باريس - الزمان:
بدعوة من الحزب الشيوعي الفرنسي
وبالتنسيق مع العديد من المنظمات المعنية بالدفاع عن حقوق الشعوب والاستقرار
العالمي إضافة لمكتب الحزب الشيوعي العراقي في فرنسا، استضافت عمدة مدينة نانتير،
مساء أمس، ندوة سياسية مهمة حضرها عدد كبير من المختصين في الملف العراقي والسياسة
الأمريكية في المنطقة.
وتهدف الندوة، التي عقدت تحت شعار (السلام العالمي مهدد
والشعب العراقي في خطر) إلي زيادة تحسيس الشارع الفرنسي بالأسباب الحقيقية لترتيبات
الحرب التي تحضر لها واشنطن (والتي ليس لها أية علاقة بواقع التسلح العراقي المحظور
بقدر ارتباطها بالنموذج الجديد للمصالح الأمريكية وفي المقدمة منها السيطرة
المباشرة علي ثروات المنطقة وفي مقدمتها منابع النفط العراقي) علي حد قول جاك فاته،
مسئول مكتب العلاقات الدولية في الحزب الشيوعي الفرنسي، والذي شدد علي ضرورة
(الانتفاض الشعبي لفضح هذه السيناريوهات التي لن تخدم الاستقرار بشكل عام مثلما هي
غير مرتبطة علي الإطلاق بالحرص علي تفعيل الخيار الديمقراطي في العراق خاصة بعد
الكشف عن النيات الحقيقة الأمريكية في تشكيل حكومة عراقية لا علاقة للشعب في تحديد
عناصرها)، مشيرا إلي أن هذه الندوة (ليست للاختيار بين صدام وبوش بقدر حرصها علي
احترام حقوق الشعوب في تقرير مصيرها، وأوربا مدعوة قبل غيرها لتحقيق ذلك وإلا لا
توجد فائدة من وجودها ورغبتها خلق حالة من الشركة الأوربية المتوسطية والشرق
أوسطية، وهو ما سنعمل علي ترسيخ مفاهيمه في المتبقي من الزمن قبل وقوع العمل
العسكري).
وفي تصريح لـ (الزمان)، أعرب رائد فهمي ممثل الحزب الشيوعي العراقي في
فرنسا عن سعادته لعقد هذه الندوة (لما انطوت عليه من مساندة شعبية ورسمية تمثلت في
منح عمدة المدينة تسهيلات كبيرة لإنجاح هذا التحرك إضافة لمشاركة رسميين فرنسيين في
تنشيط الحوار فيها، وهي من بين التحولات الإيجابية التي تعبر عن فهم الشارع الفرنسي
لخطورة شن حرب جديدة علي العراق يدفع الشعب فيها، مرة أخري، ثمناً باهضاً إضافياً
لا علاقة له علي الإطلاق برغبة تفعيل الخيار الديمقراطي في بلادنا والذي هو علي راس
الاهتمامات من وجهة نظرنا)، مؤكداً وجود خطوات لاحقة لهذا التوجه يتمثل ( في عقد
ندوات أخري وتسيير مظاهرات جديدة خاصة ونحن في سباق مع الزمن).
تجدر الإشارة إلي
أن المؤسسات الرسمية الفرنسية تغض الطرف، هذه الأيام، عن عقد مثل هذه النشاطات
المعارضة وبمشاركة مسؤولين ونواب بشكل يدفع إلي الاعتقاد بوجد فهم رفيع المستوي
لخطورة نتائج هذه الحرب علي مجمل المصالح الفرنسية في المنطقة.