|
حوار خاص مع مرشح حزب تركمان إلي رياض صاري كهيه
فدوى فاضل
الحوار المتمدن-العدد: 4437 - 2014 / 4 / 28 - 18:05
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
إلي رياض صاري كهيه: فليأخذوا نفط كركوك بشرط ان يرفعوا ايديهم عنا
لا تزال المنطقة العربية تتعثر في سيرها باتجاه "الديمقراطية" التي سعت اليها شعوبها في فورة ما يسمى بالربيع العربي. وهذا العام هناك العديد من الانتخابات الرئاسية التي جرت وستجري، بينما يسميها الاستاذ هيكل "استحقاقات سياسية" حيث يتم تعيين رئيسا للمرحلة بصورة انتخابية. فالنتائج محسومة مسبقا، كما تقول الواشنطن بوست لكل من بوتفليقة في الجزائر، السيسي في مصر وبشار الأسد في سوريا.. لكن انتخابات العراق، كما تقول الصحيفة، هي الوحيدة التي قد تأتي بـ"اللامتوقع".. من هنا كان لي هذا اللقاء مع البرلماني السابق وممثل تركمان العراق في الانتخابات الحالية، السيد رياض صاري كهيه، المعروف بجرأته في الخوض في السياسة، والأكثر صراحة فيما يتعلق بالمواضيع الحساسة في الشأن العراقي، وهي كثيرة. - في البداية نتساءل هل لنا ان نعتبر حزبكم "عراقيا" .. من الناحية السياسية وليس الإثنية؟ ان حزب (تركمان الي) حزب يهتم بوضع التركمان بالدرجة الاولى كما يهتم بالقضايا العراقية والاثنية والقضايا القومية التركمانية. وتجوز العضوية في حزبنا لغير التركمان من الكرد والعرب القاطنين في منطقة تركمان الي والمناطق ذات الخصوصية التركمانية والممتد من مندلي الى تلعفر.
- قلتم في حديث سابق لأحدى الصحف التركمانية ان حزبكم لا يرغب بالاتحاد مع الحزب التركماني العراقي "لأنه يطالب بحقوق التركمان في اطار سلطة مركزية" بينما حزبكم يطالب بنفس الحقوق لكن ضمن اطار عراق "فيدرالي" غير مركزي السلطة. هل ترى في ذلك اشكالية مستقبلية اذا ما اخذنا بالاعتبار ان التركمان يتمركزون في منطقتي اربيل وكركوك، وهما منطقتين "كرديتيين" كما يدعي بذلك الأكراد؟ توجد خمسة احزاب تركمانية في العراق مسجلة لدى المفوضية العليا للانتخابات، اربعة من تلك الاحزاب التركمانية برامجهم متشابهة من ضمنهم حزب الجبهة التركمانية العراقية، وهم يدافعون عن مركزية النظام في العراق. حزبنا فقط، حزب تركمان الي، يطالب بالفدرالية وتشكيل اقليم تركمان الي. حتى المدى القريب كانت مواقف الحركة التركمانية هي التضامن مع المركز بغداد ولكن حزب تركمان الي يرى ان من مصلحة التركمان التضامن مع الكرد لانهم يتقاسمون مناطق مشتركة كثيرة، بالاضافة الى الشراكة الثقافية بين القوميتين.
- ذكرت ايضا انه لا توجد اي ضغوط على التركمان من العرب لكن الأكراد "لا يتعاطون ايجابيا مع التركمان" .. فهل يمكن ان يؤثر هذا على موقفكم تجاه مشكلة "كركوك" التي لاتزال قائمة بين الحكومة المركزية العراقية والأكراد؟ كأن يتحالف التركمان مع الأحزاب العراقية ضد الأحزاب الكردية مثلا، او العكس، خصوصا انكم اقلية صغيرة بين الاكراد والعرب؟ عانى التركمان كثيرا من سياسات التعريب وخاصة اثناء نظام صدام حسين، من القتل والتشريد والاعتقال ووصل الامر الى حد وضع عراقيل امام التحدث باللغة التركمانية في الكثير من دوائرالدولة، واصبح المواطن التركماني يحس انه مواطن من الدرجة الثانية وقام نظام صدام باستملاك الاراضي التركمانية وتوزيعها على الشيوخ العرب، ومنع التركمان من مزاولة مهنة التجارة وشراء العقار والخ . لكن بعد سقوط النظام ازيلت هذه السياسات التعسفية واصبح بامكان المواطن التركماني ان يمارس حقه كمواطن مثله مثل العرب والكرد، حيث ان الدستور العراقي الدائم يشير الى ان التركمان هم المكون الثالث بعد العرب والكرد في ديباجة الدستور. بالاضافة الى ذلك، فالمادة الثالثة من الدستورتعتبر جميع العراقيين هم مواطنين من الدرجة الاولى، حيث ينص الدستور على ان العراق بلد متعدد القوميات والمذاهب والاديان. ورغم ذلك فمعاناة المواطن التركماني مستمرة جراء التراكمات من ممارسات النظام البائد حتى الان. الاراضي التركمانية لم تعد الى اصحابها الشرعيين الى الان على سبيل المثال. بعد سقوط النظام قامت الاحزاب الكردية باحتكار السلطة في كركوك والمناطق التركمانية جراء ممارسات الحكومة الامريكية في هذه المناطق، حيث قام الامريكيين باعطاء المحافظة والدوائر والقائممقامية ورئاسة الدوائر المحلية الى الاحزاب الكردية وخاصة الشرطة، الامر الذي كرس هيمنة تلك الاحزاب في مناطقنا واحتكار جميع السلطات الادارية والسياسية والاقتصادية في هذه المناطق على حساب التركمان. ولم تتجاوب الاحزاب الكردية مع مناشدات الاحزاب التركمانية بخصوص المطالب والشراكة الحقيقية بل عملت على تجاهلها تماما.
- ما هو تصوركم اذا لحل مشكلة "كركوك" في هذا الاطار الاثني المعقد؟ وهل ترى دورا لتركيا في حسم المشكلة؟ ان قضية كركوك قضية تاريخية معقدة بين بغداد واربيل من طرف وبين العرب والكرد والتركمان من جهة اخرى. ولا يتم ايجاد الحل الا بمشاركة وتاييد الاطراف الثلاثة الرئيسية في كركوك، وموافقة بغداد واربيل، ونحن نرى باب الحل الامثل في هذه المرحلة هي تشكيل الإقليم. حاليا، ترى الاحزاب التركمانية ان الحل الامثل والواقعي لحل مشكلة كركوك هو تشكيل اقليم كركوك، بحيث تكون نسبة الشراكة لكل مكون رئيسي 32 بالمئة - تركمان، عرب وكرد- و 4 بالمئة للاخوة المسيحيين في السلطتين التشريعية والتنفيذية في الاقليم . كما ان هناك توجه كبير من قبل بعض الاطراف الكردية والعربية لتشكيل اقامة هذا الاقليم كحل واقعي ومرحلي. كان لتركيا خط احمر في مشكلة قضية كركوك ولكن الان نعتقد بان الخط الاحمر اصبح اصفر، فهي تقف (تركيا) موقف المتفرج حاليا. ونعتقد ان تركيا تؤيد مشروع اقليم كركوك ولكن معظم اهالي كركوك يؤيدون تشكيل اقليم كركوك بكل مكوناته ولكن المشكلة الحالية هو موقف حكومة بغداد واربيل.
- هل هناك جهات سياسية كردية تؤيد فكرة اقليم كركوك ومن هم؟ في الحقيقة ان معظم القيادات الكردية في حزب الطالباني ومعظم اكراد كركوك يؤيدون مشروع تشكيل اقليم كركوك. - اذا لم يظهر على السطح حلا سياسيا لمشكلة كركوك، وكذلك اربيل، على المدى القريب- هل ترى ان الاقتصاد يمكن ان يلعب دورا لخلق جوا من التعايش السلمي بين جميع الاطراف؟ ومن سيضمن مسألة الأمن كي ينتعش الاقتصاد في هذه المنطقة؟ وما هي الأوراق التي سيلعبها التركمان في المجال الاقتصادي؟ وهل بامكانهم منافسة النشاط الكبيرالذي قام به الأكراد في هذا المجال؟ انا شخصيا لا ارى المشكلة الرئيسية في كركوك مشكلة اقتصادية بالدرجة الاولى، وانما نرى بانها واجهة. فبدون ايجاد الشراكة الحقيقية ليس من السهل تحقيق التعايش السلمي في كركوك. ونحن كتركمان ننظر الى هذه القضية من جانب امننا القومي ولا ننظر اليها من باب الاقتصاد بالدرجة الاولى. فليأخذوا نفط كركوك بشرط ان يرفعوا ايديهم عنا ويتركونا نعيش احرارا بكرامة في اراضي اجدادنا .. نحن ليس لدينا اية رغبة ولا النية في التنافس مع الاقتصاد الكردي.
- كيف استطعتم الولوج الى صفوف المعارضه العراقية في السابق وطرح قضاياكم كمكون تركماني في العراق؟ لم يكن الأمر بتلك السهولة، لكن موقفنا كان واضحا للجميع بمعارضتنا للنظام البائد وتأييدنا للأطراف المعارضة الأخرى. من هنا كنا نشارك في نشاطات معظم المؤتمرات التي عقدت تحت مظلة المعارضة العراقية في ذلك الوقت، من صلاح الدين ولندن ونيويورك. - معروف ان لك تاريخ طويل في الحركة السياسية التركمانية تفوق الاربعة عقود.. ماذا قدمت الحركة للتركمان العراقيين خصوصا خلال هذه الفترة؟ عندما كنت مسئولا عن المحور الشمالي في الحزب الوطني التركماني - والملغي حاليا- فتحت اول المقرات لهذا الحزب، وأصدرت صحفا تركمانية. وعند تسلمي منصب رئاسة حزب تركمان الي في 1994قمت بنشاطات سياسية واسعة في اربيل حيث انشأنا مؤسسات تركمانية تُعنى بالمجتمع المدني والتعليم خصوصا. وعلى الصعيد السياسي، قمت باعداد مشروع الجبهة التركمانية والذي حصل فورا على التاييد من الاوساط السياسية والشعبية بالاضافة الى تاسيس الجبهة العسكرية للحزب. - لكن ما الحاجة الى تأسيس هذه "الميليشيا" التركمانية، والتي اختفت مباشرة بعد سقوط نظام صدام حسين؟ الهدف من تشكيل القوات التركمانية هو الدفاع عن حقوق الشعب التركماني ومعارضة النظام البائد. ولكن عندما احتلت امريكا العراق اجبرتنا على حل هذه المليشيات العسكرية وتقليل عدد افرادها. اضف الى ذلك تعرضنا للضغوط من بعض الاطراف الكردية وخلق مشاكل مع قواتنا، حيث أُجبرت اكثر المسئولين في الجبهة التركمانية على الغاء هذه القوة، وتحويلها الى شركة حماية تحت اشراف القوانين العراقية. ومن المؤسف ان قسم كبير من اعضاء هذه القوة قد تركوها بشكل نهائي.
- بما انكم مقبلون على انتخابات برلمانية مهمه قد تأخذ العراق ككل الى اتجاه غير متوقع، كيف ترى دور التركمان في عراق ما بعد الانتخابات؟ العراق يعاني من مشاكل كبيرة ومشاكل التركمان اكثر مشاكل المواطنين العراقيين.. بل ونرى انها اكبر واكثر تعقيدا من مشاكل العرب والكرد. لذا نأمل من التركمان المغتربين المشاركة بشكل كثيف في هذه الانتخابات لان ليس في العراق اي خطر على الوجود العربي او الكردي. فعلى اقل تقدير، يصل عدد النواب العرب الى ما لا يقل عن 250 نائب حيث يعتبرون اكثرية ساحقة، ولكن عدد النواب التركمان لا يتعدى عدد اصابع اليد الواحدة، وان اغلبية المناطق التركمانية غير مستقرة امنيا وهي مناطق لصراع بين المركز والاقليم. لذا فنحن كتركمان نعول على المشاركة الكثيفة للمواطنين في هذه الانتخابات لارسال اكبر عدد من النواب الى البرلمان.
#فدوى_فاضل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لا تستحِ، وإسرق ما تشاء فتنشره الصحف العربية
-
الفنان نور الشريف: المحاولات مستمرة لإحلال الدين رقيبا على ا
...
-
الإصدار الأول لدار نون الاماراتية للنشر.. في تحديها الأول
-
كتاب الفرصة الأخيرة.. الشرق الأوسط في الميزان
-
لماذا فشل الغرب في احتواء الاصولية الاسلامية
-
حاجة اليمن الى مؤسسات تعليمية
المزيد.....
-
سحب الدخان تغطي الضاحية الجنوبية.. والجيش الإسرائيلي يعلن قص
...
-
السفير يوسف العتيبة: مقتل الحاخام كوغان هجوم على الإمارات
-
النعمة صارت نقمة.. أمطار بعد أشهر من الجفاف تتسبب في انهيارا
...
-
لأول مرة منذ صدور مذكرة الاعتقال.. غالانت يتوجه لواشنطن ويلت
...
-
فيتسو: الغرب يريد إضعاف روسيا وهذا لا يمكن تحقيقه
-
-حزب الله- وتدمير الدبابات الإسرائيلية.. هل يتكرر سيناريو -م
...
-
-الروس يستمرون في الانتصار-.. خبير بريطاني يعلق على الوضع في
...
-
-حزب الله- ينفذ أكبر عدد من العمليات ضد إسرائيل في يوم واحد
...
-
اندلاع حريق بمحرك طائرة ركاب روسية أثناء هبوطها في مطار أنطا
...
-
روسيا للغرب.. ضربة صاروخ -أوريشنيك- ستكون بالغة
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|