عادل الخياط
الحوار المتمدن-العدد: 4439 - 2014 / 4 / 30 - 08:34
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
المؤمن الحرامي هذا كان في يوم من الأيام يساريا , ولكونه من نوع اليساري البسيط .. البسيط يعني المتواضع , يعني مثل أي شخص كان لا يقرأ ولا يكتب أيام السبعينات عندما كان الحزب الشيوعي العراقي يتبوأ مركزا جماهيريا , هذا الشخص الأمي تراه يقبض بيده جريدة طريق الشعب ليعرضها على الخلق .. في عراق اليوم من المحتمل بل الأكيد ترى ذلك الشخص يضع نذرا أخضر حول رقبته تيمنا بالزمن البيرقي الأخضر !!
ليس القصد هنا تبرير الحالة , لأن التبرير هنا يدخلنا في مديات عن تحولات مجتمعات عديدة وذات بُعد تاريخي في مدى علمانيتها نحو خرافة الدين , القصد هو حكاية تصب في ذات المنحى , والتايتل يُفصح عن المضمون :
الحكاية تقول : ان هذا المؤمن الحرامي كان في يوم من الأيام يساريا .. ملاحظة : صفة الحرامي ليست مقترنة بديانة أو أية أيلوجية , إنما صفة بشرية , لكن أعتقد ان الدين يضع لها مبررات شرعية على ضوء مايحدث في عراق اليوم .. على أي حال : نتواصل مع الحكاية التي تزعم أو بتعبير أدق تفصح أيحاءاتها ان هذا " المومن " الحرامي قد أخذت تنتابه موجات من الشد العصبي بين ماضيه اليساري وبين واقعه الحالي الذي يفرض عليه الصلاة في مواعيدها - ما عدا صلاة الفجر حيث يغلبه أو تعز عليه حلاة النوم عند الفجر - .. لكنه يُصليها متأخرا أو كما يُسمونها " قضاة أو قضاء "
الشد العصبي لهذا " المومن " الحرامي انه ذات يوم كان يناقش ادبيات الماركسية , أما اليوم فإن صاحبنا قد أخذ يقحم الدين في كل صغيرة وكبيرة , طبعا ان هذا الفعل يقترن بمدى عقليته - رغم انه , بالمناسبة , انه ليس من نوع الديني المتزمت - وهنا ربما نقع على علة الدين في تدمير النفس البشرية , لكن حتى لا نظلم الدين في هذا الإطار , فالذي يسرق ويخدع ليس بالضرورة أن يكون دينيا , صفة غرائزية , الفِعل الضئيل صفة غرائزية يشترك فيها البشر أجمعين , لكني أعتقد أن موشور الدين يضع بصماته على صاحبنا .. فمثلا صاحبنا هذا دائما يُوجه نعت للأخرين تمس الجانب الديني , كأن يقول للآخر : مُلحد , كافر , خارج عن الدين , لكن عندما تقول له : أنت ديني , لكن حرامي " .. لماذا يشمئز يا ترى ؟ المفروض لأنه ديني فلا يجب ان يكون حرامي , لأن العُرف الديني يقول : ان الديني لا يجب أن يكون لص .. طبعا هو يشمئز لكونه حرامي , بمعنى هي تلك الإزدواجية التي تتملكه , كيف تحتويه تلك الإزدواجية ؟ .. الإزدواجية تتأتى من العقل الضئيل , في حالتنا هذه أو على الأعم هناك مادة ومنافع ورخاء .. خلاصة القول : ان هذا الشخص عندما كان يساريا كان صاحب خُلق , فكيف تحول إلى لص - مع الإستثناء - , هل الدين أباح له تلك اللصوصية , أم أنها تولدت نتيجة ظروف الحياة , أم أنها غريزة في دمه ؟ وربما للموضوع تشعبات كثيرة عن فلسفة الأخلاق .
#عادل_الخياط (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟