فلاح هادي الجنابي
الحوار المتمدن-العدد: 4440 - 2014 / 5 / 1 - 21:24
المحور:
حقوق الانسان
يوم الاثنين المصادف 28 نيسان، قضى محمد بابايي أحد سکان مخيم ليبرتي نحبه بعد أن قامت القوات العراقية بتأخير أحالته الى المستشفى على أثر جلطة قلبية ليصبح الشهيد رقم 19 من سکان مخيم ليبرتي الذين قضوا نحبهم على أثر الحصار الطبي الشديد المفروض على المخيم.
هذا الحصار المحکم الذي يفرض على سکان المخيم منذ عدة أعوام من أجل کسر شوکة مقاومتهم و تطلعهم لحرية بلادهم و شعبهم، ولکي يجبرونهم على الرضوخ و الاستسلام لأوامر قادمة من خلف الحدود، لکن سکان مخيم ليبرتي الذين يقاومون الاستبداد الديني منذ أکثر من ثلاثة عقود، يتقبلون و عن طيب خاطر دفع ثمن باهض على حساب حياتهم لکنهم لايقبلون أبدا التنازل عن أفکارهم التحررية و عن مبادئهم التي عانوا الامرين من أجلها و في سبيلها و الاستسلام للاستبداد الديني.
سکان ليبرتي الذين هم لاجئون سياسيون معترف بهم من قبل الامم المتحدة و الاوساط الدولية الاخرى، لکن وعلى الرغم من أن مخيم ليبرتي لايحمل مواصفات مخيمات اللاجئين الاخرى في سائر أنحاء العالم، فإن السکان لايحظون أيضا بمزايا و إمتيازات اللاجئين السياسيين، وهم الى جانب ذلك يخضعون لمعاملة لاتتفق و تتناسب مع کونهم لاجئين، وان هذا الحصار المميت الذي أردى لحد الان بتسعة عشر فردا منهم وهو رقم لو قمنا بمقارنته مع عددهم البالغ قرابة 3000، فإنه سيکون رقما کبيرا و مثيرا للقلق، ومع أن عددا کبيرا من المنظمات و الشخصيات الاقليمية و الدولية المختلفة قد دعت الى ضرورة مراعاة الناحية الانسانية في التعامل معهم و دعت و ناشدت الحکومة العراقية في مناسبات متباينة من أجل رفع هذا الحصار و درء الاخطار عنهم، غير أن الحکومة العراقية لم تعبأ و تکترث لذلك وان الشهيد التاسع عشر من سکان ليبرتي الذي سقط من جراء تأثير و تداعيات الحصار الطبي المفروض عليهم، مما يدل على إصرار الحکومة العراقية على سياستها التعسفية غير المبررة قانونيا و إنسانيا.
ان حالة الوفاة التاسعة عشر التي وقعت بين سکان مخيم ليبرتي من جراء الحصار الطبي، لايجب أن تمر على العالم مرور الکرام و يجب أن تصبح حافزا و دافعا من أجل النضال الجدي من أجل الدعوة الملحة الى رفع هذا الحصار عبر تنظيم حملة دولية لتحقيق هذا الهدف الانساني.
#فلاح_هادي_الجنابي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟