء لا يدافعون عن الدين أو يحمون المتدينين ولكنهم يدافعون عن أنفسهم ويحمون مناصبهم الـغـراء التي تدر عليهم أموالا طائلة وتكسبهم رهبة زائفة وهيبة لا يستحقونها. فإذا دنس كتاب الله لا يهتمون ولكن إذا أسيء إلى نبيهم لأنه اسوتهم الحسنة، ويرون في أنفسهم تشخيصا له ولسلوكة، يركبهم ألف عفريت، لأن ذلك إساءة لهم ولمناصبهم وهيبتهم، وتقليلا من دورهم في ممارسة الدين الخفي تبعا لما مارسه هو علانية.
وجاءت الفضائيات وشبكة الإنترنت التي صنعها الكفار لتوضع تحت تصرفات أولئك الحمقى، فراحوا يتبارون في الظهور على شاشاتها بزي وهيـئة وملامح محمدية وهابية مقـززة ومنفـرة، ليقدموا للرعاع سخافات من خلال لغة سطية ضحلة، لا يتضح منها سوى استهانتهم بعقول البشر واحتقارهم لوجودهم. فيبدأ أحدهم بقوله: « قال صلعم ما بعثت شتاما ولا لعَّانا »، ثم يبدأ هو في الشتم واللعن، وبصورة تعـرضهم للمحاكمة والعقاب في كافة أنحاء العالم المتقدم.
إن مشكلة أولئك العملاء أنهم يرون في نبيهم قدوة حسنة، فينتحلون شخصيته. ومن ثم تتمثل تلك القدوة «الحسنة» في أنهم يعرفون جيدا ماذا يريد ربهم من الآخرين. فيؤدون الفرائض الدينية ويرتكبون ما أمكنهم من الموبقات مثل الكذب والنفاق والزنا واللواط والسرقة وتكـفير الآخـرين وقتلهم.
لا بد لأي إنسان عاقل أن يصاب بالاشمئزاز والقرف عندما يشاهد البرامج الدينية التي تفرض عليه في المحطات التليفزيونية، وتمتص وقته وعـرقه ليشاهد رجال دين ومذيعين بهيئات مُقَـزِّزة، ويحملون ألقابا عليا، وهم على أعلى مستوي من الجهل والسطحية والكذب والتلفيق والتدليس والاستهانة بعقله وفكره وحياته بكاملها، ولا يجدون لذلك أمامهم مفرا من اللجوء إلى أساليب البلطجة والصعلكة مع من يخالفهم الأقوال التي تُستعْـمَل دائما وأبدا لتوطيد ركائز الإسلام المتهالكة منذ بدايتها. ولكنهم أصبحوا الآن في ورطة حقيقية بعد أن انكشف المستور ووضح المسكوت عنه، في بطون مئات الآلاف من الكتب التراثية التي ما أن يحاول أي شخص قراءتها حتى يصاب بالملل والصداع والقرف والاشمئزاز. لقد وضح الآن ما فيها من خرافات وكذب وتحريض على القتل. إنهم في ورطة لأنهم لا يعرفون كيف يردون عليها، وبأي منطق يمكنهم التصدي لها ومعالجتها، خاصة وأن القـرآن نفسه مليء بالأخـطاء والأكاذيب والحـض على قتل الآخـرين، وسنة نبيهم ملوثة به وبغيره من الجـرائم.
إن الفكـر الديني بوجه عام من أكـثر الأنماط الفكرية قوة واستعصاء على الـزوال من ذهن الناس. ولا يتوقف الأمر إطلاقا على ما إذا كانت الفكرة الدينية صحيحة من عدمها. بل يتوقف على مدى ملاءمة الفكرة الدينية لحاملها، أي على الإنسان ودماغه والطريقة التي يعمل بها وتتحدد على أساسها مصالحه الدنيوية، وكيفية الأساليب المتبعه لتحقيقها.
وسواء كان صلعم شخصية تاريخية حقيقية أم لا، فإن العملاء الدجالين أوجدوه وشكلوا معالم شخصيتة بصورها المتعددة والمتناقضة التي نراها في كتبهم التراثية، بحيث تتفق مع أهوائهم، وتبعا للانقسامات المبكرة بين معتنقيه وتفرقهم إلى ملل ومذاهب وفرق متناحرة من أجل السلطة والنفوذ. والسؤال الذي يطـرح نفسه هنا، هو: إن كان محمد نبي بالفعل ودينه هو دين الحق كما يعتقد المتأسلمون، فلماذا هذا الكم الهائل من العملاء ابتداء بابن عباس وأبي هـريرة مرورا بالبخاري ومالك وانتهاء بابن عبد الوهاب والشعـراوي والطنطاوي ... وغيرهم كثيرين ؟؟ ولماذا يتحتم عليهم جميعا الدفاع المستميت والمُميت دائما وأبدا عن هذا الدين "الحنيف" ونبيه "الكـريم" كما يزعمون ، ومحاولة درء الشبهات عنهما دون جدوى؟؟.
والعجيب أنه كلما زادت أحوال المواطنين سوءا لأسباب سياسية خالصة يدعي العملاء من المرتزقة والمنافقين والزمارين والطبالين أن السبب في ذلك هو ابتعادهم عن الدين الإسلاموي الصحيح، والحقيقة أن الدين الإسلاموي الصحيح هو ما بيناه على الصفحات السابقة. وأخيرا يخرج علينا أحدهم بكذبة أخرى فيدعي أن سبب مشاكل المواطنين هي أنهم مسلمون ولكنهم ليسوا مؤمنين، مع أن القرآن خاطب المتأسلمين دائما بقوله «أيها المؤمنون» ولم يفرق بينهما سوي في موضع واحد فقط عندما تحدث عن الأعراب ونفى عنهم الإيمان بوصفهم أهل كفر ونفاق . فقد أسلموا ولكن لم يستقر الإيمان في قلوبهم . إننا إذن في "سوبر ماركت إسلاموي".
خـلاصـة القـول
مما سبق يمكننا التوصل إلى نتيجة مفادها أن الفكرة الإسلاموية هي " الصعلكة بعينها "، إذ تحتم على المرء أن يسلم نفسه لإله صحـراوي ماكر وشرير ولنبيه وورثته من العملاء القتلة والمجـرمين، وألاَّ يكتفي بالتأسلم وهو أن يكون المـرء مسلما إما بالوراثة أو بمجـرد النطق بالشهادة فقط، بل يلتزم أيضا بـ " الأسلمة "، فيحاول جعل الآخـرين مسلمين مجـرمين أو على أقل تقدير متأسلمين، كي يُكتب له قصر في جنة العربان، ومن ثم يتمتع بنعيمها وحورها وغلمانها.
ولأن العملاء يعرفون حق المعرفة أن الفكـرة هشة وهـزيلة، وأن الأغلبية العظمى ممن يعتنقونها متأسلمون فقط، فإنهم يريدون صلعمتهم وصعلكتهم، معتمدين في ذلك على عاملين صلعميين أساسيين، العامل الأول : الجهـل والكذب، والعامل الثاني: الإرهاب والقتل .
إن المسلم الحقيقي هو المتصعلِك المتصعلِم المتوهبِن الذي يطبق تعاليم الأسلمة الحقيقية التي نسبت إلى نبيها وعصابته، فإما أن يقتل ويغزو ويسرق وينهب ويسبي النساء والأطفال ويفاخذ صغيرات السن، مثلما تفعل كافة العصابات الإسلاموية منذ بداية ظهور الأسلمة وحتى الآن، وإما أن يحض على القتل، وهذا أضعف الإيمان، كما يفعل كافة العملاء في كل مكان وزمان .
والمتأسلم هو الشخص الذي أمامه إما أن يكون مسلما حقيقيا، وإما أن يستكين ويكتفي بما هو عليه . ولكنه ينضم دائما وأبدا إلى الفئة الأولى في محاولتها أسلمة الآخـرين بشتى الطـرق المشروعة أو غير المشروعة إنسانيا. بمعنى أنه يغذيها دائما وأبدا بالكوادر اللازمة لمواصلة تطبيق تعاليم الأسلمة الحقيقية*6*.
إن جهل الغالبية العظمى من المتأسلمين حول العالم بهذه الفكـرة الهشة والهزيلة هو الذي حال بينهم وبين إدراك حقيقتها ومدى احتقارها لإنسانية الإنسان بوجه عام، والإرهاب الذهني والجسدي الذي حثت عليه هو الذي حال بين أي شخص تمكن من معرفة حقيقتها وبين الإفصاح عن تلك الحقيقة. فإذا أفصح عنها يتم تصفيته فكريا أو جسديا من قبل العملاء. إن الفكرة تعتمد أساسا على الصعلكة. فالداخل إلى الإسلام مولود والخارج منه مفقود، لأنه يمثل جماعة باثولوجية (مرضية) كما أسلفنا. ولذلك فإن السؤال الذي يفرض نفسه هو: لماذا يتحتم على المتأسلمين الدفاع دائما عن عقيدتهم، طالما هي الـعقـيدة الـحـاقة، فهل الحق غامض إلى هذا الحد، أم أن هشاشة هذه العقيدة هي السبب؟
إن أية فكـرة تدور حولها كل هذه الشكوك والتناقضات لا بد وأن تكون مفبركة من قبل العملاء الذين يستفيدون من ورائها، بينما الأفكار القوية تثبت نفسها بنفسها، لأنها حقيقة ثابتة ومجـردة، ولا تحتاج إلى من يدافع عنها، أو يشغل حياته بها وبأمورها.
كما رأينا فيما سبق، فقد ظهرت فكـرة الأسلمة والتأسلم كمشروع سياسي يتفق مع مصالح مجموعة من الصعاليك الخلعاء تحت ولاية محمد صلعم ورعاية ودعم من إله صحراوي ماكر، ثم تبناها الصعاليك بعد موت محمد، وتلقفها العملاء والمرتزقة على اختلاف مللهم وجنسياتهم للارتزاق من ورائها، وكان ـ ومازال ـ من المحتم عليهم الدفاع عنها، تارة بالسيف وتارة بالدجل، أي بأساليب الصعلكة. ولأنها مشروع سياسي غير محدد المعالم منذ بدايته فقد وجـدت فيه تناقضات كثيرة بسبب المحاولات الهادفة إلى سـد الثغـرات التي تشوبه، ودرء الشبهات التي تحيط به. كما وأن أحفاده من السلف والخلف وعملاءه في كل بقاع الأرض يرون أنفسهم في «نبيهم»، ولابد لهم أن يفعلوا ما فعل ويسيرون على هديه، فهو بالنسبة لهم "قدوة حسنة"، في الكذب والنفاق " التقية " والنكاح والقتل ...إلى آخره. ولكن ومع ظهور الفضائيات ودخولها كل بيت في العالم وأيضا شبكة الإنترنت المعلوماتية أصبحت عملية النشر متوفرة لكل من يقرأ، وجاء الهجوم المدمر على مركز التجارة العالمية في نيويورك على أيدي متأسلمين لتؤدي إلى إحداث ثورة عارمة بهدف كشف المستور عن عقيـدة البـدو الصحـراوية.
فقد طالعتنا صحيفة الأهرام الدولي بتاريخ 28 من صفر الموافق 2002/5/11 - العدد 42159 في باب صندوق الدنيا الذي يحرره أحمد بهجت تحت عنوان « اقـتراح وجيه » وهو رسالة من المستشار د. جمال الدين حمود، الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، ونائب رئيس محكمة النقض الأسبق، تقـول الـرسالة بالحـرف الواحد: « الأستاذ الأخ أحمد بهجت .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، في مؤتمر مجمع البحوث الإسلامية الذي عقده الأزهر الشريف تحت عنوان " هذا هو الإسلام " في الفترة من 16 ـ 18 إبريل سنة 2002م، تحرك فضيلة الشيخ عبد المعز عبد الستار، وهو من الدعاة الذين يملكون الخبرة والتجربة، وأدلى بكلمة قيِّمة أمام المؤتمر ... وعرض الشيخ اقتراحه بأن تحاكم نصوص الكتب المقدسة ـ بما فيها القرآن ـ فيما تضمنته من أحكام وتوجهات للمؤمنين بها، في موضوعات معينة تطرح الآن على الساحة العالمية، ومنها العنف والإرهاب، والاستبداد السياسي، وحقوق الإنسان، ووضع المرأة، وقيم الحرية والعدل والتسامح، وقبول الآخر، ومعاملة المخالف في العقيدة، وغير ذلك من الموضوعات ... وهذا الاقتراح أفضل كثيرا من حوار الأديان أو حوار الحضارات ».
هذه هي إذن الخلاصة المفيدة، التي تضع العملاء المتأسلمين حقيقة بين نارين ، فهم من ناحية، قد أدركوا مدى عجزهم عن مواصلة إخفاء حقيقة الديانة الإسلاموية. ومن ناحية أخرى يعرفون حق المعرفة مدى هشاشة هذه الديانة، وأن أي حوار بشأنها سوف يؤدي لا محالة إلى تفتيتها وإزالتها في يوم ما. كذلك فإن محاكمة تعاليمها المفبركة، سوف تؤدي لا محالة إلى نفس النتيجة. يقول غوستاف لو بون: « بدءاً من اللحظة التي يأخذ فيها الناس بمناقشة عـقـيدة كـبرى ونـقـدها فإن زمـن احتضارها يكون قـد ابتدأ*7* ».
إذنْ ما قاله فضيلة الشيخ عبد الستار إشارة قوية تبعث الأمل في احتضار الفكرة الإسلاموية الهشة إن عاجلا أو آجلا، مما يبشر بغد مشرق، يسطع فيه نور الحـرية والكـرامة الإنسانية، كما أشـرق يوما في بلاد الغـرب. إن أحلك لحظات الليل تلك التي تسبق طلوع الفجـر، ولا بد أن يطلع الفجـر علينا برؤية جـديدة وتتساقط الحـراشيف عن عيوننا وننفض عن أفكارنا الغمـوض والعتمة والارتباك. ولا بد أن تتحـرر عـقولنا من الخرافات الإسلاموية والجهل العرباني المقدس ومن سلطان الاستشهاد بالغير وأن تتوسع رقعة معرفتنا من خلال التفكير المستقل الذي افتقدناه منذ آلاف السنين. وأن نتخلص من الأفكار السائدة ونستبدلها بالتعرف على حقيقية الأشياء، وأن نضع جانبا الآراء الموروثة ونعيد فحص المصطلحات والشروط ونرفض التسليم بأي شيء متفق عليه بزعم أنه من الثوابت التي ليس لها وجود في حياة البشر.
كلمـة أخـيرة
إن كل إنسان يحترم نفسه وعقله ويحترم نفوس الآخرين وعقولهم لابد أن يشغل نفسه وعقله، وربما نفوس الآخرين وعقولهم بما جاء هذا الكتاب وجميعه مأخوذ من كتب التراث الإسلاموي المقدس، ولأنه وثن مقدس ولم يطلع عليه الأغلبية العظمى من المتأسلمين، فسوف يغضبون فيزبدون ويرعدون ويتوعدون، وقد يفقد الكثيرون منهم صوابه ويتحولون فجأة إلى متأسلمين حقيقيين فيقتلون. ولكن إذا تناول المـرء ما جاء فيه بالفـهـم السديد والعـقل الرشيد والنقد الموضوعي النزيه، فإنه بذلك يرقى بنفسه عن أساليب الخداع والتضليل. وسوف يعـرف أن رجال الدين يخدعونه ويضللونه لأنهم يبطنون أكثر مما يظهـرون، ويهــربون أكـثر مما يواجهون، ويهددون أكـثر مما يرشدون، وأنهم ينافقون الحكام العجـزة والقتلة الذين لا هم لهم سوى التحكم في مصير ومستقبل شعوبهم وسلب خـيرات بلادهم.
ولـد كاتب هذه السطور متأسلما في إحدى قـرى مصـر، وترك بلده الحبيب بلا رجعـة في بداية العشرينات من عـمـره، لشعـوره بالـغـربة الاجتماعية والسياسية والدينية والإنسانية فيه، إذ أن « أغـرب الغـرباء من صار غـريبا في وطـنه وبين أهـله » كـما يقـــول أبو حيـان التوحـيدي. وشعـر بالغـربة أكـثر عـندما أدرك أن المتأسلمين في وطنه أغلبية مفروض عليها أن تحتقر الحياة وتحتقر الوطن وتحترم، بل وتقدس أخس وأردأ بشر عـلى الإطلاق.
وتضاعـفـت غـربته عـندما قـفـز العسكر على السلطة في بلده وحولوها بكاملها إلى "مـزرعة دواجـن" خاصة لـهم ولأعـوانهم، وبدعم قوي ومباشر من رجال الدين المتأسلمين.
وفي غـربته، أمكنه أن يرى ما يجـري في وطنه أكثر وأوضـح بكثير ممن يعيشون بداخله، وكُتِب عليه أن يحمل هـموم وطـنه عـلى كاهله، ومازالت رائحة أرض مصـر العظيمة تهل في أعماق نفسه من وقت لآخر، فتـثير فيها فيضا من الحـزن العميق والأسى الكثيف لحال الوطن وحال من يعيشون فيه، والذين اندمجوا وتكيفوا مع المأساة التي حلت بطول البلاد وعـرضها منذ ما يقـرب من1500 عام.
ومن حسن حظه أن أتيحت له الفـرصة لـيرى أجلاف الصحراء الصعاليك أحفاد محمد صلعم على حقيقتهم وفي عقـر دارهم، الأمـر الذي وضعه على مفـترق الطـرق. وهو الآن على قناعة تامة بالطريق الذي سلكه والذي تتضح معالمه من هذا الكتاب، وإذا لم تكن معالم الطـريق واضحة بعد قراءته، والرجوع عند الحاجة إلى المـراجع المذكورة، وجميعها منشورة في مواقع الإنترنت. أرجـو القارئ العزيز أن يعيد قراءته من جديد. ولكن بتمعن وتدبر فحياة الإنسان لا تساوي شيئا بدون استعماله العقل، والتوصل إلى حقائق تتطلب ممن يقرأها أن يفكر فيها بعقل متفتح ويتعامل معها بأدب متنور.
ودمـتم أعـزائي القـراء بـكل خـير.
ملحوظة: يمكن تنزيل الكتاب بالكامل بصيغة pdf، 331 صفحة وبه العديد من الخرائط والرسوم والصور على العنوان التالي: http://www.4shared.com/office/n1NOibXkce/______1_.html
الهوامش: *1*د. جواد علي: تاريخ الصلاة في الإسلام، ص14، مطبعة ضياء، بغداد، بدون تاريخ. *2* مقال غريب المنسي، آخـر العـرب، في http://www.arabtimes.com *3* ارنست كاسيرر: الدولة والأسطورة، مطابع الهيئة المصرية، القاهرة 1981. *4* جعل الشيء أو الشخص جزء من الذات. *5*د. أحمد صبحي منصور: مقاله الإسناد في الحديث، منشور في http://www.arabtimes.com *6*أنظر مقال سليم علي ريشة: حـركة طالبان تمثل الإسلام الحقيق، بتاريخ 2010/4/16 في موقع الحوار المتمدن http://www.rezgar.com *7* غستاف لو بون: سيكولوجية الجماهير، ترجمة هاشم صالح، ص 146، ط2، 1997، دار الساقي بيروت ولندن.
#ياسين_المصري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الخديعة الكبرى العرب بين الحقيقة والوهم 10
-
الخديعة الكبرى العرب بين الحقيقة والوهم 9
-
الخديعة الكبرى العرب بين الحقيقة والوهم 8
-
الخديعة الكبرى العرب بين الحقيقة والوهم 7
-
الخديعة الكبرى العرب بين الحقيقة والوهم 6
-
الخديعة الكبرى العرب بين الحقيقة والوهم 5
-
الخديعة الكبرى العرب بين الحقيقة والوهم 4
-
الخديعة الكبرى العرب بين الحقيقة والوهم 3
-
الخديعة الكبرى العرب بين الحقيقة والوهم 2
-
الخديعة الكبري العرب بين الحقيقة والوهم 1
-
هل الإسلام جاء من بلاد الفرس؟ 5
-
هل الإسلام جاء من بلاد الفرس؟ 4
-
هل الإسلام جاء من بلاد الفرس؟ 3
-
هل الإسلام جاء من بلاد الفرس ؟ -2
-
تعليق سريع على حوار القراء المتمدن
-
هل الإسلام جاء من بلاد الفرس؟
-
المرض المزمن الذي أصاب المصريين
-
الناس اللي تحت
-
إنتو شعب واحنا شعب حكاية حزينة للغاية
-
مصر والطريق إلى الديموقراطية
المزيد.....
-
مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي
...
-
أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع
...
-
الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى
...
-
الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي-
...
-
استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو
...
-
في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف
...
-
ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا
...
-
فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي
...
-
استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس
-
ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي على النايل سات لمتابعة الأغاني
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|