أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبد الله الخليل - بقعة ضوء .. أم بقعة زيت على سطح ماء؟















المزيد.....

بقعة ضوء .. أم بقعة زيت على سطح ماء؟


عبد الله الخليل

الحوار المتمدن-العدد: 323 - 2002 / 11 / 30 - 03:06
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

 

أخبار الشرق - 27 تشرين الثاني 2002

الشارع السوري بأطيافه المتنوعة بدأ يتحدث عن هذه البقعة، وبكلام أكثر دقة: أكثرية الناس شعرت ان هذه البقعة من الضوء تتحدث باسمها، وهذه المجموعة أو تلك شعرت ان ما يدور في حلقات هذا المسلسل هو وصف بليغ لمعاناتها، ولذلك تفاعلت معه بشكل كامل وأخذ الناس يتحدثون عن كل حلقة من الحلقات في اليوم التالي، كل واحد يشرح ما وصل إلى فكره من هذه الحلقة أو تلك، وكيف أدرك المطلوب منها.

مرد ذلك إلى أسباب متعددة من وجهة نظر بعض المشاهدين:

1 - القمع الذي عاناه المواطن، خلال الفترة الطويلة وعلى مدار حقبة من الزمن كادت ان تتجاوز الأربعين عاماً، هذا القمع الذي حدد لكل منا ان يسمع ويشاهد ما يراه الآخرون انه هو الصح وعلينا ان نسمعه ونشاهده.

2 - مقدمات الانفراج التي أخذ يعيشها المواطن السوري خلال حكم رئيس الجمهورية الجديد بشار الأسد، وللحقيقة ان المواطن السوري من ممثله إلى مشاهده إلى شاشته إلى مخرجه تغيرت رؤيته للأمور بنسب متفاوتة، من خلال مقدمات هذا الإنفراج.

3 - السقف الذي ارتفع قليلا في هذا المسلسل، وتناوله لبعض المسائل التي تمس شخصيات كانت تعتقد بمنعتها وعصمتها وتصورها أنها لا تخضع لا للحساب والمساءلة ولا لقانون الزمن الذي يغير كل شيء. على سبيل المثال لا الحصر رئيس دائرة أمن سواءً في المركز أم في الفرع، هذه النوعية كانت تعتقد أنها باقية إلى ما شاء الله وقدّر، كما أنها أفهمت المواطنين انها قدرهم الثابت الذي لا يزول، وهي المطلق الذي لا يتغير، وهذه صفات للحق جل جلاله.

4 - الواقعية وصدق ما طرح في هذه الحلقات، جعل المواطن الذي كان يعاني من هذه المشكلة أو تلك، يشعر ان هذه الحلقة تتحدث عنه.

5 - الفراغ الذي يعانيه المواطن، والجوع إلى مشاهدة النقد الحقيقي، والقدرة على نقد المراكز الحساسة.

6 - معالجة المسلسل لحالات يعيشها المواطن. لا يهمني أن يعالج هذا المخرج أو ذاك، كيف كان يحكم عمر بن عبد العزيز، أو كيف ساوى بن الخطاب بين ابن المواطن وابن الوالي، لأنني أشعر أن هذه المسائل أضحت من الأحلام، بقدر ما يهمني أن يعالج هذا المسلسل كيف أحصل على رغيف الخبز، وكم صفعة أتلقى من هذا العنصر أو ذاك من عناصر الأمن؟ وكيف أجبر على الخروج في مسيرة أو حضور مهرجان خطابي؟ وكيف أقول لمن يسرق خبز أولادي إنه ذخر للوطن؟ وكيف أن أصغر الموظفين يستطيع ان يمرغ انفي في التراب إذا لم ادفع له المطلوب؟ وكيف أموت آلاف المرات في قصور العدل وأنا أشاهد الأموال هي التي تحكم بين الناس "بالعدل"؟ وكيف وكيف ..؟!

هذه بعض النقاط التي أردت التعرض اليها.

لقد لفت انتباهي مقال عن غياب الرقابة في التلفزيون السوري على صفحات "أخبار الشرق" (انظر مقال علي جابر 23/11/2002) ووددت أن أكتب هذه الكلمات، لا رداً على ما كتب، فأنا أطالب باحترام حق الجميع في التعبير عن آرائهم بوضوح وعلانية. وهذا الإيمان يلزمني بأن أستمع إلى وجهة النظر الأخرى والرأي الآخر، دون ان يحضر إلى منزلي أو مكتبي مساء أو صباحاً زيد من الناس ويقول لي جئت لأجري عنك الدراسة الأمنية، وهذه الدراسة تتكرر كلما تطلب الأمر ذلك. وبالتالي من حق الآخر أن يكتب ما يشاء.

كما انني لا أقبل أن أتعامل مع الآخرين وفق أسس طائفية أو مذهبية أو إقليمية أو أقلوية، وهذه المسألة مسألة مبدأ وليست للترويج أو المتاجرة.

كما أقبل نسبة الـ 51 في المائة سواء كانت هذه النسبة لمصلحتي أو ضدي، ومن الممكن ان أتعامل مع أي شخص كان وفق نسب الاتفاق أو الاختلاف، واظن ان علينا ان نبتعد عن فكرة كل شيء أو لا شيء.

من خلال هذه المعطيات الثلاث وددت ان أعلق على المقال وأتناول ما يتعلق بمسلسل بقعة ضوء فقط، لا لسبب إلا لأنني لم أشاهد غيره مما ورد في المقال المنشور. كما أنني لا أعرف أياً من الممثلين أو المخرج أو المنتج معرفة شخصية، وهم أيضاً لا يعرفون حتى اسمي. ذكرت ذلك لكي نبتعد بكتاباتنا عن دائرة الشبهات.

المسلسل لم يتناول طائفة بعينها، وانما تناول رؤساء لدوائر الأمن في أكثر من حلقة. وهنا أود ان اعلق على واقعة رئيس دائرة الأمن وكيفية تعامله مع مدير المدرسة ومدير التربية والمعلمين، فهذا أقل مما كان يحصل في الواقع بكثير.

أما كيف ساهم المواطنون في المسيرة من خلال البوسطة القديمة التي ركبوها، والشعارات التي رفعت او هتفوا بها وطريقة دعوتهم وحضورهم وركوبهم أيضاً, فتلك الواقعة موجودة ومجسدة على ارض الواقع، وكان يُعمَل بها إلى فترة ليست بالبعيدة.

والحلم لذلك الطفل، وما عانى منه والده وإدارة المدرسة، ووالدته أيضا،ً حقيقة واقعية. فهناك مصادرة لهذا الحلم وبشكل قانوني وأساسي، فأي مواطن لا ينتمي إلى صفوف حزب البعث ولا ترشحه القيادة القطرية لا يحق له أن يكون رئيساً للجمهورية، وبالتالي لا يحق له حتى ان يحلم بهذا المنصب.

أن تمارس الخطأ، وتسخر هذه الدائرة أو تلك، أو ذلك الجهاز الذي خُصص لحماية الوطن أصلاً، لتلبية رغبات طفلة في الصف الأول الابتدائي وهي تمارس كذبة نيسان، أليس يعتبر نقداً بناءً!

تضع مجموعة من الأشخاص في غرفة التوقيف وهم أصدقاؤك لمجرد أنك خسرت معهم في لعبة الورق وتترك مهامك الأساسية، هل يعتبر ذلك تجريحاً؟

هل المطلوب ان تتراجع الدولة عن الهامش الديمقراطي (إذا جاز التعبير واعتبرناه كذلك) وتعود إلى كمّ الأفواه والى التقارير والإخباريات التي تودي بحيوات الكثير من المواطنين أو تضعهم في غياهب السجون؟ أي تاريخ هذا الذي أصبح مسلياً؟ هل الفساد، والسرقة، والقمع، وكبت الحرية، تاريخ يجب ان نحافظ عليه؟

هل المطلوب إغلاق هذا الهامش، لكي يسكت الجميع وتدور دائرة الفساد والنهب المنظم، بحجة ان هذا النقد يؤدي إلى الهدم؟ هل هدم جدار الفساد جريمة؟ أم هو واجب وطني وأخلاقي وديني؟

نريد لبقعة الضوء أن تنتشر، ونريد للشمس ان تشرق، لكي نبني وطناً يتسع للجميع في وضح النهار وتحت أشعة الشمس .

__________ 

* محام سوري ناشط في الدفاع عن حقوق الإنسان - الرقة

 



#عبد_الله_ الخليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مدفيديف: الناتو منخرط بشكل كامل في الصراع الأوكراني
- السعودية.. إحباط 5 محاولات لتهريب مئات آلاف حبوب -الكبتاغون- ...
- مصر.. الداخلية تكشف تفاصيل واقعة مصرع عامل دليفري بعد تداوله ...
- اليونيفيل: إصابة 4 جنود إيطاليين من قوات حفظ السلام في جنوب ...
- محمود الهباش: وجود إسرائيل في غزة لن يكتسب شرعية مهما طال
- مشاركة عزاء للرفيق رؤوف الحباشنة بوفاة جدته
- من هو الكاتب بوعلام صنصال وما مصيره منذ وصوله للجزائر؟
- خبير عسكري: الاحتلال يستهدف مربعات سكنية بسبب تعثر عمليته ال ...
- هل اكتشفت أم محمد هوية الواشي بنصر الله؟
- قوات الاحتلال تقتحم جنين ونابلس واعتداءات للمستوطنين في الخل ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبد الله الخليل - بقعة ضوء .. أم بقعة زيت على سطح ماء؟